تتجه دول عدة للتخفيف من الاعتماد على الدولار في التعاملات التجارية مع الشركاء الإقليميين والدوليين من بينها مصر؛ وذلك للحد من أزمة السيولة الدولارية والضغوطات على العملة المحلية "الجنيه المصري" في ظل التداعيات الاقتصادية العالمية.

مصر تحل أزمة الدولار

وتحاول أن تصل مصر إلى تنفيذ عمليات تبادل تجاري مع عدد من الدول ببنها روسيا وتركيا والهند وكينيا، عن طريق نظام "المقايضة"، وذلك من أجل تخفيف الضغط على العملة الأجنبية، وحل أزمة الدولار.

 

وتدرس مصر تنفيذ عمليات التبادل التجاري مع روسيا وتركيا وبعض الدول الإفريقية بنظام "المقايضة"؛ لخفض الضغط على العملة الأجنبية.

40 مليار دولار.. خطة حكومية لجذب مبالغ ضخمة لحل أزمة العملة الأجنبية مصدر جديد للدولار وتحدي وحيد.. كيف تستغل الدولة العقارات لجذب العملة الأجنبية؟

واتجهت مصر إلى نظام المقايضة؛ لأنها تبحث منذ فترة عن "بدائل للعملة الصعبة التي تعاني شحاً فيها، سواء بنظام المقايضة أو عبر إجراء عمليات التبادل التجاري بالعملة المحلية مع الدول الأخرى.

ويقصد بالمقايضة التجارية، أن تتم عملية التبادل بين الطرفين، عبر تقديم أحدهما للآخر سلعة أو خدمة أو أصلاً غير النقود، مقابل سلعة أو خدمة أو أصل غير النقود.

وتلتهم الواردات المصرية جزءا كبيرا من صافي الاحتياطي النقدي، وهو ما يدعو إلى البحث عن الكثير من الوسائل للحد من زيادة الطلب على الدولار، والتي تشكل ضغطًا كبيرًا عليه، فضلًا عن التزامات الدولة المصرية الدولارية لدى الغير.

نظام التجارة بالمقايضة

ونظام التجارة بالمقايضة، أمر سائد ومعروف في المعاملات الاقتصادية وليس بجديدٍ، لجأت إليه الصين من قبل، ودول أمريكا الجنوبية، فضلًا عن روسيا سبق وإن لجأت إليه مؤخرًا مع إيران، وبالفعل أصبح منتشر لدى العديد من الدول.

قال وزير الخزانة الكيني نجوغونا ندونغو، خلال تصريحات إعلامية الأسبوع الماضي، إن مصر طلبت شراء الشاي عبر نظام المقايضة بسلعة أخرى، كما أن المقايضة في الوقت الحالي تجري بين تجار فقط.

وأشار ندونغو، إلى أن تصريحات الجانب الكيني المنقولة على لسان السفير المصري، فسّرت خطأ على أنها اتفاق بين الدولتين بينما الصحيح هو أن عمليات المقايضة تجري فيما بين تجار من البلدين.

وتابع: "آلية التبادل التجاري عن طريق المقايضة لم تحدث على المستوى الحكومي الرسمي حتى الآن مع أي دولة، غير أن دراسات تجري حالياً لتطبيقها وتنفيذها مع روسيا وتركيا والهند وبعض الدول الإفريقية".

قرار هام من البنك المركزي | هل تنتهي أزمة الدولار قريبا ؟ يخفف من أزمة الدولار.. قرار مرتقب من البنك المركزي بشأن الجنيه المصري

وتتراوح قيمة المبادلات التجارية بين مصر وروسيا بين 5 و6 مليارات دولار سنوياً، حيث تصدّر مصر إلى روسيا الفواكه والخضراوات والنباتات والبذور والصابون والألبان والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية والزيوت العطرية، فيما تستورد منها الحبوب والخشب والحديد والصلب والوقود المعدني والزيوت المعدنية والكتب والصحف والنحاس والمنتجات الكيماوية.

وتبلغ قيمة التجارة ما بين مصر والهند بين 5 و6 مليارات دولار سنوياً أيضاً، حيث تصدّر مصر إلى الهند الوقود والزيوت المعدنية والأسمدة والمنتجات الكيماوية والقطن والفواكه، فيما تستورد منها اللحوم والحديد والصلب والوقود والزيوت والمنتجات الكيماوية العضوية، والآلات والأجهزة الكهربائية.

التجارة بين مصر والهند

كما تتراوح المبادلات التجارية بين مصر وتركيا سنويا بين 6 و8 مليارات دولار سنوياً، حيث تصدّر مصر إلى تركيا الوقود والزيوت المعدنية واللدائن والأقمشة والخيوط والمنتجات الكيماوية والأسمدة والآلات والأجهزة الكهربائية، بينما تستورد منها الملابس والحديد والصلب والأجهزة الكهربائية والزيوت والمنتجات الكيماوية والسيارات والجرارات.

ويقول الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن أسلوب المقايضة القائم على تبادل العملات بين الدول يعد الأمثل لحل الأزمات التى يمر بها الاقتصاد المصرى وتقليل الفجوة بين الاستيراد والتصدير قدر الإمكان.

وأضاف الإدريسي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك العديد من المميزات من خلال عقد مقايضة محددة القيمة والمدة بين طرفين أو أكثر لتخفيف أزمة الدولار وزيادة الصادرات المصرية وتشغيل العمالة ورفع الناتج القومى لمصر بزيادة الإنتاج.

وأشار الإدريسي، إلى أن التجارة بالمقايضة تساعد على مبادلة العملة بين الدول، مما تساعد في تيسير وزيادة التبادل التجاري بين أي دولتين، وتساعد أيضا على سير حركة التجارة العالمية.

والجدير بالذكر، أن المقايضة هي نظام الصرف الذي يتم عبره تبادل البضائع أو الخدمات مباشرة بسلع أو خدمات أخرى دون استخدام وسيلة تبادل مثل المال. وهي عادة ما تكون ثنائية ولكن قد تكون متعددة الأطراف (أي بوساطة من خلال المنظمات المقايضة) وعادة موجودة بالتوازي مع النظم النقدية في معظم البلدان المتقدمة على نطاق محدود جدا.

والمقايضة عادة ما تستبدل المال كوسيلة للتبادل في أوقات الأزمات النقدية، مثل عندما تكون العملة إما غير مستقرة (على سبيل المثال التضخم أو الانكماش) أو ببساطة غير متوفرة لإجراء التجارة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدولار الجنيه المصري روسيا مصر تحل أزمة الدولار نظام المقايضة العملة الأجنبية العملة الأجنبیة التبادل التجاری أزمة الدولار بین مصر مصر إلى

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي: الصين ترفض التعاون مع الولايات المتحدة بشأن أزمة اليمن

شمسان بوست / خاص:

أكد دبلوماسي أمريكي أن الصين قد تجاهلت مطالب الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات دولية منسقة ضد هجمات الحوثيين على الشحن الدولي، حيث شجعت الجماعة الحوثية على استهداف سفن الدول الأخرى بدلاً من سفنها الخاصة.



وفي هذا السياق، صرح كيرت كامبل، نائب وزير الخارجية الأمريكي، بأن رد فعل بكين – التي تمتلك قاعدة بحرية في جيبوتي، مقابل مضيق باب المندب من اليمن – كان “غير مفيد على الإطلاق”، مما أثار تساؤلات حول التزامها بالقضايا العالمية.



وأشار كامبل إلى أن الحوثيين المدعومين من إيران قد بدأوا في العام الماضي تنفيذ هجمات صاروخية على السفن الغربية، مما أدى إلى أزمة في الشحن الدولي، أثرت بدورها على الصين والعديد من الدول التجارية الأخرى.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي: الصين ترفض التعاون مع الولايات المتحدة بشأن أزمة اليمن
  • دولة كبرى ترفض مناشدات واشنطن لاتخاذ إجراء دولي مشترك ضد هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر
  • علماء يكتشفون نظاما نجميا ثلاثيا فريدا من نوعه
  • الفريق جابر ينتقد غياب الدعم الإفريقي تجاه أزمة السودان
  • سوريا تستضيف المعرض التجاري للمنطقة الحرة  لتحفيز الاقتصاد العربي
  • تراجعات كبيرة في أسعار الذهب عالميا.. ماذا حدث بعد أزمة لبنان؟
  • وزير التموين يفتتح فرعا جديدا لسلسلة سوبر ماركت: يوفر 1100 فرصة عمل
  • مصر وسوريا تستضيفان النسختين الأولى والثانية للمعرض التجاري العربي لدول منطقة التجارة الحرة
  • الدولار يحقق قفزة جديدة: هل تلوح أزمة اقتصادية في الأفق؟
  • الدولار يواصل صعوده: أزمة جديدة في سعر الصرف أمام الجنيه المصري