تقرير: انخراط صنعاء في مواجهة “إسرائيل” يجعل التطبيع مع السعودية أمرا مختلفا
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
حَيثُ كان يحاول المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون، حتى الأمس القريب، إخفاءَ الدمار الناجم عنها إلى أن كشفت عنها وسائلُ الإعلام العبرية والغربية”.
وبيّن التقريرُ الصادرُ عن موقع “الخنادق” الإخباري، أن “وصولَ المسيّرات والصواريخ اليمنية إلى الداخلِ المحتلّ، هو العُقدةُ الأخطر؛ لما يرتبط بها بإمْكَانية تأثير ذلك على عدد من النقاط الجيواستراتيجية الأُخرى، كـ “باب المندب” والبحر الأحمر”.
ولفت التقريرُ إلى أن “أهميّةَ الضربات اليمنية تكمُنُ في أن هذه المعركة الأولى التي تختبرُ فيها القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ أسلحتَها باستخدام مداها الأقصى، وبتَحَدٍّ يكمُنُ بتجاوُزِ عددٍ كبيرٍ من الدفاعات الجوية الأمريكية التي تمتلكُها كُـلٌّ من السعوديّة ومصر والأردن والذين شاركوا بالتصدي للصواريخ والمسيّرات اليمنية، وبالتالي فهي تشكل فرصة مناسبة لاكتشاف فعالية هذه الأسلحة بما يتعلق بمكامن الضعف ونقاط القوة، استعداداً للمعركة الكبرى”.
ونوّه التقرير إلى أن “مشاركة اليمن في عمليات “طُوفان الأقصى” يعزز من دورها الإقليمي؛ فخلال حرب أُكتوبر عام 1973م تعرّض كيان الاحتلال لأول حصار بحري في تاريخه، بعد أن قام اليمنُ بعملية إغلاق بحري أمام السفن الإسرائيلية وتلك الداعمة لها في باب المندب، أكثر من نصف مليون كيلو متر ما بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط كانت ضمن الغطاء العملياتي في تلك الفترة، حَيثُ تم اعتراض وتفتيش أكثر من 200 سفينة من بينها سفن حربية أمريكية (Charles Adams) ما بين جزيرتي “بريم” وَ”جبل الطير”.
وَأَضَـافَ موقع “الخنادق”: “اليوم بعد مرور أكثر من 50 عاماً، تعودُ هذه المأساة التي تعرضوا لها إلى أذهان المسؤولين الإسرائيليين، بفارق ملموس، يتمثل باستهدافِ الصواريخ اليمنية عُمْقَ الكيان، لأول مرة في التاريخ، بظل قيادة سياسية وعلى رأسها السيد القائد عبد الملك الحوثي، تتبنّى العمليةَ وتعِدُ بالمزيد رغم سيل التهديدات الأمريكية التي تصلُ عبر سلطنة عُمان”.
وذكر التقريرُ أن “انخراط صنعاء إلى جانب المقاومة الفلسطينية بمواجهة “إسرائيل” قد يجعل من اتّفاق التطبيع السعوديّ الإسرائيلي يأخذ إطاراً مختلفاً؛ إذ إن ولي العهد السعوديّ المتعطش لفرض شروط تتلخص بزيادة وتيرة الحماية الأميركية بات شاهداً على أن الإدارة الأمريكية لم تعد قادرة على تلبية سقف الطموحات المتوقع، بالمقابل، فَــإنَّ الصواريخ التي أطلقت من الجغرافية السعوديّة سيأخذ محمد بن سلمان ثمنها عند استئناف مفاوضات التطبيع، الأمر نفسه ينسحب عن الورطة السعوديّة فيما لو قرّر اليمنُ اعتبارَ إسقاط الصواريخ والمسيَّرات التي يطلقها تجاه كيان الاحتلال اعتداءً، وبالتالي رد الضربة بضربة، وهذا ما أبداه عضو المكتب السياسي في حركة “أنصار الله”، محمد البخيتي، في منشورٍ على منصة “إكس” قائلاً: “لم نكن نتوقع أن يكون ضربُ العُمق الإسرائيلي أشدَّ إيلاماً للقيادة في السعوديّة والإمارات من ضرب الرياض وأبو ظبي””.
وتابع التقريرُ من ناحيةٍ أُخرى، فَــإنَّ “الضربات التي تصل إلى إيلات؛ كونها النقطة الأقرب إلى الحدود، تفي بالغرض بالنسبة لإدارة المعركة المتفق عليها بين حركات المقاومة، وهو إيصال رسالة للمستوطنين بالدرجة الأولى، أنْ لا أمنَ لهم في أي مكان على الخارطة الفلسطينية، بعد أن اعتقدوا أن لجوءَهم إلى إيلات؛ هرباً من مستوطنات غلاف غزة قد يقيهم الضربات، وهو ما سيفتح الباب لاحقاً إلى موجات هجرة بأعداد كبيرة، بدأت تسجل أرقامها فعلياً، مع حديث الإعلام العبري عن هجرة حوالي 250 ألف مستوطن منهم كبار رجال الأعمال منذ بدء الحرب على غزة”.
وقال التقرير: إن “التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة بات يشكّلُ قلقاً ويلقى صدىً واسعاً في أزقة البيت الأبيض، تتزايد وتيرته مع ارتفاع عدد هجمات المقاومة، حَيثُ يشرف التواجد الأمريكي على العمليات الأمريكية في اليمن، وقيادة العمليات الخَاصَّة المركزية الأمامية أَو SOCCENT FWD وعادةً ما يتم اختصارها باسم SFY، وهو عنصر أمامي في قيادة العمليات الخَاصَّة التي تتخذ من تامبا مقراً لها”.
ونقل موقعُ “الخنادق” عن نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، تريتا بارسي، وهو مركز أبحاث في واشنطن يدافع عن سياسة خارجية مقيدة، قوله: “إن أفضلَ استراتيجية لتجنب الانجرار إلى حرب أُخرى في الشرق الأوسط هي عدمُ وجود قوات دون داعٍ في المنطقة في المقام الأول وإعادة أُولئك الموجودين هناك الآن إلى ديارهم”، مُشيراً إلى أن “بايدن يعتقد أن القوات الأمريكية الحالية والجديدة في المنطقة تعملُ كرادع ضد الهجمات، لكن بدلاً عن ردع هذه الجهات الفاعلة، أصبحت تشكِّلُ القوات الموجودة على الأرض أهدافاً حقيقيةً”. صحيفة المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: السعودی ة إلى أن ة التی
إقرأ أيضاً:
السعودية تقترب من التطبيع مع كيان العدو الصهيوني
يمانيون/ تقارير مرت منطقة الشرق الأوسط بسلسلة اتفاقيات تطبيع بين كيان العدو الصهيوني ودول عربية رمت بنفسها في أحضان الكيان الغاصب وهي (الإمارات والبحرين والمغرب والسودان)، وستكون آخر هذه الدول التي ستنضم إلى قائمة الخزي السعودية والتي كشف مسؤولون أمريكيون أن اتفاق التطبيع معها يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر وأن الاتفاقية جاهزة بانتظار تحقيق شرطين للتنفيذ.
وفي هذا السياق كشف جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد، بحسب ما نشر موقع “يسرائيل هيوم” الصهيوني، في المقابلة مع “بودكاست”، أن إدارة ترامب كانت تخطط لإجراء اتفاق مع السعودية خلال الفترة الانتقالية بين الإدارات.. مُشيرًا إلى أنه أبلغ فريق بايدن أن الاتفاق مع السعودية يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر.
ومع ذلك، انتقد كوشنر إدارة بايدن.. مشيرًا إلى أنهم “أضاعوا عامين في انتقاد السعودية” قبل أن يبدأوا في تبني سياسات ترامب بشأن المنطقة.
وحول رؤيته للمنطقة، قال كوشنر: إن هدف إدارة ترامب كان إنشاء كتلة اقتصادية تربط الشرق الأوسط من ميناء حيفا في الكيان الصهيوني إلى مسقط في عمان، حيث يمكن لدول المنطقة أن تتعاون اقتصاديًا في مجالات التجارة، التكنولوجيا، والاستثمار.
وأضاف: إن التغيرات التي تمر بها دول الخليج اليوم تفتح المجال لتعاون أكبر مع الكيان الغاصب، خاصة مع تولي جيل الشباب زمام الأمور في هذه الدول.
وأشار كوشنر إلى أن إدارة ترامب كانت تتمتع بفهم عميق للمشاكل في المنطقة.. قائلاً: “لن تكون هناك فترة تعلم مثل المرة الأولى، فترامب وفريقه على دراية كاملة بالوضع في الشرق الأوسط”.
واختتم كوشنر حديثه بالقول: إن التطبيع بين الكيان الصهيوني والسعودية هو أمر لا مفر منه في عهد ترامب.. لافتاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الابتكارات الصهيونية في المنطقة ويعزز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والكيان الغاصب.. على حد زعمه.
من جهته، ألمح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن اتفاقية التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني جاهزة بانتظار تحقيق شرطين للتنفيذ.
وقال بلينكن في تصريحات صحفية الجمعة: إن الاتفاقيات بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني جاهزة للتنفيذ، لكن هناك شرطين لإنجازها.
وصرح بلينكن في هذا الصدد بأن “المحادثات بشأن صفقة التطبيع بين الكيان والسعودية تقترب من تحقيق اختراق، هل هناك اختراق بالفعل؟ وما هو موقع هذه المحادثات اليوم؟”.
وأضاف بلينكن: “أحد الأشياء التي أتذكرها هي أنه في العاشر من أكتوبر قبل عام، كان من المفترض أن أسافر إلى السعودية و”إسرائيل” للعمل على المكون الفلسطيني من صفقة التطبيع هذه.. وبالطبع لم تتم هذه الرحلة بسبب السابع من أكتوبر.. ولكن حتى مع أحداث غزة، واصلنا هذه المحادثات وواصلنا العمل”.
وتابع قائلاً: “فيما يتعلق بالاتفاقيات المطلوبة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، فهي جاهزة تماما للتنفيذ ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية.. ولكن هناك شيئين مطلوبين لإنجاز ذلك بالفعل: الأول هو إنهاء الصراع في غزة والثاني هو وجود مسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية”.
ويشار الى أنه وُقعت في النصف الأخير من عام 2020، أول عملية تطبيع عربي صهيوني علنية بالقرن الـ21، سماها مهندسوها باتفاقيات “أبراهام”.
وانخرطت الإمارات في مفاوضات لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وأعلن في 13 أغسطس 2020 عن توصل الطرفين إلى اتفاق بهذا الشأن، وبعد أقل من شهر وتحديدا (11 سبتمبر 2020) أعلن عن اتفاق تطبيع آخر مع البحرين التي انضمت إلى ممثلي الإمارات والكيان الصهيوني والولايات المتحدة للتوقيع.
وتم توقيع اتفاقيات أبراهام يوم 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض، بين كل من الإمارات والبحرين والكيان الغاصب، بوساطة أمريكية.
وتتعلق هذه الاتفاقيات بـ”معاهدة للسلام والتطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين الأطراف الموقعة مع الكيان الصهيوني، واتخاذ تدابير لمنع استخدام أراضي أي منهما لاستهداف الطرف الآخر”.
وأعلن الجانبان استعدادهما للانخراط مع الولايات المتحدة فيما سماه الاتفاق أجندة إستراتيجية لاستقرار الشرق الأوسط.
وتعتبر الإمارات الدولة الخليجية الأولى التي أقامت علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني، والثالثة عربياً بعد مصر والأردن.. وقبل الإعلان عن تطبيعها مع الكيان، عرضت عليها الولايات المتحدة بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز “إف 35”.
ويوم 23 أكتوبر 2020، أعلن البيت الأبيض أن السودان والكيان الصهيوني اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما.
وقبل ذلك بأيام، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكذا قبول الخرطوم دفع 335 مليون دولار تعويضا لمن قال ترامب إنهم “ضحايا الإرهاب”.
وسبقت هذا الاتفاق عدة خطوات أبرزها اللقاء الذي جرى في أوغندا بداية فبراير 2020 بين كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، والذي أُعلن بعده أن الجانبين اتفقا على تطبيع العلاقات.
ولاحقا في العاشر من ديسمبر 2020، رعت الولايات المتحدة أيضا اتفاق تطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني، تزامن مع اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ووعد منها ببيع أسلحة وتنفيذ استثمارات ضخمة.
وقد ترتب على اتفاقيات أبراهام فتح ممثليات دبلوماسية صهيونية في كل من الدول الموقعة، وربطت خطوط جوية مباشرة بين “تل أبيب” وأبو ظبي ودبي والمنامة والدار البيضاء ومراكش، كما أجريت زيارات متبادلة بين عدد من الوزراء والمسؤولين والعسكريين والسياسيين ورجال الاقتصاد من الدول المطبعة، وقعوا خلالها اتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة.
وعقدت الدول المطبعة سلسلة من الصفقات التجارية وترتيبات التعاون الأمني، وكانت الأكثر ربحية هي تلك التي جرت بين الكيان الصهيوني والإمارات حيث أجرتا مبادلات تجارية بأكثر من نصف مليار دولار بالسنة الأولى من تطبيع العلاقات، كما حدث تبادل ثقافي مع توافد السياح الصهاينة على الإمارات.
وتطبيع العلاقات مصطلح سياسي يشير إلى “جعل العلاقات طبيعية” بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان، حيث تعود العلاقة طبيعية وكأن لم يكن هناك خلاف أو قطيعة سابقة.
أما التطبيع في علم الاجتماع أو التطبيع الاجتماعي؛ فهي العملية التي يتم من خلالها اعتبار الأفكار والسلوكيات التي قد تقع خارج الأعراف الاجتماعية على أنها “طبيعية”.
ويشير إلى جهود ومعاهدات السلام بين جامعة الدول العربية والكيان الصهيوني لإنهاء الصراع العربي الصهيوني.. ومنذ سبعينيات القرن الماضي، بُذلت جهود موازية لإيجاد شروط يمكن على أساسها الاتفاق على السلام في الصراع العربي الصهيوني، وكذلك الصراع الصهيوني الفلسطيني على وجه التحديد.
وعلى مر السنين، وقَعت العديد من دول الجامعة العربية معاهدات سلام وتطبيع مع الكيان الغاصب بدءاً بمعاهدة السلام المصرية الصهيونية (1979).
وعلى الرغم من الفشل في تنفيذ اتفاقيات السلام الصهيونية اللبنانية (1983) فقد استمرت المزيد من المعاهدات مع عملية السلام الصهيونية الفلسطينية (1991 حتى الآن)، ومعاهدة السلام الأردنية الصهيونية (1994)، واتفاقيات أبراهام التي تطبع العلاقات بين الكيان الصهيوني والإمارات العربية المتحدة والبحرين (2020)، واتفاقية التطبيع بين الكيان الغاصب والسودان (2020)، واتفاقية التطبيع بين الكيان والمغرب (2020).. علاوة على ذلك، أقام العديد من أعضاء جامعة الدول العربية علاقات شبه رسمية مع الكيان الصهيوني بما في ذلك سلطنة عُمان والسعودية.