"الخطاب الديني وضرورة التوعية بوجوب المشاركة السياسية" لقاء توعوي بسوهاج
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
نظم المجمع الإعلامي بمحافظة سوهاج، بالتعاون مع مديرية الأوقاف، وبمشاركة عدد كبير من الأئمة والواعظات التابعين لمديرية أوقاف سوهاج، لقاء توعوي حول ضرورة المشاركة السياسية الإيجابية بحضور فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسني وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، والدكتور صبرى جلبى أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة سوهاج .
وبدأ اللقاء فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسني الذى أشار إلى ضرورة تضمن الخطاب الديني في الفترة المقبلة لقيم المشاركة الإيجابية لأن هذا الوطن يستحق منا الكثير والكثير،موجها بضرورة تضمن الرسائل الدينية التي يلقيها الأئمة والخطباء في الدروس الدينية وخطب الجمعة والمناسبات المختلفة الإشارة إلى شرح مفاهيم الأمل والتفاؤل والدعوة للصبر والاعتصام وحب الوطن والمشاركة الإيجابية .
ولفت وكيل وزارة الأوقاف إلى أن مصائر الأمم لا تُدار بالعواطف ولكن تدار بالعقل والحكمة والشرع والنظر إلى كل ما يدعم أمن واستقرار الوطن مشيرا إلى أن وظيفة الدين هي إصلاح واقع الناس وتحويل المزاج العام للمواطنين نحو ضمان أمن واستقرار الوطن.
ومن جانبها قالت إيمان علي إمام مدير المجمع النموذجي الإعلامي بسوهاج ان الإيجابية والمشاركة من أبجديات التصور الإسلامي وأن العمل الإيجابي من قواعد التربية في الإسلام التي تعد أحد أركان بناء الأسرة في الدين الإسلامي كما أشارت إلي دور وزارة الأوقاف والذى يشهد به الجميع في التوعية بقضايا المجتمع المختلفة وطالبت الأئمة والواعظات بضرورة التوعية بالمشاركة الإيجابيةوكونها من حاجات المجتمع الضرورية .
وتحدث الدكتور صبري جلبي أستاذ القانون بجامعة سوهاج عن التوافق بين الشريعة والقانون في سائر المقاصد وكون المشاركة في قضايا المجتمع وعلي رأسها ومن الضروريات التي دعا إليها الدين والقانون وتم إختتام اللقاء بمقرأة للأئمة والواعظات .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مديرية الأوقاف سوهاج لقاء توعوي ضرورة المشاركة السياسية الأئمة والواعظات
إقرأ أيضاً:
المفتي: التطرف ليس منبعه الدين بل هو ثمرة سوء الفهم والجهل بمقاصد النصوص
أكَّد الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- خلال كلمته التي ألقاها في الندوة التي نظَّمتها جامعة حلوان حول "تجديد الخطاب الديني"، أنَّ الإسلام دينٌ عظيمٌ في جوهره، متفرِّدٌ في مرونته، قادرٌ على التفاعل مع مستجدات الزمان وتغيُّرات المكان دون أن يتخلَّى عن أصوله الراسخة أو يفقد بريقَ رسالته العالمية.
المفتي: الإسلام منذ بزوغ نوره أرسى قواعد التسامح فى كافة شئون الحياة المفتي: دار الإفتاء تؤكد استعدادها لتقديم التدريب في مجال الإفتاء للمؤسسات الدينية بأذربيجانوأوضح أن مرونة الشريعة الإسلامية تجعلها دومًا حاضرةً للتعامل مع التحديات الجديدة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام دينٌ صالح لكل زمان ومكان، متجددٌ في عطائه، ثابتٌ في قيمه.
وأشار إلى أن جمود الخطاب الديني، وخاصةً عند أولئك الذين لا يأخذون العلمَ من مصادره الأصيلة، ويعتمدون على تفسيرات ضيِّقة مغلوطة للنصوص الدينية؛ يمثِّل أزمةً حقيقية تعوق حركةَ الأمة نحو التقدم، إذ يُغلق أمامها أبواب النهوض، ويفرض على مجتمعاتها سلاسل الركود الفكري؛ مِمَّا يهيِّئ بيئةً خصبة لانتشار الفكر المتطرف الذي يقوِّض أُسس الاستقرار. واستشهد فضيلته بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» [رواه أبو داود]، مؤكدًا أنَّ التجديد في الدين ضرورة لاستمرار عطاء الأمة وازدهارها.
وشدَّد مفتي الجمهورية، على أنَّ الإدراك الواعي لمقاصد الشريعة هو المفتاح الحقيقي لتحقيق الاتزان الفكري والسلوكي الذي تحتاج إليه المجتمعات في ظلِّ عالم يموج بالتحديات، لافتًا الانتباه إلى أنَّ الإسلام يدعو دائمًا إلى التوسُّط والاعتدال، كما جاء في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. وأكَّد فضيلتُه أنَّ التطرف لا يمكن أن يُنسب إلى الدين ذاته، بل هو انعكاسٌ لسوء فَهْمِ النصوص وجهلٌ بمقاصدها السامية، ممَّا يضع المسؤولية على عاتق العلماء في إحياء معاني الرحمة واليُسر التي جاء بها الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» [رواه البخاري].
تجديد الخطاب الدينيوتطرَّق إلى الدَّور المحوري الذي تضطلع به المؤسسات الدينية، ودار الإفتاء المصرية، في تجديد الخطاب الديني، انطلاقًا من رسالتها السامية التي تجمع بين الحفاظ على الثوابت ومواكبة المستجدات. وأكَّد أنَّ دار الإفتاء، بما تمتلكه من إرث علمي عريق وكوادر فقهية متمكنة، تعمل على صياغة خطاب ديني يعكس روح الإسلام السمحة، مستندة إلى فَهْمٍ عميق لمقاصد الشريعة ومراعاة التحولات الثقافية والاجتماعية المعاصرة، ويأتي هذا الدور ليُعيد صياغة العَلاقة بين الدين والواقع، في مواجهة الجمود الفكري والتطرف، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على قِيَم الرحمة والتعايش والعدل.
وفي ختام كلمته، أوضح فضيلةُ المفتي أنَّ التجديد في الخطاب الديني ليس دعوةً لتغيير النصوص أو العبث بها، وإنما هو دعوة لاستيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة تُبنى على ثوابت الشريعة ومقاصدها النبيلة، مضيفًا أنَّ التجديد الحقيقيَّ هو السبيل لاستعادة الريادة الحضارية، وتحقيق التفاعل الإيجابي مع متطلبات العصر.
هذا، وقد استقبل فضيلةُ مفتي الجمهورية فور وصوله أ.د. حسام رفاعي، نائب رئيس جامعة حلوان لشئون الطلاب، و أ.د. أشرف رضا، رئيس مركز الفنون والثقافة بالجامعة، ولفيفًا كبيرًا من السادة عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلبة وطالبات الجامعة، في أجواءٍ تملؤها الحفاوة والإجلال، وتؤكد عمقَ الصِّلة بين المؤسسات الدينية والعلمية في بناء الوعي المستنير.