ليل غزة الحالك.. كيف كان القطاع؟ وهكذا أصبح
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
كشفت صور التقطت بالأقمار الصناعية مدى الظلام الذي حل على قطاع غزة بعد الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس منذ السابع من أكتوبر.
ويأتي حوالي ثلثي مصادر الطاقة في غزة مباشرة من خطوط الكهرباء الإسرائيلية، ومعظم الباقي من الوقود المستورد المستخدم في محطة توليد الكهرباء في غزة.
Gaza Night Time Lights before and after.
لكن منذ اندلاع الحرب، قبل أكثر من شهر، قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
وسمحت إسرائيل لعدد محدود من الشاحنات التي تحمل الإمدادات الأساسية بالعبور إلى غزة من مصر، لكنها رفضت حتى الآن السماح بدخول الوقود إلى القطاع، بسبب مخاوف من استيلاء حماس عليه واستخدامه لأغراض عسكرية.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، خروج مستشفى القدس في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل، بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
وكشف تحليل أجرته مجلة إيكونوميست البريطانية لصور التقطت في الليل بالأقمار الصناعية أن ليالي غزة باتت "الأكثر قتامة خلال العقد الماضي".
وقالت المجلة إن قطاع غزة شهد زيادة كبيرة في الأضواء الليلية، بنسبة وصلت إلى أكثر من الضعف، منذ عام 2012، مع زيادة الحاجة إلى الكهرباء بسبب ارتفاع عدد السكان.
لكن هذا الارتفاع في الأضواء الليلية تخللته سلسلة من الانخفاضات من جراء توقف محطات الكهرباء عن العمل في عدة مناسابات وجراء الحروب المتتالية.
لكن لم يتسبب أي حدث آخر خلال العقد الماضي في إحداث هذا القدر من الظلام الذي أحدثته الحرب الحالية، وفق الصور الجديد، وهي ضمن مشروع Black Marble التابع لـ"ناسا".
وتشير الصور إلى أن أضواء الليل خفتت بنسبة 90 في المئة منذ بدء الحرب، مما يعني أن استخدام الكهرباء انخفض بنسبة مماثلة.
وبحلول 11 أكتوبر، تم قطع خطوط الكهرباء الإسرائيلية ونفد الوقود من محطة توليد الكهرباء في غزة، ونفد وقود الديزل في العديد من المستشفيات أو قارب على النفاد.
ومع انقطاع الكهرباء، تتوقف المستشفيات ومحطات الصرف الصحي ومطاحن الدقيق عن العمل، وتصبح مهمات البحث والإنقاذ مستحيلة، وفق المجلة.
ويسمح الآن لعدد قليل من شاحنات المساعدات بالدخول إلى جنوب غزة، لكنها لا تحمل الوقود، مما يعني استمرار الظلام.
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته حماس على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وتم اختطاف نحو 240 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف مكثف على القطاع المحاصر، وأتبعته بعملية برية لاتزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 11 ألفا، أكثرهم مدنيون، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف تستعد إسرائيل لاختلاف "حرب الجبهات" في 2025؟
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن أحد التحديات الرئيسية لإسرائيل في عام 2024 كانت الحرب متعددة الجبهات، بعد أن شنت حركة حماس هجومها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، لتصبح الحرب متعددة الجبهات التحدي الرئيسي، موضحة أن الحرب نفسها مستمرة في 2025، ولكن بشكل مُختلف.
وأضافت "جيروزاليم بوست"، في تحليل تحت عنوان "حرب إسرائيل متعددة الجبهات.. ماذا سيحدث في 2025؟"، أن تنظيم "حزب الله" اللبناني انضم إلى حماس بعد هجومها، بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، ومئات الهجمات بطائرات بدون طيار بحلول أغسطس (آب) 2024، كما بدأ الحوثيون في الهجمات بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، ثم على سفن مختلفة في البحر الأحمر.
وبعد ذلك جاءت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق، وبدأت في استهداف إسرائيل بطائرات بدون طيار، وبحلول نهاية العام، أطلق الحوثيون نحو 200 صاروخ و170 طائرة بدون طيار على إسرائيل، كما هاجمت إيران إسرائيل مرتين، مرة بمئات الطائرات بدون طيار والصواريخ، ومرة أخرى بـ180 صاروخاً باليستياً.
تقرير: حماس تعود بقوة في غزة https://t.co/3shSUtSITq pic.twitter.com/kdrWf57EW2
— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2025
احتواء الجبهات
وقالت الصحيفة، إن إسرائيل حاولت في مواجهة هذه الجبهات، أن تحتويها، كما أنها كانت في البداية حذرة في ردها على إيران باستهداف عدد محدود فقط من الأهداف في أبريل (نيسان) 2024، كما انتظرت في ردها على الحوثيين، حتى قتلوا شخصاً في تل أبيب في يوليو (تموز)، ثم جاء الرد الإسرائيلي، وبالإضافة إلى ذلك، استغرقت إسرائيل وقتاً طويلاً لبدء اغتيال القادة الكبار، حيث قُتل إسماعيل هنية في طهران، وبعد ذلك صعدت تل أبيب حربها على حزب الله في منتصف سبتمبر (أيلول) 2024.
خلع القفازات
وأشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية على إيران في أكتوبر (تشرين الأول) كانت أكثر شمولاً من الضربات الأولى في أبريل (نيسان)، كما وسعت إسرائيل ضرباتها على الحوثيين بـ4 ضربات إجمالية في عام 2024، ولكن بشكل عام، لم يتم ردعهم.
وشنت إسرائيل بعض الغارات واسعة النطاق في الضفة الغربية لمنع الفصائل الفلسطينية من زيادة تهديداتها هناك، كما نفذت إسرائيل ضربات في سوريا ضد أهداف إيرانية، وبعد 8 ديسمبر (كانون الأول) نفذت ضربات أخرى ضد بقايا الأصول العسكرية السورية.
حركة "الجهاد" تعلن رهينة إسرائيلي حاول الانتحارhttps://t.co/KzYN1SZraH
— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2025
الاستراتيجية الإسرائيلية
ووصفت الصحيفة الاستراتيجية الإسرائيلية بأنها جاءت على مراحل بهدف تحطيم "عدو واحد" في كل مرحلة، لأن إسرائيل لم تشعر أنها تستطيع القتال على 7 جبهات في الوقت نفسه، ولذلك، اختارت معاركها بعناية، واستخدمت القوات الخاصة والعمليات الأخرى عند الضرورة، بالإضافة إلى تعاون وثيق مع القيادة المركزية الأمريكية، التي دعمت إسرائيل في كثير من الأحيان، مثل الهجمات الإيرانية في أبريل (نيسان) 2024، وأكتوبر (تشرين الأول) 2024.
تقليص الجبهات
وترى الصحيفة الإسرائيلية، أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا قد يلغي إحدى الجبهات، كما أن إيران لم تعد قادرة على ترسيخ وجودها في سوريا، ولكن جبهة تنظيم "حزب الله" لا تزال تمثل مشكلة، وسوف تنتهي الهدنة التي استمرت 60 يوماً، في أواخر يناير (كانون الثاني) 2025، وستحتاج إسرائيل إلى معرفة ما إذا كان بوسعها تمديد هذه الهدنة أم لا، موضحة أن حزب الله تعرض بالفعل لضربات، ولكنه لا يزال يمتلك ترسانة من الأسلحة، كما أن الحوثيين في اليمن لم يتراجعوا، بالإضافة إلى أن خلايا حماس والجهاد في شمال الضفة الغربية تشكل تهديداً إضافياً.
اشتباكات جنين اختبار حاسم للسلطة الفلسطينيةhttps://t.co/LQrhu5d6qK pic.twitter.com/GBCuNOvV39
— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2025
حرب مختلفة
وترجح الصحيفة أن عام 2025 سيشهد حرباً مستمرة على جبهات متعددة، ولكنها مختلفة بشكل كبير عن عام 2024، لأن الجماعات المدعومة من إيران شعرت بأنها تتفوق على إسرائيل، ولكن بعد الأحداث التي شهدها العام الماضي، فإن إسرائيل أصبحت هي المسيطرة، وهو ما أدى إلى انقسامات بين تلك الجماعات، بشكل أكبر مما كانت عليه العام الماضي.
وأضافت أن إسرائيل تحتاج إلى الاستفادة من ذلك الانقسام في توجيه ضربة إلى حماس، وإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه حال عدم انتهاء الحرب في قطاع غزة، فإن الجبهات الأخرى قد تشتعل.