متحدث الرئاسة: خطوات متبادلة لاستئناف كل أشكال التعاون مع تركيا
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
قال المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن مصر لا تعادي أحدا ولا تعتدي على أحد ولا تتجاوز في حماية مصالحها وأمنها والدفاع عن شعبها ومقدراته وحدوده وهويته، ولذلك مهما طال الوقت تعود الأمور مع الكثير مع الأصدقاء والأشقاء إلى ما يجب أن تكون عليه احتراما وتقديرا لهذه السياسة الراسخة العميقة التي لها جذور.
وأضاف «فهمي»، خلال مكالمة هاتفية ببرنامج «صالة التحرير»، المذاع على قناة «صدى البلد»، وتقدمه الإعلامية عزة مصطفى، أن العلاقة مع تركيا تتقدم وتتطور بالتأكيد، وكان هناك لقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس على هامش القمة العربية الإسلامية في الرياض، وسبقه لقاء آخر في الهند.
ولفت إلى أن هناك مستويات مختلفة من التواصل المستمر بين تركيا ومصر، وهناك خطوات متبادلة يتم البناء عليها، والجانب التركي يعبر ويؤكد بشكل واضح عن اعتزامه ونيته وخطواته التي يقوم بها لاستئناف وإعادة تفعيل كل أشكال العلاقة وأطر التعاون.
مصر تحتاج للجميعوأوضح أن تركيا دولة كبيرة، ومصر تحتاج الجميع، والشعبين التركي والمصري بينهما صلات وعلاقات قوية، وهناك تبادل تجاري وعلاقات اقتصادية واسعة ولم تتوقف خلال السنوات الأخيرة، ومن ثم العلاقات تسير بشكل جيد.
وأفاد بأن اللقاء جاء للتنسيق في إطار الأوضاع الإقليمية الحالية، ومصر مؤمنة به تماما لأنه ضرورة حتمية وتقوم به مع الجميع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر تركيا القمة العربية الإسلامية الرئيس السيسي أردوغان الهند الرياض
إقرأ أيضاً:
صفقة أم هدايا متبادلة بين نتنياهو وترامب؟
جرت العادة في الولايات المتحدة الأمريكية على تقييم أداء الإدارة الأمريكية الجديدة فور مرور 100 يوم على تسلمها صلاحياتها، الأمر الذي يجعل من الأشهر الثلاثة الأخيرة من عمر إدارة بايدن مجرد أيام وأسابيع يمضيها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في ترتيب أولوياته ورسم استراتيجياته للأشهر الثلاث الأولى من عمر إدارته التي تبدأ يوم تتويجه في 25 من كانون الثاني/ يناير 2025.
أولويات ترامب واستراتيجيته تكشفها اختياراته لأعضاء إدارته التي تحولت إلى محط اهتمام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته الائتلافية، التي احتفت بفوز دونالد ترامب ولم تخف ذلك في العلن والسر، إلى حد إطلاق مسؤول كبير في حكومة نتنياهو، يُعتقد أنه وزير الشؤون الاستراتيجية "رون دريمر"، تصريحات ادعى فيها لصحيفة واشنطن بوست أن إسرائيل ستقدم هدية لترامب بمجرد وصوله إلى السلطة، تتمثل بوقف الحرب في لبنان، دون أن يحدد دريمر الشروط التي سيتم بموجبها وقف إطلاق النار، أو إن كان حزب الله سيقبل بها أم أنها هدية مجانية سيقابلها دونالد ترامب بهدية الاعتراف بسيادة كيان الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية، أو على أجزاء منها تشمل التجمع الاستيطاني في غوش عتصيون جنوب غرب القدس ومعاليه أدوميم شمال شرق القدس إلى جانب غور الأردن كحد أدنى.
هدايا متبادلة عبرت عنها التعينات المتبادلة للسفراء، إذ اختار نتنياهو الكاهاني المتطرف "يحيئيل ليتر" سفيرا للاحتلال في أمريكا، وهو صديق مقرب من باروخ غولدشتاين مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994 ومستوطن مقيم في غوش عتصيون، مقابل ترشيح ترامب الإنجيلي المتطرف "مايك هكابي"، أبرز دعاة ضم الضفة الغربية للاحتلال، كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في الكيان الإسرائيلي.
التفاؤل المتولد عن نزعة الرئيس ترامب لإنهاء الحروب في أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي وجزيرة تايوان والمشرق العربي بما فيها غرب آسيا وإيران؛ قابلها نتنياهو بتوجيه وزيره المقرب للشوؤون الاستراتيجية "رون دريمر" لزيارة موسكو، أتبعها بزيارة إلى واشنطن ليلعب دور الوسيط وناقل الرسائل، لا بين الكيان والمقاومة، بل وبين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأرجح، وهو انخراط مباشر وعميق في استراتيجية ترامب الهادفة للبحث في صفقة تنهي الحرب الأوكرانية وتحييد العناصر المناهضة لهذا التوجه في أوروبا والناتو والدولة العميقة في أمريكا، التي يتقن دريمر ونتنياهو التعامل معها بزعم نفوذهم الكبير على الرئيس الأوكراني زيلنسكي والدولة العميقة في أوروبا وأمريكا.
نتنياهو نشط ويحاول أن يضع نفسه في صلب عملية تشكيل وصياغة استراتيجية دونالد ترامب للسنوات الربع المقبلة كونه من أكبر الداعمين له في الانتخابات، والتي لعب فيها المستوطنون وعلى رأسهم رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية في رام الله "يوسي داغان" دورا مهما فيها، من خلال جولته في الولايات المتحدة قبيل أيام من اختتام عمليات التصويت.
صفقة ترامب نتنياهو تم إنجازها قبيل الانتخابات الأمريكية، واليوم هي قيد التنفيذ، تعكسها التعيينات التي قدمها ترامب في وزارة الخارجية (مارك روبيو) والدفاع (بيت هيجسيث) وفي كالة المخابرات المركزية CIA (مايك راتكليف)، فضلا عن مستشاره للامن القومي (مايك والتز) ومندوبه في الامم المتحدة (اليز ستفيانيك) ومبعوثه الرئاسي للشرق الأوسط (ستيف ويتكوف)، كلهم بلا استثناء مناصرون للكيان الإسرائيلي في حربه على غزة وفي ضمه للضفة وفي عدائه لإيران ولبنان والعراق واليمن.
صفقة ترامب نتنياهو لن تقتصر على المشرق العربي وغرب آسيا، بل ستمتد آثارها عميقا باتجاه أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي والداخل الأمريكي، حيث يعد ترامب نفسه لمعركة أشد وأعنف مع خصومه في الدولة العميقة، أعلنها بترشيحه "مات غايتس" لمنصب وزير العدل، وهو يناظر "ياريف ليفين" وزير العدل الإسرائيلي الذي قاد ما سمي بالإصلاحات القضائية لتصفية نفوذ التيار القومي العلماني، وتكريس نفوذ نتنياهو والتيار الديني الحريدي القومي الصهيوني بقياة بتسلائيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
ختاما.. ما اعتقده الكثيرون بأنه صفقة تحول إلى هدايا متبادلة للرجلين، فكلاهما ترامب ونتنياهو؛ مدين للآخر بالبقاء في السلطة والاحتفاظ بها لاطول فترة ممكنة، ومن الممكن أن يمتد الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك نحو تطهير الدولة العميقة وتمديد رئاسة ترامب بمنحة فرصة ثالثة للترشح، عودةً عن التعديلات الدستورية للمادة الثانية والعشرين في العام 1945 التي قصرت الفترة الرئاسية على دورتين فقط في حينها، ما يعني أن منطقتنا العربية ستواجه محنة طويلة لن تغيب عنها الحرب في ظل صفقات وهدايا ترامب ونتنياهو المتبادلة، فالسلام وإن ساد في أوكرانيا وجزيرة تايوان فإنه أبعد ما يكون عن منطقتنا العربية ومحيطها الإسلامي المباشر الذي سيعاني من ويلات الهدايا المتبادلة بين نتنياهو ورفيقه ترامب.
x.com/hma36