لجريدة عمان:
2025-01-17@07:23:18 GMT

صيّادو طاقة يستبشرون بموسم وفير مع بدء «الضواغي»

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

صيّادو طاقة يستبشرون بموسم وفير مع بدء «الضواغي»

بدأ موسم الضواغي في ولاية طاقة بمحافظة ظفار وسط تفاؤل كبير من قبل الصيادين بوفرة السردين لهذا العام، حيث يعتمد كثير من الصيادين بالولاية على صيد سمك السردين، والمعروف محليا بـ«الضواغي»، والذي تبدأ معه آمال الصيادين بإنتاج وفير يضمن لهم دخلا جيدًا نهاية الموسم الممتد من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل من كل عام.

كما تعتبر أسماك السردين من أهم الإيرادات الاقتصادية البحرية قديمًا في ولاية طاقة. ويعتمد اصطياد أسماك السردين على العمل الجماعي المنظم، فهو عمل شاق ويحتاج إلى مهارة ودقة وصبر وهدوء، حيث إن طريقة صيدها تمر بعدة مراحل متلاحقة بدءا من تحديد الموقع ورمي الشباك وسحبها إلى الشاطئ وانتهاء بتحميلها إلى موقع التجفيف وبيعها كعلف للحيوانات.

صعوبات تواجه الصيّادين

حرصت جريدة «$» على أن يكون لها حضور ودور في نقل فعاليات أنشطة الصيادين وكذلك توصيل احتياجاتهم وما يواجههم من تحديات وصعوبات للجهات المعنية. ولقد شاهدنا منذ الوهلة الأولى حماس الصيادين وتمثّلَ ذلك فيما يقدمونه من شيلات وأهازيج من شأنها أن ترفع المعنويات للصمود في مواجهة الأمواج البحرية العاتية أحيانا. فحجم القوارب نسبيا صغير ولكنها ومن واقع التجربة أثبتت مرونة مقرونة بالثبات. فترى من يصارع الموج ليمد الشباك ومنهم من يحاول تدويرها في المحيط، وآخرون يقومون بجهد كبير لتفادي تداخل الشباك. والجميع يعمل كفريق مترابط ومتماسك ومجهود تنافسي لبلوغ الغاية وتحقيق المراد وهو الإمساك بأكبر قدر ممكن من السردين. وطبعا كلما توسعت دائرة الشباك كان الأمل أكبر في وفرة المحصول. ومما جذب الانتباه الأعداد الكبيرة من هواة مشاهدة الحدث، فمنهم من جاء للتسلية ومنهم من جاء للتصوير والتوثيق ومنهم جاء ليعيش الحدث رغبة في فهم ونقل التجربة أو ربما لارتيادها مستقبلا.

أماكن وجود السردين

وتحدث لـ«عمان» محمد بن عوفيت المشيخي -وهو ربان لإحدى الضواغي بولاية طاقة- عن عملية صيد السردين قائلا: إن عملية صيد السردين تتم عبر مجموعة من المواطنين يطلق عليهم النواخذة، حيث نقوم قبل بدء الموسم بتجهيز الحبال والشباك والقوارب وكل ما يلزم ذلك من أدوات يحتاجها الصيادون خلال موسم صيد السردين والذي يبدأ من شهر أكتوبر وحتى نهاية شهر مارس من كل عام، وأضاف المشيخي: إن عملية الصيد تبدأ منذ الصباح الباكر بالخروج إلى البحر للقيام بجولات وتتبع حركة طيور النورس التي عادة ما تكون خلف كميات كبيرة من السردين (العومة) أو القيام بالبحث عن البقع الداكنة في البحر والتي تدل هي أيضا على وجود كميات من السردين، وتجري عملية محاصرة أسماك السردين بعد تحديد مواقع وجودها من خلال إنزال الشباك وربطها من الجانبين بحبال طويلة على شكل هلال ثم نصف دائري بعدها يتم تدريجيا تضييق (الجريف) لجمع كمية كبيرة من أسماك السردين، بعدها يتم سحب الجريف الممتلئة بالسردين إلى الساحل بواسطة النواخذة وسيارات الدفع الرباعي. ويقود الربان بالإضافة إلى 3- 4 أشخاص يسمون بالبحارين لخبرتهم في عملية الغوص في أعماق البحر لمراقبة حركة السردين ومحاصرتها عن طريق «السيفة».

مكونات الضاغية

وعن مكونات الضاغية يقول محمد المشيخي: تتكون الضاغية من قاربين مجهزين بـ4 مكائن بقوة ( 40 -60) حصانًا وجريف بطول 50 مترا نصف الجريف يحتوي على 1600 عين وهي مقدمة الجريف، أما النصف الآخر فيحتوي على 1400 عين بالإضافة إلى سيفتين كل سيفة طولها 300 متر وتحتوي على حبال من الأعلى إلى الأسفل، ويكون الجانب السفلي مربوطا بأحجار على طول السيفة، أما الجانب العلوي، فيحتوي على حبال وعوامات، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الحبال والتي يبلغ طولها 100متر.

من جانبه تحدث أحمد بن بخيت العوايد -ربان إحدى الضواغي التي أنشأها منذ عام 1985م ولديه خبرة تراكمية امتدت لأكثر من ٣٨عاما وهو يمارس هذه الحرفة- عن التحديات التي تعيق عملية أصحاب الضواغي في ولاية طاقة، حيث قال: إن هناك عدة عوائق لأصحاب الضواغي في ولاية طاقة وهي المشاريع السياحية التي استحوذت على مساحة كبيرة من الشواطئ من طاقة وحتى المغسيل، مما قلل مساحة عملية صيد السردين في البحر. وهذه الصعوبات إن استمرت كفيلة بإنهاء هذه الضواغي التي تعتبر مصدر رزق كبير لكثير من المواطنين الذين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر. لا سيما بعد تضييق الأمر عليهم بتخصيص مواقع الصيد لتصبح خاصة بأهلها فقط.

فعلى سبيل المثال لا يسمح لأصحاب الضواغي بطلوع البحر في منطقة المغسيل، إضافة إلى أجزاء كبيرة من شاطئ الحافة التي يمنع فيها الضواغي مثل منطقة العوينة ومنطقة العفيف شرقا، وكذلك بجوار مشروع موريا للتنمية السياحية وهي أكثر الأماكن التي يوجد فيها السردين. ولا نستطيع أن نقوم بعملية الصيد في هذا المكان بالرغم من وجود كميات كبيرة من «عيد» السردين.

وهذا يعني أن الخيارات التي كانت مفتوحة للتعويض في حالة الإخفاق في موقع معين أو الاستكثار في مواسم الرخاء (وفرة العيد) قد ولى بسبب الضوابط الجديدة التي تدرج ضمن القوانين المنظمة للصيد والملزمة لرواد البحر.

مطالبات الصيادين

وأكد العوايد أن هذه الضواغي تضم أكثر من ٣٠٠ فرد وأغلبهم من فئة الشباب الباحثين عن العمل والذين لم يجدوا فرص عمل مجزية في أي من القطاعين الحكومي أو الخاص، فأصبحت هذه الضواغي في كل سنة مصدر رزق موسمي لهم رغم ما فيها من مشقة وتعب كبيرين. لهذا نطالب الجهات المختصة بمراعاة أصحاب الضواغي في ولاية طاقة وذلك بتسهيل عملية صيد أسماك السردين على امتداد الشاطئ من طاقة شرقا إلى المغسيل غربا والتسهيل من القيود المفروضة.

وأكد العوايد أن هذا العام ارتفع عدد الضواغي في طاقة من ٤ إلى ٦ ضواغ وكل ضاغية تتكون من خمسين فردا. كما أصبحت لأسماك السردين مصانع في صلالة تستقبل السردين بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة، حيث تصل شحنة السيارة الواحدة ذات الدفع الرباعي إلى أكثر من ٣٠٠ ريال عماني. لهذا أصبح المواطنون في ولاية طاقة يهتمون بهذا الموسم الذي يمارس في الولاية ومنذ مئات السنين.

وأضاف العوايد أن (عيد العلا) التي كان يبدأ موسمها من شهر مايو وحتى نهاية يونيو من كل عام قد انقطعت منذ أكثر من ثلاث سنوات. وبحسب روايات كبار السن فقد أكدوا أنها ومنذ حوالي مائة عام لم تنقطع هذه العيد. التي تسمى محليا بعيد (العلاء). لذا كان لا بد من معرفة أسباب اختفاء هذه الظاهرة الكونية المعتادة، ومن هنا توجه الصيادون إلى الجهات المختصة بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وتم إبلاغهم بهذا الموضوع وكذلك المطالبة ببحث ماهية الأمر وما يجب دراسته لفهم الأسباب الحقيقية وراء انقطاع عيد العلاء. وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة ولتهيئة الأسباب لعودة المياه إلى مجاريها.

وأخيرا أكد أحمد بن بخيت العوايد أن (عيد العلاء) تعتبر ظاهرة موسمية -والتي تسمى محليا بـ«عيد العلا»- وحدثا اجتماعيا ينتظره أبناء محافظة ظفار في كل عام وبالتحديد أبناء المناطق الشرقية من المحافظة، حيث تكون هذه الأسماك حجمها أكبر وفرصة لسكان هذه المناطق للاستفادة منها اقتصاديًا، حيث يسهل جمعها من الشاطئ في المياه الضحلة ليتم تجفيفها وبيعها كأعلاف لمواشيهم .

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کبیرة من أکثر من کل عام

إقرأ أيضاً:

«بيئة» و«مصدر» تُبرمان اتفاقية لتوسعة مشروع محطة الشارقة

الشارقة (الاتحاد)
كشفت «الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة»، المشروع المشترك بين «بيئة» و«مصدر»، عن توقيع اتفاقية تطوير مشترك لتوسعة المرحلة الثانية من محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، وذلك على هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل، والتي تُقام ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025.

أخبار ذات صلة "مصدر" تطلق اختبار المركبات ذاتية القيادة المتطورة القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 تنطلق في أبوظبي بمشاركة دولية واسعة

وقع الاتفاقية كل من خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة في «بيئة»، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، وذلك في جناح «بيئة» خلال القمة.
يُشار إلى أن المرحلة الثانية ستبني على نجاحات محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة الحالية، التي افتُتحت في عام 2022 كأول محطة في المنطقة على نطاق تجاري لتحويل النفايات إلى طاقة، وتهدف التوسعة الجديدة إلى مضاعفة الإنتاج السنوي للمحطة من 30 ميغاواط إلى ما يقرب من 60 ميغاواط، ما يسمح بمعالجة ما يصل إلى 600,000 طن سنوياً من النفايات التي يصعب إعادة تدويرها، مما سيسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وبما يصل إلى مليون طن سنوياً.
وعند اكتمال المرحلة الثانية، ستتمكن المحطة من إنتاج كمية كافية من الطاقة لتلبية احتياجات حوالي 60,000 منزل، ويلبي احتياجات السكان المتزايدة في إمارة الشارقة للطاقة ومواكبة للتطورات الاقتصادية والتنموية.
إلى ذلك عبّر خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة في مجموعة بيئة عن سعادته بالاتفاق وأضاف: «تمثل هذه التوسعة محطة مهمة في رحلتنا نحو إغلاق المكبات في الشارقة، وتؤكد أيضاً إمكانية تحويل النفايات كلياً بعيداً عن المكبات، كما تسلط الضوء على الدور الحيوي للابتكارات في مجال تحويل النفايات إلى طاقة ودورها في جهود التحول نحو الطاقة النظيفة. من خلال تعاوننا مع «مصدر»، شهدنا إنجازاً إقليمياً عندما بدأت المحطة عملياتها في عام 2022 كمشروع لتحويل النفايات إلى طاقة على نطاق تجاري، والآن، سنبني على هذا الإنجاز من خلال مضاعفة القدرات بشكل فعال. وأود التنويه إلى أننا لا نسارع فقط لتحقيق هدفنا الرامي إلى إغلاق المكبات، بل نساهم بشكل كبير في تعزيز مزيج الطاقة النظيفة على المستوى الوطني وتقليل الانبعاثات الكربونية. نحن على يقين بأن نجاح هذه التوسعة سيشكل نموذجاً تحتذي به المدن الأخرى لتقليل اعتمادها على المكبات وإغلاقها في نهاية المطاف، مع تحقيق خطوات كبيرة في مسيرة التحول نحو الطاقة النظيفة وتحقيق الحياد الكربوني».
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»: «سعداء بمواصلة شراكتنا مع «بيئة» لتطوير المرحلة الثانية من محطة تحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة، حيث يمثل هذا المشروع خطوة مهمة تدعم تحقيق مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، ويكرس ريادة الدولة في تطوير حلول مبتكرة ومستدامة. وتأتي هذه المرحلة امتداداً للنجاح الذي حققه المشروع في مرحلته الأولى، ومن شأنها دعم تحقيق هدف الإمارات الطموح المتمثل في تفادي إرسال 75 بالمائة من النفايات الصلبة إلى المكبات، كما أنها تعكس الدور المحوري لتقنيات الطاقة النظيفة في مواجهة التحديات البيئية وضمان مستقبل مستدام لدولة الإمارات».

مقالات مشابهة

  • أسعار تذاكر حفل أحلام الشامسي بموسم الرياض
  • «بيئة» و«مصدر» تبرمان اتفاقية لتوسعة مشروع محطة الشارقة
  • الجيش الروسي يؤكد استهداف “منشآت طاقة حيوية” في أوكرانيا
  • شاهد بالفيديو والصور| هكذا تمت عملية تطهير منطقة حنكة آل مسعود من “داعش” والأماكن التي كانت تتمترس فيها العناصر التكفيرية وطريقة تعامل رجال الأمن مع الأسرى
  • «بيئة» و«مصدر» تُبرمان اتفاقية لتوسعة مشروع محطة الشارقة
  • في عيتا الشعب... العدو نفّذ عملية تفجير كبيرة
  • وزير البترول الأسبق: مصر لا تعاني من أزمة طاقة بل من التسعير
  • الإمارات.. ريادة في تسريع وتيرة الاستدامة
  • آليات ومركبات الهلال الأحمر السعودي المشاركة بموسم الحج المقبل
  • الإمارات تطلق أول منشأة عالمية للطاقة المتجددة المستمرة