لجريدة عمان:
2025-02-21@12:07:01 GMT

صيّادو طاقة يستبشرون بموسم وفير مع بدء «الضواغي»

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

صيّادو طاقة يستبشرون بموسم وفير مع بدء «الضواغي»

بدأ موسم الضواغي في ولاية طاقة بمحافظة ظفار وسط تفاؤل كبير من قبل الصيادين بوفرة السردين لهذا العام، حيث يعتمد كثير من الصيادين بالولاية على صيد سمك السردين، والمعروف محليا بـ«الضواغي»، والذي تبدأ معه آمال الصيادين بإنتاج وفير يضمن لهم دخلا جيدًا نهاية الموسم الممتد من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل من كل عام.

كما تعتبر أسماك السردين من أهم الإيرادات الاقتصادية البحرية قديمًا في ولاية طاقة. ويعتمد اصطياد أسماك السردين على العمل الجماعي المنظم، فهو عمل شاق ويحتاج إلى مهارة ودقة وصبر وهدوء، حيث إن طريقة صيدها تمر بعدة مراحل متلاحقة بدءا من تحديد الموقع ورمي الشباك وسحبها إلى الشاطئ وانتهاء بتحميلها إلى موقع التجفيف وبيعها كعلف للحيوانات.

صعوبات تواجه الصيّادين

حرصت جريدة «$» على أن يكون لها حضور ودور في نقل فعاليات أنشطة الصيادين وكذلك توصيل احتياجاتهم وما يواجههم من تحديات وصعوبات للجهات المعنية. ولقد شاهدنا منذ الوهلة الأولى حماس الصيادين وتمثّلَ ذلك فيما يقدمونه من شيلات وأهازيج من شأنها أن ترفع المعنويات للصمود في مواجهة الأمواج البحرية العاتية أحيانا. فحجم القوارب نسبيا صغير ولكنها ومن واقع التجربة أثبتت مرونة مقرونة بالثبات. فترى من يصارع الموج ليمد الشباك ومنهم من يحاول تدويرها في المحيط، وآخرون يقومون بجهد كبير لتفادي تداخل الشباك. والجميع يعمل كفريق مترابط ومتماسك ومجهود تنافسي لبلوغ الغاية وتحقيق المراد وهو الإمساك بأكبر قدر ممكن من السردين. وطبعا كلما توسعت دائرة الشباك كان الأمل أكبر في وفرة المحصول. ومما جذب الانتباه الأعداد الكبيرة من هواة مشاهدة الحدث، فمنهم من جاء للتسلية ومنهم من جاء للتصوير والتوثيق ومنهم جاء ليعيش الحدث رغبة في فهم ونقل التجربة أو ربما لارتيادها مستقبلا.

أماكن وجود السردين

وتحدث لـ«عمان» محمد بن عوفيت المشيخي -وهو ربان لإحدى الضواغي بولاية طاقة- عن عملية صيد السردين قائلا: إن عملية صيد السردين تتم عبر مجموعة من المواطنين يطلق عليهم النواخذة، حيث نقوم قبل بدء الموسم بتجهيز الحبال والشباك والقوارب وكل ما يلزم ذلك من أدوات يحتاجها الصيادون خلال موسم صيد السردين والذي يبدأ من شهر أكتوبر وحتى نهاية شهر مارس من كل عام، وأضاف المشيخي: إن عملية الصيد تبدأ منذ الصباح الباكر بالخروج إلى البحر للقيام بجولات وتتبع حركة طيور النورس التي عادة ما تكون خلف كميات كبيرة من السردين (العومة) أو القيام بالبحث عن البقع الداكنة في البحر والتي تدل هي أيضا على وجود كميات من السردين، وتجري عملية محاصرة أسماك السردين بعد تحديد مواقع وجودها من خلال إنزال الشباك وربطها من الجانبين بحبال طويلة على شكل هلال ثم نصف دائري بعدها يتم تدريجيا تضييق (الجريف) لجمع كمية كبيرة من أسماك السردين، بعدها يتم سحب الجريف الممتلئة بالسردين إلى الساحل بواسطة النواخذة وسيارات الدفع الرباعي. ويقود الربان بالإضافة إلى 3- 4 أشخاص يسمون بالبحارين لخبرتهم في عملية الغوص في أعماق البحر لمراقبة حركة السردين ومحاصرتها عن طريق «السيفة».

مكونات الضاغية

وعن مكونات الضاغية يقول محمد المشيخي: تتكون الضاغية من قاربين مجهزين بـ4 مكائن بقوة ( 40 -60) حصانًا وجريف بطول 50 مترا نصف الجريف يحتوي على 1600 عين وهي مقدمة الجريف، أما النصف الآخر فيحتوي على 1400 عين بالإضافة إلى سيفتين كل سيفة طولها 300 متر وتحتوي على حبال من الأعلى إلى الأسفل، ويكون الجانب السفلي مربوطا بأحجار على طول السيفة، أما الجانب العلوي، فيحتوي على حبال وعوامات، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الحبال والتي يبلغ طولها 100متر.

من جانبه تحدث أحمد بن بخيت العوايد -ربان إحدى الضواغي التي أنشأها منذ عام 1985م ولديه خبرة تراكمية امتدت لأكثر من ٣٨عاما وهو يمارس هذه الحرفة- عن التحديات التي تعيق عملية أصحاب الضواغي في ولاية طاقة، حيث قال: إن هناك عدة عوائق لأصحاب الضواغي في ولاية طاقة وهي المشاريع السياحية التي استحوذت على مساحة كبيرة من الشواطئ من طاقة وحتى المغسيل، مما قلل مساحة عملية صيد السردين في البحر. وهذه الصعوبات إن استمرت كفيلة بإنهاء هذه الضواغي التي تعتبر مصدر رزق كبير لكثير من المواطنين الذين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر. لا سيما بعد تضييق الأمر عليهم بتخصيص مواقع الصيد لتصبح خاصة بأهلها فقط.

فعلى سبيل المثال لا يسمح لأصحاب الضواغي بطلوع البحر في منطقة المغسيل، إضافة إلى أجزاء كبيرة من شاطئ الحافة التي يمنع فيها الضواغي مثل منطقة العوينة ومنطقة العفيف شرقا، وكذلك بجوار مشروع موريا للتنمية السياحية وهي أكثر الأماكن التي يوجد فيها السردين. ولا نستطيع أن نقوم بعملية الصيد في هذا المكان بالرغم من وجود كميات كبيرة من «عيد» السردين.

وهذا يعني أن الخيارات التي كانت مفتوحة للتعويض في حالة الإخفاق في موقع معين أو الاستكثار في مواسم الرخاء (وفرة العيد) قد ولى بسبب الضوابط الجديدة التي تدرج ضمن القوانين المنظمة للصيد والملزمة لرواد البحر.

مطالبات الصيادين

وأكد العوايد أن هذه الضواغي تضم أكثر من ٣٠٠ فرد وأغلبهم من فئة الشباب الباحثين عن العمل والذين لم يجدوا فرص عمل مجزية في أي من القطاعين الحكومي أو الخاص، فأصبحت هذه الضواغي في كل سنة مصدر رزق موسمي لهم رغم ما فيها من مشقة وتعب كبيرين. لهذا نطالب الجهات المختصة بمراعاة أصحاب الضواغي في ولاية طاقة وذلك بتسهيل عملية صيد أسماك السردين على امتداد الشاطئ من طاقة شرقا إلى المغسيل غربا والتسهيل من القيود المفروضة.

وأكد العوايد أن هذا العام ارتفع عدد الضواغي في طاقة من ٤ إلى ٦ ضواغ وكل ضاغية تتكون من خمسين فردا. كما أصبحت لأسماك السردين مصانع في صلالة تستقبل السردين بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة، حيث تصل شحنة السيارة الواحدة ذات الدفع الرباعي إلى أكثر من ٣٠٠ ريال عماني. لهذا أصبح المواطنون في ولاية طاقة يهتمون بهذا الموسم الذي يمارس في الولاية ومنذ مئات السنين.

وأضاف العوايد أن (عيد العلا) التي كان يبدأ موسمها من شهر مايو وحتى نهاية يونيو من كل عام قد انقطعت منذ أكثر من ثلاث سنوات. وبحسب روايات كبار السن فقد أكدوا أنها ومنذ حوالي مائة عام لم تنقطع هذه العيد. التي تسمى محليا بعيد (العلاء). لذا كان لا بد من معرفة أسباب اختفاء هذه الظاهرة الكونية المعتادة، ومن هنا توجه الصيادون إلى الجهات المختصة بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وتم إبلاغهم بهذا الموضوع وكذلك المطالبة ببحث ماهية الأمر وما يجب دراسته لفهم الأسباب الحقيقية وراء انقطاع عيد العلاء. وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة ولتهيئة الأسباب لعودة المياه إلى مجاريها.

وأخيرا أكد أحمد بن بخيت العوايد أن (عيد العلاء) تعتبر ظاهرة موسمية -والتي تسمى محليا بـ«عيد العلا»- وحدثا اجتماعيا ينتظره أبناء محافظة ظفار في كل عام وبالتحديد أبناء المناطق الشرقية من المحافظة، حيث تكون هذه الأسماك حجمها أكبر وفرصة لسكان هذه المناطق للاستفادة منها اقتصاديًا، حيث يسهل جمعها من الشاطئ في المياه الضحلة ليتم تجفيفها وبيعها كأعلاف لمواشيهم .

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کبیرة من أکثر من کل عام

إقرأ أيضاً:

تلسكوب يرصد أكثر الجسيمات الشبحية نشاطا في البحر المتوسط

اكتُشِف في قاع البحر الأبيض المتوسط جسيم نيوترينو ذو طاقة أعلى بثلاثين مرة من أي نيوترينو على الأرض على الإطلاق، وتبيَّن أنه بمثابة «رسول كوني خاص»، إذ هو شاهد على ظاهرة غامضة حدثت خارج مجرة درب التبانة.

والنيوترينو جسيم أولي موجود بكثرة في الكون ولكنه يصعب العثور عليه، إذ ليست له شحنة كهربائية، ولا كتلة تقريبًا، ويتفاعل مع المادة بشكل ضعيف فقط.

وقالت الباحثة في المعهد الإيطالي للفيزياء النووية روزا كونيليونيه في بيان صدر بمناسبة نشر دراسة في مجلة «نيتشر»: إن النيوترينوات تحظى باهتمام خاص من جانب العلماء لأنها «رسل كونية خاصة»، فالأحداث الأكثر عنفًا في الكون، كانفجار مستعر أعظم، أو اندماج نجمين نيوترونيين، أو النشاط حول الثقوب السوداء هائلة الكتلة، تُولِّد ما يسمى بالنيوترينوات ذات «الطاقة الفائقة».

وبما أن هذه الجسيمات تتفاعل قليلًا مع المادة، فإنها تستطيع الابتعاد عن المناطق الكثيفة التي أنتجتها وتنتقل في خط مستقيم عبر الكون، ومن ثم توفر معلومات قيّمة، لا يمكن الحصول عليها بالطرق التقليدية، عن الظواهر الفيزيائية الفلكية في أصلها.

إلا أن من الصعب جدًّا اكتشاف هذه الجسيمات «الشبحية»، ويحتاج رصد عدد قليل منها إلى كمية ضخمة من الماء، قدرها كيلومتر مكعب على الأقل، أي ما يعادل 400 ألف حمام سباحة أولمبي، وهو ما ينطبق على البحر الأبيض المتوسط، حيث يقع تلسكوب النيوترينو للكيلومتر المكعب (KM3NeT).

وينقسم هذا المرصد، الذي لا يزال قيد الإنشاء، إلى موقعين، أحدهما مركز «أركا» المخصص لعلم الفلك عالي الطاقة، على عمق 3450 مترًا قبالة سواحل صقلية (إيطاليا)، ومركز «أوركا» المخصص لدراسة الخصائص الأساسية للنيوترينو، على عمق 2450 مترًا قبالة سواحل تولون (فرنسا).

وأقيمت كابلات يبلغ طولها مئات الأمتار ومزوَّدة بمضاعفات ضوئية قادرة على تضخيم كميات صغيرة جدًّا من الضوء في قاع البحر على مسافات منتظمة.

وفي 13 فبراير 2023، مرَّ ميون، وهو إلكترون ثقيل أُنتج بواسطة نيوترينو، «عبر كاشف أركا بأكمله، مما أدى إلى إحداث إشارات في أكثر من ثلث أجهزة الاستشعار النشطة»، على ما أوضح المسؤولون عن تلسكوب النيوترينو للكيلومتر المكعب، وهو تعاون يجمع 350 عالمًا من 21 دولة.

وكان النيوترينو في أصله يملك طاقة قدرها 220 بيتا إلكترون فولت (PeV) أو 200 مليون مليار إلكترون فولت، وهو رقم ضخم لم يسبق له مثيل على كوكب الأرض.

وأوضح الأستاذ في المعهد الهولندي للفيزياء دون الذرية وعضو فريق KM3NeT آرت هيجبوير خلال مؤتمر صحفي أن «هذا يعادل طاقة كرة لتنس الطاولة تسقط من ارتفاع متر واحد»، لكنها «محتواة في جسيم أولي واحد».

وأضاف باسكال كويل، مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في مركز مرسيليا لفيزياء الجسيمات: إن إنتاج مثل هذه الجسيمات يتطلب مسرِّعًا «حول الأرض بالكامل وعلى مسافة الأقمار الصناعية الثابتة».

وكالة فرانس بريس العالمية

مقالات مشابهة

  • بسمة وهبة تشارك في رمضان 2025 بموسم جديد من برنامج «العرافة»
  • رئيس طاقة النواب: تحويل كل العدادات القديمة إلى مسبوقة الدفع خلال 4 سنوات
  • طاقة طول اليوم.. 10 أطعمة تسهل عليك صيام رمضان
  • عملية أمنية كبيرة تحبط مخططا إرهابيا خطيرا في المغرب
  • "أوكيو" راعيًا للمتسابقين أحمد الحارثي وعبدالله الرواحي بموسم 2025
  • في ثاني أيام إيجبس 2025.. نقاشات حول أمن الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية
  • مؤتمر إيجيبس يؤكد أهمية دور الغاز الطبيعي في تحقيق أمن الطاقة
  • تلسكوب يرصد أكثر الجسيمات الشبحية نشاطا في البحر المتوسط
  • تشغيل منظومة طاقة شمسية تجريبية في مشروع حقول الجوز بريف القرداحة
  • صدمة وسط بحارة الجنوب بعد عودة المراكب فارغة من أسماك السردين