صيّادو طاقة يستبشرون بموسم وفير مع بدء «الضواغي»
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
بدأ موسم الضواغي في ولاية طاقة بمحافظة ظفار وسط تفاؤل كبير من قبل الصيادين بوفرة السردين لهذا العام، حيث يعتمد كثير من الصيادين بالولاية على صيد سمك السردين، والمعروف محليا بـ«الضواغي»، والذي تبدأ معه آمال الصيادين بإنتاج وفير يضمن لهم دخلا جيدًا نهاية الموسم الممتد من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل من كل عام.
صعوبات تواجه الصيّادين
حرصت جريدة «$» على أن يكون لها حضور ودور في نقل فعاليات أنشطة الصيادين وكذلك توصيل احتياجاتهم وما يواجههم من تحديات وصعوبات للجهات المعنية. ولقد شاهدنا منذ الوهلة الأولى حماس الصيادين وتمثّلَ ذلك فيما يقدمونه من شيلات وأهازيج من شأنها أن ترفع المعنويات للصمود في مواجهة الأمواج البحرية العاتية أحيانا. فحجم القوارب نسبيا صغير ولكنها ومن واقع التجربة أثبتت مرونة مقرونة بالثبات. فترى من يصارع الموج ليمد الشباك ومنهم من يحاول تدويرها في المحيط، وآخرون يقومون بجهد كبير لتفادي تداخل الشباك. والجميع يعمل كفريق مترابط ومتماسك ومجهود تنافسي لبلوغ الغاية وتحقيق المراد وهو الإمساك بأكبر قدر ممكن من السردين. وطبعا كلما توسعت دائرة الشباك كان الأمل أكبر في وفرة المحصول. ومما جذب الانتباه الأعداد الكبيرة من هواة مشاهدة الحدث، فمنهم من جاء للتسلية ومنهم من جاء للتصوير والتوثيق ومنهم جاء ليعيش الحدث رغبة في فهم ونقل التجربة أو ربما لارتيادها مستقبلا.
أماكن وجود السردين
وتحدث لـ«عمان» محمد بن عوفيت المشيخي -وهو ربان لإحدى الضواغي بولاية طاقة- عن عملية صيد السردين قائلا: إن عملية صيد السردين تتم عبر مجموعة من المواطنين يطلق عليهم النواخذة، حيث نقوم قبل بدء الموسم بتجهيز الحبال والشباك والقوارب وكل ما يلزم ذلك من أدوات يحتاجها الصيادون خلال موسم صيد السردين والذي يبدأ من شهر أكتوبر وحتى نهاية شهر مارس من كل عام، وأضاف المشيخي: إن عملية الصيد تبدأ منذ الصباح الباكر بالخروج إلى البحر للقيام بجولات وتتبع حركة طيور النورس التي عادة ما تكون خلف كميات كبيرة من السردين (العومة) أو القيام بالبحث عن البقع الداكنة في البحر والتي تدل هي أيضا على وجود كميات من السردين، وتجري عملية محاصرة أسماك السردين بعد تحديد مواقع وجودها من خلال إنزال الشباك وربطها من الجانبين بحبال طويلة على شكل هلال ثم نصف دائري بعدها يتم تدريجيا تضييق (الجريف) لجمع كمية كبيرة من أسماك السردين، بعدها يتم سحب الجريف الممتلئة بالسردين إلى الساحل بواسطة النواخذة وسيارات الدفع الرباعي. ويقود الربان بالإضافة إلى 3- 4 أشخاص يسمون بالبحارين لخبرتهم في عملية الغوص في أعماق البحر لمراقبة حركة السردين ومحاصرتها عن طريق «السيفة».
مكونات الضاغية
وعن مكونات الضاغية يقول محمد المشيخي: تتكون الضاغية من قاربين مجهزين بـ4 مكائن بقوة ( 40 -60) حصانًا وجريف بطول 50 مترا نصف الجريف يحتوي على 1600 عين وهي مقدمة الجريف، أما النصف الآخر فيحتوي على 1400 عين بالإضافة إلى سيفتين كل سيفة طولها 300 متر وتحتوي على حبال من الأعلى إلى الأسفل، ويكون الجانب السفلي مربوطا بأحجار على طول السيفة، أما الجانب العلوي، فيحتوي على حبال وعوامات، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الحبال والتي يبلغ طولها 100متر.
من جانبه تحدث أحمد بن بخيت العوايد -ربان إحدى الضواغي التي أنشأها منذ عام 1985م ولديه خبرة تراكمية امتدت لأكثر من ٣٨عاما وهو يمارس هذه الحرفة- عن التحديات التي تعيق عملية أصحاب الضواغي في ولاية طاقة، حيث قال: إن هناك عدة عوائق لأصحاب الضواغي في ولاية طاقة وهي المشاريع السياحية التي استحوذت على مساحة كبيرة من الشواطئ من طاقة وحتى المغسيل، مما قلل مساحة عملية صيد السردين في البحر. وهذه الصعوبات إن استمرت كفيلة بإنهاء هذه الضواغي التي تعتبر مصدر رزق كبير لكثير من المواطنين الذين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر. لا سيما بعد تضييق الأمر عليهم بتخصيص مواقع الصيد لتصبح خاصة بأهلها فقط.
فعلى سبيل المثال لا يسمح لأصحاب الضواغي بطلوع البحر في منطقة المغسيل، إضافة إلى أجزاء كبيرة من شاطئ الحافة التي يمنع فيها الضواغي مثل منطقة العوينة ومنطقة العفيف شرقا، وكذلك بجوار مشروع موريا للتنمية السياحية وهي أكثر الأماكن التي يوجد فيها السردين. ولا نستطيع أن نقوم بعملية الصيد في هذا المكان بالرغم من وجود كميات كبيرة من «عيد» السردين.
وهذا يعني أن الخيارات التي كانت مفتوحة للتعويض في حالة الإخفاق في موقع معين أو الاستكثار في مواسم الرخاء (وفرة العيد) قد ولى بسبب الضوابط الجديدة التي تدرج ضمن القوانين المنظمة للصيد والملزمة لرواد البحر.
مطالبات الصيادين
وأكد العوايد أن هذه الضواغي تضم أكثر من ٣٠٠ فرد وأغلبهم من فئة الشباب الباحثين عن العمل والذين لم يجدوا فرص عمل مجزية في أي من القطاعين الحكومي أو الخاص، فأصبحت هذه الضواغي في كل سنة مصدر رزق موسمي لهم رغم ما فيها من مشقة وتعب كبيرين. لهذا نطالب الجهات المختصة بمراعاة أصحاب الضواغي في ولاية طاقة وذلك بتسهيل عملية صيد أسماك السردين على امتداد الشاطئ من طاقة شرقا إلى المغسيل غربا والتسهيل من القيود المفروضة.
وأكد العوايد أن هذا العام ارتفع عدد الضواغي في طاقة من ٤ إلى ٦ ضواغ وكل ضاغية تتكون من خمسين فردا. كما أصبحت لأسماك السردين مصانع في صلالة تستقبل السردين بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة، حيث تصل شحنة السيارة الواحدة ذات الدفع الرباعي إلى أكثر من ٣٠٠ ريال عماني. لهذا أصبح المواطنون في ولاية طاقة يهتمون بهذا الموسم الذي يمارس في الولاية ومنذ مئات السنين.
وأضاف العوايد أن (عيد العلا) التي كان يبدأ موسمها من شهر مايو وحتى نهاية يونيو من كل عام قد انقطعت منذ أكثر من ثلاث سنوات. وبحسب روايات كبار السن فقد أكدوا أنها ومنذ حوالي مائة عام لم تنقطع هذه العيد. التي تسمى محليا بعيد (العلاء). لذا كان لا بد من معرفة أسباب اختفاء هذه الظاهرة الكونية المعتادة، ومن هنا توجه الصيادون إلى الجهات المختصة بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وتم إبلاغهم بهذا الموضوع وكذلك المطالبة ببحث ماهية الأمر وما يجب دراسته لفهم الأسباب الحقيقية وراء انقطاع عيد العلاء. وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة ولتهيئة الأسباب لعودة المياه إلى مجاريها.
وأخيرا أكد أحمد بن بخيت العوايد أن (عيد العلاء) تعتبر ظاهرة موسمية -والتي تسمى محليا بـ«عيد العلا»- وحدثا اجتماعيا ينتظره أبناء محافظة ظفار في كل عام وبالتحديد أبناء المناطق الشرقية من المحافظة، حيث تكون هذه الأسماك حجمها أكبر وفرصة لسكان هذه المناطق للاستفادة منها اقتصاديًا، حيث يسهل جمعها من الشاطئ في المياه الضحلة ليتم تجفيفها وبيعها كأعلاف لمواشيهم .
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کبیرة من أکثر من کل عام
إقرأ أيضاً:
"مصدر" توقع اتفاقية لتطوير مشروعات طاقة متجددة في ألبانيا
وقعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وشركة الطاقة الألبانية "كيش"، اتفاقية تحديد شروط تأسيس مشروع مشترك لاستكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرات واسعة النطاق في ألبانيا وذلك بحضور إيدي راما، رئيس وزراء جمهورية ألبانيا، بحسب ما أوردته وكالة أنباء الإمارات "وام"، الأربعاء.
حضر مراسم التوقيع التي أقيمت على هامش فعاليات مؤتمرالأطراف "COP29" المنعقد في باكو بأذربيجان، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف "COP28"، رئيس مجلس إدارة "مصدر"، وبليندا بالوكو، نائبة رئيس الوزراء وزيرة البنية التحتية والطاقة في ألبانيا .
ويهدف التعاون المشترك إلى تطوير وتشغيل مشاريع طاقة متجددة باستخدام حلول تقنية متنوعة تشمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح والحلول الهجينة، مع إمكانية تطوير نظم بطاريات لتخزين الطاقة ، وسيتم توريد الطاقة المُنتجة إلى السوق الألبانية وتصديرها إلى الدول المجاورة.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، إن هذه الاتفاقية تؤكد التزام دولة الإمارات بمواصلة دورها الرائد في نشر حلول وتقنيات الطاقة النظيفة حول العالم.
وأضاف أنه سيتم توظيف خبرات مصدر في مجال الطاقة المتجددة للاستفادة من الموارد الطبيعية الوفيرة في جمهورية ألبانيا الصديقة، للمساهمة مع الشركاء في تطوير مشاريع مجدية وبنية تحتية متطورة لطاقة المستقبل، بما يزيد حجم إنتاج أكبر قدر ممكن من الطاقة بأقل انبعاثات.
وأكد ثقته بأن هذه الشراكة الستراتيجية النوعية ستساهم بشكل فاعل في دعم تحقيق هدف اتفاق الإمارات التاريخي المتمثل في مضاعفة الإنتاج العالمي من الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، ودفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام.
وتهدف هذه الشراكة إلى الاستفادة من مكانة شركة "كيش" كمنتج رائد للطاقة في ألبانيا والخبرة العالمية لـ "مصدر"، لتطوير حلول طاقة متجددة تسهم في تسريع انتقال ألبانيا نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة، ويشكل المشروع المشترك نقلة نوعية في مجال تطوير قدرات الطاقة المتجددة بألبانيا.
وستسهم"مصدر" و"كيش"، من خلال هذا التعاون في تعزيز مبادرات إزالة الكربون بألبانيا ودعم سوق الطاقة الأوروبية على نطاق أوسع.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، محمد جميل الرمحي، إن الاتفاقية تمثل خطوة مهمة في إطار مساعي"مصدر" لتوسيع أنشطتها في منطقة البلقان وجنوب شرق أوروبا، وأنه في حين تستهدف "مصدر" تطوير مشاريع بقدرة 100 غيغاواط بحلول عام 2030، سيسهم هذا الاتفاق في دعم الطموحات العالمية لتحقيق الانتقال في قطاع الطاقة وذلك من خلال توسيع نطاق الشراكات في ألبانيا وشرق البلقان.
ويعزز المشروع المشترك بين "مصدر" و "كيش" الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين دولة الإمارات وألبانيا، فيما سيقوم المشروع بدورٍ حيوي في زيادة قدرة ألبانيا على إنتاج الطاقة المتجددة، وتلبية الطلب المحلي وتعزيز قدرتها على تصدير الطاقة إلى البلدان المجاورة، والمساهمة في تحقيق أهداف أمن الطاقة والاستدامة في المنطقة.