عربي21:
2025-04-29@14:53:55 GMT

قمة الخذلان.. خطب رنانة وقرارات فارغة

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

خيبة أمل جديدة من القمة العربية الإسلامية التي استضافتها المملكة السعودية أمس السبت، والتي جاءت مخرجاتها دون المطلوب لمواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، صحيح أن القمم العربية وحتى الإسلامية فقدت مصداقيتها، ولم يعد أحد ينتظر منها شيئا منذ فترة طويلة، لكن فظاعات العدوان، واصطفاف الداعمين الغربيين بقيادة الولايات المتحدة لنجدة الكيان في مشهد يستعيد حشود الحملات الصليبية، دفع البعض لرفع توقعاتهم من القمة، إن لم يكن دفاعا عن غزة فدفاعا عن العروش والكروش التي ستصبح كسيرة ذليلة، ليس أمامها سوى التسليم بما يطلب منها إذا انتهت هذه الحرب بانتصار الكيان الصهيوني.



يقول المثل "اسمع كلامك أصدقك.. وأنظر لأفعالك أستعجب".. كم كانت طنانة ورنانة كلمات القادة العرب والمسلمين في القمة، وهو ما كان ينبغي ترجمته إلى قرارات عملية رادعة في البيان الختامي، لكن هذا البيان لم يختلف عما سبقه من بيانات، ربما حمل كلمات شجب وإدانة أكثر عددا، أو أكثر بلاغة، لكنه لم يحمل أي قرار مما تمتلك دول القمة تنفيذه بنفسها، ولعل القرار الوحيد الذي كان منتظرا، وكافيا لردع العدوان وهو بيد هذه الدول مباشرة هو قطع العلاقات الدبلوماسية (لمن له علاقات مع الكيان) ووقف مسار التطبيع (للدول التي تورطت في هذا المسار)، أو حتى مجرد التهديد بهكذا قرار إذا لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على الفور.. لكن هذا القرار كان يحتاج إلى رجال أصحاب قرار مستقل وليسوا مجرد تابعين، وخائفين على عروشهم.

كم كانت طنانة ورنانة كلمات القادة العرب والمسلمين في القمة، وهو ما كان ينبغي ترجمته إلى قرارات عملية رادعة في البيان الختامي، لكن هذا البيان لم يختلف عما سبقه من بيانات، ربما حمل كلمات شجب وإدانة أكثر عددا، أو أكثر بلاغة، لكنه لم يحمل أي قرار مما تمتلك دول القمة تنفيذه بنفسها، ولعل القرار الوحيد الذي كان منتظرا، وكافيا لردع العدوان وهو بيد هذه الدول مباشرة هو قطع العلاقات الدبلوماسية (لمن له علاقات مع الكيان) ووقف مسار التطبيع (للدول التي تورطت في هذا المسار)، أو حتى مجرد التهديد بهكذا قرار إذا لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على الفور
لقد بدأ البيان الختامي بالتعبير عن الموقف الموحد في إدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية بما فيها القدس الشريف، والتأكيد على التصدي معا لهذا العدوان والكارثة الإنسانية التي يسببها، والعمل على وقفه وإنهاء كل الممارسات الإسرائيلية اللا شرعية التي تكرس الاحتلال، وتحرم الشعب الفلسطيني حقوقه، وخصوصا حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على كامل ترابه الوطني، وتحميل الكيان مسؤولية استمرار الصراع وتفاقمه نتيجة العدوان على حقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية، إلا أن هذا الاستهلال القوي لم تصحبه قرارات بل مجرد توصيات تتركز حول إدانة العدوان والتهجير وقتل المدنيين والأطفال، وازدواجية المعايير.. إلخ، وإن كانت التوصية الوحيدة التي يمكن استثناؤها من هذا السياق هي المتعلقة بكسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، ودعوة المنظمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لكن هذه التوصية رغم أهميتها لم توضح كيف سيتم تنفيذها، وعلينا أن ننتظر إذن لنختبر صدقيتها.

الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي هي محصلة لقوة أعضائها، والحقيقة ان معظم قادة هذه الدول أسمعونا ضجيجا دون طحن؛ بدءا من الرؤساء أردوغان والسيسي ورئيسي، وثلاثتهم أطنبوا وأرغوا وأزبدوا في كلماتهم في القمة، لكن ما الذي يمنع أردوغان من إرسال سفن إغاثة إلى ميناء غزة مباشرة بحماية سفن حربية كما طلب رئيس منظمة الإغاثة التركية؟! وما الذي يمنع السيسي من فتح معبر رفح بشكل كامل أمام تدفق المساعدات، دون انتظار موافقات الجانب الإسرائيلي ولتتحمل كل جهة مسئوليتها داخل الحدود الفلسطينية؟! وما الذي يمنع إبراهيم رئيسي من تنفيذ التهديدات الإيرانية بالتدخل حال وقوع الاجتياح البري لغزة بعد أن حدث فعلا؟!

كان المأمول أن يفهموا أن تغيير الشرق الأوسط لا يستهدف حماس فقط فهي في النهاية محض حركة مقاومة وليست دولة، لكن هذا التغيير سيطال دولا وحكومات أخرى، وسيفرض عليها شروط عبودية جديدة للكيان ضمانا لبقاء العروش والكروش، ومن ثم كان المأمول أن يستغل هؤلاء القادة اجتماعهم لاتخاذ قرارات تنقذهم قبل أن تنقذ حماس، لكن عداء بعضهم الشديد لحماس أعماهم عما يحاك لهم
نعرف الآن أن مشروعا مكتوبا قدمته عدة دول عربية متضمنا قرارات عملية كانت كفيلة بوقف العدوان فعلا، ومنها تجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية العربية مع الكيان، ومنع استخدام القواعد العسكرية الأمريكية وغيرها في الدول العربية لتزويده بالسلاح والذخائر، ومنع الطيران المدني الإسرائيلي من الطيران في الأجواء العربية، وأخيرا التلويح -مجرد التلويح- باستخدام النفط والمقدرات الاقتصادية العربية للضغط من أجل وقف العدوان، لكن دولا عربية أخرى بينها المملكة "مضيفة القمة"، والبحرين والإمارات والمغرب رفضت هذه القرارات لتحل محلها توصيات باهتة، وهو ما يؤكد الروايات الإسرائيلية الأمريكية حول تحمس بعض الدول العربية في المجالس المغلقة لتصفية حماس، وربما يفسر هذا أيضا سر تأخير القمة أكثر من شهر بعد العدوان الإسرائيلي، حيث كان أولئك القادة يراهنون على قدرة جيش الاحتلال على الخلاص من حماس خلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، لكن ذلك لم يحصل فتقرر عقد القمة لامتصاص غضب الشعوب العربية والإسلامية.

كانت هناك توقعات أن يحسن القادة العرب والمسلمون قراءة التداعيات المحتملة لانتصار العدو الصهيوني، والذي توعد رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بتغيير ملامح الشرق الأوسط ردا على طوفان الأقصى، وكان المأمول أن يفهموا أن تغيير الشرق الأوسط لا يستهدف حماس فقط فهي في النهاية محض حركة مقاومة وليست دولة، لكن هذا التغيير سيطال دولا وحكومات أخرى، وسيفرض عليها شروط عبودية جديدة للكيان ضمانا لبقاء العروش والكروش، ومن ثم كان المأمول أن يستغل هؤلاء القادة اجتماعهم لاتخاذ قرارات تنقذهم قبل أن تنقذ حماس، لكن عداء بعضهم الشديد لحماس أعماهم عما يحاك لهم.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطيني فلسطين غزة تضامن العالم العربي العالم الاسلامي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی لکن هذا

إقرأ أيضاً:

نائب: (51) نائب إطاري يرفضون حضور(الشرع) لمؤتمر القمة العربية في بغداد

آخر تحديث: 27 أبريل 2025 - 11:04 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكدت النائب، ابتسام الهلالي، الاحد، رفض عدد من أعضاء مجلس النواب حضور الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، للقمة العربية المقرر انعقادها في 17 آيار/مايو المقبل في العاصمة بغداد.وقالت الهلالي في حديث متلفز، إن “عدداً من أعضاء مجلس النواب لا يزالون متمسكين بقرار عدم حضور الرئيس السوري أحمد الشرع، لبغداد، بسبب الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية التي كان منتمياً إليها في العراق، وكانت أبرز تلك الجرائم هي تفجير الكرادة وسط بغداد”.وكشفت، أن “لغاية هذه اللحظة، تم جمع 51 توقيعاً في البرلمان رفضاً لحضور الشرع، وسيتم تقديمها إلى رئاسة مجلس النواب اليوم، لاتخاذ الإجراءات اللازمة”.واقترحت الهلالي حضور شخصية أخرى لبغداد، بالقول إنه “لا مانع من حضور وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني الى القمة العربية بدلاً عن الشرع”.

مقالات مشابهة

  • مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية
  • وفد الأمانة العامة للجامعة العربية يصل بغداد للاطلاع على استعدادات القمة العربية
  • الشرع يتسلم دعوة حضوره لمؤتمر القمة العربية في بغداد
  • العراق يوجه دعوة رسمية لأحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية
  • الشرع يتسلم دعوة رسمية من العراق لحضور القمة العربية في بغداد
  • الرئيس الشرع يتسلم دعوةً رسميةً للمشاركة في القمة العربية
  • الشرع يتسلم دعوة رسمية من العراق لحضور القمة العربية ببغداد
  • عاجل | وزير الثقافة العراقي: سلمنا الرئيس السوري أحمد الشرع دعوة رسمية لحضور القمة العربية في بغداد
  • ائتلاف المالكي: الشرع لن يحضر مؤتمر القمة العربية في بغداد وإذا حضر سيقتل
  • نائب: (51) نائب إطاري يرفضون حضور(الشرع) لمؤتمر القمة العربية في بغداد