الدوحة ـ كأنك تبني بيتا في الهواء، أو تزرع شجرة في السحاب، بهذه الكلمات يمكن وصف عملية الزراعة المائية "بدون تربة". ومع ظهور هذه الفكرة الزراعية قبل فترة فإنها وجدت زخما كبيرا خلال معرض إكسبو قطر للبستنة 2023، من خلال طرح نموذج مبتكر يعتمد على تحلية المياه المستخدمة في النباتات واستزراع الأسماك بجانب المواد المعاد تدويرها.

وركز جناح البستنة -التابع لجامعة حمد بن خليفة- في معرض إكسبو بشكل كامل على الزراعة المائية "دون تربة" باعتبارها أحد أهم الابتكارات المستقبلية للدول الصحراوية أو الدول التي تفتقد للموارد المائية اللازمة لإنتاج الغذاء.

دورة الزراعة

وقدم جناح البستنة نموذجا مصغرا لهذا النوع من الزراعة خلال فعاليات المعرض المقام بالدوحة حتى  من مارس/آذارالمقبل.

ويقول القائمون على الجناح للجزيرة نت إنهم يقدمون نموذجا مصغرا ومبتكرا لعملية الزراعة المائية "دون تربة"، وتعتمد على زراعة نباتات داخل أنابيب رأسية.

وتتغذى النباتات -وهي في معظمها عشبية- على المياه الواردة إليها من مضخات تقوم بدورة عمل في منتهى الدقة، فيما يشبه الدورة الدموية في جسم الإنسان، بحسب القائمين على هذا الجناح.

وبعد تغطية المياه للنباتات تتوجه إلى مسار آخر، في أنابيب أرضية، تحمل معها ترسبات عملية الري إلى أحواض المزارع السمكية التي تعلوها طبقة أخرى من النباتات تتغذى من المياه، مما يظهر أهمية الزراعة المائية في إنشاء مشاريع جديدة في مجال الاستزراع السمكي وتحسين الإنتاج المحلي من الأسماك.

تتغذى النباتات على المياه الواردة إليها من مضخات تقوم بدورة عمل في منتهى الدقة (الجزيرة)

 

ويوضح القائمون على جناح "البستنة" أن مشروع الزراعة دون تربة يعتمد بالكامل على مياه معاد تدويرها، مشيرين إلى  وجود نمذج صغير داخل الجناح يرصد دورة إعادة تحلية المياه من البداية وصولاً إلى الاستخدامات المتعددة سواء في ري النباتات أو تغذية الأسماك الموجودة في الأحواض.

وكشف القائمون على الجناح أن مشروع الزراعة المائية بالجناح، مشروع طلابي بالأساس، وسينقل إلى مؤسسة قطر عقب انتهاء المعرض لإجراء مزيد من البحوث الهادفة إلى توسيع رقعة الاستفادة من هذا النوع من الزراعات المتطورة التي تقاوم الأجواء الصعبة في البيئات الصحراوية.

يعمل جناح البستنة بمعرض إكسبو الدوحة على ترسيخ مفهوم تخضير الصحراء، وهو ما يشكل فرصة لبحث حلول مبتكرة تعالج مشكلة نقص المياه والتصحر، وتسمح بالتعامل مع التغيرات المناخية.

كما يعمل الجناح على خلق منصة تجمع الأشخاص والأفكار لتسريع وتيرة الابتكار والإبداع والبحث والتقدم العلمي في مجال الزراعة الحديثة لإنتاج غذاء آمن ومستدام لسكان العالم.

أحد أجنحة المعرض يقدم نموذجا لدورة الزراعة المائية (الجزيرة) التحول الرقمي الزراعي

ويدعم "إكسبو 2023 الدوحة" للبستنة الاستفادة من آخر البحوث والابتكارات بمجال التقنيات والأساليب الزراعية، خاصة في مجال التحول الرقمي الزراعي، بما يحقق الكفاءة في الإنتاج ويضمن الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.

وتسهم جهود الزراعة المائية في:

تطوير الخدمات وتوطين المرافق الزراعية تعزيز الإنتاج المحلي عبر التوسع في استخدام تقنيات إنتاج المحاصيل المتطورة والمناسبة للظروف المناخية المحلية لزيادة المساحات المزروعة. تنفيذ مشاريع لتحسين كفاءة استخدام مياه الري في الزراعة، من خلال استخدام نظم الري الحديثة.

وأكد الأمين العام للمعرض الدولي للبستنة إكسبو الدوحة 2023 محمد علي الخوري، أن اللجنة المنظمة عملت على جذب جميع التقنيات العالمية التي تسهم في الحد من التصحر وزيادة الرقعة الخضراء والأراضي الزراعية، والمحافظة على الموارد اليسيرة من المياه الموجودة في الخليج.

وأضاف أن اللجنة تعمل على تشجيع المستثمرين على الاستثمار في الزراعة الحديثة، واستخدام التقنيات الجديدة التي تحافظ على المياه، مثل: الزراعة بتقنية الهيدروبونيك، والزراعة بالأنابيب العمودية، والزراعة بالتقنية المائية الفائقة.

وأوضح الخوري أن المعرض يستعرض عددا من التجارب لأنظمة زراعية حديثة أدخلتها المزارع القطرية، ولها مزايا عديدة في زيادة الرقعة الخضراء.

إنتاجية عالية

وقال رجل الأعمال القطري ناصر الخلف، إنه يمثل إحدى الشركات القطرية التي تعمل في مجال تطوير الزراعة والإنتاج الزراعي باستخدام التقنيات المتطورة لتوفير المياه وتحقيق الاستدامة، والحصول على إنتاجية عالية من المحاصيل.

وأضاف الخلف -في حديث للجزيرة نت- أنه يطبق هذه التقنيات بالفعل في المزارع الخاصة به، وذكر أن هناك أنظمة زراعة حديثة قابلة للتطبيق في الدول الصحراوية بشكل خاص، مثل: الهيدروبونيك والأكوابونيك والزراعة بالإضاءة.

وأوضح أن الزراعة بالإضاءة -على سبيل المثال- تعدّ إحدى الأنظمة المتطورة الحديثة التي تتم خلالها الزراعة في بيئة مغلقة بالكامل باستخدام إضاءة إل إي دي LED مما يسهم في إنتاج العديد من المحاصيل، دون ارتباط بدرجات الحرارة بالخارج.

واستعرض الخلف نظام زراعة الأكوابونيك، حيث تُروى النباتات بمياه الاستزراع السمكي عند إعادة تدويرها، ويسهم ذلك في حصول النباتات على الأسمدة الزراعية اللازمة لنموها، حيث تحتوي فضلات الأسماك على المغذيات العضوية مثل الأمونيا.

ونجح طلاب جامعة حمد بن خليفة بقطر في تصميم  نماذج متنوعة أخرى في محيط جناح "البستنة" بالمعرض. فبجانب الزراعة الرأسية للنباتات داخل الأنابيب، يوجد نوع آخر من الزراعة اللوحية المعروفة "بالبيت الأخضر" وهي أشبه بالمسطح الأخضر المتكامل المقسم إلى مربعات، يحوي كل مربع نوعا من النبات يتغدى وفقا لنظام ري شديد الدقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الزراعة المائیة فی مجال

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة يتراس اجتماع لجنة التقاوى

أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، على أهمية التوسع في انتاج التقاوي المعتمدة التي تنتجها الجهات التابعة للوزارة ومراكزها البحثية أو شركات القطاع، للمساهمة في زيادة الإنتاجية في ظل محدودية الموارد الطبيعية.


جاء ذلك خلال ترأسه اجتماع لجنة تقاوي المحاصيل الزراعية، بحضور الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية والدكتور عباس الشناوى رئيس قطاع الخدمات والمتابعة والدكتور احمد عضام رئيس لجنة التقاوى وعدد من قيادات الوزارة والقطاع الخاص.


وأشار "القصير" إلى أن إنتاج التقاوى قضية آمن قومي لأنها مرتبطة بالأمن الغذائي مؤكدا على توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية تقديم كل أوجه الدعم للبرامج البحثية لانتاج التقاوي محليا واستنباط الأصناف الجديدة عالية الجودة والإنتاجية خاصة في مجال تقاوى الخضر لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج واستنزاف العملة الأجنبية.


وتحدث أيضا عن أهمية نشر ثقافة التقاوي المعتمدة على نطاق واسع لدى المزارعين، وأهميتها، والصفات التي تتمتع بها، سواء الانتاجية العالية، أو مقاومتها للامراض، وملائمتها للتغيرات المناخية المختلفة، مشيرا إلى  أن البحوث التطبيقية هي الحل السحري لكافة المشاكل التي تواجه تحقيق التنمية الزراعية، وهو الأمر الذي يقع على عاتق وزارة الزراعة ومراكزها البحثية والخبراء والباحثين بها، لمواكبة التكنولوجيات الزراعية الحديثة.


وقال وزير الزراعة إن الدولة في إطار سعيها لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين تعمل على عدة محاور منها التوسع الأفقي باستصلاح الأراضي والتوسع الرأسي من خلال زيادة إنتاجية الفدان وتعتبر التقاوى الجيدة أهم محور الزيادة الرأسية.

 
كما تناول أهمية التوسع في انتاج تقاوي التصنيع والتي تحقق قيمة مضافة للناتج القومي مشيرا إلى اهتمام الدولة بالتصنيع الزراعي،  ووجه  بضرورة حصر كافة المشاتل على مستوى الجمهورية، والمرور الدائم عليها، والتأكد من جودة المنتجات التي يتم طرحها للمزارعين، لافتا إلى ان الدور الاصيل لوزارة الزراعة يتمثل في حماية المزارع وتقديم كافة سبل الدعم له.


وخلال الاجتماع اطلع وزير الزراعة على تقرير شامل عن انتاج التقاوي في مصر خلال الفترة الأخيرة والذي أشار إلى جهود التوسع في انتاج التقاوى المعتمدة سواء من انتاج الوزارة أو القطاع الخاص.


وفي نهاية الاجتماع وجه وزير الزراعة بضرورة تسهيل إجراءات تسجيل التقاوى مع التوسع في التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الخاص في مجال انتاج التقاوى.
 

مقالات مشابهة

  • حملات ليلية للتصدي لحالات سرقة مياه الري بالفيوم
  • تحديات تواجه قطاع الزراعة والأمن الغذائي.. نقيب الفلاحين: «غياب الأسمدة والتغيرات المناخية» الأبرز.. رضا: لا بديل من عودة الإرشاد الزراعي والسياسات التحفيزية للمحاصيل الاستراتيجية
  • مستشار وزير الزراعة يزف بشرى سارة عن أسعار الأسمدة
  • اجتماع بصنعاء يناقش آليات تقييم المصادر المائية في قاع سهمان بمديرية بني مطر
  • كربلاء.. الجداول الناشفة لا تعني وجود أزمة وجريان المياه لن يكون دائميًا بعد الان
  • شملت ردم بحيرات اسماك ودفن آبار.. أزالة 24 الف تجاوز على المياه
  • كساد المحاصيل الزراعية يفضح أكاذيب ذراع إيران حول خلية التجسس
  • وزير الزراعة: أهداف استراتيجية للقطاع لتحقيق طفرة في ضوء التحديات الراهنة
  • وزير الزراعة يتراس اجتماع لجنة التقاوى
  • البُنى الأساسية للموارد المائية في ولاية مطرح