إكسبو الدوحة.. الزراعة المائية أحد الحلول المبتكرة للدول الصحراوية
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
الدوحة ـ كأنك تبني بيتا في الهواء، أو تزرع شجرة في السحاب، بهذه الكلمات يمكن وصف عملية الزراعة المائية "بدون تربة". ومع ظهور هذه الفكرة الزراعية قبل فترة فإنها وجدت زخما كبيرا خلال معرض إكسبو قطر للبستنة 2023، من خلال طرح نموذج مبتكر يعتمد على تحلية المياه المستخدمة في النباتات واستزراع الأسماك بجانب المواد المعاد تدويرها.
وركز جناح البستنة -التابع لجامعة حمد بن خليفة- في معرض إكسبو بشكل كامل على الزراعة المائية "دون تربة" باعتبارها أحد أهم الابتكارات المستقبلية للدول الصحراوية أو الدول التي تفتقد للموارد المائية اللازمة لإنتاج الغذاء.
دورة الزراعةوقدم جناح البستنة نموذجا مصغرا لهذا النوع من الزراعة خلال فعاليات المعرض المقام بالدوحة حتى من مارس/آذارالمقبل.
ويقول القائمون على الجناح للجزيرة نت إنهم يقدمون نموذجا مصغرا ومبتكرا لعملية الزراعة المائية "دون تربة"، وتعتمد على زراعة نباتات داخل أنابيب رأسية.
وتتغذى النباتات -وهي في معظمها عشبية- على المياه الواردة إليها من مضخات تقوم بدورة عمل في منتهى الدقة، فيما يشبه الدورة الدموية في جسم الإنسان، بحسب القائمين على هذا الجناح.
وبعد تغطية المياه للنباتات تتوجه إلى مسار آخر، في أنابيب أرضية، تحمل معها ترسبات عملية الري إلى أحواض المزارع السمكية التي تعلوها طبقة أخرى من النباتات تتغذى من المياه، مما يظهر أهمية الزراعة المائية في إنشاء مشاريع جديدة في مجال الاستزراع السمكي وتحسين الإنتاج المحلي من الأسماك.
ويوضح القائمون على جناح "البستنة" أن مشروع الزراعة دون تربة يعتمد بالكامل على مياه معاد تدويرها، مشيرين إلى وجود نمذج صغير داخل الجناح يرصد دورة إعادة تحلية المياه من البداية وصولاً إلى الاستخدامات المتعددة سواء في ري النباتات أو تغذية الأسماك الموجودة في الأحواض.
وكشف القائمون على الجناح أن مشروع الزراعة المائية بالجناح، مشروع طلابي بالأساس، وسينقل إلى مؤسسة قطر عقب انتهاء المعرض لإجراء مزيد من البحوث الهادفة إلى توسيع رقعة الاستفادة من هذا النوع من الزراعات المتطورة التي تقاوم الأجواء الصعبة في البيئات الصحراوية.
يعمل جناح البستنة بمعرض إكسبو الدوحة على ترسيخ مفهوم تخضير الصحراء، وهو ما يشكل فرصة لبحث حلول مبتكرة تعالج مشكلة نقص المياه والتصحر، وتسمح بالتعامل مع التغيرات المناخية.
كما يعمل الجناح على خلق منصة تجمع الأشخاص والأفكار لتسريع وتيرة الابتكار والإبداع والبحث والتقدم العلمي في مجال الزراعة الحديثة لإنتاج غذاء آمن ومستدام لسكان العالم.
ويدعم "إكسبو 2023 الدوحة" للبستنة الاستفادة من آخر البحوث والابتكارات بمجال التقنيات والأساليب الزراعية، خاصة في مجال التحول الرقمي الزراعي، بما يحقق الكفاءة في الإنتاج ويضمن الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وتسهم جهود الزراعة المائية في:
تطوير الخدمات وتوطين المرافق الزراعية تعزيز الإنتاج المحلي عبر التوسع في استخدام تقنيات إنتاج المحاصيل المتطورة والمناسبة للظروف المناخية المحلية لزيادة المساحات المزروعة. تنفيذ مشاريع لتحسين كفاءة استخدام مياه الري في الزراعة، من خلال استخدام نظم الري الحديثة.وأكد الأمين العام للمعرض الدولي للبستنة إكسبو الدوحة 2023 محمد علي الخوري، أن اللجنة المنظمة عملت على جذب جميع التقنيات العالمية التي تسهم في الحد من التصحر وزيادة الرقعة الخضراء والأراضي الزراعية، والمحافظة على الموارد اليسيرة من المياه الموجودة في الخليج.
وأضاف أن اللجنة تعمل على تشجيع المستثمرين على الاستثمار في الزراعة الحديثة، واستخدام التقنيات الجديدة التي تحافظ على المياه، مثل: الزراعة بتقنية الهيدروبونيك، والزراعة بالأنابيب العمودية، والزراعة بالتقنية المائية الفائقة.
وأوضح الخوري أن المعرض يستعرض عددا من التجارب لأنظمة زراعية حديثة أدخلتها المزارع القطرية، ولها مزايا عديدة في زيادة الرقعة الخضراء.
إنتاجية عاليةوقال رجل الأعمال القطري ناصر الخلف، إنه يمثل إحدى الشركات القطرية التي تعمل في مجال تطوير الزراعة والإنتاج الزراعي باستخدام التقنيات المتطورة لتوفير المياه وتحقيق الاستدامة، والحصول على إنتاجية عالية من المحاصيل.
وأضاف الخلف -في حديث للجزيرة نت- أنه يطبق هذه التقنيات بالفعل في المزارع الخاصة به، وذكر أن هناك أنظمة زراعة حديثة قابلة للتطبيق في الدول الصحراوية بشكل خاص، مثل: الهيدروبونيك والأكوابونيك والزراعة بالإضاءة.
وأوضح أن الزراعة بالإضاءة -على سبيل المثال- تعدّ إحدى الأنظمة المتطورة الحديثة التي تتم خلالها الزراعة في بيئة مغلقة بالكامل باستخدام إضاءة إل إي دي LED مما يسهم في إنتاج العديد من المحاصيل، دون ارتباط بدرجات الحرارة بالخارج.
واستعرض الخلف نظام زراعة الأكوابونيك، حيث تُروى النباتات بمياه الاستزراع السمكي عند إعادة تدويرها، ويسهم ذلك في حصول النباتات على الأسمدة الزراعية اللازمة لنموها، حيث تحتوي فضلات الأسماك على المغذيات العضوية مثل الأمونيا.
ونجح طلاب جامعة حمد بن خليفة بقطر في تصميم نماذج متنوعة أخرى في محيط جناح "البستنة" بالمعرض. فبجانب الزراعة الرأسية للنباتات داخل الأنابيب، يوجد نوع آخر من الزراعة اللوحية المعروفة "بالبيت الأخضر" وهي أشبه بالمسطح الأخضر المتكامل المقسم إلى مربعات، يحوي كل مربع نوعا من النبات يتغدى وفقا لنظام ري شديد الدقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الزراعة المائیة فی مجال
إقرأ أيضاً:
قريباً..طماطم وباذنجان بعصارة أكثر وحجم أكبر
قد تصبح الطماطم والباذنجان أكبر وبنكهة أفضل من ذي قبل، بفضل دراسة رائدة لعلماء في جامعة جونز هوبكنز، وجدوا أن سر حجم الثمار يكمن في الحمض النووي، ويمكن أن يؤثر التعديل الجيني الصغير على أبعادها وعلى مذاقها، ويمكن أن يمهد البحث الطريق لتطوير أصناف جديدة من الباذنجان والطماطم، وتغيير طريقة زراعتها واستهلاكها.
وقال المؤلف المشارك مايكل شاتز، عالم الوراثة في جامعة جونز هوبكنز: "بمجرد الانتهاء من بحث الجينات، كل ما يتطلبه الأمر هو بذرة واحدة لبدء ثورة، هناك إمكانات هائلة لترجمة هذه التطورات إلى تأثير حقيقي في العالم الحقيقي، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".والبحث، الذي أجري بالتعاون مع مختبر "كولد سبرينغ هاربور"، هو جزء من خطة لرسم خريطة كاملة للجينومات لـ 22 محصولاً من جنس الباذنجان، بما في ذلك البطاطس والباذنجان والطماطم.
وخلال البحث، استخدم باحثون تقنية تحرير الجينات CRISPR-Cas9 لتعديل نسخة واحدة أو كلتيهما من الجين، بينما قام العلماء في "كولد سبرينغ هاربور" بزراعة النباتات المعدلة وراثياً لمعرفة كيف أثرت التغييرات على النباتات المزروعة، وقام الباحثون بمقارنة خرائط الجينوم باستخدام التحليل الحسابي، وتتبعوا كيف تطورت الجينات بمرور الوقت، ومن المثير للاهتمام أن الجينات تضاعفت أكثر من نصف الوقت في مرحلة ما، كما وجد الباحثون.
وقالت كاثرين جينيك، طالبة الدكتوراه في مختبر شاتز في وقت البحث، "إن الحصول على تسلسلات جينوم كاملة لهذه الأنواع يشبه الحصول على خريطة كنز جديدة، يمكننا أن نرى أين ومتى ينحرف مسار وراثي واحد عن آخر ثم نستكشف ذلك المكان في المعلومات الوراثية حيث لم نكن لنفكر في البحث، لقد سمح هذا لنا بالعثور على جينات الحجم في مكان غير متوقع حقاً".