4 سيناريوهات للتبعات الاقتصادية لحرب غزة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
أدى هجوم حماس وقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة في غزة للقضاء على الحركة، إلى ظهور أربعة سيناريوهات جيوسياسية لها تأثير على الاقتصاد العالمي والأسواق.
يظل النزاع مقتصراً بالأساس على غزة
يلي الحرب في غزة تطبيع إقليمي وسلام
يتصاعد الوضع إلى صراعٍ إقليمي يشمل حزب الله
نشهد تغييراً في النظام الإيراني
هذا ما قاله نورييل روبيني، أستاذ فخري للاقتصاد في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك، وهو كبير الاقتصاديين في شركة "Atlas Capital Team" في موقع بروجيكتت سيندكيت.
في السيناريو الأول، سيظل النزاع مقتصراً بالأساس على غزة، من دون تصعيد إقليمي يتجاوز الاشتباكات المحدودة مع وكلاء إيران في البلدان المجاورة لإسرائيل.. والواقع أن معظم الأطراف المعنية الآن تميل إلى تجنب التصعيد الإقليمي. وستُقوَّض حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حماس بشكل كبير، ما سيؤدي إلى ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين، واستمرار الوضع الجيوسياسي غير المستقر.. وبعد أن يفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كل الدعم، سيرحل عن منصبه، لكن الرأي العام الإسرائيلي سيظل معارضاً لحل الدولتين.
The Economic Consequences of the Gaza War by @Nouriel https://t.co/MExIK5pi5W
4 scenario: war limited to Gaza & modest economic/market impact; war followed by peace/normalization; conflict escalates to regional war with Iran leading to global stagflation; regime change in Iran
ولذلك ستتفاقم القضية الفلسطينية.. وستظل إيران قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة، وسيساور القلق الولايات المتحدة بشأن الاضطرابات التالية.
إن الآثار الاقتصادية لهذا السيناريو طفيفة، إذ سيتراجع الارتفاع الحالي المتواضع في أسعار النفط، ولن يتعرض الإنتاج والصادرات الإقليمية من الخليج إلى صدمة.. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة يمكن أن تحاول عرقلة صادرات النفط الإيرانية عقاباً لها على دورها المزعزع للاستقرار في المنطقة، فمن غير المرجح أن تتخذ مثل هذا الإجراء التصعيدي.
سيستمر اقتصاد إيران في الركود في ظل العقوبات القائمة، ما سيعمق اعتمادها على العلاقات الوثيقة مع الصين وروسيا.. وفي الوقت عينه، ستعاني إسرائيل من ركود خطير ولو أنه يمكن السيطرة عليه، وستواجه أوروبا بعض التأثيرات السلبية إذ سيؤدي ارتفاع أسعار النفط وحالة عدم اليقين الناجمة عن الحرب إلى تراجع ثقة الشركات والأفراد.. وبتقليل الناتج والإنفاق والتوظيف، يمكن لهذا السيناريو أن يقود الاقتصادات الأوروبية الراكدة حالياً إلى ركود طفيف.
تطبيع إقليميوفي السيناريو الثاني، سيلي الحرب في غزة تطبيع إقليمي وسلام.. وستنتهي الحملة الإسرائيلية ضد حماس بالنجاح، وستتولى قوى أكثر اعتدالًا كالسلطة الفلسطينية أو تحالف عربي متعدد الجنسيات- إدارة القطاع.. وسيستقيل نتانياهو (بعد أن يفقد دعم الجميع تقريباً)، وستتجه حكومة يمينية وسطية أو يسارية وسطية جديدة إلى حل القضية الفلسطينية والسعي إلى التطبيع.
.@Nouriel sees four broad scenarios for how the Gaza conflict could play out, and explains what each would mean for markets and the global economy. https://t.co/GOLuDIY6oi
— Project Syndicate (@ProSyn) November 10, 2023وعلى عكس نتانياهو، لن تلتزم الحكومة الإسرائيلية الجديدة علناً بتغيير النظام في إيران.. ويمكن أن تضمن القبول الضمني لإيران بالتطبيع الإسرائيلي - العربي مقابل إجراء محادثات جديدة بشأن صفقة نووية تشمل تخفيف العقوبات، وسيسمح ذلك لإيران بالتركيز على الإصلاحات الاقتصادية الداخلية المطلوبة بشدة.
من الواضح أن هذا السيناريو سيكون له آثار اقتصادية إيجابية للغاية، سواء في المنطقة أو عالمياً.
صراع إقليميفي السيناريو الثالث، سيتصاعد الوضع إلى صراعٍ إقليمي يشمل حزب الله في لبنان وربما إيران.. وستخشى إيران من عواقب القضاء على حماس، فتطلق العنان لحزب الله ضد إسرائيل لتشتيت انتباهه عن العملية في غزة.. أو ربما تقرر إسرائيل معالجة هذا الخطر بشن ضربة استباقية أكبر على حزب الله، ولدينا أيضاً جميع وكلاء إيران الآخرين في سوريا والعراق واليمن.. وكل منهم حريص على استفزاز القوات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.
إذا انتهى الأمر بإسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة، فيُحتمل أيضاً أن تشن إسرائيل ضربات على المنشآت النووية الإيرانية وغيرها، على الأرجح بدعم لوجستي أمريكي.. ومن المحتمل أن تستغل إيران الاضطرابات الإقليمية الأوسع نطاقاً لتحقيق قفزة أخيرة تنتقل بها نحو عتبة تصنيع الأسلحة النووية.
وإذا قصفت إسرائيل إيران، فسيتأخر إنتاج وتصدير الطاقة من الخليج، ربما لأشهر.. وسيؤدي ذلك إلى حدوث صدمة نفطية على غرار ما حدث في السبعينيات، متبوعةً بكساد عالمي وانهيار لأسواق الأسهم وتقلب عوائد السندات واندفاع نحو الأصول التي تُعد الملاذ الآمن مثل الذهب.. وستكون العواقب الاقتصادية أكثر حدة في الصين وأوروبا منها في الولايات المتحدة، التي تعد الآن مصدّراً صافياً للطاقة ويمكنها فرض ضرائب على الأرباح غير المتوقعة لشركات إنتاج الطاقة المحلية، لدفع تكاليف الدعم بهدف الحد من التأثير السلبي على المستهلكين.
وأخيراً، في هذا السيناريو، سيبقى النظام الإيراني في السلطة، لأن كثيراً من الإيرانيين سيلتفون حوله في مواجهة أي هجوم إسرائيلي - أمريكي.. وستصبح جميع الأطراف في المنطقة أكثر تطرفاً، ما سيجعل السلام أو التطبيع الدبلوماسي حلماً بعيد المنال.. وقد يؤدي هذا السيناريو حتى إلى ضياع فرصة بايدن في فترة رئاسية جديدة.
تغيير النظام في إيرانفي السيناريو الرابع، سينتشر الصراع أيضاً في المنطقة، ولكن سنشهد تغييراً في النظام الإيراني.. إذا انتهى الأمر بإسرائيل والولايات المتحدة إلى مهاجمة إيران، فلن تستهدفا المنشآت النووية فقط ولكن البنية التحتية العسكرية والثنائية الاستخدام أيضاً وقادة النظام.. وقد يتحلق الإيرانيون (الذين يحتجون على انتهاكات شرطة الأخلاق لأكثر من عام) حول المعتدلين كالرئيس السابق حسن روحاني، وسيسمح إسقاط النظام لإيران بالانضمام إلى المجتمع الدولي مجدداً.. ولا يزال من الممكن حدوث ركود تضخمي عالمي حاد، ولكنه سيمهد الطريق لتحقيق مزيد من الاستقرار ونمو أقوى في الشرق الأوسط.
ما احتمالات حدوث كل سيناريو؟يقترح الكاتب احتمالات بنسبة 50% لاستمرار الوضع الراهن، و15% لإقرار السلام بعد الحرب، و30% لاندلاع حرب إقليمية، و5% فقط لاشتعال حرب إقليمية تنتهي نهاية سعيدة.
قد يكون السيناريو الأكثر احتمالًا له عواقب قصيرة المدى طفيفة فقط على الأسواق والاقتصاد العالمي، لكنه سيعني أن الوضع الراهن غير المستقر سيبقى قائماً، ما سيؤدي في النهاية إلى صراعات جديدة، وفق الكاتب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل هذا السیناریو فی السیناریو فی المنطقة فی غزة
إقرأ أيضاً:
42 حزبًا سياسيًا يرحبون بإعلان القاهرة.. ويؤكدون: قمة دول الثماني تحمل فرصًا كبيرة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ثمن تحالف الأحزاب المصرية، الذي ينضوي تحت لوائه نحو 42 حزبًا سياسيًا، الجهود التي تقودها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي انعكست على ثقل الدور المصر إقليميًا وعالميًا.
وأكد تحالف الأحزاب المصرية، أن ترؤس مصر لقمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، تظهر تقدير المجتمع الدولي للجهود المصرية عالميًا وقدرتها في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعكس مكانة مصر كصوت يمثل تطلعات الشعوب النامية في المحافل الدولية، ويشير لدور مصر ومكانتها الإقليمية والدولية.
وهنأ النائب تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، ورئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، في بيان أصدره المركز الإعلامي للتحالف، الرئيس عبدالفتاح السيسي بترؤس مصر لقمة مجموعة الثماني النامية بما يعزز من موقعها الريادي في المنطقة، مؤكدا أن قمة مجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي تأتي في وقت تمر المنطقة فيه بتطورات خطيرة، في ضوء الصراع الذي تشهده دول المنطقة، مع البعد الاقتصادي لتعزيز التعاون الصناعي بين تلك الدول.
وأكد أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، أن القمة تحمل فرصًا كبيرة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، بما في ذلك الصناعة والزراعة، فضلا عن التعاون في مجال جذب الاستثمارات ودفع التبادل التجاري في السلع والخدمات، وأنها قادرة على تحقيق نتائج تخدم مصالح شعوب الدول الأعضاء.
وثمن رئيس حزب إرادة جيل، إطلاق الرئيس السيسي حزمة من المبادرات للتعاون بين دول الثماني النامية لتعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية، مؤكدًا أن تخصيص جلسة للأوضاع في فلسطين ولبنان هي رسالة تضامنية من مصر لدعم الأشقاء.
وأشار إلى أن ما تضمنه إعلان القاهرة، بشأن خارطة الطريق العشرية لمجموعة الدول الثماني للفترة 2020-2030، خطوة في منتهى الأهمية، بما يسهم في مزيد من التعاون الاقتصادي، لاسيما في القطاعات الناشئة، مثل التجارة الرقمية والإلكترونية والتكنولوجيا المالية، فضلًا عن تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
وبحسب النائب تيسير مطر، فإن انطلاق أعمال قمة منظمة الدول الثماني، يدعم مسار التعاون الاقتصادي في ظل ما تشهده المنطقة والإقليمي العربي والإفريقي والدولي من أحداث وأزمات تؤثر بشكل سلبي كبير على اقتصاديات العالم، ما يتطلب من الجميع الوقوف في مواجهتها والتعاون والتنسيق المشترك حفاظا على استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ونوه إلى أن القمة تمثل فرصة ذهبية لمصر لإبراز قدراتها الاقتصادية والدبلوماسية، وستعزز التعاون الاقتصادي بين الدول النامية، كما تسهم في تحسين مستويات المعيشة لشعوب المنطقة، بما يتماشى مع رؤية مصر لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفي ختام حديثه، أشاد النائب تيسير مطر بكلمة الرئيس السيسي الافتتاحية خلال أعمال القمة الـ11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، والتي تؤكد حجم الصعوبات والتحديات التي تواجه الدول النامية بالغة في تحقيق التقدم والنمو بسبب التحديات الكبيرة والأحداث والأزمات التي تشهدها المنطقة.