احتج عدد من عمال النقابات ونشطاء، أمام مقرات شركات تصنيع الأسلحة ومصانعها، في المملكة المتحدة وغيرها من الدول، وذلك بسبب دور هذه الشركات في ما يحصل من عدوان متواصل داخل قطاع غزة المحاصر.

وتمكّن المحتجون، نهاية الأسبوع الماضي، من إغلاق المداخل المؤدية إلى موقع شركة "بي أيه إي" البريطانية، المصنعة للأسلحة في كينت؛ بالقول: إن "المصنع يوفر مكونات وقطع تبديل للطائرات الإسرائيلية المقاتلة التي تشارك في قصف غزة".


المئات من النقابيين يغلقون مداخل شركة بي أيه إي سيستمز في مدينة روتشستر بولاية نيويورك، التي توفر قطع غيار الطائرات الحربية الإسرائيلية والتي تستخدم حاليا في حرب الإبادة في #غزة pic.twitter.com/KkuJ6Nf8KW — Mohamad Al Shami (@mamashami) November 10, 2023
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم شركة "بي أيه إي"، في كلمة له: "نحترم حق الجميع في الاحتجاج السلمي"، داعيا  المحتجّين إلى "وضع حد لتواطؤ حكومة المملكة المتحدة في جرائم الحرب المرتكبة في فلسطين" من خلال إنهاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وكذا الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار. 

وفيما رفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق على ذلك؛ أكد النشطاء المحتجّين، في بيان لهم، إن "الصناعات البريطانية توفر 15% من مكونات الطائرة المقاتلة الشبح F35 التي تستخدم حاليا في قصف غزة".
Breaking: Trade unionists & students blocking the entry to the BAE Systems production site, Kent, UK.
M#stoparmingisrael #freepalestine pic.twitter.com/oXcJJuvD1R — Workers in Palestine (@WorkersinPales1) November 10, 2023
وتابع بيان المحتجين، بأن "أكثر من 400 نقابي شاركوا في الاحتجاج بالموقع، بينهم عمال في مجال الصحة والضيافة ومعلمين وأكاديميين وفنانين وغيرهم من أعضاء ثماني نقابات عمالية".

من جهتها، أوضحت محتجّة تنتمي لنقابة المعلمين في بريطانيا، ألكسندرا، إن سبب انضمامها للاحتجاجات هو رؤية 185 مدرسة ومؤسسة تعليمية أخرى في غزة تتعرض للقصف، مردفة إنه "أمر يدمي القلب حقاً".


وقالت طالبة من حركة الشباب الفلسطيني واتحاد الكليات الجامعية، جنين، إن المظاهرة هي جزء من "حركة عالمية عابرة للحدود الوطنية، تهدف إلى إنهاء بيع الأسلحة لإسرائيل"؛ فيما أكد عدد من العمال البريطانيين، بالقول: "لا نقبل استخدام العمالة البريطانية في جرائم الحرب التي ترتكب حاليا في فلسطين".
فيــديو | متضامنون مع فلسطين يغلقون مصنع بي.إيه.إي سيستمز، الذي يعتبر أكبر مورِّد للسلاح في بريطانيا، للمطالبة بإنهاء مبيعات الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي.

ورفع المقتحمون لافتات كُتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل"، ولوّحوا بالأعلام الفلسطينية أمام أحد مداخل المصنع في روتشستر بمقاطعة… pic.twitter.com/gK4H9fpWAN — مأرب برس #اليمن (@marebpress) November 10, 2023
وفي السياق ذاته، طالبت نقابات عمال النقل البلجيكية، أعضاءها، إلى رفض التعامل مع المعدات العسكرية التي يتم إرسالها إلى إسرائيل؛ مشيرة في بيان مشترك، إلى أنه "بينما تجري عمليات إبادة جماعية في فلسطين، يرى العاملون في مطارات مختلفة في بلجيكا شحنات أسلحة في طريقها إلى منطقة الحرب".

إلى ذلك، رفض المتحدث باسم الحكومة البلجيكية تأكيد أو نفي شحن الأسلحة إلى إسرائيل من خلال بلجيكا. بينما قالت النقابات إن "تحميل أو تفريغ هذه الأسلحة يعني المساهمة في إمداد الآلات التي تقتل الأبرياء".

وفي إسبانيا، تعهدت نقابة عمال الموانئ في برشلونة، بعدم تحميل أي أسلحة في طريقها إلى إسرائيل أو أي منطقة صراع في العالم؛ مؤكدين في بيان، أن "اتحاد عمال الموانئ في برشلونة، يدعو إلى وقف إطلاق النار في إسرائيل وفلسطين وأوكرانيا وغيرها من الصراعات حول العالم".

وأضاف الاتحاد: "لقد قررنا عدم السماح بأي عمليات شحن لمعدات عسكرية في مينائنا، لغرض وحيد هو حماية المدنيين في أي منطقة كانت، فليس هناك ما يبرر التضحية بالمدنيين".


وفي الولايات المتحدة، حاول المتظاهرون منع السفينة MV Cape Orlando من مغادرة مينائي أوكلاند وتاكوما، بعد تلقي أنباء بأنها محملة بأسلحة متجهة إلى إسرائيل، وعمل المحتجون على عرقلة إبحار السفينة في أوكلاند لتسع ساعات، وأكثر من ثماني ساعات في تاكوما.
Well over 100 people have shown up at 5 a.m. to protest at the Port of Tacoma against the loading of the MV Cape Orlando. Organizers claim that the US military merchant vessel will be used to transport military hardware to the state of Israel. pic.twitter.com/Yg1N9lHiN8 — Guy Oron (@GuyOron) November 6, 2023
تجدر الإشارة إلى أن مئات الآلاف من المتظاهرين احتشدوا في عدد من المدن بأوروبا والشرق الأوسط وآسيا، خلال الأسابيع الماضية، من أجل التعبير عن دعمهم للفلسطينيين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة فلسطين فلسطين غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى إسرائیل pic twitter com

إقرأ أيضاً:

عمـال النظـافة والمحـاجر فى قبضة السماسرة

رئيس هيئة النظافة السابق: أبطال خط الدفاع الأول عن صحة المجتمع وسلامة البيئة بلا حقوق

 

 

فى قلب القاهرة، تحت أشعة الشمس الحارقة، وبين أزقة المحاجر وطرقات المدينة المزدحمة، يقف الآلاف من العمال، مشحونين بالإرادة ولكنهم محاصرون بالظروف. هؤلاء الذين يعانون يومياً فى سبيل لقمة العيش، هم صورة حية للكدح والصبر، ومع ذلك، يواجهون حياة من التهميش، يتجرعون الفقر، ويعيشون تحت ضغط الديون والأمل الضئيل فى التغيير. لا تأمين صحى يحميهم من المخاطر، ولا أجر يكفى لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولا ضمانات تضمن لهم مستقبلاً أفضل. هم العمود الفقرى للمدينة، لكنهم فى نظر الكثيرين مجرد أرقام تُستغل ولا تُقدّر. ومع كل خطوة يخطونها نحو العمل، تتزايد تحدياتهم وتغيب أبسط حقوقهم. هذه هى معاناة أبطال الحياة اليومية الذين يستحقون أن يُسمع صوتهم وتُعاد لهم كرامتهم.

فى الجولة الميدانية التى قام بها محرر ∩الوفد∪ لسماع صرخات عمال اليومية ورصد حياتهم الشاقة، تمكنا من ملاحظة العديد من المعاناة والآلام التى يعانون منها، بالإضافة إلى مطالبهم التى تحتاج إلى اهتمام من المسؤولين الحكوميين لتنفيذها، لضمان حياة كريمة لهم.

قال اللواء إيهاب الشرشابى، رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة السابق، إن عمال النظافة هم خط الدفاع الأول عن صحة المجتمع وسلامة بيئته، ومع ذلك يتركون فى مواجهة الظلم والقهر، بين تأخير الرواتب وضعف الأجور التى لا تكفى معيشة فرد واحد على مدار الشهر، فى مشهد يفتقر إلى أبسط قواعد الإنسانية والعدالة الوظيفية، وطرح سؤال ∩كيف يمكن لمجتمع أن ينمو ويتقدم بينما تهدر حقوق من يحافظون على صورته؟∪.

وأضاف ∩الشرشابى∪: كنت أحرص شخصياً، أثناء رئاستى لهيئة النظافة، على النزول إلى كافة الفروع بنفسى، ليس استعراضاً، بل التزاماً بمسؤولية لا تقبل التهاون، كنت استمع إلى العامل البسيط مباشرة، أتعرف على معاناته، وأتخذ قرارات فورية لحل مشكلاته، لأن صوت هذا العامل أمانة فى عنق كل مسؤول شريف، وكنت أتصدى بكل حزم لكل من تجرأ على استغلال هؤلاء العمال أو سرقة حقوقهم.

ووجه رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة السابق، رسالة واضحة: ∩عمال النظافة ليسوا مجرد أرقام فى كشوف الرواتب، بل هم أبطال نعيش على جهودهم، من يتهاون فى حقوقهم أو يتأخر عن إنصافهم، لا يستحق مكانه كمسؤول، حان الوقت لنضع حداً لهذا الاستغلال الممنهج، ونرد لهؤلاء العمال الجميل الذى يستحقونه∪.

⊇الحياة شاقة والآمال ضائعة

قال أحمد أبوعامر، أحد عمال المحاجر، بنبرة حزينة ∩أنا فى الخمسين من عمرى، وأعمل فى المحجر منذ أكثر من عشرين سنة، رغم أننى تقدمت فى السن وأصبحت قوتى قليلة، لكن ما عنديش خيار تانى، لازم أستمر فى العمل عشان أقدر أعيش وأوفر لقمة عيشى∪، أحمد يروى معاناته اليومية، حيث يحصل على 100 جنيه فقط فى اليوم، وهو أجر لا يكفى حتى لتلبية احتياجاته الأساسية، ∩بعد خصم المواصلات وشراء بعض الطعام، ما بيبقاش فيه حاجة تكفى غير أنى أعيش كل يوم على أمل، وده بيخلى الحياة صعبة جداً∪.

وأضاف أحمد: ∩يومنا يبدأ الساعة 6 الصبح، نشتغل طول اليوم فى المحجر تحت الشمس الحارقة، نكسر فى الصخور والأحجار، وكل ده عشان نقدر نجيب فلوس نعيش بيها، وخصوصًا إننا مفيش تأمين صحى، لو أصبت فى الشغل، مفيش حد هيدفع لى أو يهتم بيا∪، وعندما يسأله أحدهم عن وضعه فى العمل، يجيب قائلاً: ∩ده شغل صعب، وكنت أتمنى أكون لقيت حل، لكن خلاص أصبحنا نعيش بهذه الطريقة، وما عنديش غير أمل ضعيف أن الوضع يتحسن∪.

وعن حياته اليومية، قال أحمد: ∩كل يوم بعد ما نخلص شغل، بنروح نشترى فول وطعمية عشان نقدر ناكل، وما فيش غيرهم لأن ده اللى بنقدر عليه، مش قادرين نشترى حاجة تانية، وكل واحد فينا عنده أسرة وأطفال، لكن فى النهاية بنعيش على الفتات∪، وأضاف: ∩أنت لما تبقى فى العمر ده، مش هتقدر تشتغل فى حاجة تانية، وإذا اتسرحت من المحجر، إزاى هعيش؟ أنا مش لاقى فرصة تانية ولا عندى مصدر رزق غير ده∪، قائلاً ∩احنا مش طالبين الكثير، بس نحتاج حياة كريمة، نحتاج تأمينات صحية وضمانات للعمال، شوية أمل كده، مش عايزين غير الحقوق اللى حقناها على مدار السنين∪.

⊇عقود الاستعانة .. خطر وقلق مستمر

يعيش موظفو عقود الاستعانة فى حالة من الخوف المستمر بسبب الأوضاع الصعبة التى يواجهونها فى عملهم اليومى، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل دائم، ظروف العمل غير الآمنة التى تتمثل فى قلة التأمينات الاجتماعية والصحية، والتجديد السنوى للعقود، تجعلهم عرضة للطرد فى أى لحظة، خاصة فى ظل عملهم فى بيئات غير مؤمنة تؤثر على صحتهم وسلامتهم، من الضرورى أن تتخذ الهيئة خطوات عاجلة لتوفير بيئة عمل آمنة تضمن حقوق هؤلاء الموظفين، سواء من حيث التأمين الصحى أو الاجتماعى، أو توفير رواتب تتواكب مع تغيرات الأسعار التى تحدث فى الأسواق، وكذلك ضمان استقرار وظائفهم بما يتيح لهم عيش حياة كريمة دون خوف من فقدان مصدر رزقهم الوحيد.

بنبرة حزينة قال أ.ع، موظف بهيئة النظافة، إنه موقع عقد استعانة، ∩نعيش فى حالة من القلق المستمر، لا نعلم ماذا سيحدث فى العقد القادم أو الأيام القادمة، لا يوجد ضمانات بالنسبة لنا كمجموعة من الموظفين بعقود استعانة، وقد أمضينا سنوات طويلة فى العمل فى الهيئة، لكن ما زلنا نواجه ظروفا قاسية، ∩أنا شخصيًا حاصل على بكالوريوس تجارة، وأعمل فى الأعمال الإدارية، ورغم ذلك فإن الراتب الذى أتقاضاه بعد الخصومات لا يتجاوز 2634 جنيهًا فقط∪.

وأضاف أ.ع، أن المشكلة ليست فقط فى الراتب المنخفض، بل فى أن العقود تتجدد كل 11 شهرًا، وهذا يجعلنا فى حالة خوف دائم من التسريح، سمعنا أن التجديد القادم قد يتضمن تسريح جميع العقود المؤقتة، وهذا يعنى أننا أمام مستقبل غير واضح، رغم ضعف الرواتب، ونحن نعمل فى الهيئة منذ أكثر من خمس سنوات، لكننا نعامل كأننا مجرد أدوات قابلة للاستبدال فى أى لحظة.

وأوضح أ.ع: نحن لا نطالب بالكثير، فقط حقوقنا الأساسية، رغم أننى أعمل منذ سنوات، لا نحصل على أى ضمانات اجتماعية أو تأمين صحى إلا بالتجديد الشخصى كل 11 شهرا، وفى الفترة الحالية لم يتم التأمين على صحتى، إذا أصبنا أثناء العمل، لا يوجد أى تعويض أو رعاية صحية، وهذا يعرضنا لمخاطر كبيرة، خاصة وأننا نعمل فى بيئة غير آمنة، حيث نقوم بأعمال إدارية وفنية فى أماكن متعددة، بعض الزملاء تعرضوا لحوادث مميتة مؤخرًا أثناء العمل، ورغم ذلك لا نجد أى دعم من الهيئة.

⊇استغلال يومى وأجور لا تكفى للحياة

⊇كشف ∩ع.م∪، مشرف نظافة فى هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، عن أوضاع مأساوية يعيشها عمال النظافة بسبب استغلال موردى العمالة الذين يجلبونهم من المحافظات البعيدة للعمل فى القاهرة، موضحاً أن الشركات المسؤولة عن جمع العمال من خلال الموردين تحصل على مبلغ 185 جنيهًا تقرياً يوميًا مقابل كل عامل، بينما لا يتجاوز ما يحصل عليه العامل نفسه 40 جنيهًا يوميًا، ويزيد هذا المبلغ قليلًا ليصل إلى 50 جنيهًا فقط للعامل الأكثر كفاءة أو معرفة شخصية.

وأضاف ∩ع.م∪، أن العمال يتم نقلهم يوميًا عبر حافلات خاصة بسماسرة العمال من المحافظات النائية للعمل فى مناطق مثل طرة والبساتين والمعادى، فى ظروف قاسية وغير إنسانية، وأشار إلى أن الأجر الشهرى للعامل حاليًا يبلغ حوالى 1200 جنيه فقط إذا حصل العامل على 40 جنيها، بدون أى إجازات على مدار الشهر، مما يجعلهم غير قادرين على توفير أدنى متطلبات الحياة.

وأوضح ∩ع.م∪ أن عمال النظافة يواجهون استغلالًا شديدًا من قبل سماسرة العمالة الذين يجنون أرباحًا كبيرة على حساب العمال، حيث يتقاضون مبالغ كبيرة من الشركات بينما يبقى العامل تحت رحمة أجر يومى زهيد لا يكفى لتغطية احتياجاته الأساسية، مؤكداً أن الظروف الحالية تدفع العمال إلى القبول بأى أجر مهما كان ضئيلًا، خوفًا من فقدان مصدر رزقهم الوحيد، وأضاف أن الوضع يزداد صعوبة مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية من الغذاء، مما يجعل الحياة شبه مستحيلة بالنسبة لهم.

وطالب المشرف، المسؤولين بضرورة التدخل الفورى لإعادة هيكلة أجور عمال النظافة وتحسين أوضاعهم المعيشية، ودعا إلى وضع حد لاستغلال الموردين والسماسرة وفرض رقابة مشددة على الشركات التى تعمل فى هذا المجال، لضمان حصول العمال على حقوقهم المشروعة والقانونية، وأكد أهمية منح العمال إجازات مدفوعة الأجر لتحسين ظروفهم النفسية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن استمرارهم فى العمل تحت هذه الظروف القاسية يؤثر سلبًا على كفاءتهم وإنتاجيتهم، وشدد على ضرورة توفير سكن لائق للعمال الذين يأتون من محافظات بعيدة، بدلًا من تركهم يواجهون معاناة التنقل اليومى لمسافات طويلة.

وأضاف ع.م، أن تحسين أوضاع عمال النظافة لا يصب فقط فى مصلحة العمال أنفسهم، بل ينعكس إيجابيًا على المجتمع بأسره، حيث يؤدى إلى رفع مستوى النظافة فى الشوارع والأحياء، ويعزز من الصورة الحضارية للمدينة، مناشداً الجهات المعنية بضرورة التحرك السريع لحل هذه الأزمة، مؤكدًا أن عمال النظافة هم العمود الفقرى للحفاظ على مظهر المدينة، ويستحقون حياة كريمة تكافئ جهودهم وتضحياتهم اليومية.

⊇معاناة يومية وغياب للحقوق

اشتكى ∩ط. أ∪، عامل نظافة بالمنطقة الجنوبية بالقاهرة، عن معاناة مريرة يعيشها هو وزملاؤه بسبب الظروف غير الإنسانية التى يتعرضون لها فى عملهم فى تنظيف شوارع القاهرة، وأوضح أنه لم يتقاض راتبه من شركة توريد العمالة منذ شهر أكتوبر 2024 وحتى شهر يناير 2025، مضيفًا أن اليومية تحسب لهم بمبلغ 70 جنيهًا فقط مقابل العمل من الساعة السابعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، دون توفير بدل انتقالات، قائلاً ∩إن طبيعة العمل تعرضهم لمخاطر كبيرة، حيث يعملون فى الشوارع الرئيسية وعلى المحاور السريعة∪، مشيرًا إلى أن العديد من زملائه تعرضوا لحوادث مميتة فى الفترة الأخيرة، ورغم تلك المخاطر، يظل جميع العمال بلا تأمينات اجتماعية، مما يجعلهم بدون أى حماية فى حال تعرضهم لأى إصابة أثناء العمل.

وأشار ∩ط. أ∪ إلى أن سماسرة العمال يتعاملون معهم بطريقة مهينة وغير مفهومة، قائلاً: ∩على سبيل المثال، إذا طالب أحد العمال براتبه أو الذهاب إلى هيئة النظافة لعرض شكوى، يتم تسريحه فوراً، وكأننا مجرد أدوات قابلة للاستبدال∪، وأضاف بحسرة: ∩أنا لدى خمسة أطفال وزوجة، من أين أُطعمهم وأوفر لهم احتياجاتهم؟ أعيش على مساعدات أهل الخير، وأضطر لتسول الطعام من المارة والسيارات، أما زوجتى، فتقوم بكتابة طلبات إعانة فى المساجد على أمل أن نحصل على بعض المساعدات مثل الملابس أو الأرز أو الزيت.

وأوضح ∩ط. أ∪ أن العمال يخشون الحديث أو الاعتراض على سلوك السماسرة خوفًا من الفصل التعسفى، والعديد من زملائه اضطروا لترك منازلهم بسبب عجزهم عن دفع الإيجار، قائلاً: ∩كيف يمكننا دفع ألف جنيه إيجار أوضه على السطح فى ظل هذه الظروف؟ تكاليف الحياة أصبحت باهظة، والمواصلات وحدها تستهلك 40 جنيهًا يوميًا، وأنا أعيش فى التبين، إذا لم أحصل على أى مساعدة أو إحسان، أضطر للنوم فى الشارع لأنى لا أملك المال للعودة إلى أطفالى وزوجتى∪.

وأضاف ∩ط. أ∪ أن راتبه الشهرى يبلغ 2100 جنيه فقط، دون أى إجازات أسبوعية، بينما تصل تكلفة المواصلات الشهرية إلى 1200 جنيه، قائلاً: ∩كيف يمكننى أن أُطعم سبعة أفراد وأغطى احتياجاتهم بألف جنيه فقط فى الشهر؟ نعيش فى ظروف قاسية، ونلجأ إلى أهل الخير لتوفير الطعام والاحتياجات الأساسية∪.

وأشار ∩ط.ا∪ إلى أن السماسرة يؤجلون صرف الرواتب بشكل مستمر، مما يضع العمال فى مأزق حقيقى، قائلا: ∩العمال الذين يتعرضون للإصابة أثناء العمل لا يحصلون على أى تعويض أو رعاية، وأحيانًا يجبرون على ترك العمل تمامًا∪، وأكد أن الأوضاع الحالية لا تليق بكرامة الإنسان، مطالبًا بتحسين أوضاع عمال النظافة وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية والمالية.

وطالب ∩ط. أ∪ عامل النظافة بالمنطقة الجنوبية ∩نريد أن نعيش حياة كريمة تليق بإنسانيتنا، نحن نعمل بجد ونضحى بصحتنا، ولكننا لا نحصل حتى على الحد الأدنى من حقوقنا، على المسؤولين أن يتحركوا فورًا لإنقاذنا من هذه المعاناة المستمرة وتوفير تأمين اجتماعى وصحى شامل لعمال النظافة، يضمن حمايتهم من المخاطر التى يتعرضون لها يوميًا أثناء العمل، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الأجور لتتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة، بما يكفل لهم حياة كريمة ويعزز من قدرتهم على الاستمرار فى أداء دورهم الحيوى بكفاءة ودون معاناة∪.

 

مقالات مشابهة

  • روان أبو العينين: ملف الأسرى سلاح حاسم بيد حماس أمام إسرائيل
  • بلها: أطراف محلية تسعى لعرقلة التوجه نحو الانتخابات
  • إسرائيل تحدد هوية جثة الرهينة التي تم انتشالها من غزة.. من هو؟
  • قريبا سيكون على الجنجويد الدفاع عن جنوب الخرطوم أمام نفس القوات التي هزمتهم في الجزيرة ولن يصمدوا
  • عمـال النظـافة والمحـاجر فى قبضة السماسرة
  • من المسدس إلى الكلاشينكوف.. طوفان سلاح الضفة يفاقم هواجس إسرائيل
  • مغردون ونشطاء يطالبون بمنع ترحيل عبد الرحمن القرضاوي من لبنان
  • بالفيديو.. إسرائيل تدمّر أسلحة لـحزب الله
  • المطلوب من أمريكا، التعامل مع مصدر الأسلحة التي تقتل الشعب السوداني
  • اعتصامات متواصلة لعرقلة اعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول (شاهد)