أرجع كاتب ومحلل سياسي إماراتي مقرب من رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد أسباب حرب إسرائيل على غزة إلى استئصال ما سماها بالمليشيات في الشرق الأوسط بما فيها جماعة الحوثي باليمن.

 

وزعم سالم الكتبي وهو محلل سياسي ومرشح سابق للمجلس الوطني الاتحادي الإمارات في تحليل نشرته صحيفة العبرية "إسرائيل هيوم" تحت عنوان "المشكلة الحقيقية في الشرق الأوسط" وترجمه للعربية "الموقع بوست" أن هذه الحرب ليست من أجل استئصال حركة حماس الذي سماها بـ "الإرهابية" وغيرها من التنظيمات الفلسطينية فقط، بل من أجل استئصال كل الميليشيات من الشرق الأوسط، وهي الصفة التي تطلقها دولة الإمارات على جماعة الإخوان المسلمين وكل المناوئين لمشاريعها وأجنداتها المشبوهة في المنطقة العربية.

 

وتابع "لم يكن العالم في حاجة إلى قيام جماعة الحوثي الإرهابية بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من اليمن باتجاه إسرائيل، ليدرك خطورة الميليشيات الإرهابية وما أحدثته من فوضى واضطرابات ناجمة عن هذه الظاهرة الكارثية، والتي يعد ما يحدث في غزة أحد آثارها".

 

كما زعم أن تدخل مليشيا الحوثي الإرهابية في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس هو خطة مدروسة مسبقا لنشر الفوضى وتوسيع نطاق الحرب وإنهاء كافة محاولات تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في المنطقة.

 

وقال إن الحوثيين يدركون أن صواريخهم وطائراتهم المسيرة غير قادرة على الوصول إلى أهدافهم في إسرائيل، سواء لأسباب عملياتية أو في ظل كثافة جدران الدفاع الصاروخي التي تنشرها إسرائيل والولايات المتحدة تحسبا لهذا السلوك المتوقع.

 

يواصل المحلل الإماراتي الذي طبعت بلاده مؤخرا مع الكيان المحتل تبريراته بالقول إن "المسألة ما هي إلا خطوة رمزية لاستدراج أطراف أخرى وتأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية ضد دولها وقادتها وحكوماتها".

 

وأردف الكتبي "ما يجري من جانب "حزب الله" اللبناني أو مليشيا "الحوثي" اليمنية لا يشكل دعماً للفلسطينيين بأي حال من الأحوال، فهناك تخطيط إيراني متقن ينفذه عملاء الإرهاب المخلصون بكل دقة. والسلاح. لإشعال الأوضاع في الشرق الأوسط تحسبا لتوسيع اتفاقيات السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب" حد قوله.

 

واشار إلى أن هناك عزلة إقليمية معينة للمشروع التوسعي الإيراني الذي لم يعد يجذب إلا عملاءه من الميليشيات والحركات والتنظيمات الطائفية التي تتاجر بدماء شعبها وقضاياه، سواء في لبنان أو اليمن. أو الأراضي الفلسطينية.

 

ولفت إلى إن سلوك ميليشيا "الحوثي"، وكذلك "حزب الله" اللبناني، يمثل خلطاً للأوراق في الشرق الأوسط. وقال "يدرك الجميع خطورة تدخل هاتين الميليشيتين الإرهابيتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحويل قضية سياسية وحقوقية عادلة ومشروعة إلى حرب دينية لا يريدها أحد في الشرق الأوسط".

 

بكل صفاقة يصور المحلل السياسي الإماراتي الصراع مع إسرائيل بأنه ليس دينياً كما تريده إيران وحلفاؤها، لكن إيران تدفع المنطقة والعالم إلى صراع ديني سيدفع فيه الجميع ثمنه أمنه واستقراره.

 

واستطرد "استخدمت إيران حزب الله الإرهابي في سوريا، وهي تستخدمه الآن في الصراع الدائر مع إسرائيل، ليس لدعم حركة حماس أو الفلسطينيين كما تروج وتدعي، بل في إطار صراعها الثنائي على النفوذ مع إسرائيل وإسرائيل. الولايات المتحدة" -حد زعمه- وهو صراع لا علاقة له بالحقوق الفلسطينية التي يتم استغلالها زورا في هذا الصراع من أجل استقطاب تعاطف الشعوب العربية والإسلامية.

 

وعن الحوثيين في اليمن يقول "أما مليشيا "الحوثيين" فقد دمرت الدولة اليمنية، والآن جاء دورها لنشر الفوضى والإرهاب إقليمياً".

 

وأضاف "نقولها بصراحة إن العالم صمت عن سلوك هذه الميليشيات الإرهابية، التي لا يقتصر تهديدها على إسرائيل، بل يهدد أمن العديد من الدول العربية، حيث سبق أن سقطت صواريخ الحوثي على أراضيها بعد تدميرها في اليمن. تصدت لها الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر".

 

يعود المحلل الإماراتي ويقول "إن تدخل الميليشيات الإرهابية الموالية لإيران، سواء كنا نقصد “الحوثيين” أو “حزب الله”، في صراع غزة يهدف إلى تحقيق هدف إيراني حيوي، وهو توسيع نطاق القتال ومحاولة إشراك أطراف إقليمية أخرى في هذا الأمر. الصراع، إذ من الصعب التأكد من أن الصراع سيبقى في دائرة ضيقة في ظل وجود اشتباكات".

 

ووفقا للكتبي فإن السيطرة على هذا الأمر مسألة غير مؤكدة العواقب، سواء في ظل استمرار خلط الأوراق، أو في ظل المحاولات المتوقعة لإغراء الآخرين عبر عمليات عسكرية مخططة بإحكام، أو بسبب آثار اتساع نطاق الصراع وضرورة من بعض الأطراف إلى التدخل لحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

 

واستطرد "هكذا يبقى الجميع سلبيين ومتفاعلين مع المخطط الإيراني الذي يتم تنفيذه بدقة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتنجر المنطقة بل والعالم أجمع إلى صراع إقليمي واسع قد يتحول في مرحلة ما ليشمل قوى كبرى، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".

 

إن المعضلة الحقيقية في الشرق الأوسط -حسب الكاتب الإماراتي- ليست في استئصال حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية فقط، بل في استئصال كل الميليشيات من الشرق الأوسط، لأن انتشار هذه الميليشيات يغري الآخرين بتقليد نماذجها، كما يقول.

 

وزعم أن بقائهم واستمرارهم، والدور الذي يلعبونه في أزمات المنطقة، يدفع قادة الحرس الثوري الإيراني إلى التمسك بنظريتهم القائمة على الحرب بالوكالة في عدة مناطق إقليمية، وضخ المزيد من أموال الشعب الإيراني وموارده إليها.

 

وختم الكتبي مقاله بالقول "لو كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اقترح تشكيل تحالف دولي على غرار التحالف الدولي الذي تم تشكيله لمحاربة داعش من أجل القضاء على حماس، لكان الأجدى أن تتوسع هذه الفكرة وتتعمق لتشمل الرد الدولي على الميليشيات المنتشرة في أنحاء البلاد. الشرق الأوسط برمته، وأن يكون هذا التحالف فعالا ودقيقا في تحديد أهدافه ومواجهة تهديد كافة الميليشيات".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اسرائيل كاتب إماراتي اسرائيل حرب غزة إيران فی الشرق الأوسط حزب الله من أجل

إقرأ أيضاً:

ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟

 

من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الأحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.

فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأمريكية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أمريكية؟

بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.

أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.

ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.

ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.

ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.

أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.

أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أمريكية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:

مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أمريكياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أمريكية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أمريكي أكيد.

أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.

أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أمريكي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.

 

 

مقالات مشابهة

  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟
  • إيران: يمكن شراء الأمن من خارج منطقة الشرق الأوسط
  • إيران: الأمن في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم داخلياً
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
  • قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل
  • مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط يؤجل زيارة إسرائيل
  • إندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه
  • حماس: تمديد اتفاق غزة بصيغة الاحتلال مرفوض
  • صحيفة عبرية: الميليشيات الدرزية تهدد بتغيير وجه الشرق الأوسط
  • شلقم: كل حرب في المنطقة العربية كانت حطباً يلقى فوق نار الصراع