عربي21:
2025-04-01@09:59:47 GMT

غزة ما زالت الهدف المحصن الأكبر في العالم

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

هذا ما قاله الجنرال (احتياط) جيورا آيلاند ورئيس قسم التخطيط في جيش الاحتلال ورئيس مجلس الأمن القومي السابق، والذي صرح في مقابلة له الأحد الماضي (5 تشرين الثاني/ نوفمبر) مع القناة 12": "نحن لا نرى أي علامات على انكسار حماس، نحن نشاهد أنهم ينفذون عمليات معقدة، ومنسقة بواسطة المسيّرات، وقذائف الهاون، والصواريخ المضادة للدروع"، وأنهى حديثه قائلا: "غزة ما زالت الهدف المحصن الأكبر في العالم".



وكان الجنرال "إسحاق بريك، الرئيس السابق لـ"مفوضية شكاوى الجنود" قد نصح مجلس الحرب الذي يحكم في إسرائيل الآن بأن الحل في غزة هو "حصار تجويعي" على القطاع، وحرب استنزاف طويلة.

هو هنا يتحدث عن حصار داخل "الحصار" المفروض على القطاع من سنة 2007م.. ولعله لم يسمع محمود درويش (ت: 2008م) رحمه الله يقول من قبره: "حاصر حصارك لا مفر/ اضرب عدوك لا مفر/ سقطت ذراعك فالتقطها/ وسقطت قربك فالتقطني/ واضرب عدوك بي/ فأنت الآن.. حر.. وحر.. وحر".

* * *
حرب الاستنزاف الطويلة التي يتحدث عنها الجنرال، يعلم الطفل في بطن أمه أنها "كعب أخيل" الدولة الصهيونية، أي نقطة الضعف الأخطر فيها
هذا الجنرال كان قد أشار في آذار/ مارس الماضي في أحد لقاءاته الصحفية؛ إلى أن إسرائيل اليوم في أحد أسوأ "الأوضاع الأمنية" التي عرفتها منذ عقود، فالجيش الصهيوني غير جاهز للحرب التي قد تندلع في الزمن القريب، أو الزمن البعيد.

وبعدما حدث ما كان يخشاه وفي أقل من 8 شهور، قال: إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانتا تدركان أن الجيش سيدخل بريا، لذلك استعدتا بشكل جيد قبل عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فأعدتا العدة كامل الإعداد، وسيتكبد الجيش خسائر فادحة.. وأضاف مؤكدا: الهدف من الدخول إلى قطاع غزة هو القضاء على مقاتلي حماس والجهاد في الأنفاق؟! هذه مهمة صعبة جدا وستستغرق شهورا.. والجيش سيتعرض إلى خسائر كبيرة.. ولن يُنجز المهمة.

* * *

حرب الاستنزاف الطويلة التي يتحدث عنها الجنرال، يعلم الطفل في بطن أمه أنها "كعب أخيل" الدولة الصهيونية، أي نقطة الضعف الأخطر فيها.

كما قال لنا فخر العسكرية المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله (ت: 2011) في مذكراته: إن لإسرائيل مقتلين: المقتل الأول هو خسارة الأفراد، والمقتل الثاني هو إطالة مدة الحرب. هي لا تهتم كثيراً إذا خسرت الأسلحة، ولكنها تصاب بالهلع إذا فقدت بعض الأفراد، فلديها رصيد هائلا من المعدات والأسلحة وهناك من يدفع الفاتورة عنها.. ولكن خسارة الأفراد لا تعوض، فرصيد الشعب اليهودي من الأفراد محدود وصعب تعويضه، لذا فإن إطالة الحرب هي السم الذي يضعف مقاومة إسرائيل يوما بعد يوم. إن الجندي الإسرائيلي الذي يُستدعى إلى الحرب هو نفسه العامل والأستاذ والمهندس والطالب..

هكذا قال العبقري الذي رحل.. وكأنه ينصح المقاومة من قبره رحمه الله.. بالصبر والثبات.

* * *
نتساءل بكل براءة وبساطة: ما المانع من قيام "العالم الحر" بإلقاء شحنات المواد الإغاثية والطبية بالطائرات على القطاع، في أقل رد فعل أمام كل هذه "الشراسة الحيوانية"، التي تقوم بها إسرائيل، وبقسوة متناهية مع المدنيين والعزل في غزة؟.. وحتى لو تعرضت لهجوم إسرائيلي؟ ألا يعنينا شرف المحاولة، وكشف حقيقة إسرائيل أكثر وأكثر؟
لكننا وسط هذه "الدموع" التي تملأ كل الأماكن في كل العالم، وهذا عظيم في حد ذاته، ألا يمكننا أن نتساءل بكل براءة وبساطة: ما المانع من قيام "العالم الحر" بإلقاء شحنات المواد الإغاثية والطبية بالطائرات على القطاع، في أقل رد فعل أمام كل هذه "الشراسة الحيوانية"، التي تقوم بها إسرائيل، وبقسوة متناهية مع المدنيين والعزل في غزة؟.. وحتى لو تعرضت لهجوم إسرائيلي؟ ألا يعنينا شرف المحاولة، وكشف حقيقة إسرائيل أكثر وأكثر؟

***

مسألة أن هذا يعنينا هنا أو لا يعنينا لن نتعرض لها الآن كثيرا، فقط أذكر تذكرة سريعة بما قاله د. جمال حمدان رحمه الله (ت: 1993م) عن العلاقة الـ"فوق استراتيجية" بين مصر وفلسطين.. كل فلسطين.. فما بالنا اذا كانت على التخوم منا في غزة.. أعلم جيدا أن العين بصيرة واليد قصيرة، لكن هناك مواقف بين المواقف.. واختيارات بين الاختيارات.

* * *

قد لا يكون متاحا لنا الدخول فورا إلى غزة بحجة النظر فيما فعلته المقاومة ومدى تأثيره على المنطقة، وتسلمها كل مراكز القوة والفعل في القطاع، وإدارة الموقف برمته، والأخذ بزمام المبادرة في هذه اللحظة الخطيرة (كما كنا نتوقع ذلك أيضا في وادي النيل.. والسودان المهدد بالتقسيم؟!). قد يكون هذا "موقف كبير" لا تسمح به أحوال الأمور، لكن بين هذا الموقف، وبين هذه الإبادة، هناك أيضا موقف وسط.. موقف كان من الممكن أن تكون فيه "مسألة الرهائن"، أكثر المسائل حساسية لدى إسرائيل ولدى الغرب أخطر وأهم ورقة على المائدة.. ثم ما رأيناه لاحقا من تتابع التبدل الرائع في الرأي العام الدولي.

اليوم وبعد 35 يوما من حرب عالمية في غزة وبالمعنى الدقيق لكلمة عالمية، تبدو خسائر إسرائيل كبيرة للغاية وبما لا يوصف وعلى كل جوانب صرحها الذي لطالما سبب الرعب والهلع للقادة والزعماء العرب على مدى أكثر من نصف قرن، ولم تكن معها أمريكا أمس مثلما هي معها اليوم لقد تم استدراجنا ببساطة غريبة للحديث الصاخب عن "وهْم" اسمه التهجير إلى سيناء.. هذا محض وهم، ويتطلب شعبا آخر غير أهل غزة، وقيادة أخرى غير حماس! وما رأيناه ونراه منهم، من قوة وصمود، يكفي لألف رد ورد على هذا الهراء.

* * *

اليوم وبعد 35 يوما من حرب عالمية في غزة وبالمعنى الدقيق لكلمة عالمية، تبدو خسائر إسرائيل كبيرة للغاية وبما لا يوصف وعلى كل جوانب صرحها الذي لطالما سبب الرعب والهلع للقادة والزعماء العرب على مدى أكثر من نصف قرن، ولم تكن معها أمريكا أمس مثلما هي معها اليوم، والأخبار يسمعها الجميع والصور تملأ العيون.

إنها المرة الأولى تقريبا في تاريخ هذا الصراع الطويل بين الشرق والغرب، يكون "زمام المبادرة" في يد من يبصر الرأي ومن يملكه في الوقت نفسه، بعد أن طال تقاذفه بين من "يملكونه" فقط ولا يبصرون حتى مواقع أقدامهم. وهذا حدث فاصل في تاريخ هذا الصراع، وستُظهر لنا الأيام القادمة كيف أن 7 تشرين الأول/ أكتوبر كان أهم حدث في تاريخنا كله، بعد الحرب العالمية الثانية واتفاقية يالطا (شباط/ فبراير 1945م).

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إسرائيل المقاومة فلسطين إسرائيل فلسطين غزة المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على القطاع رحمه الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

أكثر من 80 شهيدا في غزة خلال 48 ساعة.. حماس: المجازر أمام العالم

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الاثنين، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تواصل حربها الوحشية ضد المدنيين في قطاع غزة، وذلك في ثاني أيام عيد الفطر، ولليوم الـ19 من استئناف العدوان وحرب الإبادة.

ولفتت حركة حماس في بيان صحفي، إلى أنّ الاحتلال يواصل تصعيده لعمليات القصف الهمجي على الأحياء السكنية وخيام النازحين، لتتجاوز أعداد الشهداء خلال الساعات الـ48 الأخيرة الثمانين شهيداً، إضافة لأكثر من ثلاثمئة جريح.

وتابعت: "تُرتَكَب هذه المجازر أمام سمع وبصر العالم، بحق مدنيين عُزَّل، ونازحين في خيام النزوح، بدافع الانتقام والإرهاب ضمن سياسية الإبادة والتهجير القسري، ودون اكتراث من حكومة نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، لعواقب جرائمها الفظيعة، مع محاولات الإدارة الأمريكية تعطيل أدوات المساءلة الدولية، ما يجعل الأخيرة شريكاً مباشراً في حرب الإبادة ضد شعبنا".

وأكدت أن "المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية وشعوبها، وأحرار العالم، أمام مسؤولية تاريخية اليوم، للوقوف في وجه هذا الانهيار الكارثي في منظومة القيم والقوانين الدولية، عبر لجم حكومة الإرهاب الصهيونية، وحَمْلِها على وقف جرائمها، وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي والإنساني".



وذكرت أنّ "على كل من يُراهن على انكسار شعبنا ومقاومته أمام الضغط العسكري؛ أن يُعيد حساباته، ويتوقّف ملِيّاً أمام عظمة وإصرار هذا الشعب وأبنائه في المقاومة، ورفضه لكل محاولات الإخضاع وتصفية الحقوق، وإصراره على التمسّك بالأرض والثوابت، والوصول إلى حقوقه المشروعة بالحرية وإنهاء الاحتلال وتقرير المصير".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد توعّد الأحد، بتصعيد حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير المواطنين الفلسطينيين من القطاع.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، في 18 مارس/ آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى ظهر الاثنين 1001 فلسطيني وأصابت 2359 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • كان يُخطّط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص.. معلومات عن حسن بدير الذي استهدفته إسرائيل في غارة الضاحية
  • أكثر من 80 شهيدا في غزة خلال 48 ساعة.. حماس: المجازر أمام العالم
  • نائب أردوغان يشن هجوماً لاذعاً على إسرائيل.. ما الذي يحدث؟
  • عودة: مؤسف أن الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل المقترح البديل الذي قدمته إسرائيل لمفاوضات التهدئة بغزة .. 10 أسرى مقابل التهدئة في العيد
  • ماذا يتضمّن "المقترح البديل" الذي أرسلته إسرائيل للوسطاء؟
  • صاحب الهدف الأسطوري في كأس العالم.. تصريح مثير للنجم السعودي العويران بشأن سفره لمصر
  • أكثر 50 منتخبا لكرة القدم في العالم امتلاكا للمواهب.. بينها 3 عربية
  • غارينشا الملاك ذو الساقين المنحنيتين الذي سحر العالم ومات فقيرا
  • أكاديمية السينما تعتذر بعد إغفال اسم المخرج الذي اعتدت عليه إسرائيل