إسرائيل تقيم القوة المالية لـ"حماس".. هذا ما تكلفته القسام بـ"طوفان الأقصى".. وتدفقات سنوية للحركة بالمليارات والقضاء عليها وهم
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
لا حديث داخل الكيان الإسرائيلي إلا عن حركة حماس، وكيفية القضاء عليها، وذلك بعد الضربة المؤلمة التي هزت أركان هذا الكيان، وأحد المحاور الأساسية التي تبحث عنها إسرائيل بجانب الحسم العسكرية، هو كيفية تجفيف منابع الدعم المالي للمنظمة، وفي هذا الإطار حاورت صحيفة كالكالست العبرية، شلوميت فيجمان راتنر، الخبيرة اليهودية العالمية في الحرب المالية ضد الإرهاب، والتي كشفت عن تفاصيل ما ترصده إسرائيل من قدرة حماس المالية.
وكشفت الصحيفة العبرية، أن هجوم مثل طوفان الأقصى، تكلف مليارات الدولارات، حيث احتاج لجهد وتخطيط كبير لتنفيذه، وعن مصادر التمويل، ذكرت الحصيفة في حوارها أن هناك تدفقات بمليارات الدولارات سنويا للمنظمة، وأنها تمتلك شعبية ضخمة لا يجعل من القضاء عليها أمرا هينا، وأنه طالما استمرت تلك التدفقات فلا يكون الحديث عن القضاء على حماس واقعيا.
طوفان الأقصى تكلفت المليارات .. وتلك تدفقات حماس السنوية
وبحسب الصحيفة العبرية، تقول شلوميت فيجمان راتنر، الخبيرة العالمية في الحرب المالية ضد الإرهاب، إن الانهيار المالي لحماس لم يكن على قائمة الأولويات في أمريكا، وهناك تدفقات مالية بميارات الدولارات تأتي لحماس سنويا، وعملية مثل طوفان الأقصى كلفت كتائب القسام ملياريات الدولارات، وكشف الحوار حالة العجز التي تشعر به إسرائيل من قدرتها بالقضاء على حماس، وتلك تفاصيل الحوار المنشور بالصحيفة العبرية.
دكتور شلوميت فيجمان راتنر، أنت خبير في تمويل المنظمات المسلحة، وقد أدليت بشهادتك أمام مجلس الشيوخ الأمريكي حول هذا الموضوع في الأسبوع الماضي .. ما الذي يمكن القيام به لمنع حزب الله من اكتساب المزيد من القوة اقتصادياً؟
"حماس لم تنته بعد، فهي لا تزال منظمة ذات بنية تحتية مهمة للغاية، والانهيار المادي ضروري، لكنه ليس كافيا في حد ذاته، فنحن بحاجة إلى انهيار حماس ماليا أيضا، وليس كافيا القضاء على حماس عسكريا، ولا قضاء على حماس إلا بالقضاء على مصادر تمويلها، وإلا فإنها ستستمر في الوجود، وهناك الكثير من العمل لتحديد مكانه ومصادرته وتجميد الحسابات في البنوك المختلفة، وهذا أمر لا تستطيع إسرائيل القيام به بمفردها، ولكنه يتطلب جهدا دوليا، وفي الحرب ضد داعش، كنت ضمن الفريق الذي عمل على تحديد وتتبع الحسابات كجزء من عمل مجموعة العمل المالي - وهو فريق عمل قوة عمل دولية لتعقب أموال المنظمات - وكنا نصدر كل أربعة أشهر تقريرا استخباراتيا لوكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم.
هناك شعور بأن الخنق الاقتصادي يتم دائما بأثر رجعي وليس في الوقت الحقيقي. فماذا سنفعل اليوم، على سبيل المثال، في سياق حزب الله؟
على الرغم من إعلان حماس منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الجهود الإسرائيلية، ولم تكن معاملته جانباً ماليته أولوية لأحد، وكان المفهوم هو إطعام حماس مالياً، وهكذا وصلنا إلى 7 أكتوبر، ويمتلك حزب الله أموالاً أكثر بكثير من حماس، كما أن مصادر تمويله أكثر تنوعاً، لذا فإن هناك حاجة إلى تحالف عالمي للتعامل معه مالياً، ولا نعرف حقاً مدى تورط حزب الله في الاقتصاد اللبناني، وما هي الأجزاء المشروعة وما هي الأقل. وبالمناسبة، هذا ينطبق أيضاً على السلطة الفلسطينية، وهي هيئة حكومية لم تتعرض قط للنقد ولم تنعكس بالمستوى المطلوب من الدول اليوم.
كم بلغت تكلفة هجوم طوفان الأقصى؟
هجوم حماس في 7 أكتوبر هو في الواقع حدث مكلف، على مستوى مليارات الدولارات، بدءا من التدريبات العديدة، والكمية الهائلة من الأسلحة وأيضا الأنفاق التي تم بناؤها مسبقا.
ما هي طرق تمويل حماس؟
وعن طرق تمويل حماس: إيران وقطر تحولان مئات الملايين من الدولارات سنويا. وبالإضافة إلى ذلك، تأخذ حماس جزءًا من الضرائب المفروضة على سكان غزة، كما تمتلك المنظمة محفظة استثمارية وعقارية كبيرة، والتمويل الرئيسي هو في الواقع وطني. إيران، على الرغم من وضعها الاقتصادي الصعب، تحول سنويا ما بين 30 إلى 100 مليون دولار إلى حماس، وأضافت قطر ما بين 200 إلى 450 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضرائب سكان غزة، وتشارك حماس في قناة مهمة أخرى، وهي محفظة استثمارية وعقارية كبيرة بمليارات الدولارات، تنتج أرباحًا وعائدًا سنويًا بعشرات الملايين من الدولارات. يتم تسجيلها من خلال العديد من الشركات الوهمية، مما يجعل من الصعب تحديد المالك النهائي للأموال".
هل يمكن أن تنشأ حالة تقوم فيها شركات إدارة استثمار محترمة بإدارة محافظ استثمارية لحماس؟
يمكن أن يحدث ذلك، ولهذا السبب نحن حريصون للغاية في التفتيش للوصول إلى آخر شركة في المباني المرهقة، لكن معظم الأصول تديرها كيانات مالية في دول الخليج."
كيف يؤثر ازدهار شركات التكنولوجيا المالية على أساليب تمويل المنظمات؟
"تشير العديد من حملات التبرعات إلى شركات مثل PayPal أو Rapid أو Stripe أو Pioneer من أجل الاستفادة من النشاط المشروع للتبرعات لحماس، فهذه قناة تدر لهم عشرات الملايين من الدولارات سنويًا، ولقد قمت بالفعل بذلك بإعطاء يوم السبت أمرًا في Rapidللبحث عن كلمات رئيسية مثل غزة الآن وغيرها الكثير لتحديد أننا لم نستفد من كوننا قناة تمويل لحماس وهذا التبرع، ومنذ 7 أكتوبر، قام مجتمع التكنولوجيا المالية بأكمله بالتعبئة وفي غضون دقائق تم إنشاء مجموعات من الصناعة مع 8200 شخص جلسوا للعمل، وكان من الواضح أنه بعد هذا الهجوم ستكون هناك قفزة في حملات الجماعات المرتبطة بحماس، وحماس بأكملها.
كيف يمكن لشركة تكنولوجيا مالية في العالم أو كيان مصرفي أن يعرف أن الحملة تنتهي بتحويل الأموال إلى حماس؟
في كثير من الأحيان يتبرع الناس دون أن يعرفوا على الإطلاق أنهم تبرعوا لحماس لأنه يتم وصفه بأنه تبرع باسم بريء، وهنا تكمن أهمية العمل في إسرائيل وعلى المستوى العالمي لتحديث جميع الأنظمة المالية لمعرفة من يستحق حقًا المال والطريقة هي الإعلانات، وأقوى إعلان من مجلس الأمن الدولي، والمشكلة هي أنه بسبب عضوية روسيا في مجلس الأمن فإنه من الصعب إصدار مثل هذه الإعلانات اليوم، أما المستوى الثاني فهو الإعلانات على مستوى الدولة، ويفضل أن يكون ذلك من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لأنه في هذه الحالة يتم حظر كافة المعاملات بالدولار واليورو، وينتهي الأمر بأغلب المعاملات عبر هذه العملات، أما في الولايات المتحدة، فقد استيقظوا وأصدروا الإعلانات، وفي الشهر الماضي، تحدثنا عن عوامل كثيرة تتعلق بحماس، ليس فقط المنظمات، ولكن أيضًا الأشخاص وحتى التغييرات - ولكن هذا قليل جدًا ومتأخر جدًا.
هل الصرافون أيضاً أداة لتحويل الأموال إلى حماس؟
تتحرك الأموال بعدة طرق، بدءًا من النقد والبضائع والتحويلات وبالطبع العملات المشفرة، كما سمحت الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، كجزء من المؤامرة، بتحويل الأموال، وهذا على الرغم من معارضة إسرائيل وسلطة حظر غسيل الأموال، ولكنها ليست نصيب الأسد من الأموال، فالأموال الكبيرة تتدفق من إيران عبر لبنان أو تركيا، أيضا في التهريب الكلاسيكي للنقود عبر الحدادين، والطريقة الأكثر إبداعا هي الأموال الإيرانية التي يتم بها الأمور مثل الألعاب أو الشوكولاتة يتم شراؤها في تركيا وبيعها في غزة، لكن كل العائدات تذهب إلى حماس وهذا هو الأمر الأصعب في الحصول عليه، وتستخدم حماس العملات المشفرة منذ عام 2019.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
تحقيق “الشاباك” يكشف الإخفاقات الكبرى قبل ملحمة طوفان الأقصى
يمانيون../
أقرّ رئيس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني “الشاباك”، رونين بار، بالفشل الذريع في التعامل مع ملحمة طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، وذلك في تحقيق داخلي نشر ملخصه يوم الثلاثاء، كشف عن سلسلة من الإخفاقات الاستخباراتية والإدارية التي سبقت العملية.
فشل استخباراتي وغياب التحذيرات المسبقة
بحسب التحقيق، فإن “الشاباك” لم يتمكن من إصدار تحذير مبكر بشأن الهجوم رغم وجود إشارات تحذيرية تلقاها الجهاز عشية 6 أكتوبر، إلا أنه لم يتخذ أي خطوات احترازية كبرى. كما أكد أن القوة الصغيرة من ضباط “الشاباك” والشرطة المنتشرة على حدود غزة لم تتمكن من التصدي للهجوم الواسع الذي شنّته المقاومة، مما أدى إلى انهيار سريع لمنظومة الأمن الصهيونية في المستوطنات القريبة من القطاع.
أسباب الإخفاق: غياب التنسيق والاستخفاف بالمقاومة
وأشار التحقيق إلى عدة عوامل رئيسية ساهمت في الفشل، أبرزها:
ضعف التنسيق بين “الشاباك” والجيش الصهيوني، إذ لم يكن هناك تقسيم واضح للمسؤوليات حول من يجب أن يقدم التحذيرات بشأن اندلاع الحرب، خاصة في ظل تحول حركة حماس إلى قوة عسكرية متكاملة.
سوء تقدير نوايا المقاومة الفلسطينية، حيث ظن “الشاباك” أن المقاومة تركز على التصعيد في الضفة الغربية فقط، ولم تكن تخطط لعملية كبرى من داخل قطاع غزة.
الثقة المفرطة في قوة التحصينات الأمنية، حيث اعتمد العدو على تصور خاطئ بأن السياج الأمني الحدودي مع غزة والمراقبة العسكرية كفيلة بمنع أي هجوم واسع.
فشل استخباراتي في استيعاب الخطة العسكرية للمقاومة، إذ أن الجيش الصهيوني كان قد حصل على وثيقة “أسوار أريحا” التي تضمنت خطة حماس للهجوم البري، إلا أن هذه المعلومات لم يتم التعامل معها بجدية كافية ولم تُترجم إلى سيناريوهات تدريبية أو إجراءات دفاعية.
كيف تمكنت المقاومة من تنفيذ العملية؟
كشف التحقيق عن عوامل عديدة مكّنت المقاومة الفلسطينية من تنفيذ ملحمة طوفان الأقصى، أبرزها:
تآكل الردع الصهيوني بشكل مستمر، حيث اعتقدت المقاومة أن كيان الاحتلال أصبح ضعيفًا من الداخل، بسبب الانقسامات السياسية والأزمات الداخلية.
السياسة الصهيونية تجاه غزة، التي اعتمدت على فترات من التهدئة المؤقتة، مما منح المقاومة فرصة لبناء قوتها العسكرية بعيدًا عن الضربات الاستباقية.
عدم استهداف قادة المقاومة بشكل كافٍ، حيث ذكر التحقيق أن “الشاباك” كان لديه إدراك تام لخطر حركة حماس، لكنه لم يتخذ خطوات حاسمة للقضاء على قيادتها أو إضعاف بنيتها التحتية.
الدعم المالي المقدم من قطر، والذي اعتبره التحقيق عاملاً مساعدًا في تقوية قدرات المقاومة العسكرية واللوجستية.
رئيس “الشاباك” يعترف بالفشل لكنه يرفض الاستقالة
في بيان رافق التحقيق، اعترف رونين بار بأن “الشاباك” أخفق في توقع الهجوم ومنعه، مشيرًا إلى أن الهجوم كان من الممكن تجنبه لو تم اتخاذ إجراءات مختلفة خلال السنوات السابقة وعشية الهجوم. وقال:
“هذا ليس المعيار الذي توقعناه من أنفسنا، ولا الذي توقعه الإسرائيليون منا. رغم أننا لم نستخف بحركة حماس، إلا أننا فشلنا في منع هجومها الكاسح.”
ورغم الضغوط السياسية، أعلن بار أنه لا يعتزم الاستقالة حاليًا، لكنه سيغادر منصبه قبل انتهاء ولايته، تاركًا القرار النهائي في يد رئيس الحكومة.
نتنياهو يضغط لإقالة بار خلال أيام
في الوقت نفسه، كشفت وسائل إعلام عبرية أن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يسعى لدفع رئيس “الشاباك” للاستقالة خلال الأيام المقبلة، وإن لم يحدث ذلك، فإنه سيطرح الأمر في اجتماع الحكومة لاتخاذ قرار بشأنه.
وأكدت مصادر مقربة من نتنياهو أن التحقيق الذي قدمه “الشاباك” لا يجيب على أي تساؤلات جوهرية، بل جاء لتبرير الفشل دون تقديم حلول واضحة، مشيرة إلى أن بار كان “أسيرًا لمفاهيم خاطئة أدت إلى الفشل الذريع”.
خلاصة التحقيق: انهيار منظومة الأمن الصهيوني أمام المقاومة
يكشف هذا التحقيق الداخلي عن مدى الهشاشة الأمنية والاستخباراتية لدى العدو الصهيوني، ويؤكد أن ملحمة طوفان الأقصى لم تكن مجرد هجوم مفاجئ، بل كانت نتيجة سنوات من الإخفاقات الاستراتيجية والتكتيكية. كما يبرز أن المقاومة الفلسطينية استطاعت اختراق كل التحصينات الصهيونية، متجاوزةً الجيش وأجهزة الاستخبارات، وهو ما يمثل ضربة قاسية لصورة الردع الصهيونية التي تآكلت بشكل غير مسبوق.