بمشاركة السفارة السورية في براغ… انطلاق فعاليات المعرض الدبلوماسي الدولي الخيري
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
براغ-سانا
بمشاركة سورية انطلق المعرض الدبلوماسي الدولي الخيري في العاصمة التشيكية براغ اليوم، بتنظيم من 40 سفارةً أجنبيةً معتمدةً في البلاد.
وقدمت القائم بالأعمال بالنيابة في السفارة السورية محمدية النعسان لمحةً عن المنتجات التراثية السورية لعقيلة الرئيس التشيكي إيفا بافلوفا خلال زياتها للجناح السوري في المعرض، الذي ضم صناعات البروكار والأغباني والموزاييك والملصقات الجدارية الفنية التي تحكي التاريخ الإنساني والثقافي للسوريين، وقدمت السفارة هديةً تذكاريةً لبافلوفا عربون صداقة بين الشعبين السوري والتشيكي.
كما شاركت في المعرض سفارات فلسطين ولبنان وتونس، ويعود ريعه للأعمال الخيرية في التشيك.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
منتدى أنطاليا الدبلوماسي والملف السوري
استضافت مدينة أنطاليا التركية في 11-13 نيسان/ أبريل الجاري عشرات من رؤساء الدول والحكومات والوزراء من أنحاء العالم، ضمن فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي. وكان نجم المنتدى هذا العام هو رئيس الجمهورية العربية السورية، أحمد الشرع. واستُقبل الوفد السوري في أنطاليا بحفاوة من قبل المسؤولين الأتراك، كما كان الشرع محط أنظار وسائل الإعلام التركية والعربية والعالمية.
الملف السوري والملف الفلسطيني كانا من أهم الملفات التي تم النقاش حولها في المنتدى. وحاولت أنقرة أن تبعث إلى المعنيين رسائل متعلقة بموقفها من سوريا وإدارتها الجديدة، سواء عن طريق تصريحات المسؤولين الأتراك أو لغة أجسادهم التي عكست حفاوة الاستقبال للوفد السوري. ومن المؤكد أن دعوة الشرع إلى المنتدى هي بحد ذاتها دعم دبلوماسي لحكومة دمشق الجديدة، لتجد فرصة التواصل مع مسؤولين كبار من بلاد مختلفة. وفي أحد اللقاءات التي جرت على هامش المنتدى، اجتمع الشرع مع رئيسة جمهورية كوسوفا، فيوسا عثماني، وهو أول لقاء بين الجانبين. وبعد اللقاء، قالت عثماني إن "كوسوفو وسوريا تتشاركان ندوب الحرب والنزوح وتحديات إعادة الإعمار، ولكنهما تشتركان أيضا في التزامهما بالسلام والصمود والكرامة الإنسانية"، معلنة استعداد بلادها لدعم الشعب السوري ومشاركة تجربتها في عمليات بناء السلام وبناء الدولة.
رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان في خطابه للمشاركين في المنتدى، أعرب عن دعم تركيا لأمن سوريا واستقرارها، وقال: "نحن من أكثر الدول التي تحملت عبء الصراع وعدم الاستقرار المستمر منذ 14 عاما في جارتنا سوريا، ولا يمكننا السماح بتضييع الفرصة التي أتاحتها ثورة 8 كانون الأول/ ديسمبر لتحقيق الاستقرار الدائم، ليس فقط في سوريا، بل في منطقتنا بأكملها"، كما شدد على أن تركيا لن تغض الطرف عن انزلاق سوريا مرة أخرى إلى دوامة العنف وعدم الاستقرار.
وعلى الرغم من حفاوة الاستقبال بالرئيس السوري والوفد المرافق له، والتصريحات التي أكد فيها المسؤولون الأتراك دعم بلادهم لحكومة دمشق الجديدة، شهد منتدى أنطاليا الدبلوماسي في إحدى جلساته دفاعا عن النظام السوري البائد وتطاولا على الثورة السورية والطعن فيها، واتهامها بأنها "صنيعة أمريكية". وادَّعى فيها الخبير الاقتصادي الأمريكي جيفري ساكس، أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما من أشعلتا الحرب في سوريا ضد نظام الأسد، وأن قرار إسقاط الأسد اتخذ عام 2011 من قبل الحكومة الإسرائيلية، وأن الحرب في سوريا لم تأت من قمع النظام السوري البائد أو دكتاتوريته، كما قال إن الجهاديين الذين استولوا على السلطة بعد سقوط نظام الأسد قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي أي" بتدريبهم، بالتنسيق والتعاون مع بعض دول المنطقة.
الاحتفاء بجيفري ساكس وكلمته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي يشير إلى مدى تغلغل العقلية المؤامراتية الملوثة بالدعاية الإيرانية والروسية، وانتشارها في صفوف المقربين من الحكومة التركية، متسترة وراء قناع مقاومة الهيمنة الأمريكية. ومن المؤكد أن ما قاله الضيف الأمريكي يتعارض تماما مع تصريحات الرئيس التركي التي يشيد فيها بالثورة السورية، ويقول إن أي طرف يحاول زعزعة استقرار سوريا سيجد تركيا أمامه إلى جانب الحكومة السورية
ما قاله ساكس في تلك الجلسة يتوافق، إلى حد كبير، مع ما ذكره نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز، في حواره مع الصحفي التركي روشن تشاكير، في شباط / فبراير 2012. وكان يلماز يدَّعي آنذاك بأن القوى الخارجية هي التي وجَّهت ثورات الربيع العربي من تونس ومصر إلى سوريا من أجل الإيقاع بين تركيا وإيران، وأن هناك معسكرات في الأردن لتدريب مجموعات سنية على استخدام السلاح بتمويل السعودية وقطر. وكان يلماز يرى أن إشعال الثورة السورية التي وصفها في الحوار بــ"الحرب الطائفية"، يهدف إلى "تعويض إسرائيل خسائرها في تونس ومصر"، مضيفا أن السعودية وقطر تسعيان إلى جر تركيا إلى صفوفهما في تلك الحرب الطائفية في سوريا.
لا أدري، هل نائب وزير الخارجية التركي الذي تحدث في تلك الجلسة التي استضافت جيفري؛ ما زال على ذات الرأي الذي أبداه قبل حوالي 13 عاما، أم لا، إلا أن ما قاله حول أسباب الثورة السورية آنذاك عارٍ عن الصحة. كما أن ما ذكره الخبير الاقتصادي الأمريكي مجرد هذيان لا يمت للحقيقة بصلة، لأن إسرائيل كانت حريصة على حماية الأسد، وأنها من أكبر المتضررين استراتيجيا من سقوط نظامه. كما أن الشعب السوري تعرض لقمع وحشي لعقود يفوق ما تعرض له الشعب التونسي أو الشعب المصري، ما يعني أنه يحق له أن يثور قبل غيره.
جيفري ساكس معروف بدفاعه عن الروايات الروسية والصينية، وهو ينكر أيضا تعرض مسلمي تركستان الشرقية لقمع وظلم على يد الاحتلال الصيني، ويعتبر الحقائق المنشورة حوله "دعاية أمريكية تستهدف الصين". ومن المؤكد أن دعوته إلى منتدى أنطاليا الدبلوماسي خطأ كبير، ولكن الأدهى منه والأمرّ هو احتفاء وسائل إعلام مقربة من الحكومة التركية، إلى جانب الأطراف التي طارت بما قاله الرجل لتستغله في الطعن في موقف تركيا الداعم لثورة الشعب السوري.
الاحتفاء بجيفري ساكس وكلمته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي يشير إلى مدى تغلغل العقلية المؤامراتية الملوثة بالدعاية الإيرانية والروسية، وانتشارها في صفوف المقربين من الحكومة التركية، متسترة وراء قناع مقاومة الهيمنة الأمريكية. ومن المؤكد أن ما قاله الضيف الأمريكي يتعارض تماما مع تصريحات الرئيس التركي التي يشيد فيها بالثورة السورية، ويقول إن أي طرف يحاول زعزعة استقرار سوريا سيجد تركيا أمامه إلى جانب الحكومة السورية. ولا ندري، هل أزعجت تلك الكلمة أردوغان وفيدان وكالين وغيرهم من المسؤولين الأتراك، إلا أن هناك سياسيين وإعلاميين ونشطاء مقربين من الحكومة، مثل ياسين أقطاي، أعربوا عن استيائهم من طعن ساكس في الثورة السورية. كما أن معظمهم استنكروا دعوة الرجل إلى المنتدى، على الرغم من آرائه المعروفة.
x.com/ismail_yasa