شارك مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في فعاليات المؤتمر الدولي السادس لكلية اللغة العربية بأسيوط، والذي يعقد تحت عنوان: "إسهامات ذوي الهمم في بناء الحضارة الإنسانية قديمًا وحديثًا"، وذلك بحضور د. محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس جامعة الأزهر، ود. محمود الهواري مساعد الأمين العام للدعوة والإعلام الديني، وعدد من عمداء ووكلاء وأساتذة جامعة الأزهر.


وقال الهواري خلال كلمته، إن عنوان المؤتمر يدل دلالة واضحة على إدراك واع بصير من الأزهر الشريف بجميع قطاعاته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رابطًا بين عنوان المؤتمر وبين خلق شنيع رفضه الإسلام ومنعته الشريعة، وهو خلق التعصب أو التمييز، مشيرًا إلى أن هذا الخلق الشنيع أحد الأسباب التي أدت إلى هذا العدوان الإرهابي الصهيوني؛ إذ ظن بنو صهيون أنهم أمة متميزة، وأن ما يجري في عروقهم يغاير ما يجري في عروق الناس، ولعل هذا الإحساس بالتميز قد نقده ونقضه القرآن.

أضاف الأمين المساعد أنه في الوقت الذي نُقر فيه بوجود فوارق بين الخلق بمقتضى الحكمة الإلهية؛ إلا أننا نسلم أيضا لله- عز وجل- حين نادى بالمساواة، فهناك تمايز بين البشرية، تمايز يثري الحياة، وهو ضمانة استمرارها واستقرارها، أما التمايز على عصبية فذلك مرفوض شرعا وعقلا وإنسانية، مؤكدا استحسان تخصيص الثالث من ديسمبر من كل عام ليكون يوم الاحتفال والاحتفاء بذوي الهمم، الذي تطوف فيه المنظمات الأممية حول ضمان حقوقهم وإدماجهم في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

أوضح الهواري أن المجتمعات على درجات في التعامل مع ذوي الهمم، فمجتمعات لم تعتن بهم ولم تقدم لهم يد العون، ومجتمعات أخرى ساعدتهم وعملت على حمايتهم، وساوتهم بغيرهم، فكلما كانت المجتمعات أكثر رعاية للمحتاجين من ذوي الهمم أو المحتاجين عموما كنت أليق بوصف الإنسانية والتحضر.

وأشار إلى أن أوطاننا وبلادنا أقدامها راسخة في الحضارة والمدنية، وفي المقابل سنرى بلادا تدعي الحضارة وتاريخها مزيف، أما بلادنا فقد كتب على جدران معابدها: لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم ولا تحتقر الرجل الأعرج ولا تعبس في وجهه، فالإنسان صنع من طين وقش، والله هو خالقه وهو القادر على أن يهدم ويبني كل يوم، وأما الدول التي يشار إليها بالتقدم والحضارة، فنرى في تاريخها من الممارسات ما يخجل الإنسان من ذكره؛ فقد عانى ذوو الهمم من إهمال واضطهاد صارخ، بل كانت بعض المجتمعات تقضي وتحكم بإهمالهم ووصل الأمر إلى إعدامهم.

ونوه الأمين المساعد بأن الإسلام عامل الأصحاء بمنطق المساواة، وعامل المرضى الضعفاء بمنطق المواساة، لم يحرم هذا من هذا، ولا هذا من هذا، فكانت المساواة والمواساة للناس جميعا، حيث حملت السيرة النبوية التأصيل النظري والتطبيق العملي لحقوق ذوي الهمم، فجاءت مؤكدة أن ذوي الهمم لهم الأولوية في الرعاية والاهتمام، وأنهم لا يقلون عن الأصحاء في شيء، حيث أتاح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فرصة التميز وإبراز المواهب واكتشاف الطاقات.

كما أكد: في ماضي أمتنا وحاضرها، صورٌ وشواهد كثيرة على أن الابتلاء بنقص حاسة أو عضو لم يكن عائقاً عن النجاح والتميز، بل كان في كثير من الأحيان سببا في الإلهام، وبث روح الإصرار واستخراج مكنون العزم، مع التوكل على الله، وتفويض الأمر إليه، واستمداد العون منه- سبحانه-.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ذوی الهمم

إقرأ أيضاً:

تحت رعاية خالد بن زايد.. المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد بدورته الـ 3 ينطلق بعد غد

تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، تنطلق أعمال المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد بدورته الثالثة بعد غد ويستمر أربعة أيام بمركز أبوظبي للطاقة بتنظيم مشترك بين المؤسسة وشركة (أدنوك)، ومركز لوتس هوليستك - أبوظبي، وكلية فاطمة للعلوم الصحية.

 

يأتي انعقاد المؤتمر بالتزامن مع شهر التوحد العالمي، تأكيداً على التزام دولة الإمارات بريادة الجهود الإنسانية والعلمية لتمكين أصحاب الهمم وتعزيز جودة حياتهم ويعد استكمالاً للنجاحات المتواصلة في مجالات رعاية وتأهيل تلك الفئات، خاصة المصابين بالتوحد.

 

وتعمل مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ضمن استراتيجيتها الطموحة على تعظيم الاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة، من خلال توفير منصة عالمية للخبراء والمهتمين بمجال التوحد لعرض ومناقشة أحدث المستجدات.

 

ويسلط المؤتمر الضوء على آخر ما توصلت إليه الدراسات العلمية والبحوث المتخصصة في التوحد، ويشكل فرصة حقيقية للمشاركين من داخل الدولة وخارجها من خبراء وممارسين وأولياء أمور للاطلاع على أفضل التجارب والخبرات العالمية في التشخيص والعلاج والتأهيل.

 

يهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات العلمية والعملية في مجال التوحد، وتسليط الضوء على الأسباب الجينية والعصبية والبيئية للاضطراب وعرض الممارسات التربوية والعلاجية الفعالة، إضافة إلى دعم الدمج الشامل في التعليم والعمل والمجتمع وتمكين الأسر عبر الإرشاد النفسي وورش العمل التخصصية وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، ودعم التعاون الدولي والإقليمي في تطوير استراتيجيات التدخل.

 

وقال عبد الله عبدالعالي الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا إن تنظيم المؤتمر تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان يؤكد حرص المؤسسة على مواصلة جهودها في تعزيز الوعي المجتمعي، وتمكين أصحاب الهمم لاسيما فئة المصابين باضطراب طيف التوحد، استنادا إلى توجيهات قيادتنا الرشيدة ورؤيتها الثاقبة نحو بناء مجتمع أكثر شمولاً وتماسكاً.

 

وأكد سعادته أن الابتكار في أساليب الرعاية والتأهيل يفتح آفاقا جديدة لتحسين جودة حياة أصحاب الهمم وأسرهم وقال إنه من خلال هذا الحدث العالمي، نؤكد التزامنا بمواصلة العمل على ترسيخ مكانة أبوظبي مركزا إقليميا للتميز في دعم قضايا أصحاب الهمم لاسيما في مجال التوحد، بروح من التعاون والتكامل مع شركائنا المحليين والدوليين.

 

أخبار ذات صلة أميركا تَعد بكشف أسباب التوحد خلال أشهر برامج رعاية وتأهيل بمعايير عالمية لمصابي التوحد في أبوظبي

وأضاف سعادته أن العلم يعد أحد أهم أدوات التمكين ومن خلال هذا المؤتمر نواصل التزامنا بدعم البحث العلمي وتبادل المعرفة سعيا لبناء مستقبل أكثر إشراقا لأبنائنا من أصحاب الهمم وأسرهم، ونفخر بالشراكة الناجحة مع شركة (أدنوك)، ومركز لوتس هوليستك في تنظيم هذا الحدث الهام الذي يعكس ريادة دولة الإمارات في ميادين العمل الإنساني والعلمي على حد سواء.

 

من جانبها، أكدت الدكتورة غوية النيادي، نائب رئيس أول الخدمات الطبية وجودة الحياة في"أدنوك"، أهمية الشراكة في تنظيم المؤتمر، وأعربت عن فخر "أدنوك” بشراكتها مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في تنظيم المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد وقال إن ذلك يجسد التزامنا الراسخ بدعم جودة حياة أصحاب الهمم وتمكينهم، انسجاماً مع أولوياتنا في تعزيز الارتقاء بجودة الحياة لمجتمعنا ونعمل في "أدنوك” وفق نهج ٍ وطني يرى أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأمثل، ويركزباستمرار على دعم المبادرات النوعية التي تسهم في بناء مجتمع أكثر شمولاً وتماسكاً".

 

من ناحيتها قالت أمينة الهيدان رئيس مركز لوتس هوليستك - أبوظبي إنهم فخورون في مركز لوتس هوليستك بشراكتهم الاستراتيجية مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في تنظيم النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد والذي يمثل منصة معرفية متخصصة تجمع نخبة من الخبراء والباحثين من مختلف أنحاء العالم، بهدف تبادل التجارب وأحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال الحيوي.

 

وأضافت أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية خاصة كونه يُعقد في شهر التوعية بالتوحد، ويجسد التزامنا الراسخ تجاه دعم وتمكين فئة الأطفال والبالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد، عبر تعزيز الجهود المشتركة وتبني الممارسات المستندة إلى الأدلة العلمية في مجالات التشخيص والتدخل والعلاج.

 

يتضمن المؤتمر برنامجًا حافلاً من المحاضرات العلمية وورش العمل التدريبية التي تغطي موضوعات متنوعة، منها العوامل الجينية والميكروبيوم والمؤشرات الحيوية والتشخيص المبكر واستراتيجيات التدخل السلوكي واللغوي و الدمج التعليمي والمهني، والتغذية والتمارين الرياضية وتأثيرها، والذكاء الاصطناعي في المجال الطبي.

 

فيما تُعقد ورش عمل حول التدخل الغذائي، والعلاج الوظيفي والنطقي، والتدخل المبكر، إضافة إلى جلسات نقاش مجتمعية ومداخلات من أسر أطفال مصابين بالتوحد.

 

ويشهد المؤتمر مشاركات دولية واسعة من خبراء في الطب النفسي وعلم الأعصاب و التربية الخاصة والذكاء الاصطناعي، من جامعات ومراكز بحثية مرموقة حول العالم، منها جامعة الإمارات، جامعة الملك سعود، هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS)، ومؤسسات أكاديمية من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا والدول العربية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • المؤتمر الدولي لأبحاث التوحد يضيء على التشخيص والتأهيل
  • أحمد نبوي: الغش يخرج أفرادًا فاسدون يهدمون الحضارة
  • تحت رعاية خالد بن زايد.. المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد بدورته الـ 3 ينطلق بعد غد
  • النيابة الإدارية تفتح تحقيقا في تعدي سائق على فتاة من ذوي الهمم
  • استمرار التحقيق في تعدي سائق نقل عام على مواطنة من ذوي الهمم
  • اتحاد العمال: القومي لحقوق الإنسان الحارس الأمين لتعزيز المبادئ الحقوقية للمواطن
  • أمين المساعد للبحوث الإسلامية: القرآن دعا لدمج ذوي الهمم في المجتمع
  • وفاءً له ولجهوده.. واعظات الأزهر ينظِّمن حفل تأبين للدكتور المحرصاوي
  • الأمين المساعد لـ البحوث الإسلامية: العداء للأمَّة عمره أكثر من أربعة عشر قرنا
  • وزير الأوقاف: الإنسان المصرى أثبت أنه متدين تدينا يصنع الحضارة