عربي21:
2025-01-03@07:57:13 GMT

غزة تشعل حزب العمال البريطاني

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

يعيش حزب العمال البريطاني أزمة كبيرة منذ عدة سنوات بعد أن ابتعد كثيرا عن أفكار يسار الوسط، مع وصول رئيسه السابق توني بلير لرئاسة الحزب والذي أخذه ناحية اليمين كثيرا. بعدها ظل الحزب يبحث عن هويته المفقودة حتى وصل بجيرمي كوربين لرئاسة الحزب، في سابقة سياسية لوصول نائب من الصفوف الخلفية للحزب وقيادي شعبي للقيادة، وهو الأمر الذي لم يتحمله حزب العمال ولا السياسة البريطانية فتآمرا عليه بشكل غير مسبوق، حتى وصل كير ستارمر الرئيس الحالي للحزب والذي كان عليه أن يدفع فواتير سياسية باهظة على رأسها الموقف من القضية الفلسطينية.



ربما يستغرب كثير من المتابعين إصرار عدد كبير من نواب وأعضاء مجلس محلية تابعين لحزب العمال البريطاني المعارض، الذي يحل في المرتبة الثانية من ناحية عدد النواب بعد الحزب الحاكم في مجلس العموم، على أن يعلن رئيسهم المطالبة بوقف إطلاق النار ثم الإعلان عن الاستقالة لأنه لم يفعل ذلك. وكانت آخر هذه الاستقالات لشخص مثل عضو مجلس العموم عمران حسين الذي استقال من منصبه وزيرا لشؤون العمل والبطالة في حكومة الظل التابعة لحزب العمال المعارض.

هناك وعي لدى النخبة السياسية بالقضية الفلسطينية بغض النظر عن الموقف منها. وإن كان هذا كله لا يوازي نشاط اللوبي الإسرائيلي النافذ في مختلف القطاعات البريطانية، إلا أن المجازر التي ترتكب يوميا في غزة والغليان الشعبي كفيل بتحريك المياه الراكدة في السياسة والمجتمع
والحقيقة أن القضية الفلسطينية في أوروبا وتحديدا في بريطانيا ليست هي القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة؛ من ناحية الانتشار والتأثير والوعي الشعبي العام وسط الناس. فأولا هناك ميراث تاريخي قديم متمثلا في الانتداب البريطاني على فلسطين، وثانيا هناك تراكم نضالي كبير لدى منظمات المجتمع البريطانية ومنه الجاليات العربية في التعريف بعدالة القضية الفلسطينية؛ عبر أنشطة ومظاهرات وفعاليات كثيرة ومتنوعة ساعدت عليها أجواء الحرية الممنوحة للنشطاء في بريطانياـ بخلاف الوضع في الولايات المتحدة. وثالثا هناك وعي لدى النخبة السياسية بالقضية الفلسطينية بغض النظر عن الموقف منها. وإن كان هذا كله لا يوازي نشاط اللوبي الإسرائيلي النافذ في مختلف القطاعات البريطانية، إلا أن المجازر التي ترتكب يوميا في غزة والغليان الشعبي كفيل بتحريك المياه الراكدة في السياسة والمجتمع.

من يتابع الصحافة البريطانية يدرك أننا أمام مسلسل يومي من الأزمات يواجه حزب العمال المعارض ويعجز رئيس الحزب عن تلبية طموحات نواب حزبه، وفي نفس الوقت يعجز عن تقديم أي موقف سياسي يلملم به شتات الأعضاء والنواب الغاضبين. وخطورة هذه الأمر أن يأتي في وقت حساس يستعد فيه الحزب لخوض الانتخابات العامة المقررة العام المقبل، والتي قد تعيده إلى سدة الحكم بعد سنوات طويلة من الغياب أو تدخل به في أتون أزمة سياسية أخرى يتراجع فيها ويخسر فيها مزيدا من الأصوات والمؤيدين.

أمام مسلسل يومي من الأزمات يواجه حزب العمال المعارض ويعجز رئيس الحزب عن تلبية طموحات نواب حزبه، وفي نفس الوقت يعجز عن تقديم أي موقف سياسي يلملم به شتات الأعضاء والنواب الغاضبين. وخطورة هذه الأمر أن يأتي في وقت حساس يستعد فيه الحزب لخوض الانتخابات العامة المقررة العام المقبل
إن ما حدث في حزب العمال البريطاني خلال الأسابيع الماضية يفند عدة خرافات تتعلق بالسياسة الغربية في المجمل وبالسياسة البريطانية على وجه الخصوص. إحدى هذه الخرافات هي أن الناخب والسياسي الغربي يدور حول مصالحه الضيقة دائما، وأن القضايا العربية والإسلامية لا دور لها في مواقف الأحزاب والسياسيين ناهيك عن أن تشكل منعطفا هاما يحدد مستقبل هذه الحزب أو هذا السياسي أو ذاك. كما يثبت أن النضال المدني الذي خاضه نشطاء عرب وغربيون على مدى سنوات طويلة في بريطانيا لم يكن مجرد تعبير عن حالات غضب للتنفيس، وإنما إنشاء حالة وعي صلبة جعلت القضية الفلسطينية في قلب العملية السياسية.

وأخيرا فرضت القضية الفلسطينية نفسها على السياسيين المسلمين في مختلف الأحزاب وخاصة حزب العمال، ولم يخجلوا من المجاهرة علنا بمخالفتهم لقيادة الحزب والمطالبة علنا بوقف إطلاق النار كما حدث مع عمدة لندن صادق خان ورئيس حزب العمال في أسكتلندا أنس سروار.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب العمال ستارمر الفلسطينية بريطانيا بريطانيا فلسطين حزب العمال انقسام ستارمر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال البریطانی القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

من باع القضية؟ ومن قبض الثمن؟

علي بن سالم كفيتان

لأكون صادقًا معكم قرائي، لا أدري من باع القضية الفلسطينية، لكنني أعرف من قبض الثمن! ما هو مؤكد أنَّ المزاد تم في قبو مُظلم تحت الأرض، دُعي إليه سماسرة محترفون في الشرق الأوسط، لديهم القدرة على بيع كل شيء، مقابل تقديم صكوك الولاء للأسياد في الغرب، معتقدين أن ذلك يقربهم أكثر ويمنحهم المنعة والقوة، فلا يمكن أن يحدث في فلسطين كل هذا الدمار والقتل والتهجير إلّا باتفاق مع سماسرة ما يُعرف بالسلام مع إسرائيل.
هنا المفارقة؛ فالبائع ليس هو المالك، والمشتري لا يملك حق التملك، ولهذا فالبيع باطل شرعًا، ولن تهدأ المنطقة ولن تهنأ إسرائيل بالسلام، ولن تتحقق أحلام السماسرة بالرخاء الاقتصادي والانفتاح العالمي، وخلق ما ينادون به حول نظريات الإنسان الكوني الذي يحق له الاستيطان حيث شاء، والزواج ممن يشاء، واتباع الدين الذي يشاء، واختيار الجنس الذي يشاء!!
اليوم.. ومع ميلاد عام جديد 2025، مضت سنة و3 أشهر على حدث مفصلي في الشرق الأوسط إنه "طوفان الأقصى" الذي لم تَعِه الأنظمة ولم تستوعبه الشعوب، لكنه غيَّر وجه الشرق الأوسط، وخلق واقعًا جديدًا في العالم لا يُمكن تجاهله، وأهم دروسه هو أن فلسطين ليست للمساومة، وأن لها شعباً يطالب بالاستقلال والحرية والعدالة ونيل الكرامة، وأن السنوار ورفاقه عندما اندفعوا إلى تخوم عسقلان، لم يكونوا غُزاة ولا مستعمرين؛ بل ثُوَّاراً يستعيدون أرضهم التي نهبها الكيان الصهيوني عام 1948. كل الشرائع والأعراف الإنسانية تُجيز الدفاع عن النفس في وجه المستعمر، لذا لم تكن المعركة مغامرة غير محسوبة، كما يقول البعض؛ بل كانت محسوبة وبدقة، إلّا فيما يتعلق بالخذلان العربي؛ فلم يتوقع السنوار أن يتم ضرب الحصار على غزة وتجويعها، والسماح باختراق إسرائيل لاتفاقياتها التي قطعتها في "كامب ديفيد"، لكن من المؤكد أن "طوفان الأقصى" أبعد صفقة القرن التي كانت وشيكة، بعد أن تم دفع الثمن، وبدأ التفاوض على التفاصيل الدقيقة قبل السابع من أكتوبر 2023.
من المعيب اليوم أن نلهو في متابعة مباريات كرة القدم ومهرجانات الغناء وسباقات الهجن، بينما يحتضر في غزة أكثر من مليوني إنسان عربي، لا ذنب لهم سوى أنهم قالوا "ربنا الله"، ويريدون وطنًا حُرًا يحتويهم، فتكون النتيجة أن تأكلهم الآلة الإسرائيلية التي لا ترحم يوميًا من جانب، ويلتهمهم الشتاء والبرد والمطر والجوع والفقد من جانب آخر. 
لم تعد قضية غزة تتصدر أخبار العرب ولا صُحفهم، ولم تعد حتى المظاهرات الخجولة في كل جمعة موجودة، ولماذا لم يعد بعض الخطباء يدعون لنصرة أهل فلسطين؟ ولماذا لم نعد نُصلي عليهم صلاة الغائب بعد كل جمعة؟ رغم أنَّ القتل مستمر، والدمار في تزايد، والناس هناك اليوم في حال أسوأ بكثير عمّا كان في بداية الحرب، عندما كانت لا تزال لديهم بعض المؤن والضغط الدولي قائم. يجب أن تعلو أصواتنا اليوم أكثر من الأمس، وأن نرفع مستوى الضغط بشكل مضاعف؛ فالناس باتت في حال يرثى لها؛ لدرجة أنهم أصبحوا يأكلون الجيف، بينما نحن لاهين في الملاعب والمسارح ودور الأوبرا.. اللعنة ستصلكم إذا لم تصحوا ضمائركم يا عرب، هذا مؤكد.
لا زالت الجبهة اليمنية تُناوش وحيدة، بعد أن تم إسكات جيوب المقاومة في لبنان والعراق وسوريا، وبات يلوح في الأفق مشروع الشام الجديد بنكهة عثمانية واعدة، وانسحاب فارسي مُخزٍ، ومباركة دولية؛ لتعويض تجربة العراق الفاشلة، كل هذا لتدجين كل من لا يعترف بإسرائيل، أو يُشكِّل خطرًا عليها، وخلق نصرٍ وهميٍّ لنتنياهو الذي يواجه المحاكمة والإقصاء من الداخل الإسرائيلي. كُل البنادق صمتت، إلّا بندقية صنعاء، لا زالت تقض مضجع نتنياهو وزبانيته، على جرائمهم الفظيعة في قطاع غزة والضفة الغربية، وكل التسهيلات لا زالت تقدم للكيان لقصف اليمن؛ فلهم كل الحق في التحليق عبر الأجواء والمياه الإقليمية العربية لتدمير آخر معاقل المقاومة في العالم العربي، وسحل الفلسطينيين في الداخل، لمنح إسرائيل الكعب العالي في المنطقة، ولنصبح جميعًا زبائن دكة السلام الخانع للغرب، بعد انتهاك عقيدتنا الإسلامية، وهويتنا العربية، واستباحة مواردنا الطبيعية، وتقديمها في طبقٍ من ذهب لإسرائيل.
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إب .. فعالية ثقافية بمناسبة جمعة رجب تؤكد على الهوية الإيمانية ودعم القضية الفلسطينية
  • بينيت يتحضر للعودة للمشهد الإسرائيلي وسؤال القضية الفلسطينية يلازمه
  • السيد عبدالملك الحوثي: الرهان على مجلس الأمن من أجل القضية الفلسطينية غير مثمر ولا جدوى منه
  • من غزوة بدر إلى معركة الفتح الموعود.. جذور الموقف اليمني وأسبابه في نصرة القضية الفلسطينية
  • إستقالة تهز حزب الجيد التركي المعارض
  • الداخلية توضح بشأن تسليم المعارض الكويتي
  • الكويت تشكر العراق بعد تسليم المعارض السياسي سلمان الخالدي إليها
  • من باع القضية؟ ومن قبض الثمن؟
  • سام مرسي يواصل دعم القضية الفلسطينية
  • الجزائر تتولى رئاسة مجلس الأمن الأممي لشهر يناير وتضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها