عربي21:
2024-06-27@13:44:37 GMT

غزة تشعل حزب العمال البريطاني

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

يعيش حزب العمال البريطاني أزمة كبيرة منذ عدة سنوات بعد أن ابتعد كثيرا عن أفكار يسار الوسط، مع وصول رئيسه السابق توني بلير لرئاسة الحزب والذي أخذه ناحية اليمين كثيرا. بعدها ظل الحزب يبحث عن هويته المفقودة حتى وصل بجيرمي كوربين لرئاسة الحزب، في سابقة سياسية لوصول نائب من الصفوف الخلفية للحزب وقيادي شعبي للقيادة، وهو الأمر الذي لم يتحمله حزب العمال ولا السياسة البريطانية فتآمرا عليه بشكل غير مسبوق، حتى وصل كير ستارمر الرئيس الحالي للحزب والذي كان عليه أن يدفع فواتير سياسية باهظة على رأسها الموقف من القضية الفلسطينية.



ربما يستغرب كثير من المتابعين إصرار عدد كبير من نواب وأعضاء مجلس محلية تابعين لحزب العمال البريطاني المعارض، الذي يحل في المرتبة الثانية من ناحية عدد النواب بعد الحزب الحاكم في مجلس العموم، على أن يعلن رئيسهم المطالبة بوقف إطلاق النار ثم الإعلان عن الاستقالة لأنه لم يفعل ذلك. وكانت آخر هذه الاستقالات لشخص مثل عضو مجلس العموم عمران حسين الذي استقال من منصبه وزيرا لشؤون العمل والبطالة في حكومة الظل التابعة لحزب العمال المعارض.

هناك وعي لدى النخبة السياسية بالقضية الفلسطينية بغض النظر عن الموقف منها. وإن كان هذا كله لا يوازي نشاط اللوبي الإسرائيلي النافذ في مختلف القطاعات البريطانية، إلا أن المجازر التي ترتكب يوميا في غزة والغليان الشعبي كفيل بتحريك المياه الراكدة في السياسة والمجتمع
والحقيقة أن القضية الفلسطينية في أوروبا وتحديدا في بريطانيا ليست هي القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة؛ من ناحية الانتشار والتأثير والوعي الشعبي العام وسط الناس. فأولا هناك ميراث تاريخي قديم متمثلا في الانتداب البريطاني على فلسطين، وثانيا هناك تراكم نضالي كبير لدى منظمات المجتمع البريطانية ومنه الجاليات العربية في التعريف بعدالة القضية الفلسطينية؛ عبر أنشطة ومظاهرات وفعاليات كثيرة ومتنوعة ساعدت عليها أجواء الحرية الممنوحة للنشطاء في بريطانياـ بخلاف الوضع في الولايات المتحدة. وثالثا هناك وعي لدى النخبة السياسية بالقضية الفلسطينية بغض النظر عن الموقف منها. وإن كان هذا كله لا يوازي نشاط اللوبي الإسرائيلي النافذ في مختلف القطاعات البريطانية، إلا أن المجازر التي ترتكب يوميا في غزة والغليان الشعبي كفيل بتحريك المياه الراكدة في السياسة والمجتمع.

من يتابع الصحافة البريطانية يدرك أننا أمام مسلسل يومي من الأزمات يواجه حزب العمال المعارض ويعجز رئيس الحزب عن تلبية طموحات نواب حزبه، وفي نفس الوقت يعجز عن تقديم أي موقف سياسي يلملم به شتات الأعضاء والنواب الغاضبين. وخطورة هذه الأمر أن يأتي في وقت حساس يستعد فيه الحزب لخوض الانتخابات العامة المقررة العام المقبل، والتي قد تعيده إلى سدة الحكم بعد سنوات طويلة من الغياب أو تدخل به في أتون أزمة سياسية أخرى يتراجع فيها ويخسر فيها مزيدا من الأصوات والمؤيدين.

أمام مسلسل يومي من الأزمات يواجه حزب العمال المعارض ويعجز رئيس الحزب عن تلبية طموحات نواب حزبه، وفي نفس الوقت يعجز عن تقديم أي موقف سياسي يلملم به شتات الأعضاء والنواب الغاضبين. وخطورة هذه الأمر أن يأتي في وقت حساس يستعد فيه الحزب لخوض الانتخابات العامة المقررة العام المقبل
إن ما حدث في حزب العمال البريطاني خلال الأسابيع الماضية يفند عدة خرافات تتعلق بالسياسة الغربية في المجمل وبالسياسة البريطانية على وجه الخصوص. إحدى هذه الخرافات هي أن الناخب والسياسي الغربي يدور حول مصالحه الضيقة دائما، وأن القضايا العربية والإسلامية لا دور لها في مواقف الأحزاب والسياسيين ناهيك عن أن تشكل منعطفا هاما يحدد مستقبل هذه الحزب أو هذا السياسي أو ذاك. كما يثبت أن النضال المدني الذي خاضه نشطاء عرب وغربيون على مدى سنوات طويلة في بريطانيا لم يكن مجرد تعبير عن حالات غضب للتنفيس، وإنما إنشاء حالة وعي صلبة جعلت القضية الفلسطينية في قلب العملية السياسية.

وأخيرا فرضت القضية الفلسطينية نفسها على السياسيين المسلمين في مختلف الأحزاب وخاصة حزب العمال، ولم يخجلوا من المجاهرة علنا بمخالفتهم لقيادة الحزب والمطالبة علنا بوقف إطلاق النار كما حدث مع عمدة لندن صادق خان ورئيس حزب العمال في أسكتلندا أنس سروار.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب العمال ستارمر الفلسطينية بريطانيا بريطانيا فلسطين حزب العمال انقسام ستارمر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال البریطانی القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

وفد فلسطيني في ضيافة حزب الحمامة

أكدت قيادات حزب "الحمامة"، أن مكانة القضية الفلسطينية لا تضاهى ولا تقاس لدى جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ولدى الشعب المغربي، وذلك خلال استقبال حزب التجمع الوطني للأحرار، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، لوفد فلسطيني يضم شخصيات من القدس وغزة، يقوم بزيارة للمملكة المغربية خلال الفترة الممتدة ما بين 23 و28 من يونيو الجاري.

وأبرزت القيادات الحزبية بهذه المناسبة التي حضرها أعضاء المكتب السياسي للحزب، متمثلين في محمد أوجار، ومحمد بوسعيد، وحسن بن عمر، ومحمد البكوري، ومريم الرميلي، وزينة شاهيم، بالإضافة إلى النواب البرلمانيين، زينة إدحلي، وسلمى بنعزيز، وعلاء الدين بحراوي وخالد المنصوري، أن القضية الفلسطينية هي قضية الوجدان المغربي، مشيرة إلى أن المغرب سيبقى على الدوام داعما للقضية الفلسطينية وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

كما جددت القيادات الحزبية التأكيد على موقف المملكة المغربية الراسخ من عدالة القضية الفلسطينية، ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين، مؤكدة على حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في تعبئة كل الوسائل والإمكانات الديبلوماسية للتأكيد على ثبات موقف المغرب من القضية الفلسطينية لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

ومن الجانب الفلسطيني، أشاد أعضاء الوفد الفلسطيني بالمبادرة الإنسانية التي تهم توجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين بغزة، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، معتبرين إياها فرصة للتأكيد على الحرص والالتزام الملكي الراسخ والموصول لدعم الفلسطينيين.

كما أعرب الجانب الفلسطيني عن سعادته بالقيام بهذه الزيارة للمملكة المغربية، منوهين بالمبادرات الإنسانية المتكررة التي ما فتيء يطلقها جلالة الملك، نصره الله، نصرة للشعب الفلسطينيين في غزة.

ويضم أعضاء الوفد الفلسطيني كلا من أشرف الأعور وزير شؤون القدس، وعبد الله صيام نائب محافظ القدس، وإسماعيل نواهضة خطيب المسجد الأقصى المبارك، ومعتصم تيم أمين سر اللجنة العليا للقدس لدى الرئاسة الفلسطينية، والمطران منيب يونان الرئيس السابق للاتحاد العالمي اللوثري، وعماد أبو كشك رئيس جامعة القدس، وكمال عبيدات رئيس الغرفة التجارية وأمين سر جمعية مستشفى المقاصد، وصفاء ناصر الدين أمين عام هيئة الرئاسة - جامعة القدس، والمغربية سناء طحطح ممثلة جمعية المركز الثقافي المغربي – بيت المغرب – القدس، وخليل أبو فول، رئيس مجلس أمناء الأزهر – غزة، عمر ميلاد، رئيس الجامعة، ممدوح جبر، عضو مجلس أمناء الجامعة وعضو اللجنة القانونية.

مقالات مشابهة

  • مرصد الأزهر يثمن دور الصحفيين الإسبان في دعم القضية الفلسطينية
  • تركيا تتهم السليمانية بتزويد حزب العمال بالأسلحة عبر مطارها وتهدد بضربات عنيفة
  • وفد فلسطيني في ضيافة حزب الحمامة
  • اعتقال 4 أشخاص حاولوا اقتحام منزل رئيس الوزراء البريطاني
  • المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس
  • الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة تستضيف منتدى الأعمال المصري البريطاني للاستثمار في البنية التحتية
  • سوناك: أمامنا عشرة أيام لإنقاذ بريطانيا من حزب العمال
  • هيئة الاستثمار تستضيف منتدى الأعمال المصري البريطاني لتنفيذ مشروعات البنية التحتية
  • الهيئة العامة للاستثمار تستضيف منتدى الأعمال المصري البريطاني لبحث ضخ استثمارات جديدة في مجال البنية التحتية
  • العمال البريطاني قد يفقد مقعدا مضمونا لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار