الرباط – “رأي اليوم” – نبيل بكاني:

 

شهدت دورة هذا العام من كرنفال “بوجلود” في المناطق الأمازيغية في المغرب جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي. تنقسم آراء الناس بين الذين يعارضون الاحتفالية ويرون فيها “طقوساً وثنية وشيطانية تتعارض مع الدين الإسلامي”، وبين الذين يدافعون عن الحفاظ على هذا التراث الثقافي الذي يعود جذوره لعدة قرون.

 

ⴱⵉⵍⵎⴰⵡⵏبيلماون أو بوجلود داز فأجواء رائعة وجميلة،تسودها البهجة والفرحة والسرور والأخوة،كل الشكر والتقدير للمنظمين من شباب وجمعيات بمدينة أكادير، ولي مقلق ومعجبوا الحال يحاول يغيير ديك العقلية الظلامية النابذة للآخر وتقاليده واعرافه ويحاول ينسجم ويدخل فإطار الدولة المغربية pic.twitter.com/VoxaW61ihG

— oussama lamine (@oussamalamine20) July 5, 2023

 

 وقد تم تنظيم كرنفال “بوجلود” كتجربة ثقافية تهدف إلى إحياء التراث الأمازيغي وتعزيز الانتماء الثقافي للمجتمع المحلي. يشارك في الكرنفال المتشاركون بأزياء ملونة وأقنعة مبتكرة، ويقدمون عروضاً فنية وموسيقية تعكس ثقافة وتقاليد المنطقة.

 

انا كمغربية افتخر بتقاليدنا و تراثنا وثقافتنا الشعبية واحب ان نتشبت بها وان لا ننساها
اؤكد على رايي انا مع اقامة فيستيفال او كرنافال عالمي بمدينة اكادير لثقافة بوجلود او بولماين …اعرف هناك من ينتقدها ولا افهم السبب لانهم يعممون …لكن لو كان هدا الكرنفال تحت اشراف وزارة معينة pic.twitter.com/XQ0A4Yf3HN

— chaimaa???????????? (@chaimaadidi08) July 5, 2023

 

تميز كرنفال بوجلود في المغرب بطقوسه الفريدة والقديمة، حيث يتم تحضير جلود المواشي واستخدامها في الاحتفال. يقوم الشباب في بلدة “الدشيرة الجهادية” الأمازيغية بتجهيز هذه الجلود قبل الكرنفال، وذلك بعد عيد الأضحى، حيث يقومون بتنظيفها ومعالجتها بشكل صحيح حتى تكون صالحة للبس واستخدامها خلال الاحتفال. في يوم الكرنفال، يتجمع الشباب المرتدي للجلود في الشوارع ويتجولون بها بين المتفرجين، يرافقهم أصوات الموسيقى الأمازيغية التقليدية والأهازيج. يشهد الكرنفال حضوراً كبيراً من الناس الذين يأتون للاستمتاع بالمشاهدة والاحتفال بالمناسبة.

حضارة ١٢ قرن !! :
جانب من " الحضارة الأمازيغية " ????

عيد بوجلود = لبس صوف الغنم وشعر الماعز ????

يا امة ضحكت من جهلها امم pic.twitter.com/3urJ6b3mdz

— خالد خالد (@Kaledka11810196) July 5, 2023

 

الاحتفال ببوجلود قديم في مناطق البربر وكان يتم من خلال طقوس بسيطة تهدف الى اسعاد الأطفال، غير أنه في الأعوام الأخيرة عرف تطورا كبيرا، ليتحول الى كرنفال يتم الاعداد له على مدى أشهر ويتلقى دعما من وزارة الثقافة، غير أن عددا من الممارسات التي تتخلل هذه العروض تثير انتقادات واسعة، مثل الضرب والترويع الذي يصدر عن بعض المشاركين فيه.

طالب بعض المغاربة بإلغاء الاحتفال بما يسمى بـ”بوجلود”، وذلك بسبب عدد من السلبيات التي ترافق هذه الظاهرة من ظمنها  القتل وترهيب الآمنين وضرب الناس وابتزازهم، وإحياء طقوس وثنية لا صلة لها بهوية وتراث المغاربة.
هل أنت مع منع هذه الظاهرة؟؟؟ pic.twitter.com/wzvFTecSbd

— Majda (@Essalkatou) June 30, 2023

 

يسمى كرنفال بوجلود في المغرب بـ”بيلماون” بالأمازيغية، وهو احتفال سنوي يتم تنظيمه في قرى الأمازيغ في المملكة. يُطلق هذا الاسم على الكرنفال نسبةً إلى جلود الماشية التي تُستخدم فيه، بغض النظر عن نوعها سواء كانت بقرًا أو ماعزًا أو كبشًا. يقوم الشباب بارتداء هذه الجلود والتنقل بها بين أزقة المدينة، محاطين بأجواء من الرقص والفرجة والموسيقى.

 

حضارة ١٢ قرن !! :
جانب من " الحضارة الأمازيغية " ????

عيد بوجلود = لبس صوف الغنم وشعر الماعز ???? pic.twitter.com/fBMfg0A1Rl

— الإنسانية الغربية (@West_Human1) July 4, 2023

ويرجع تاريخ بوجلود إلى فترة ما قبل الإسلام، وقد تثار جدل حول أصوله وأصول الطقوس المرتبطة به. بعض المؤرخين والباحثين الأنثروبولوجيين يشير إلى أن بوجلود كانت جزءًا من طقوس وثنية قديمة. وفي المقابل، يربطه البعض الآخر بالتقاليد الاحتفالية اليهودية، حيث يرون أنه يحمل رمزية مشتركة.

جلود بوجلود منين وكيفاش وشحال ؟ pic.twitter.com/i82XodU4mx

— #نصف_نهائي ???????? #كأس_العالم (@Mohamed_O3li) July 4, 2023

هناك أيضًا من يعزو أصول بوجلود إلى التأثير الروماني، نظرًا لتعاقب الحضارات والثقافات على أرض المغرب على مر العصور. يُعتقد أنه تم الاحتفال به لأول مرة في المغرب وتم توارثه عبر الأجيال ليصبح تقليدًا سنويًا مرتبطًا بعيد الأضحى، حيث يتم ذبح الأضاحي واستغلال جلودها في إطار الكرنفال.

احتفالات "بوجلود" بمدينة أكادير#بوجلود #عيد_الاضحى #المغرب #اكادير #مغرب_تايمز pic.twitter.com/Qvxu8MGCxV

— Maghrebtimes (@Maghrebtimes1) July 3, 2023

ويقول أستاذ التاريخ في جامعة ابن زهر بأغادير يسين عزيز، في تصريح لقناة “الحرة” ان دارسي مثل هذه الأشكال الثقافية يرجعون رموز هذا الاحتفال إلى “فترات تعود إلى ما قبل الإسلام بكثير”، مضيفا أن “نقوشا صخرية مكتشفة بالمغرب، وبالمواقع الأثرية الفرعوية بمصر، توحي إلى قدم هذا الطقس”، كما أن من الباحثين من يربطه بـ”فترة عبادة الإله آمون، ورمزيته من خلال حمل رؤوس الماعز والخرفان.

بوجلود.. احتفال بالعيد في #المغرب عبر ارتداء جلود الأضاحي وضرب المتفرجين للـ"بركة"
????????????#شبكات pic.twitter.com/Lrh7hS9Lcu

— شبكات (@AJA_Networks) July 2, 2023

 

شهدت الأيام الأخيرة انتشارًا واسعًا لصور الكرنفال الذي أقيم في مدينة أغادير، حيث تباينت الآراء حول الأزياء والأقنعة والطقوس الاحتفالية التي نُظمت خلاله. وتعارضت هذه الآراء بين من رأى في الكرنفال احتفاءً بالموروث الثقافي المحلي القديم، وبين من أبدى انزعاجه ورفضه للطقوس الوثنية المنظمة، فضلا عن مظاهر الترويع والايذاء الجسدي التي ترافق الاحتفاليات، وطالب بإلغاء هذا الاحتفال.

 

"#بوجلود".. طقس أمازيغي عريق للاحتفال في #عيد_الأضحى pic.twitter.com/5VVKNWqQle

— الاستقلال – المغرب العربي (@estiklal_Maghrb) June 28, 2023

 

من جانب المؤيدين، اعتبروا الكرنفال فرصةً للاحتفال بالتراث الثقافي والتعبير عن الهوية التراثية المحلية، حيث تزين المشاركون بأزياء تقليدية وأقنعة تعبّر عن التراث المحلي، ويشاركون في طقوس احتفالية تجمع بين الموسيقى والرقص. واعتبر هؤلاء أن الكرنفال يمثل فرصة للتواصل الثقافي والتعبير الفني.

 

لو كان هناك تطاول على الدين في بيلماون او بوجلود لما سكت المجلس العلمي الاعلى الذي ينتمى معظم اعضائه لسوس
قال أحدهم انهم يتشبهون بالشيطان بلبس الجلود والقرون
وهل لدينا صورة واضحة للشيطان هل يجسد الماعز الشيطان؟
يتطاول الكثيرون على الدين بشكل واضح لايحتاج اجتهاد ولامن حرك ساكنا pic.twitter.com/EpGDA6Lh0j

—  تليلة الرازي ‏ (@jAKF1sV0yWcmU9m) July 6, 2023

من الجانب الآخر، عبر بعض الأشخاص عن انزعاجهم ورفضهم للكرنفال، واعتبروا الأزياء والأقنعة والطقوس الاحتفالية مخالفة للقيم الدينية والثقافية التقليدية. وقد طالب هؤلاء بإلغاء الكرنفال وعدم استمراره، مشيرين إلى أنه ينبغي الحفاظ على القيم والتقاليد الاسلامية الأصيلة للمجتمع.

 

في هذا الجانب، كتب المدون المغربي اليزيد حسن: “عندما يصبح التخلف جزءا من الثقافة، وجب إعادة النظر فيها، لأنها تبقى موروثا يمرر للأجيال المقبلة”.

 

وأضاف في منشور على فيسبوك “الأمم المتقدمة تجاوزت هذه المراحل بسنوات ضوئية.. على مرّ العصور وفي جميع الثقافات والعادات التي تحترم الإنسان، لم يكن يوما التلبس بلباس الحيوانات والأقنعة مصدر بهجة وسرور”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مسيرات جماهيرية في 133 ساحة بالحديدة منددة بالتهديدات بتهجير ابناء قطاع غزة

الثورة / يحيى كرد

شهدت محافظة الحديدة، ومختلف مديرياتها وعزلها عصر اليوم الجمعة، مسيرات جماهيرية حاشدة في 133 ساحة نصرة للشعب الفلسطيني ورفضًا للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية بتهجير أبناء قطاع غزة قسرًا.

وخلال مسيرات على الوعد مع غزة .. ضد التهجير والمؤمرات، التي حضرها وزير النقل والاشغال ، محمد عياش قحيم، ومحافظ المحافظة عبد الله عبده عطيفي، ووكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري، وعدد من وكلاء المحافظة، رفع المشاركون الأعلام اليمنية والفلسطينية، إلى جانب لافتات تندد بالمخططات الإسرائيلية والأمريكية الظالمة بحق الفلسطينيين.

وأكد المتظاهرون على الموقف الثابت للشعب اليمني، قيادةً وشعبًا، في دعم القضية الفلسطينية، مشددين على استعداد القوات المسلحة اليمنية لتوجيه ضربات جديدة ضد الكيان الصهيوني وإغلاق باب المندب أمام السفن المتجهة إليه، في حال تجدد العدوان على قطاع غزة.
ودعت المسيرات الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، وأحرار العالم، إلى اتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء التهديدات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف تهجير أبناء غزة وتهديد استقرار المنطقة بأسرها.

وفي بيان صادر عن المسيرات، أكد المشاركون رفضهم القاطع للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، مجددين التأكيد على دعم الشعب اليمني المستمر للشعب الفلسطيني حتى تحرير أراضيه ومقدساته وإعلان دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما شدد البيان على أن التصريحات العدائية التي تصدر عن الإدارة الأمريكية، لن تزيد الشعب اليمني إلا إصرارًا على مساندة الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأشار البيان إلى أن هذه التهديدات لا تستهدف فلسطين وحدها، بل تشمل الدول العربية المحيطة بالشعب الفلسطيني ، مما يستوجب موقفًا موحدًا لمواجهة المخاطر المحدقة بالأمة.

مقالات مشابهة

  • محمد هنيدي يكشف عن موعد عرض فيلمه الجديد “الجواهرجي”
  • إلتماس المؤبد لمهربيي 10050 قرص “إكستازي” داخل ” باف” بميناء الجزائر
  • منارة الفاروق على حافة الانهيار… جهود عراقية لإنقاذ إرث تاريخي عريق
  • احتفالات الكرنفال في إيطاليا: من البندقية إلى فياريجيو وروما
  • المقاومة الفلسطينية ترفع شارة النصر وتضع إصبعاً في عين “نتنياهو” وأخرى في عين “ترامب
  • مستوردون مغاربة يصلون أستراليا لإستيراد 100 ألف رأس من الغنم إستعداداً لعيد الأضحى
  • غويري يبصم على “دوبلي” في مواجهة لوام و سانت إيتيان
  • علماء مغاربة يساهمون في اكتشاف تاريخي لرصد “نيوترينو” فائق الطاقة في أعماق المتوسط
  • أنظار دول العالم تتجه نحو العاصمة “الرياض” وتنتظر كأس السعودية 2025
  • مسيرات جماهيرية في 133 ساحة بالحديدة منددة بالتهديدات بتهجير ابناء قطاع غزة