البوابة نيوز:
2025-02-16@23:19:27 GMT

قراءة حديثة لكتاب  "زيارة جديدة للتاريخ"! "3"

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

فى المقال السابق توقفت عند الكلمة الأخيرة فى عنوان كتاب الكاتب المتألق "محمد  حسنين هيكل".. "زيارة جديدة للتاريخ" حيث أضاف ان اختياره لهذه الكلمة   تأكيدا  على أن التاريخ ليس علم ماضي وحده، وانما هو -على طريق استقراء قوانينه -علم الحاضر والمستقبل- أيضا أي انه علم  ما كان وما هو كائن وما سوف يكون...

 وقال  انه عاد إلى شخصيات قابلها في الماضي مستعيدا صورتها الكاملة أو شبه الكاملة في أوراقه محاولا برؤية عصرية إذا أستطاع تسليط الضوء على أجواء أحاطت بالعالم العربي بالذات وأنه  ركز على قضايا ومشاكل سوف تستغرقه اليوم وغدا وبعد غد  وبعده وبعده.

..

 

 وقال هكذا خطرت له هذه الفكرة اي أنه أختار عنوان كتابه  "زياره جديده للتاريخ"  بغرض أن يكون هذا الكتاب مشاعل من معابد التاريخ لاضاءه تخوم جديدة في معالم التاريخ...!

 

كما قال أيضا في مقدمه كتابه انه قد يسأله سائل لماذا أختار عددا محدودا يكتب عنه ضمن كل من قابلهم من الكبار وهم بالعشرات على الاقل...؟

 

 وعلى أي اساس؟ وماذا كان معيار الأختيار ؟ أهي الاهمية؟ أهو التسلسل الزمنى للمقابلات ؟

أم ماذا؟

 

 وقد أجاب على هذه التساؤلات بأنه في الحقيقة لا يستطيع أن يقطع في هذه الاسئله بجواب خصوصا  وأن الكبار الذي الذين عاد لزيارتهم لم يكونوا كل من رأى من أقطاب التاريخ المعاصر وبعضهم لم يكن من أهم من قابلهم  اذ قارنهم بغيرهم...

 ولم يفته أن القارئ سيطرح سؤالا هاما وهو   لماذا أختار هؤلاء الشخصيات السبعه بالذات؟

 وبذكائه شديد أجاب بأن الحاح  القضايا الكبيرة التي تشغله  وتشغل الكثيرين  في العالم العربي  هى التى  دفعته إلى زياراتهم...

 وضرب مثلا بأن قضيه الديمقراطيه هي التي ذكرته بلقائه مع "خوان كارلوس" ملك اسبانيا الأسبق وقضيه الحرب والسلام هي ذكرته بلقائه مع مونتجمري أحد أشهر قادة الحرب العالمية الثانية وقائد معركة العلمين المنتصر فيها  كما أن قضية الخطر الماثل في أحتمالات الحرب النووية هي التي ذكرته بلقاء العالم الكبير ألْبِرْت أينْشتاين  ‏ عالم الفيزياء  وصاحب نظريه النسبيه  والحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء  وهكذا وهكذا...

وأضاف بأن القضايا كانت دليله الى الرجال وفي نفس الوقت  أشار إلى أنه لا يعرف إلى أي حد حالفه التوفيق في اقامه التوازن بين القضايا  وهى حيه 

وممتده وبين  لقاءاته مع رجال قد  تمت كلها من قبل وتحددت نصوصها...

اما أذكى أجابة على تسأول قد يطرح نفسه وهو   لماذا لم يكتب عن زعماء وملوك وساسة العرب فى كتابة الممتع والرائع "زيارة جديدة للتاريخ" فكانت أَجَابَتِهِ هى أن  زعماء وملوك وساسه العرب في هذه الفتره -أي فتره الثمانينات -  يلزمهم  إطار مستقل لأنهم  - على حد قوله - أبطال قصة واحدة بأخيارها وأشرارها ومن المعقول والقصة واحدة أن يكون  في إطار  عرضها واحدًا خصوصا والقصة - كما يراها - معقدة وبعض رجالها -فى نظره -أكثر تعقيدا من كل ما تستطيع الوقائع أن ترويه ومن كل ما تقدر الكلمات ان تنبئ به... 

 ثم بدأ يتحدث عن الملك خوان كارلوس تحت عنوان جميل جدا وهو "خوان كارلوس والبحث عن اليزابيث"...

والأجمل هى بدايته لهذه الزيارة حيث كتب  يُشَوِّقُ الْقَرَاءِ   بانه وصل إلى موعده مع ملك اسبانيا  مُتَأَخِّرًا ثلث ساعه...!

وقال أن  موعده مع الملك خوان كارلوس كان عند الظهر تماما من يوم الخميس العاشر من مارس 1983 وبينما السياره كانت تدور في الساحه التي يطل عليها قصر "زرزويلا " -المقر الرسمي للملك- لكي تتوقف امام الباب لمح عند مدخله الجنرال "سابينو فرنانديز كامبو" رئيس  سكرتاريه الملك  وَرَاهُ  ينظر في ساعته والقلق على ملامحه...!

 ثم اكمل بانه نزل مُسْرِعًا ولا يعرف كيف يعتذر...!

وذكر بأن  هذا اليوم   كان  حَافِلًا وخطط له  مسبقا ورتب ولكنه لا يعرف ما حدث...!

 وقال أن المشكله لم يعرف  من هو المسئول عن التأخير...  أهو سوء التقدير من جانبه ؟ أو أنه كان فرط حساسية؟ أم ماذا؟

ولم يتوقف عند ذلك ولكنه  فاجأ القارئ  بأن سبب تأخيره عن موعده مع الملك خوان كارلوس هو  رئيس الوزراء الإسباني...!

"الاسبوع القادم  بِإِذْنِ الله   أُحَدِّثُكَ عن  حِكَايَةِ رئيس الوزراء الإسباني...!"

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زيارة جديدة للتاريخ محمد حسنين هيكل خوان کارلوس

إقرأ أيضاً:

صدور كتاب ” ساعة للتاريخ مع محمد صالح النعيمي – عضو المجلس السياسي الأعلى”

يمانيون../
صدر حديثاً كتاب ” ساعة للتاريخ مع محمد صالح النعيمي – عضو المجلس السياسي الأعلى” عن مركز التراث والبحوث اليمني في (172) صفحة بحجم (17×24).

يُعتبر الكتاب شهادة حية على مرحلة مفصلية في التاريخ السياسي اليمني؛ فهو ليس مجرد توثيقٍ للأحداث، بل نافذةٌ يطلُّ منها القارئ على كواليس الصراع السياسي، والمناورات التي دارت بين القوى المحلية والدولية، من خلال تجربة شخصية غنية بالتحولات والصراعات.

ويستند الكتاب إلى سلسلة من الحوارات التي أجريت مع محمد النعيمي، أحد الفاعلين السياسيين الذين كانوا جزءًا من المشهد اليمني بكل ما فيه من تقلبات؛ فهو ذو القول الصادق، والرأي الصائب، والرؤية العميقة التي تجمع بين الهوية الإيمانية، والهوى الوطني والهواية المدنية، بعيداً عن الأهواء الذاتية والمناطقية والفئوية الضيقة؛ وتمتد الحوارات التي بُني عليها الكتاب إلى عمق الأحداث، فتتجاوز السرد التقليدي لتقدم تحليلًا معمّقًا لتاريخ اليمن الحديث، بدءً من الصراع بين الملكيين والجمهوريين، مرورًا بتشكُّل الأحزاب السياسية، وصولًا إلى التدخلات الخارجية التي لم تزل تحاول رسم مسار البلاد حتى اليوم.

في تقديم الكتاب بدأ المفكر والمؤرخ زيد بن علي الوزير بالإشارة إلى الأجواء السياسية التي نشأ فيها النعيمي، موضحًا كيف تشكّلت شخصيته في بيئة قبلية ذات طابع اجتماعي محدد، وسلط الضوء على تلك الصراعات بين الملكيين والجمهوريين، مرورًا بالدور السعودي والمصري في الشأن اليمني، وصولًا إلى الأوضاع التي نشأت بسبب التدخلات الأجنبية والصراعات الداخلية.

في مقدمة الكتاب، يوضح المحاور ” عبدالرحمن الأهنومي- معد ومقدم برنامج ساعة للتاريخ الذي عُرض على قناة المسيرة الفضائية” أن الفكرة انطلقت من رغبةٍ في تقديم قراءة موضوعية لتاريخ اليمن السياسي من وجهة نظر شاهد عيان، وليس مجرد باحث يقرأ من الكتب؛ وهذا ما يجعل الكتاب مختلفًا عن غيره من الدراسات، فهو شهادة شخصية تخاطب القارئ بلسان من عاش التجربة، وليس فقط من حللها.

ويقدم النعيمي رؤية تفصيلية لمراحل الصراع السياسي في اليمن، ويركز على أبرز المحطات التي شكلت المشهد العام، ومنها:

– الصراع بين الملكيين والجمهوريين، وكيف بدأت الحرب السياسية ودور القوة الثالثة؟ ومن كان اللاعب الأكبر في تحديد مصير اليمن في تلك الفترة؟

– التأثير الإقليمي والدولي، وكيف لعبت السعودية دورًا في تشكيل المشهد السياسي اليمني؟

– نشأة وتطور حزب “الإتحاد”، وكيف ظهر هذا الحزب؟ وما علاقته بالقوى السياسية الأخرى؟

– الوحدة اليمنية والتحديات التي واجهتها، ولماذا لم تكن الوحدة كما تخيلها الكثيرون؟ وما الذي قد يعرقل نجاحها؟

– التحولات الكبرى والثورات، وكيف تأثرت الأحزاب والتيارات المختلفة بالأحداث المفصلية؟

– أهمية ثورة 21 سبتمبر 2014م، باعتبارها مرحلة مفصلية في مسيرة التحرر الوطني من التبعية والهيمنة الخارجية، وكيف صمد الشعب اليمني العظيم في مواجهة العدوان؟

– الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وكيف يمكن لليمن أن تواكب التطورات العالمية حتى تصبح منافسة لتلك التطورات؟

ما يميز الكتاب أنه لا يكتفي بعرض الوقائع، بل يسعى إلى فهم الخلفيات السياسية والاجتماعية التي دفعت باتجاه تلك الأحداث، مما يجعله مصدرًا مهمًا للباحثين، وصنّاع القرار، وحتى المواطن العادي الذي يريد فهم ما جرى بعيدًا عن الخطابات الرسمية والمواقف المعلبة.

يوضح محمد النعيمي أهمية التوثيق السياسي، وكيف يمكن لهذه الشهادات أن تضيء الطريق للأجيال القادمة؛ فالتاريخ ليس مجرد ماضٍ يُحكى، بل دروسٌ تُستخلص، وتجاربٌ تكرَّر.

إن اختيار عبارة “علينا أن نتعض من دروس التاريخ وعبره وعضاته” على واجهة الكتاب يعكس أسلوبًا غير تقليدي أكثر إثارة، لأنها توضح أن الكتاب يجمع بين الدرس والعبرة والأثر المؤلم الذي تتركه الأحداث في الذاكرة الجمعية؛ فكلمة “نتعض” تحمل في طياتها معنى التأثر العميق والاستفادة من التجارب بطريقة تتجاوز الإدراك العقلي إلى الإحساس الحقيقي بوقع الماضي.

أما استخدام “عضاته” بدلًا من “عظاته”، فيكسر النمطية المعتادة في الحديث عن التاريخ، حيث يبرز الوجه القاسي له، ذلك الذي يعضّ الأمم والشعوب إن هي تجاهلت دروسه، ويجعل القارئ يتفاعل معه على مستوى أعمق، كأنه يستشعر الألم والتحذير المخفي وراء كل تجربة.

وبهذا التكوين، يصبح الكتاب أكثر تأثيرًا، فهو لا يكتفي بدعوة باردة لاستخلاص العبر، بل يدفع القارئ دفعًا إلى الشعور بأن التاريخ ليس مجرد روايات تُسرد، بل أحداث تُعيد تشكيل الواقع، إما بإلهام يقود للتغيير، أو بندوب تظل شاهدة على أخطاء لم يُتعظ منها.

مقالات مشابهة

  • صدور كتاب ” ساعة للتاريخ مع محمد صالح النعيمي – عضو المجلس السياسي الأعلى”
  • “ساعة للتاريخ”.. شهادة من قلب السياسة اليمنية
  • رضا غادر منزله منذ أكثر من أسبوع.. هل من يعرف عنه شيئاً؟
  • خايفة جوزها يعرف | منشور مثير من بدرية طلبة بسبب هذه الرسائل
  • هل تفتح زيارة الشيباني لبغداد صفحة جديدة بين العراق وسوريا؟
  • فتحي سند عن عمر مرموش: ليله للتاريخ يا ابن مصر
  • الظهير الأيسر الأفضل في تاريخ ريال مدريد.. كارلوس أم مارسيلو؟
  • بعد القدس الدور على مكة.. قراءة في كتاب العودة إلى مكة
  • “ساعة للتاريخ”.. شهادة من قلب السياسة اليمنية
  • فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان.. نفحات ربانية من «قلب القرآن»