قراءة حديثة لكتاب "زيارة جديدة للتاريخ"! "3"
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
فى المقال السابق توقفت عند الكلمة الأخيرة فى عنوان كتاب الكاتب المتألق "محمد حسنين هيكل".. "زيارة جديدة للتاريخ" حيث أضاف ان اختياره لهذه الكلمة تأكيدا على أن التاريخ ليس علم ماضي وحده، وانما هو -على طريق استقراء قوانينه -علم الحاضر والمستقبل- أيضا أي انه علم ما كان وما هو كائن وما سوف يكون...
وقال انه عاد إلى شخصيات قابلها في الماضي مستعيدا صورتها الكاملة أو شبه الكاملة في أوراقه محاولا برؤية عصرية إذا أستطاع تسليط الضوء على أجواء أحاطت بالعالم العربي بالذات وأنه ركز على قضايا ومشاكل سوف تستغرقه اليوم وغدا وبعد غد وبعده وبعده.
وقال هكذا خطرت له هذه الفكرة اي أنه أختار عنوان كتابه "زياره جديده للتاريخ" بغرض أن يكون هذا الكتاب مشاعل من معابد التاريخ لاضاءه تخوم جديدة في معالم التاريخ...!
كما قال أيضا في مقدمه كتابه انه قد يسأله سائل لماذا أختار عددا محدودا يكتب عنه ضمن كل من قابلهم من الكبار وهم بالعشرات على الاقل...؟
وعلى أي اساس؟ وماذا كان معيار الأختيار ؟ أهي الاهمية؟ أهو التسلسل الزمنى للمقابلات ؟
أم ماذا؟
وقد أجاب على هذه التساؤلات بأنه في الحقيقة لا يستطيع أن يقطع في هذه الاسئله بجواب خصوصا وأن الكبار الذي الذين عاد لزيارتهم لم يكونوا كل من رأى من أقطاب التاريخ المعاصر وبعضهم لم يكن من أهم من قابلهم اذ قارنهم بغيرهم...
ولم يفته أن القارئ سيطرح سؤالا هاما وهو لماذا أختار هؤلاء الشخصيات السبعه بالذات؟
وبذكائه شديد أجاب بأن الحاح القضايا الكبيرة التي تشغله وتشغل الكثيرين في العالم العربي هى التى دفعته إلى زياراتهم...
وضرب مثلا بأن قضيه الديمقراطيه هي التي ذكرته بلقائه مع "خوان كارلوس" ملك اسبانيا الأسبق وقضيه الحرب والسلام هي ذكرته بلقائه مع مونتجمري أحد أشهر قادة الحرب العالمية الثانية وقائد معركة العلمين المنتصر فيها كما أن قضية الخطر الماثل في أحتمالات الحرب النووية هي التي ذكرته بلقاء العالم الكبير ألْبِرْت أينْشتاين عالم الفيزياء وصاحب نظريه النسبيه والحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء وهكذا وهكذا...
وأضاف بأن القضايا كانت دليله الى الرجال وفي نفس الوقت أشار إلى أنه لا يعرف إلى أي حد حالفه التوفيق في اقامه التوازن بين القضايا وهى حيه
وممتده وبين لقاءاته مع رجال قد تمت كلها من قبل وتحددت نصوصها...
اما أذكى أجابة على تسأول قد يطرح نفسه وهو لماذا لم يكتب عن زعماء وملوك وساسة العرب فى كتابة الممتع والرائع "زيارة جديدة للتاريخ" فكانت أَجَابَتِهِ هى أن زعماء وملوك وساسه العرب في هذه الفتره -أي فتره الثمانينات - يلزمهم إطار مستقل لأنهم - على حد قوله - أبطال قصة واحدة بأخيارها وأشرارها ومن المعقول والقصة واحدة أن يكون في إطار عرضها واحدًا خصوصا والقصة - كما يراها - معقدة وبعض رجالها -فى نظره -أكثر تعقيدا من كل ما تستطيع الوقائع أن ترويه ومن كل ما تقدر الكلمات ان تنبئ به...
ثم بدأ يتحدث عن الملك خوان كارلوس تحت عنوان جميل جدا وهو "خوان كارلوس والبحث عن اليزابيث"...
والأجمل هى بدايته لهذه الزيارة حيث كتب يُشَوِّقُ الْقَرَاءِ بانه وصل إلى موعده مع ملك اسبانيا مُتَأَخِّرًا ثلث ساعه...!
وقال أن موعده مع الملك خوان كارلوس كان عند الظهر تماما من يوم الخميس العاشر من مارس 1983 وبينما السياره كانت تدور في الساحه التي يطل عليها قصر "زرزويلا " -المقر الرسمي للملك- لكي تتوقف امام الباب لمح عند مدخله الجنرال "سابينو فرنانديز كامبو" رئيس سكرتاريه الملك وَرَاهُ ينظر في ساعته والقلق على ملامحه...!
ثم اكمل بانه نزل مُسْرِعًا ولا يعرف كيف يعتذر...!
وذكر بأن هذا اليوم كان حَافِلًا وخطط له مسبقا ورتب ولكنه لا يعرف ما حدث...!
وقال أن المشكله لم يعرف من هو المسئول عن التأخير... أهو سوء التقدير من جانبه ؟ أو أنه كان فرط حساسية؟ أم ماذا؟
ولم يتوقف عند ذلك ولكنه فاجأ القارئ بأن سبب تأخيره عن موعده مع الملك خوان كارلوس هو رئيس الوزراء الإسباني...!
"الاسبوع القادم بِإِذْنِ الله أُحَدِّثُكَ عن حِكَايَةِ رئيس الوزراء الإسباني...!"
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زيارة جديدة للتاريخ محمد حسنين هيكل خوان کارلوس
إقرأ أيضاً:
علامات ليلة القدر.. كيف يعرف المسلم أنها نزلت عليه؟
من علامات ليلة القدر التي أرشدنا إليها الشرع الحنيف، أن الشمس تطلع في صبيحة ليلة القدر صافية ليس لها شعاع ، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي بن كعب مرفوعا (وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها).
ومن علامات ليلة القدر أن ليلة القدر هي ليلة معتدلة لا حارة ولا باردة ، فقد أخرج أبو داود الطيالسي في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في ليلة القدر (ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة).
ومن علامات ليلة القدر وأماراتها أن السماء فيها تكون صافية وخالية من الشهب ، فقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير من حديث واثلة بن الأسقع، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (ليلة القدر لا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح ولا يرمي فيها بنجم).
علامات ليلة القدر الشائعةيعتقد الناس أن من علامات ليلة القدر الشائعة وغير الثابتة ، سقوط الأشجار، حتى يراها المارة وكأنها مكسورة، بعد تعرضها لرياح عاتية، ثم تعود مرة أخرى إلى موضعها الأصلى، وكأن شيئًا لم يكن.
ويظن البعض أن من علامات ليلة القدر الماء المالح يتحول إلى ماء عذب يستطيع الناس الشرب منه وقضاء حوائجهم، ويزعمون أن الله تعالى لـ ليلة القدر أمر الكلاب بعدم النباح، أو أن الكلاب تفعل ذلك من تلقاء نفسها، لأنها مخلوقات تسبح خالقها وتعلم حقائقه الكونية، وينتظر الناس في تلك الليلة انتشار الأنوار في كل مكان، حتى من الممكن أن يصل الأمر إلى اتساع النور ما بين السماء والأرض، حتى في الأماكن المظلمة التي لا توجد بها أي إضاءة، وقد يسمع البعض ترديد السلام في كل مكان، ولكن الصوت لا يسمعه إلا من يؤمن بذلك.
ويرى البعض أن من علامات ليلة القدر أنه في تلك الليلة، وفى الثلث الأخير منها يرون صورة المساجد: الحرام والنبوى والأقصى، كأنها مجسدة في السماء، كصورة حقيقية، كما يعتقدون أن السماء تنشق وتسقط الأمطار مع حدوث برق ورعد، وذكر الإمام الطبري أنه لا أصل لهذه العلامات السابقة وهي وغير صحيحة، نقلًا عن الإمام الطبرى.
إخفاء ليلة القدروذكرت دار الإفتاء، أن لفضلها وعظمتها أخفاها الله في العشر الأواخر من رمضان؛ لِيَجِدَّ المسلم في طلبها، ويعمل من أجل الحصول على خيرها، ولذا قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 2-3].
وأشارت إلى أنه ليست ليلة القدر كما يتصور البعض، ولكن المقصود هو الاجتهاد في العبادة والاستزادة من عمل الخير من صلاة واستغفار وقراءة للقرآن وطلب الرحمة من الله؛ لأنه يقبل في هذه الليلة ما لا يقبله في غيرها.
وقالت دار الإفتاء، إن ليلة القدر تعني المغفرة وقبول الأعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خيرٌ من عبادة ألف شهرٍ، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض يسلمون على المؤمنين الصائمين، ويستغفرون لهم.
فضل ليلة القدرومن عظيم فضل ليلة القدر في الإسلام، أن سورة من كتاب الله عزوجل، حملت اسم ليلة القدر، فقال تعالى في سورة القدر "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ".
وكان رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم؛ يفعل ذلك في العشر الأواخر من رمضان، املًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3-5]، فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان.
دعاء ليلة القدرعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء في ليلة القدر ، فعن عائشة رضى الله عنها ، قالت "قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
اللهم إن كانت هذه ليلة القدر فاقسم لي فيها خير ما قسمت، واختم لي في قضائك خير ما ختمت، واختم لي بالسعادة فيمن ختمت.
اللهم اجعل اسمي وذريتي في هذه الليلة في السعداء، وروحي مع الشهداء، وإحساني في عليين، وإساءتي مغفورة. اللهم افتح لي الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك ولا تسده عني، وارزقني رزقًا تغيثني به من رزقك الطيب الحلال.
اللهم ما قسمت في هذه الليلة المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسَعة رزق فاجعل لي منه نصيبًا، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتنة فاصرفه عني وعن جميع المسلمين.
اللهم ما كان فيها من ذِكر وشكر فتقبَّلْه مني وأحسنْ قَبوله، وما كان من تفريط وتقصير وتضييع فتجاوز عني بسَعة رحمتك يا أرحم الرحمين.
اللهم أسالك في ليلة القدر وأسرارها وأنوارها وبركاتها أن تتقبَّل ما دعوتك به وأن تقضي حاجتي يا أرحم الرحمين.
اللهم لا تدع لنا يا ربنا في هذه الليلة العظيمة ذنبًا إلا غفرته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا دعاءً إلا استجبته، ولا تائبًا إلا قَبلته، ولا عاريًا إلا كسوته، ولا فقيرًا إلا أغنيته، ولا مؤمنًا إلا ثبَّته، ولا مؤمنًا إلا ثبَّته، ولا مؤمنًا إلا ثبَّته، ولا طالبًا إلا وفَّقته، ولا عاصيًا إلا هديته، ولا مظلومًا إلا نصرته، ولا عدوًّا إلا أخذته، ولا عدوًّا إلا أهلكته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك فيها رضًا ولنا فيها صلاحٌ إلا قضيتها ويسَّرتها برحمتك يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين.