الأسبوع:
2024-12-18@23:23:20 GMT

من بين الركام والموت والدموع.. لحظة «النصر» آتية

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

من بين الركام والموت والدموع.. لحظة «النصر» آتية

تمضي الدقائق ثقيلة، روحي هناك، وقلبي يخفق من الألم، لا تسألني عن التفاصيل، فالمشهد أكثر وضوحًا ولا تحدثني عن القانون الدولي أو الإنسانية، إن لم تكن متواطئًا فأنت صامت. هل تعرف معنى الصمت، بينما الدماء من حولك تتدفق، جثامين ملقاة في الشوارع، تنشها الكلاب. أكثر من مائة جثة في مستشفى الشفاء تطلب الدفن ولا مجيب.

الحصار يطبق من كل اتجاه، الرصاص ينتظر كل من يفكر في التحرك خارج الدائرة الحمراء.

طفلة صغيرة، تتصدر المشهد تبحث عن جثامين أسرتها.. الأكفان لم تعد تكفي، والمقابر الجماعية تملأ الشوارع والحقول والميادين، اتفقوا سويًا على إبادة شعب ودفنه على الهواء مباشرة.. .!!

أطفالنا يهيمون على الوجوه، تلاحقهم الصواريخ وطلقات الدبابات، تحولهم إلى أشلاء، بينما نحن نتابع المشهد أمام الشاشات، وكأننا نتابع أحداث فيلم هوليودي جديد.

لم تعد هناك أسرة مكتملة الأركان، اليتم في كل مكان، الموت يحاصرنا من كل اتجاه، والطائرات التي تقذف بالحمم لا تتوقف، لا تمنحنا بعض الوقت حتى نلملم جثثنا المبعثرة. أصوات تنطلق من الغرب «المتحضر»: "معك يا إسرائيل.. استمري، لا تتوقفي، فلتقضي على البقية الباقية، الإبادة هي الحل".

يخرج كبيرهم (العجوز) يطل علينا من واشنطن، يدلى بتصريح موجز: نرفض وقف إطلاق النار. سبعة وثلاثون يومًا من الموت والدمار، ولا يزال يغوص في بحر الدماء، النيران الملتهبة تحرق الأخضر واليابس، الصرخات المكتومة: أعطونا فرصة لدفن الجثامين المبعثرة، لإنقاذ الأطفال الذين يموتون في الحضانات بفعل الحصار. الزيارات لا تتوقف، والقمم تنعقد، والكلمات تملأ سماء الكون ضجيجًا، ولكن الواقع على الأرض لا يتغير، ما زال أزير الطائرات التي تخترق الأجواء يدوي، ما زالت جهنم الحمراء تقذف بنيرانها التي تقتل وتدمر.

أسأل نفسي بين الحين والآخر: مَن مِن الكتاب قادر على تصوير مشهد الموت والدمار والدموع؟ مَن مِن الرسامين قادر على أن يجسد في لوحته مأساة شعب يُقتل منذ خمسة وسبعين عامًا؟ ومن هو المخرج الدرامي الذي سيجسد صورة الواقع كما هو؟!

أربع وعشرون ساعة تطاردني الهواجس، يعتصرني الألم.. تطاردني الدموع، إحساس بالعجز، الكلمات لم تعد تجدي نفعًا. صرخات أطفالنا تقتلني، أرواحهم البريئة التي تمضي تمزقني ألمًا. المشهد أكبر من أن يوصف، أكبر من كل الأوصاف والعبارات..

أسمع أصواتًا نكراء، وجوه غريبة ومريبة، تطل علينا من شاشات التلفاز، تنسى جريمة العدو، وحرب الإبادة، وتجرنا إلى التشكيك في المقاومة، في البندقية التي تدافع عن الأرض والعرض أجندات تآمرية، مستعدة لسلخ جلود بطون أمهاتهم، والعزف عليها. فقدوا إنسانيتهم، وغاصوا في الأوحال حتى النهاية.

هذه لحظة الفرز العظيم بين أن تكون وطنيًا، أو لا تكون، بين أن تكون عروبيًا، أو لا تكون، بين أن تكون إنسانًا، أو لا تكون.

هؤلاء الذين لا يجدون في بلادنا إلا انتهاكًا لحقوق الإنسان.. هؤلاء الذين أشبعونا بيانات وعقوبات، أين هم الآن؟ ولماذا اختفوا فجأة؟ حتى ذيولهم داخل الوطن، عز عليهم الحديث، خوفًا من إغلاق الصنابير الدولارية، فالتزموا الصمت والخسران المبين!!

لم تعد للأشياء قيمة أمام المذابح المنصوبة في غزة، لا تحدثني عن قانون دولي (إنساني) أو غيره، ولا عن قرارات دولية صدرت منذ عقود طويلة من الزمن، ولا حتى تحدثني عن نكبة 48، ولا عن مذابح دير ياسين وكفر قاسم وغيرهما، فما يحدث أبشع مما يتصور أحد، فعملية السلخ والذبح والحرق وترك الجثث في الطرقات أو تحت الأنقاض تتم على الهواء مباشرة، فيصفق لها هذا الذي يقبع في البيت الأبيض، فيرد عليه دعمًا وتأييدًا من جاءوا ببوارجهم وطائراتهم إلى عمق البحر الأبيض المتوسط.

لقد نصبوا المجزرة، ووزعوا الأدوار، هذا سيقتل بلا رحمة، وذاك سيحذر ويهدد، وثالثهم ورابعهم وخامسهم كل سيؤدي دوره كما رسم له، وإياكم أن تتباطأوا أو تأخذكم بهم رحمة، فالمخطط الصهيوني يجب أن ينفذ كاملًا.

أدرك تمامًا أن طريق الانتصار هو خيارنا الوحيد، وأنه مهما طال الزمن يستمر القهر أبد الدهر، لا أريد أن أعدد الشعوب التي ضحت وانتصرت، ولا أريد أن أفتح صفحات وجروحًا مرت عليها عقود طويلة من الزمن، لكنني على يقين وثقة أن ابتسامة هذا الطفل الذي خرج لتوه من تحت الأنقاض حتمًا ستؤدي إلى الانتصار. هذا شعب لا يعرف اليأس، ولا الهزيمة، شعب الجبارين، لا بد أن ينتصر مهما طال الزمن، ومهما كان حجم التضحيات.

بقي أن أبعث برسالة إلى المحبطين كلمات كتبها (ناحوم برنياع) المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرنوت.. كتب يقول: للأسف الشديد لا يوجد انتصار في الأفق، وأقوال نتنياهو عن حرب لفترة طويلة هي بديل تسويقي لانتصار غير موجود.حماس خدعتنا للمرة الثانية، وتركتنا يومًا كاملًا نتوغل على محورين، ثم فاجأتنا على ما يبدو بقوات النخبة، جثث جنودنا في شارع النصر وعلى الطرقات يبدو أن قواتنا أمام خيارين: إما الانسحاب وإما الموت المذل!!

اقرأ أيضاًفضيحة بمعنى الكلمة.. مصطفى بكري يعلق على قصف مستوطنات إسرائيلية بطيران الاحتلال

مصطفى بكري يكشف انتصارًا جديدًا للمقاومة الفلسطينية على حكومة إسرائيل (فيديو)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني بالعقل حماس شارع النصر طريق الانتصار غزة فلسطين مصطفى بكري لم تعد

إقرأ أيضاً:

حسام عاشور: لو عاد بي الزمن لاعتزلت بعد رحيلي من الأهلي

أكد حسام عاشور، نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، أنه لو عاد به الزمن، كان سيعتزل الكرة بعد رحيله من القلعة الحمراء.
وقال عاشور، في تصريحات عبر برنامج “بوكس تو بوكس” الذي يذاع على قناة  "etc":" أنا الثالث في ترتيب الللاعبين على مستولي العالم في قائمة الأكثر تتويجيا بالبطولات بعد ألفيش وميسي".
وتابع:" تحدثت مع خالد مرتجي أمين صندوق النادي الأهلي، بعد حديثه عني، والنادي الأهلي بيت، وكنت أجلس في النايد أكتر من التواجدي في منزلي، واستمريت في النادي 20 عام، وله فضل عليا وجمهور أفضل جهور".
وواصل:" مع احترامي للاتحاد السكندري، لن ألعب كرة بعد رحيله من الأهلي، والأهلي حاجة كبيرة جدًا جدًا وعرفت الفرق بين النادي وأي نادي تاني في كل شئ والفرق شاسع".

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدا في "البوابة".. الجولاني يغازل تل أبيب: سوريا لن تكون منصة لشن هجمات على إسرائيل
  • غلطة سراي يخطط لضم لابورت من النصر
  • الإدارة فن وأخلاق قبل أن تكون منصبًا
  • حسام عاشور: لو عاد بي الزمن لاعتزلت بعد رحيلي من الأهلي
  • بين الخوف والنزوح والموت.. قصص مأساوية لأصحاب الأمراض المزمنة في السودان
  • من وسط الدمار ومن بين الركام وأكوام الرماد سينهضون
  • نيبينزيا: روسيا لن تكون راضية عن أي مخططات لتجميد الصراع في أوكرانيا
  • هل تواجه صعوبات في تنظيم حياتك اليومية؟.. قد تكون مصابا بهذا الاضطراب
  • رئيس أساقفة: علاقتنا بالله يجب أن تكون الأهم في العام الجديد
  • بعد يومين من رؤيتها.. درون مكثفة تربك أمريكا ومسئولين: قد تكون إيرانية