الأسبوع:
2024-11-16@05:21:51 GMT

من بين الركام والموت والدموع.. لحظة «النصر» آتية

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

من بين الركام والموت والدموع.. لحظة «النصر» آتية

تمضي الدقائق ثقيلة، روحي هناك، وقلبي يخفق من الألم، لا تسألني عن التفاصيل، فالمشهد أكثر وضوحًا ولا تحدثني عن القانون الدولي أو الإنسانية، إن لم تكن متواطئًا فأنت صامت. هل تعرف معنى الصمت، بينما الدماء من حولك تتدفق، جثامين ملقاة في الشوارع، تنشها الكلاب. أكثر من مائة جثة في مستشفى الشفاء تطلب الدفن ولا مجيب.

الحصار يطبق من كل اتجاه، الرصاص ينتظر كل من يفكر في التحرك خارج الدائرة الحمراء.

طفلة صغيرة، تتصدر المشهد تبحث عن جثامين أسرتها.. الأكفان لم تعد تكفي، والمقابر الجماعية تملأ الشوارع والحقول والميادين، اتفقوا سويًا على إبادة شعب ودفنه على الهواء مباشرة.. .!!

أطفالنا يهيمون على الوجوه، تلاحقهم الصواريخ وطلقات الدبابات، تحولهم إلى أشلاء، بينما نحن نتابع المشهد أمام الشاشات، وكأننا نتابع أحداث فيلم هوليودي جديد.

لم تعد هناك أسرة مكتملة الأركان، اليتم في كل مكان، الموت يحاصرنا من كل اتجاه، والطائرات التي تقذف بالحمم لا تتوقف، لا تمنحنا بعض الوقت حتى نلملم جثثنا المبعثرة. أصوات تنطلق من الغرب «المتحضر»: "معك يا إسرائيل.. استمري، لا تتوقفي، فلتقضي على البقية الباقية، الإبادة هي الحل".

يخرج كبيرهم (العجوز) يطل علينا من واشنطن، يدلى بتصريح موجز: نرفض وقف إطلاق النار. سبعة وثلاثون يومًا من الموت والدمار، ولا يزال يغوص في بحر الدماء، النيران الملتهبة تحرق الأخضر واليابس، الصرخات المكتومة: أعطونا فرصة لدفن الجثامين المبعثرة، لإنقاذ الأطفال الذين يموتون في الحضانات بفعل الحصار. الزيارات لا تتوقف، والقمم تنعقد، والكلمات تملأ سماء الكون ضجيجًا، ولكن الواقع على الأرض لا يتغير، ما زال أزير الطائرات التي تخترق الأجواء يدوي، ما زالت جهنم الحمراء تقذف بنيرانها التي تقتل وتدمر.

أسأل نفسي بين الحين والآخر: مَن مِن الكتاب قادر على تصوير مشهد الموت والدمار والدموع؟ مَن مِن الرسامين قادر على أن يجسد في لوحته مأساة شعب يُقتل منذ خمسة وسبعين عامًا؟ ومن هو المخرج الدرامي الذي سيجسد صورة الواقع كما هو؟!

أربع وعشرون ساعة تطاردني الهواجس، يعتصرني الألم.. تطاردني الدموع، إحساس بالعجز، الكلمات لم تعد تجدي نفعًا. صرخات أطفالنا تقتلني، أرواحهم البريئة التي تمضي تمزقني ألمًا. المشهد أكبر من أن يوصف، أكبر من كل الأوصاف والعبارات..

أسمع أصواتًا نكراء، وجوه غريبة ومريبة، تطل علينا من شاشات التلفاز، تنسى جريمة العدو، وحرب الإبادة، وتجرنا إلى التشكيك في المقاومة، في البندقية التي تدافع عن الأرض والعرض أجندات تآمرية، مستعدة لسلخ جلود بطون أمهاتهم، والعزف عليها. فقدوا إنسانيتهم، وغاصوا في الأوحال حتى النهاية.

هذه لحظة الفرز العظيم بين أن تكون وطنيًا، أو لا تكون، بين أن تكون عروبيًا، أو لا تكون، بين أن تكون إنسانًا، أو لا تكون.

هؤلاء الذين لا يجدون في بلادنا إلا انتهاكًا لحقوق الإنسان.. هؤلاء الذين أشبعونا بيانات وعقوبات، أين هم الآن؟ ولماذا اختفوا فجأة؟ حتى ذيولهم داخل الوطن، عز عليهم الحديث، خوفًا من إغلاق الصنابير الدولارية، فالتزموا الصمت والخسران المبين!!

لم تعد للأشياء قيمة أمام المذابح المنصوبة في غزة، لا تحدثني عن قانون دولي (إنساني) أو غيره، ولا عن قرارات دولية صدرت منذ عقود طويلة من الزمن، ولا حتى تحدثني عن نكبة 48، ولا عن مذابح دير ياسين وكفر قاسم وغيرهما، فما يحدث أبشع مما يتصور أحد، فعملية السلخ والذبح والحرق وترك الجثث في الطرقات أو تحت الأنقاض تتم على الهواء مباشرة، فيصفق لها هذا الذي يقبع في البيت الأبيض، فيرد عليه دعمًا وتأييدًا من جاءوا ببوارجهم وطائراتهم إلى عمق البحر الأبيض المتوسط.

لقد نصبوا المجزرة، ووزعوا الأدوار، هذا سيقتل بلا رحمة، وذاك سيحذر ويهدد، وثالثهم ورابعهم وخامسهم كل سيؤدي دوره كما رسم له، وإياكم أن تتباطأوا أو تأخذكم بهم رحمة، فالمخطط الصهيوني يجب أن ينفذ كاملًا.

أدرك تمامًا أن طريق الانتصار هو خيارنا الوحيد، وأنه مهما طال الزمن يستمر القهر أبد الدهر، لا أريد أن أعدد الشعوب التي ضحت وانتصرت، ولا أريد أن أفتح صفحات وجروحًا مرت عليها عقود طويلة من الزمن، لكنني على يقين وثقة أن ابتسامة هذا الطفل الذي خرج لتوه من تحت الأنقاض حتمًا ستؤدي إلى الانتصار. هذا شعب لا يعرف اليأس، ولا الهزيمة، شعب الجبارين، لا بد أن ينتصر مهما طال الزمن، ومهما كان حجم التضحيات.

بقي أن أبعث برسالة إلى المحبطين كلمات كتبها (ناحوم برنياع) المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرنوت.. كتب يقول: للأسف الشديد لا يوجد انتصار في الأفق، وأقوال نتنياهو عن حرب لفترة طويلة هي بديل تسويقي لانتصار غير موجود.حماس خدعتنا للمرة الثانية، وتركتنا يومًا كاملًا نتوغل على محورين، ثم فاجأتنا على ما يبدو بقوات النخبة، جثث جنودنا في شارع النصر وعلى الطرقات يبدو أن قواتنا أمام خيارين: إما الانسحاب وإما الموت المذل!!

اقرأ أيضاًفضيحة بمعنى الكلمة.. مصطفى بكري يعلق على قصف مستوطنات إسرائيلية بطيران الاحتلال

مصطفى بكري يكشف انتصارًا جديدًا للمقاومة الفلسطينية على حكومة إسرائيل (فيديو)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني بالعقل حماس شارع النصر طريق الانتصار غزة فلسطين مصطفى بكري لم تعد

إقرأ أيضاً:

غدا.. إحياء روائع الطرب الأصيل على مسرح الجمهورية

 تنظم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد حفلًا موسيقيًا بعنوان "منوعات من الزمن الجميل"، ويأتي في إطار جهود وزارة الثقافة الرامية للحفاظ على التراث الغنائي والموسيقي العربي، وتكريم رموز الطرب الأصيل.

 

يقام الحفل في تمام الثامنة من مساء غد يوم الخميس 14 نوفمبر، على مسرح الجمهورية، وتحييه الفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة المايسترو حازم القصبيجي.

برنامج حافل بروائع الزمن الجميل

 

 يشمل برنامج الحفل مجموعة من الأغاني التي لا تزال محفورة في قلوب محبي الطرب، من أبرزها "متفوتنيش أنا وحدي"، و"على عش الحب"، و"حبيتك بالصيف"، و"مشغول عليك مشغول"، و"ثلاث سلامات"، و"حسيبك للزمن"، و"عشم"، و"حسدوني"، و"عيون القلب".

 

 كما سيشهد الحفل أداء عدد من الأغاني الأخرى مثل "اشتروني"، و"يالي سامعني"، و"يا مسافر وحدك"، و"فكروني"، مما يضمن لجمهور الحاضرين أمسية طربية بامتياز.

أداء نخبة من الفنانين المميزين

 

 يشارك في إحياء هذا الحفل عدد من الفنانين الموهوبين، منهم ريم كمال، هند النحاس، سامح منير، أحمد قمر، إيناس عز الدين، بلال فوزي، منار سمير، وأحمد عادل. هؤلاء الفنانين سيقدمون أداءً مميزًا يعيد للأذهان عبق الماضي ويشعل الحنين لأغاني الزمن الجميل.

الفرقة القومية العربية للموسيقى.. جسر التواصل مع التراث

 

 تأسست الفرقة القومية العربية للموسيقى في عام 1989 بهدف الحفاظ على التراث الغنائي والموسيقي العربي، وتقديمه بأسلوب أكاديمي علمي. 

 

تسعى الفرقة إلى إحياء هذا التراث العريق وتعريف الأجيال الجديدة به، ما يساعد على حمايته من الاندثار ويحافظ على مكانته كجزء أساسي من الهوية الثقافية العربية.

موعد لا يُفوّت لعشاق الطرب الأصيل 

 

الحفل يعد فرصة لا تُعوض لعشاق الطرب الأصيل للاستمتاع بباقة مختارة من روائع الزمن الجميل في أجواء ساحرة. 

ويأتي ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة بهدف تعزيز الثقافة الموسيقية وتكريم رموز الفن العربي.

مقالات مشابهة

  • دريجة: ليبيا في سباق مع الزمن لإيجاد بديل للنفط
  • عبر السكك الحديدية فتعرض للدهس والموت.. ضحية الحادث في سيتو مصريًا
  • بين عمر 20 إلى 60 عاما.. التغيرات التي تطرأ على الأسنان بمرور الزمن
  • طبيبة تكشف متى تكون طقطقة المفاصل خطيرة
  • ”الحوثيون يطلقون صرخة استغاثة: تهديدات مباشرة من الغرب تلوح في الأفق - هل تكون صنعاء القادمة؟”
  • نجوم الزمن الجميل يتوافدون على حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي
  • ترشيح اسم منظمة صهيونية لتوزيع المساعدات في غزة.. من تكون؟
  • الأحساء تستضيف الجولة الختامية من بطولة السعودية تويوتا لمنافسات الأوتوكروس وكسر الزمن
  • متى تكون طقطقة المفاصل خطيرة؟
  • غدا.. إحياء روائع الطرب الأصيل على مسرح الجمهورية