الأسبوع:
2025-03-25@17:46:11 GMT

من بين الركام والموت والدموع.. لحظة «النصر» آتية

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

من بين الركام والموت والدموع.. لحظة «النصر» آتية

تمضي الدقائق ثقيلة، روحي هناك، وقلبي يخفق من الألم، لا تسألني عن التفاصيل، فالمشهد أكثر وضوحًا ولا تحدثني عن القانون الدولي أو الإنسانية، إن لم تكن متواطئًا فأنت صامت. هل تعرف معنى الصمت، بينما الدماء من حولك تتدفق، جثامين ملقاة في الشوارع، تنشها الكلاب. أكثر من مائة جثة في مستشفى الشفاء تطلب الدفن ولا مجيب.

الحصار يطبق من كل اتجاه، الرصاص ينتظر كل من يفكر في التحرك خارج الدائرة الحمراء.

طفلة صغيرة، تتصدر المشهد تبحث عن جثامين أسرتها.. الأكفان لم تعد تكفي، والمقابر الجماعية تملأ الشوارع والحقول والميادين، اتفقوا سويًا على إبادة شعب ودفنه على الهواء مباشرة.. .!!

أطفالنا يهيمون على الوجوه، تلاحقهم الصواريخ وطلقات الدبابات، تحولهم إلى أشلاء، بينما نحن نتابع المشهد أمام الشاشات، وكأننا نتابع أحداث فيلم هوليودي جديد.

لم تعد هناك أسرة مكتملة الأركان، اليتم في كل مكان، الموت يحاصرنا من كل اتجاه، والطائرات التي تقذف بالحمم لا تتوقف، لا تمنحنا بعض الوقت حتى نلملم جثثنا المبعثرة. أصوات تنطلق من الغرب «المتحضر»: "معك يا إسرائيل.. استمري، لا تتوقفي، فلتقضي على البقية الباقية، الإبادة هي الحل".

يخرج كبيرهم (العجوز) يطل علينا من واشنطن، يدلى بتصريح موجز: نرفض وقف إطلاق النار. سبعة وثلاثون يومًا من الموت والدمار، ولا يزال يغوص في بحر الدماء، النيران الملتهبة تحرق الأخضر واليابس، الصرخات المكتومة: أعطونا فرصة لدفن الجثامين المبعثرة، لإنقاذ الأطفال الذين يموتون في الحضانات بفعل الحصار. الزيارات لا تتوقف، والقمم تنعقد، والكلمات تملأ سماء الكون ضجيجًا، ولكن الواقع على الأرض لا يتغير، ما زال أزير الطائرات التي تخترق الأجواء يدوي، ما زالت جهنم الحمراء تقذف بنيرانها التي تقتل وتدمر.

أسأل نفسي بين الحين والآخر: مَن مِن الكتاب قادر على تصوير مشهد الموت والدمار والدموع؟ مَن مِن الرسامين قادر على أن يجسد في لوحته مأساة شعب يُقتل منذ خمسة وسبعين عامًا؟ ومن هو المخرج الدرامي الذي سيجسد صورة الواقع كما هو؟!

أربع وعشرون ساعة تطاردني الهواجس، يعتصرني الألم.. تطاردني الدموع، إحساس بالعجز، الكلمات لم تعد تجدي نفعًا. صرخات أطفالنا تقتلني، أرواحهم البريئة التي تمضي تمزقني ألمًا. المشهد أكبر من أن يوصف، أكبر من كل الأوصاف والعبارات..

أسمع أصواتًا نكراء، وجوه غريبة ومريبة، تطل علينا من شاشات التلفاز، تنسى جريمة العدو، وحرب الإبادة، وتجرنا إلى التشكيك في المقاومة، في البندقية التي تدافع عن الأرض والعرض أجندات تآمرية، مستعدة لسلخ جلود بطون أمهاتهم، والعزف عليها. فقدوا إنسانيتهم، وغاصوا في الأوحال حتى النهاية.

هذه لحظة الفرز العظيم بين أن تكون وطنيًا، أو لا تكون، بين أن تكون عروبيًا، أو لا تكون، بين أن تكون إنسانًا، أو لا تكون.

هؤلاء الذين لا يجدون في بلادنا إلا انتهاكًا لحقوق الإنسان.. هؤلاء الذين أشبعونا بيانات وعقوبات، أين هم الآن؟ ولماذا اختفوا فجأة؟ حتى ذيولهم داخل الوطن، عز عليهم الحديث، خوفًا من إغلاق الصنابير الدولارية، فالتزموا الصمت والخسران المبين!!

لم تعد للأشياء قيمة أمام المذابح المنصوبة في غزة، لا تحدثني عن قانون دولي (إنساني) أو غيره، ولا عن قرارات دولية صدرت منذ عقود طويلة من الزمن، ولا حتى تحدثني عن نكبة 48، ولا عن مذابح دير ياسين وكفر قاسم وغيرهما، فما يحدث أبشع مما يتصور أحد، فعملية السلخ والذبح والحرق وترك الجثث في الطرقات أو تحت الأنقاض تتم على الهواء مباشرة، فيصفق لها هذا الذي يقبع في البيت الأبيض، فيرد عليه دعمًا وتأييدًا من جاءوا ببوارجهم وطائراتهم إلى عمق البحر الأبيض المتوسط.

لقد نصبوا المجزرة، ووزعوا الأدوار، هذا سيقتل بلا رحمة، وذاك سيحذر ويهدد، وثالثهم ورابعهم وخامسهم كل سيؤدي دوره كما رسم له، وإياكم أن تتباطأوا أو تأخذكم بهم رحمة، فالمخطط الصهيوني يجب أن ينفذ كاملًا.

أدرك تمامًا أن طريق الانتصار هو خيارنا الوحيد، وأنه مهما طال الزمن يستمر القهر أبد الدهر، لا أريد أن أعدد الشعوب التي ضحت وانتصرت، ولا أريد أن أفتح صفحات وجروحًا مرت عليها عقود طويلة من الزمن، لكنني على يقين وثقة أن ابتسامة هذا الطفل الذي خرج لتوه من تحت الأنقاض حتمًا ستؤدي إلى الانتصار. هذا شعب لا يعرف اليأس، ولا الهزيمة، شعب الجبارين، لا بد أن ينتصر مهما طال الزمن، ومهما كان حجم التضحيات.

بقي أن أبعث برسالة إلى المحبطين كلمات كتبها (ناحوم برنياع) المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرنوت.. كتب يقول: للأسف الشديد لا يوجد انتصار في الأفق، وأقوال نتنياهو عن حرب لفترة طويلة هي بديل تسويقي لانتصار غير موجود.حماس خدعتنا للمرة الثانية، وتركتنا يومًا كاملًا نتوغل على محورين، ثم فاجأتنا على ما يبدو بقوات النخبة، جثث جنودنا في شارع النصر وعلى الطرقات يبدو أن قواتنا أمام خيارين: إما الانسحاب وإما الموت المذل!!

اقرأ أيضاًفضيحة بمعنى الكلمة.. مصطفى بكري يعلق على قصف مستوطنات إسرائيلية بطيران الاحتلال

مصطفى بكري يكشف انتصارًا جديدًا للمقاومة الفلسطينية على حكومة إسرائيل (فيديو)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني بالعقل حماس شارع النصر طريق الانتصار غزة فلسطين مصطفى بكري لم تعد

إقرأ أيضاً:

هل يشعر الميت داخل قبره بمرور الزمن؟.. أستاذ فيزياء كونية يثير تفاعلا (شاهد)

أثار مقطع مصورة متداول أستاذ الفيزياء الكونية محمد باسل الطائي تفاعلا على منصات التواصل الاجتماعي إثر حديثه بشأن إمكانية شعور الميت داخل قبره بالزمن ومرور الوقت.

وظهر الطائي السبت الماضي في مقابلة مع برنامج "الليوان" الذي يبث على شاشة قناة "روتانا خليجية"، قائلا في رده على سؤال حول إذا ما يشعر الميت بالزمن إنه "من الناحية العلمية، حسب ما نعرف أنه إذا مات الإنسان وتوقفت فعالياته ووعيه وكذا، انتهى، لا يوجد زمن، لا يعد الزمن".

هل يشعر الميت في قبره بالزمن؟#محمد_الطائي_في_ليوان_المديفر pic.twitter.com/0u8DfMcdnA — الليوان (@almodifershow) March 21, 2025
وأضاف الطائي أن ذلك يعود "لأن الزمن هو معداد الحوادث، فإذا مات ما ظل هناك حوادث انتهت، موته كان آخر حدث، هذا من الناحية العلمية"، على حد قوله.

وتطرق أستاذ الفيزياء الكونية إلى المسألة من الجانب الإيماني، قائلا "أما إيمانيا بالمناسبة فأيضا نفس النتيجة، والدليل (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون (55) وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون (56)) -سورة الروم-".

وتابع متسائلا "ماذا يعني هذا؟ يعني أننا نحن عندما نموت.. أنا أكثر شي أخاف منه من الموت. أنا لا أخاف من الموت، لكن أكثر شي أخافه بسبب الموت هو هو القيامة، رح أشوف فجأة القيامة في زمن لا يكاد يحسب".



وأشار الطائي إلى أنه "في حال مات الرجل قامت قيامته. قامت قيامة الكون كله، فمن مات حفيد آدم أو آدم نفسه ونحن سواء فالزمن لا يحسب"، حسب تعبيره.

وأثار المقطع المصور لأستاذ الفيزياء تفاعلا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث قام ناشطون بإعادة نشره على نطاق واسع.

#فيزياء_الكم #دكتور_محمد_باسل_الطائي في حلقة #الليوان
تكلم عن توقف الزمن بعد الموت بما ان الزمن مقياسا للحوادث وقد توقفت الحوادث بالموت وكانت الفكره المخيفه له ليس الموت بحد ذاته وانما ان كل ميت ستقوم قيامته فورا
( حتموت و تقوم القيامه على طول )
مهما كان تاريخ موتك pic.twitter.com/KmxXU449vp — فاطمه ???????????? (@amosama1) March 23, 2025 هل يشعر الميت بالزمن.. مقطع يستحق النشر والتفضيل pic.twitter.com/9Hc9tGbmj3 — فوائد صورة ومقطع (@mm36996) March 22, 2025 كتب العلماء والسلف الصالح كتب ومؤلفات في الموت ، لا أعتقد ان ماكتب يناسب العامّة من الناس ولكن فصّلو في امور يراها العامّي خزعبلات ويراها المتمكّن حقائق ..

اما هذه المسألة فقد انقسمو بها لقسمين ولكلٍ ادلته ، والراجح هو أن الميت يشعر والادلة أقوى . pic.twitter.com/6RnJfsHktu — رائد العوفي (@R1_Lawyer) March 22, 2025 هل يشعر الميت بالزمن ؟ وماهو المخيف بالموت ؟
#ليله_القدر pic.twitter.com/DKMRNbMZ1I — أبُو عَبْدَاللّه (@kolaip) March 23, 2025 كلامه اكثر كلام منطقي عن الموت،
إذا مات الإنسان ينعدم إدراكه للزمن لأنه لم يعد هناك وعي لديه ليستشعر مرور الوقت من منظور الميت، لا يوجد زمن، تماما كما لم يكن يشعر بالزمن قبل ولادته لكن الزمن نفسه يستمر في الوجود بغض النظر عن وعي الأفراد به، لذلك قد تموت وتستفيق في يوم الحساب https://t.co/49CYrYNvBC — ىاصر (@thfukngsocity) March 22, 2025 شعور ان الزمن يتوقف ثم يستأنف شعور مخيف وانا اتفق مع
محمد الطائي
يعني لو توفيت 100 سنة وقامت القيامة انت راح تشعر ان القيامة قامت في ساعات او ايام قليلة
حساب الزمن غير في القبر وللميتين
وراح نحس فيها اذا متنا
الله يحسن الخاتمه . https://t.co/BTAZy1bOtm — نواف (@N_XNA1) March 22, 2025 هل يشعر الميت في قبره بالزمن ؟

العراقي د. محمد باسل الطائي أستاذ الفيزياء الكونية pic.twitter.com/HnyZIZOpm9 — محمد الأحمدي ' أبو يحيى ' (@Mhamad_alHarbi9) March 22, 2025

مقالات مشابهة

  • المندوبية السامية للتخطيط ستجري بحثين وطنيين حول استعمال الزمن والأسرة هذا العام
  • تدمير ممنهج .. المتحف القومي تحت الركام والسودانيون في حداد
  • مؤثرة بريطانية تتحدى الزمن.. تزور دولاً صباحاً وتعود لمنزلها ليلاً
  • كاساس عن مباراة العراق وفلسطين غداً: لن تكون سهلة
  • سباق مع الزمن لإنقاذ طائر نادر مهدد بالانقراض في تركيا
  • هل يشعر الميت داخل قبره بمرور الزمن؟.. أستاذ فيزياء كونية يثير تفاعلا (شاهد)
  • نافذ الرفاعي لـ "البوابة نيوز": حكايات الحب والحرب والنجاة والموت في غزة تستحق الكتابة عنها
  • مناقشات برلمانية تسابق الزمن لتحديث قوانين الاقتصاد
  • طهران ترهن مفاوضاتها مع واشنطن بـتغير بعض الأمور وأن تكون غير مباشرة
  • عناصر الحياة الكبرى