«جواهر».. رواية صادمة من أهوال حرب الجنينة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
التغيير: وكالات
كانت «جواهر عبد الرحمن» على مقربة من إنجاب طفلها عندما أُصيبت في أعنف هجمات قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها على مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور في مايو الماضي، ما سبب لها شلل نصفي كانت قبله في حالة إغماء تامة قبل أن تستفيق على وقع الخبر الصادم بمقتل معظم أفراد عائلتها.
تروي جواهر عبد الرحمن وهي طالبة بجامعة الجنينة، كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية بولاية غرب دارفور، وتسكن حي الزهور في المدينة، إنها “جاءت زيارة إلى أمها في حي المدارس قبل اندلاع القتال في البدء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع”.
“عندما وصل المسلحون منزلنا أحرقوه بالكامل، وأطلقوا الرصاص الحي على اثنين من جداتي، وأشعلوا عليهما النيران داخل الغرفة، وبعدها اتجهوا إلى الجهة الأخرى من المنزل ليقتلوا خالي وإصابة أفراد آخرين من العائلة”. تقول جواهر لـ(عاين).
وتروي جواهر إنها أصيبت، وكذلك أختها فاطمة وخالتها، ونُقِلُوا إلى المستشفى، وتشير إلى أن كل أفراد الأسرة أصيبوا إلا ابنتها وأمها، وأن والدتها لم تستطع حملها والبقية قبل أن يساعدها أفراد من الحي، وحملوها على عربة تقليدية يجرها حصان إلى المستشفى.
آثار حرق القرىوهناك، بدأت قصة أخرى، وبعد أن أمضت جوهر بعض من الوقت لتلقي العلاج، امتد القتال إلى المستشفى، وهاجمه المسلحون الذين أمروا كل من في المستشفى ولديه مريض أن يحمله ويغادر فورا.
“عندما دخلت قوات الدعم السريع مستشفى الجنينة قتلت الرجال الذين صادفتهم، وفي ذاك الوقت، أمها أمرت أخاها وزوجها بالخروج من المستشفى، وقبل أن يهما بالخروج طالت القوات زوجها الذي قتلوه في الحال”. تروي جواهر.
عاد أخي سالماً في الليلة نفسها التي قتل فيها زوجي داخل المستشفى، وحملي على “درداقة” إلى بيت مقابل للمستشفى سريعا، وودعها وغادر المكان- تتابع جواهر.
أمضت جواهر 4 أيام في ذلك البيت المقابل للمستشفى، والذي تحاصره الروائح الكريهة والذباب بسبب انتشار جثث الموتى من حولهم الأمر الذي فقدت على إثره حاسة الشم، ولم تستطع أمها الأكل طوال تلك الفترة، ما اضطرها مغادرة المنزل أي مكان آخر في الحي المجاور.
مجددا اضطرت والدة جواهر لحملها على درداقة من حي المدارس إلى حي السلام، وأمضت هناك سبعة أيام، قبل أن تقرر والدتها إيجار عربة بعد إغلاق المستشفيات كلها في مدينة الجنينة، والاتجاه غربا إلى منطقة أدري التشادية.
تستشفى “جواهر” الآن في مستشفى أدري المتواضع الذي وصلته شهر يونيو الماضي، ووقتها كانت حاملاً في الشهر الرابع، لتضع مولودها الولد في 2 سبتمبر 2023 بالمستشفى.
لا تسطيع جواهر الوقوف والمشي لوحدها وتشكو ضعف إمكانيات المستشفى. وتقول: “لا يوجد علاج مناسب في مستشفى أدري، والأطباء ليس بمقدورهم علاج المخ والأعصاب، قدرتهم فقط في تجفيف الجروح، وممارسة رياضة اليوغا التي تساعد على العلاج”.
* نقلاً عن شبكة (عاين)
الوسومالجنينة الدعم السريع السودان جواهر حي السلام شبكة عاين غرب دارفورالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجنينة الدعم السريع السودان جواهر حي السلام غرب دارفور الدعم السریع قبل أن
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
واصل الجيش السوداني، تقدمه في محور بحري، حيث تم استرداد، مستشفى البراحة ومطاحن ويتا للغلال ومحطة 15.
وأعلن الجيش السوداني، “مقتل العشرات من قوات الدعم السريع جراء عمليات استباقية نفذتها قواتنا في مدينة الفاشر”.
وقال الجيش السوداني، في بيان له، إن “قوات الدعم السريع قصف منازل المواطنين ومخيمات النازحين في مدينة الفاشر مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين”.
في السياق، قال وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، إن “السودان يواجه نقصا حادا في الأدوية بعد نهب مخازن تحتوي على أدوية ومستلزمات طبية بقيمة 600 مليون دولار”.
وأوضح إبراهيم، “أن خسائر القطاع الصحي في السودان منذ بدء الحرب بلغت 11 مليار دولار”.
وحسب ما ذكرت وكالة أنباء “الأناضول” التركية، تابع: “تسببت الحرب في فقدان أكثر من 60 فردا من الكوادر الطبية، التي أنقذت النظام الصحي في السودان من الانهيار الكامل”، مضيفا: “الوضع استقر نسبيا بعد ما يقرب من عامين من الحرب”.
ولفت إلى أن “الأزمة الإنسانية والصحية التي يمر بها السودان غير مسبوقة وصعوبة الوصول إلى جميع مناطق السودان بسبب الأوضاع الأمنية يمثل أكبر التحديات التي نواجهها، إضافة إلى أن نقص التمويل”.
وأوضح الوزير السوداني أن “الدعم الذي يحصل عليه القطاع الصحي في البلاد لا يتجاوز 20 في المئة من الاحتياجات التي تقدر قيمتها بنحو 4.7 مليار دولار”.
يذكر أن الحرب التي يشهدها السودان اندلعت في أبريل2023، بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتسببت الحرب في مقتل نحو 20 ألف شخص ونزوح نحو 3 ملايين شخص خارج البلاد إضافة إلى 9 ملايين نازح في الداخل، بينما يقدر عدد من يعيشون على المساعدات الإنسانية من الدول الأخرى بنحو 25 مليون شخص.