التغيير: وكالات

كانت «جواهر عبد الرحمن» على مقربة من إنجاب طفلها عندما أُصيبت في أعنف هجمات قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها على مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور في مايو الماضي، ما سبب لها شلل نصفي كانت قبله في حالة إغماء تامة قبل أن تستفيق على وقع الخبر الصادم بمقتل معظم أفراد عائلتها.

تروي جواهر عبد الرحمن وهي طالبة بجامعة الجنينة، كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية بولاية غرب دارفور، وتسكن حي الزهور في المدينة، إنها “جاءت زيارة إلى أمها في حي المدارس قبل اندلاع القتال في البدء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع”.

“عندما وصل المسلحون منزلنا أحرقوه بالكامل، وأطلقوا الرصاص الحي على اثنين من جداتي، وأشعلوا عليهما النيران داخل الغرفة، وبعدها اتجهوا إلى الجهة الأخرى من المنزل ليقتلوا خالي وإصابة أفراد آخرين من العائلة”. تقول جواهر لـ(عاين).

وتروي جواهر إنها أصيبت، وكذلك أختها فاطمة وخالتها، ونُقِلُوا إلى المستشفى، وتشير إلى أن كل أفراد الأسرة أصيبوا إلا ابنتها وأمها، وأن والدتها لم تستطع حملها والبقية قبل أن يساعدها أفراد من الحي، وحملوها على عربة تقليدية يجرها حصان إلى المستشفى.

آثار حرق القرى

وهناك، بدأت قصة أخرى، وبعد أن أمضت جوهر بعض من الوقت لتلقي العلاج، امتد القتال إلى المستشفى، وهاجمه المسلحون الذين أمروا كل من في المستشفى ولديه مريض أن يحمله ويغادر فورا.

“عندما دخلت قوات الدعم السريع مستشفى الجنينة قتلت الرجال الذين صادفتهم، وفي ذاك الوقت، أمها أمرت أخاها وزوجها بالخروج من المستشفى، وقبل أن يهما بالخروج طالت القوات زوجها الذي قتلوه في الحال”. تروي جواهر.

عاد أخي سالماً في الليلة نفسها التي قتل فيها زوجي داخل المستشفى، وحملي على “درداقة” إلى بيت مقابل للمستشفى سريعا، وودعها وغادر المكان- تتابع جواهر.

أمضت جواهر 4 أيام في ذلك البيت المقابل للمستشفى، والذي تحاصره الروائح الكريهة والذباب بسبب انتشار جثث الموتى من حولهم الأمر الذي فقدت على إثره حاسة الشم، ولم تستطع أمها الأكل طوال تلك الفترة، ما اضطرها مغادرة المنزل أي مكان آخر في الحي المجاور.

مجددا اضطرت والدة جواهر لحملها على درداقة من حي المدارس إلى حي السلام، وأمضت هناك سبعة أيام، قبل أن تقرر والدتها إيجار عربة بعد إغلاق المستشفيات كلها في مدينة الجنينة، والاتجاه غربا إلى منطقة أدري التشادية.

تستشفى “جواهر” الآن في مستشفى أدري المتواضع الذي وصلته شهر يونيو الماضي، ووقتها كانت حاملاً في الشهر الرابع، لتضع مولودها الولد في 2  سبتمبر 2023 بالمستشفى.

لا تسطيع جواهر الوقوف والمشي لوحدها وتشكو ضعف إمكانيات المستشفى. وتقول: “لا يوجد علاج مناسب في مستشفى أدري، والأطباء ليس بمقدورهم علاج المخ والأعصاب، قدرتهم فقط في تجفيف الجروح، وممارسة رياضة اليوغا التي تساعد على العلاج”.

* نقلاً عن شبكة (عاين)

الوسومالجنينة الدعم السريع السودان جواهر حي السلام شبكة عاين غرب دارفور

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجنينة الدعم السريع السودان جواهر حي السلام غرب دارفور الدعم السریع قبل أن

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأميركي للسودان: نشعر بقلق بالغ إزاء تجدد هجمات قوات الدعم السريع

المبعوث الأميركي للسودان: نشعر بقلق بالغ إزاء تجدد هجمات قوات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الكتلة الديمقراطية: ندين القصف العشوائي الذي تمارسه مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر
  • البيت الأبيض: هجمات قوات الدعم السريع على مخيمات النازحين والمستشفيات في الفاشر مروعة
  • الدعم السريع يقصف مناطق شمال أم درمان.. والجيش يتأهب في الفاشر
  • جثامين في العراء .. الدعم السريع تمنع دفن 40 قتيل
  • عارضة أزياء تحذر من استخدام عقار أوزمبيك بعد تجربة صحية صادمة
  • السودان.. معارك عنيفة في الفاشر بعد هجوم الدعم السريع
  • عاجل.. مفاجأة جديدة في إضافة المواليد على بطاقات التموين
  • تجدّد المعارك في الفاشر بعد هجوم لـ«قوات الدعم السريع»
  • المبعوث الأميركي للسودان: نشعر بقلق بالغ إزاء تجدد هجمات قوات الدعم السريع
  • مصطفى تمبور: نحن مع استمرار الحرب حتى تنتهي ميليشيا الدعم السريع إلى الأبد