مُكفّن غزة يروي مشاهد صادمة: أشلاء الأطفال تطارد منامي
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
غزة- بعد أن جهّز أكفانا ضخمة تحتوي أشلاء متحللة لشهداء مفقودين، مكدسة بعضها فوق بعض، نادى على الناس لصلاة الجنازة عليها تمهيدا لدفنها في قبر جماعي. يسأله أحدهم "أين أدفن ابني، أنا من غزة، وقالوا لي إن المقبرة ممتلئة" فيجيب مشيرا إلى رجل آخر جاء لاستسلام جثمان ولده "اتبع هذا، وادفن معه".
هكذا -بهدوء ظاهر- يجيب عن تساؤلات ذوي الشهداء الفلسطينيين، إنه الدكتور ياسر المُكنى بـ "أبو عمار" مُشرف مغسلة وثلاجات الشهداء في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة.
في حوار خاص للجزيرة نت، يقول "أبو عمار" بينما يدوّن كلمة مجهول على أحد الأكفان، إنه عاصر حروبا كثيرة، لكنه لم يرَ فظائع كتلك التي يراها الآن، مضيفا "لولا أن الله يُصبّرنا، ما صبرنا".
أبو عمار: أيام الغارات الكثيفة نتعامل مع 200 أو 250 جثة يوميا (الجزيرة) منذ متى وأنت تعمل في هذا المجال؟أعمل منذ عام 2014، ضمن جمعية "قيراطان" الخيرية التطوعية، المتخصصة في تكريم الأموات، حِسبة لوجه الله.
بعد مرور أكثر من 35 يوما على الحرب الإسرائيلية حدثنا عن طبيعة عملك؟ وكم شهيدا تستقبلون يوميا؟نعمل هنا منذ اليوم الأول للحرب، ونستقبل كميات كبيرة من الشهداء، عددهم الذي يصلنا في يوم واحد يفوق عدد الجثامين التي كانت تصلنا في شهر قبل الحرب. يوميا نستقبل من 70 إلى 100 شهيد، وأحيانا في بعض الأيام التي يكون فيها غارات شديدة نستقبل 200 إلى 250 شهيدا.
هل المغسلة وثلاجات الموتى جاهزة لاستقبال هذا العدد الكبير، وكيف تتدبرون أمركم؟لا، الثلاجات لدينا مجهزة لاستقبال 10 جثث فقط، ولك أن تتخيل حينما تصلك 100 جثة معا. وأحيانا تأتينا جثامين في الليل، ويجب حفظها حتى الصباح، وكثيرا ما تأتي جثث مجهولة يتوجب حفظها عدة أيام حتى يتم التعرّف عليها. لذلك يتم الاستعانة بثلاجات آيس كريم، وثلاجات تجميد، ومع ذلك هذه الثلاجات طاقتها قليلة، ولا تستوعب الكم المطلوب.
حسب الشريعة الإسلامية، الأصل أن يتم تغسيل وتكفين الجثامين، ولكن في مثل هذه الظروف، وهذه الأعداد الكبيرة، وطبيعة الأجساد الممزقة والمقطعة، والجماجم المهشمة، يتعذر التغسيل، ونقوم بالتكفين فقط.
أنا مُقيم في المشفى، لا أغادره إلا لحاجة، ونحن نعمل على وتيرة واحدة، صباحا ومساءً، ونقوم بالواجب الشرعي تجاه الشهداء.
كم نسبة النساء والأطفال من مجمل الشهداء الذين تستقبلهم الثلاجات وكم نسب الجثامين السليمة؟نسبة الأطفال والنساء لا تقل عن 60 إلى 65%، أغلب الشهداء من النساء والأطفال.
ونسبة الجثث السليمة 10% فقط، معظم الأجساد مقطعة وممزقة، و20% منها يصعُب التعرف عليه أساسا من كثرة التمزق والتقطيع، وضياع معالم الأشخاص.
كيف تتعاملون مع الجثامين الممزقة التي عادة ما تكون مجهولة الهوية؟ وهل هناك حالات غريبة؟نحتفظ بالجثامين الممزقة بالثلاجات، ونحاول العثور على علامات مميزة فيها مثل لباس معين، أو رمز معين أو ماركة لباس معينة، أسورة مثلا أو معلم في الجسد، وأحيانا يتعرف الأهالي من خلال هذه الإشارات على أبنائهم. وفي الغالب لا يتم التعرف على هذه الأجساد، ويتم دفنهم في مقابر جماعية للمجهولين.
كل الجثامين غريبة، لم نعهد رؤية هذه المشاهد من قبل، لم نعهد رؤية هذه الأشلاء المقطعة، وهذه الجماجم المُفرّغة، أحيانا تأتي جماجم مُفرغة من الداخل، الرأس مكسور ومفرغ من الداخل تماما، لا يوجد به شيء، جماجم مُهشمة، أطفال مقطعو الأوصال، الذي رأيناه في هذا الحرب، كله غريب.
لم نتوقع يوما ما أن نرى مثل هذه المشاهد. يوما ما أتاني كيس أشلاء، وجدت به أكباد وبنكرياس وطحال، أول مرة في حياتي أرى هذه الأشلاء. أنا عاصرت حروبا سابقا، وهناك اختلاف كبير في إصابات الجثامين، وهذه المرة أعنف. التقطيع والأثر على الأجساد يختلف تماما عن سابقه، هناك تمزيق شديد وفتك شديد بالأجساد.
أبو عمار: نسبة الأطفال والنساء لا تقل عن 60-65% من إجمالي شهداء القطاع نتيجة العدوان (الجزيرة) حدثنا عن روتين عملك اليومي؟ وكيف تتعامل مع سؤال الأهالي عن ذويهم؟منذ الصباح الباكر، أبدأ باستقبال الأهالي الذين يتوافدون للتعرف على أبنائهم الشهداء، والجثامين التي يتعرف عليها يتم التعامل مباشرة معها وتكفينها وتجهيزها وتسليمها لذويهم لدفنها، وندوّن أسماءها في الكشوفات. ومن لا يتم التعرف عليه، يبقى في الثلاجات تمهيدا لدفنهم مع المجهولين.
سؤال الأهالي شيء يومي ومؤلم جدا، الناس لا يعرفون أين أبناؤهم ولا يستطيعون التعرف على الجثامين.
لدينا في دير البلح مقبرة رئيسية، وقد امتلأت عن بكرة أبيها، ولجأ الناس إلى حفر قبور جماعية لكن حاليا لا يوجد مساحة لقبر واحد، لذلك نوجّه الناس للبحث عن مقابر في المناطق الأخرى، مثل مخيمات البريج والمغازي وغيرها.
نلاحظ خياما خاصة لاستقبال جثامين الشهداء إلى جانب الثلاجات لماذا؟لأن الطاقة الاستيعابية للمشفى ضعيفة جدا لاستيعاب هذا الكم الهائل من جثامين الشهداء، والجرحى معا، لذلك تم وضع هذه الخيمة الخارجية لوضع الجثامين فيه أولا، ليتعرف عليها الأهالي، حتى لا يُشكّل ضغطا داخل المستشفى، ثم في مرحلة ثانية يتم نقلها للثلاجات، أما الجرحى الذين ما زالوا على قيد الحياة فيتم إدخالهم للمستشفى للعلاج.
هل تعتقد أن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة جديدة وخطيرة تترك آثارا على الجثامين؟هذا صحيح، الأسلحة المستخدمة فتاكة وغير مسبوقة، الجثامين تصلنا مُقطعة، رائحة البارود والكبريت والغازات، وهناك غازات سامة تصدر عن الجثث. أحيانا نصاب بأمراض صدرية بسبب استنشاق الغازات المنبعثة من الجثث. وأنا شخصيا أصبت بأمراض بسبب هذا الأمر 3 مرات، وتعاطيت مضادات حيوية وعلاجات ومسكنات حتى أستطيع مواصلة العمل، لأنه تنبعث من الجثامين روائح وغازات خانقة، وحتى أن الكمامة لا تفيد في حجب هذه الروائح.
رائحة الجثث المتحللة تملأ المكان، كيف تتعاملون مع هذا الأمر؟
جراء قصف المنازل على رؤوس الناس، وعدم وجود معدات لرفع الأنقاض، تبقى الجثث أياما طويلة تحت المنازل المهدومة، وتأتينا أشلاء متحللة، ويتم التعامل معها وفق الشريعة الإسلامية، بما يحفظ كرامة الميت.
كيف تتدبرون توفير الكميات الكبيرة من الأكفان؟الأصل في الشريعة الإسلامية أن يُكفن الميت بثلاث طبقات من القماش الأبيض، لكن الآن نُكفّن بطبقة واحدة، عملا بالعذر، لأن الكميات الاحتياطية من الأكفان بدأت في النفاد، وهذا دفعنا إلى هذا الإجراء الاضطراري. ولكي نستر الميت، نضع قطعة بلاستيكية لستر الكفن من الدماء، حتى يكفي الكفن الواحد لثلاثة أشخاص.
هل تخشون أيضا نفاد الوقود الذي يشغل مولدات المستشفى؟طبعا، لأنه كارثة، فانقطاع الكهرباء سيؤثر على كل أقسام المستشفى بما فيه ثلاجات الموتى.
ما أكثر المشاهد التي آلمتك خلال الأسابيع الماضية؟مشاهد الأطفال الشهداء، إنها شيء مؤلم جدا يُقطّع القلب، رؤية أجساد الأطفال الصغار ممزقة شيء مؤلم، وهذه المشاهد تتكرر أمام أعيننا، وأحلُم بها في الليل، وكأنها شريط فيديو يتكرر أمام عينيْ، نبكي عليهم ونبكي على حالنا، لكن لا نعرف ماذا نفعل.
هل لديكم مُغسلات ومُكفنات من النساء؟نعم، لدينا طاقم من الرجال وآخر من النساء.
ما الذي يدفعك لتحمّل هذه الظروف القاسية من العمل؟الحقيقة أننا نرى يوميا مشاهد أليمة، ولولا أن صبّرنا الله ما صبَرنا على رؤية هذه المشاهد، ولولا أن صبّرنا الله ما صبَرنا على تحمّل هذه الروائح، الأمر مؤلم جدا، نسأل الله أن يوقف هذه الحرب وأن يحفظ أهالي قطاع غزة. وردا على سؤالك، نحن فريق "قيراطان" نعمل حِسبة لوجه الله تعالى، لسنا موظفين ولسنا تابعين لأي جهة تنظيمية أو حزبية أو غيره، نعمل لوجه الله، نكرّم الموتى حسب تعاليم الشريعة الإسلامية، ولا نبتغي سوى الأجر من الله سبحانه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشریعة الإسلامیة هذه المشاهد أبو عمار
إقرأ أيضاً:
فعاليات وتحضيرات مكثفة لإحياء الذكرى السنوية للشهيد
الثورة /محمد المشخر /سبأ
ناقش اجتماع برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني أمس، التحضيرات لإحياء الذكرى السنوية للشهيد على مستوى الوزارة والمحافظات.
وأكد الاجتماع الذي حضره نائب وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية ناصر المحضار، ووكلاء الوزارة والوكلاء المساعدون، ضرورة الاهتمام بإحياء الذكرى السنوية للشهيد بما يليق بعظمتها وما لها من دلالات.
وفي الاجتماع أشار نائب رئيس مجلس الوزراء إلى أن الشهداء قدموا التضحيات الجسام وجادوا بأرواحهم في سبيل الله، وفي درب الانتصار لقضايا الشعب والأمة.
ولفت إلى أهمية أن يواكب فعاليات ذكرى الشهيد إبراز ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مظلومية وجرائم يندى لها الجبين على أيدي أعداء الإنسانية الصهاينة، وكذا إبراز موقف اليمن في نصرة الأشقاء في فلسطين ولبنان، وما يتعرض له اليمن من عدوان على خلفية موقفه البطولي في مساندة قضايا الأمة.
وحث على متابعة خطط المحافظات والمديريات لإحياء الذكرى السنوية للشهيد من خلال إقامة الفعاليات، والندوات التي تبرز حجم تضحياتهم ومقامهم العظيم عند الله، وكذلك إقامة الأنشطة التي تجسد مستوى استعداد الشعب اليمني العظيم للشهادة والتضحية في سبيل الله في كل زمان ومكان.
وأقر اجتماع بصنعاء أمس برئاسة وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي برنامج فعاليات إحياء الذكرى السنوية للشهيد على مستوى الوزارة ووحداتها.
وفي الاجتماع الذي حضره نائب الوزير أنس سفيان ورئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات إبراهيم الحيفي ورئيس مؤسسة التأمينات الاجتماعية شرف الدين الكحلاني، أكد الوزير الحوالي الحرص على إحياء الذكرى السنوية للشهيد باعتبارها ذكرى عظيمة ومقدسة للتذكير بالتضحيات والمآثر التي قدمها الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن وسيادته.
وشدد على أهمية أحياء الذكرى السنوية للشهيد بالطريقة التي تليق بعظمة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل ان ينعم أبناء الشعب اليمني بالأمن والاستقرار والحرية والكرامة، والعمل على الوفاء لهم من خلال تلمس احتياجات أسرهم وذويهم .
ولفت وزير الخدمة المدنية إلى تزامن الذكرى السنوية للشهيد مع استمرار معركة طوفان الأقصى وما يسطره أبطال المقاومة من ملاحم بطولية ضد العدو الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم في فلسطين ولبنان.
ولفت إلى أن المقاومة قدمت قوافل من الشهداء من خيرة رجالاتها وقياداتها وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله وإسماعيل هنية ويحيى السنوار وغيرهم.
وعقد في مديرية صنعاء الجديدة بمحافظة صنعاء أمس لقاءً موسعاً تدشيناً لأنشطة وفعاليات الذكرى السنوية للشهيد .
وفي اللقاء أكد وكيل المحافظة عبد الله الأبيض أهمية الذكرى السنوية للشهيد للتذكير بالتضحيات العظيمة التي حققت للامة النصر والعزة.
وأوضح أن تعظيم الشهداء وتكريمهم يكمن من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات التي تبرز دورهم وتضحياتهم في دحر الأعداء والدفاع عن الدين والوطن والأمة.. معتبراً ذلك مسؤولية وطنية تقع على عاتق كافة أفراد المجتمع .
ولفت الأبيض إلى أن ما تحقق للشعب اليمني من انتصارات عظيمة في مواجهة الأعداء الذين أرادوا إخضاع الشعب اليمني وإذلاله كان ثمرة لتضحيات وبطولات الشهداء، الذين بصمودهم في مواجهة الأعداء استطاع الشعب اليمني اليوم القيام بالواجب المقدس في نصرة الشعب الفلسطيني .
كما أقر اجتماع في محافظة إب أمس برئاسة المحافظ عبدالواحد صلاح برنامج وأنشطة إحياء الذكرى السنوية للشهيد لعام 1446هـ.
واستعرض الاجتماع، الذي ضم مدراء المكاتب التنفيذية، المهام الواجب تنفيذها لإنجاح فعاليات هذه الذكرى، باعتبارها محطة لتجديد العهد والولاء لله ورسوله، بتقديم المزيد من التضحيات دفاعًا عن الوطن.
وفي الاجتماع، أوضح محافظ المحافظة أن الشهداء رسموا للأمة طريق الحرية والعزة والكرامة والسيادة والاستقلال، بتضحياتهم دفاعًا عن الوطن ودحر الغزاة والمعتدين.
وأكد أن الشهداء سطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء في مواجهة قوى العدوان، التي أثمرت عزًا ونصرًا وحرية للشعب اليمني.. حاثا على الاهتمام بأسر الشهداء ورعايتها وتكريمها عرفانًا بتضحياتهم الخالدة.
وأشاد المحافظ صلاح بتضحيات أبناء المحافظة من مختلف المديريات، الذين قدّموا خيرة أبنائهم لمواجهة قوى الشر والعدوان، والحفاظ على سيادة البلاد وأمنها واستقرارها وعزتها وكرامتها.. مؤكدا أهمية مواصلة الطريق التي سار عليه الشهداء، والاقتداء بهم والسير على دربهم، والحفاظ على المكتسبات التي ساهموا في إنجازها والعمل على تنميتها.
وشدد على أهمية تنفيذ برنامج الفعاليات المصاحبة للفعالية، والتوعية بمكانة ودور الشهداء وواجبات المجتمع تجاه أبنائهم وأسرهم.
من جانب آخر نُظمّت شرطة محافظة البيضاء أمس، فعالية خطابية بالذكرى السنوية للشهيد للعام 1446هـ.، وتحت شعار (من الشهداء نستسلم العزة والوفاء والصدق والثبات على الحق، والشهداء القادة هم نماذج لمدرسة الشهادة المعطاءة).
وفي الفعالية أشار محافظ البيضاء عبدالله علي إدريس، إلى أن أحياء الذكرى السنوية للشهيد يعزّز من المسارات التوعوية والتعبوية والتربوية والروح الجهادية. مشيراً إلى حجم الواجب والمسؤولية الدينية والوطنية والإنسانية التي يتوجب على الجميع القيام بها تجاه أسر وأبناء الشهداء، والاهتمام بهم وخدمتهم.
وأكد المحافظ إدريس، أهمية تظافر الجهود الرسمية والمجتمعية لتوفير الرعاية الكاملة لأسر الشهداء، وتسهيل إجراءات الحصول على الخدمة والرعاية الصحية لهم طوال العام كأقل واجب؛ وفاءً لدماء الشهداء، وتضحياتهم العظيمة.. مؤكدا أهمية إحياء الذكرى بما يليق بالشهداء العظماء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
ونوه محافظ البيضاء بأهمية الذكرى في استحضار الدروس من تضحيات الشهداء الذين جادوا بأنفسهم في سبيل الله والتحرر من قوى الطاغوت والاستكبار واقتفاء مآثرهم البطولية وعطائهم في مواجهة طواغيت الكفر والنفاق.
بدوره أشار نائب مدير شرطة المحافظة العقيد طاهر عبدالله السقاف إلى أهمية التفاعل مع هذه المناسبة لما تحمله من معاني دينية وأخلاقية وإنسانية تكريمًا للشهداء العظماء الذين جعلوا أرواحهم مترسًا للنصر ومعراجًا للشهادة في سبيل الله والدفاع عن الوطن.
وشدد العقيد السقاف على أهمية إحياء الذكرى السنوية لترسيخ القيم والمبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء وتجديد العهد بالسير على دربهم والحفاظ على المكتسبات التي حققتها تضحياتهم.
وفي الفعالية التي حضرها وكيلاً المحافظة عبدالله الجمالي وصالح المنصوري أكد مدير التوجيه المعنوي والعلامات العامة في شرطة المحافظة المقدم أحمد الشمري أهمية إقامة الفعاليات والأنشطة الخاصة بهذه الذكرى التي تمثل محطة لاستلهام الدروس من مواقف وتضحيات الشهداء والسير على دربهم لمواجهة أعداء الأمة المتمثل بأمريكا وإسرائيل وداعميهم من دول الغرب.
ولفت إلى أهمية ترسيخ ثقافة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله للدفاع عن الدين والوطن، والانتصار لقضايا الأمة وفي المقدمة القضية الفلسطينية، مبينا أن الوفاء للشهداء يتجّسد من خلال الاهتمام بأبنائهم وأسرهم وتلمس احتياجاتهم.