يواصل استعداداته المكثفة لبداية نموذجية منتخبنا الوطني يسعى للجاهزية التامة قبل مشواره بالتصفيات المزدوجة و«برانكو» يبدي ارتياحه
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
متابعة ـ صالح البارحي:
يواصل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم تدريباته اليومية بدءًا من السابعة مساء على ساحة ملعب شؤون البلاط السُّلطاني في طريق بحثه للوصول للجاهزية التامة التي تكفل له تسجيل انطلاقة قوية في مشواره بالتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال 2026 ونهائيات أمم آسيا 2027، والتي سيبدأها بلقائي الصين تايبيه في السابعة مساء الخميس القادم على ساحة مُجمَّع السُّلطان قابوس الرياضي ببوشر، ثم يغادر إلى قرغيزستان لملاقاة منتخب بلادها في تمام الساعة السادسة مساء الثلاثاء 21 نوفمبر الحالي على ساحة ملعب إيميني اومورزاكوفا، حيث يسعى الأحمر العُماني لحصد النقاط السِّت الكاملة ليسجلَ انطلاقة مثالية في طريقه نحو تحقيق حلم طال انتظاره، ما زالت الجماهير العُمانية تُمنِّي النفس بأن يكونَ سامبا الخليج بين فرق العالم في المونديال القادم إن شاء الله تعالى، بعد أن فرَّط منتخبنا في عديد الفرص بتصفيات سابقة كان آخرها تصفيات مونديال 2022 الذي اقيم في قطر.
حماس كبير
برانكو رفع وتيرة التجهيزات للأحمر بشكل واضح، خصوصًا في الحصة التدريبية التي خاضها الفريق في السابعة مساء أمس الأول، حيث استمرت التدريبات لمدَّة ساعتين كاملتين، تنوَّعت خلالها الجمل التكتيكية التي طبَّقها اللاعبون وفق تعليمات برانكو الذي يراها ناجعة في مجابهة تطلعات الصين تايبيه وقرغيزستان في بداية التصفيات، الأمر الذي أفرز كثيرًا من الإيجابيات وفق ما قدَّمه اللاعبون في التدريب المقنن الذي أراده برانكو، مما انعكس إيجابًا على محيَّا الجهاز الفني للفريق الأحمر عقب نهاية التدريبات الذي أبدى ارتياحه التام تجاه ما قام به اللاعبون من عمل جيِّد ومجهود بدني عالٍ وتطبيق تام.
وخاض الأحمر مساء أمس حصة تدريبية في ذات التوقيت على ساحة ذات الملعب الذي سيحتضن التدريبات حتى موعد سفر البعثة لقرغيزستان إن شاء الله تعالى.
التحاق
انضم إلى تدريبات منتخبنا مساء أمس الأول كلٌّ من فايز الرشيدي وجميل اليحمدي، وذلك بعد أن أنهيا مشاركتهما مع نادييهما الخليجيين في المنافسات المحلية هناك قبل التوقف، وبانضمام الاثنين يكون المنتخب قد اكتملت صفوفه وبات في جاهزية تامة قبل انطلاق صافرة التصفيات بمسقط.
الجدير بالذكر، أنَّ صلاح اليحيائي وعاهد الهديفي ما زالا يتدربان انفراديًّا جرَّاء الإصابة التي يعاني منها الاثنان، ومن المؤمل أن يكونا ضِمن خيارات برانكو في مباراة قرغيستان وبعيدًا عن مواجهة الصين تايبيه الافتتاحية.
مرحلة مهمة
تستعد المنتخبات الآسيوية لخوض مرحلة مهمة في الطريق إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 في السعودية، عندما تنطلق يوم الخميس منافسات الدَّوْر الثاني من التصفيات الآسيوية المشتركة.
لا يزال الحلم قائمًا بالنسبة للمنتخبات العشرة التي تأهلت للدَّوْر الأول من التصفيات الآسيوية الشهر الماضي، والتي تنضم إلى المنتخبات الـ26 المتأهلة تلقائيًّا لمواصلة رحلتها.
وقد تم تقسيم المنتخبات الـ36 إلى تسع مجموعات، بحيث تضمُّ كلُّ مجموعة أربعة منتخبات، تتنافس بنظام الدَّوْري المجزأ من مرحلتي ذهاب وإياب خلال الفترة من 16 نوفمبر 2023 ولغاية 11 يونيو 2024.
ويتأهل أول وثاني كلِّ مجموعة إلى الدَّوْر الثالث من تصفيات كأس العالم، وتحصل هذه المنتخبات الـ18 أيضًا على بطاقات التأهل إلى كأس آسيا 2027 في السعودية.
وتشارك باكستان للمرة الأولى في هذه المرحلة، وفي الوقت ذاته يطمح 12 منتخبًا للعودة من جديد إلى كأس العالم، وهي: أستراليا، الصين، كوريا الشمالية، إندونيسيا (سابقًا جزر الهند الشرقية الهولندية)، العراق، إيران، اليابان، كوريا الجنوبية، الكويت، قطر، السعودية والإمارات. من بين 48 مقعدًا في كأس العالم الثالثة والعشرين، التي تستضيفها كندا والمكسيك والولايات المتحدة، وقد تمَّ تخصيص ثمانية مقاعد ونصف للمنتخبات الوطنية من قارة آسيا. وستكون هذه هي النسخة الحادية عشرة من تصفيات قارة آسيا لكأس العالم، وهي المرة الثالثة التي ستكون فيها أول جولتين جزءًا من التصفيات المشتركة التي تؤهل أيضًا إلى كأس آسيا.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاولي کأس العالم على ساحة إلى کأس
إقرأ أيضاً:
ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
صلاح المقداد
حتى وإن بدأ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المُثير للجدل لدى الكثيرين، لا سيما أولئك الذين تنحصر نظرتهم على بعض القشور، الظاهرة رجلاً معتوهًا وكثير التخبط، ونوع من رجال السياسة الذين عدا طوره بما يصدر عنه من تصريحات وتصرفات غير مقبولة تُعبر عن الدولة الأعظم قوة في العالم ، ويعتبرونه بذلك إنسان غير مُتزن تجاوز حدود الممكن والمقبول والمعقول، ويكتفون بهذا التوصيف والتحليل لشخصية ترامب كظاهرة أمريكية قديمة جديدة وتتكرر في التاريخ بإستمرار مع اختلاف في بعض التفاصيل، فإن هذا كله لا يعني كل الحقيقة أو حتى أقل القليل منها .
وتأسيسًا على ما ترسخ في أذهان من انحصرت نظرتهم لترامب على جوانب مُعينة، فلا غرابة أن تقتصر نظرتهم لهذا الرئيس الأمريكي على الإعتقاد الخاطئ بأنه “سوبرمان زمانه وأوانه”، وهؤلاء لا يجدون غضاضة من أن يعتبروا بأن ترامب الذي تم الدفع به للبيت الأبيض تلبيةً لمتطلبات تقتضيها المرحلة، هو أول رئيس أمريكي يستطيع أن يفعل ما يشاء ومتى شاء بلا أي عائق ومانع واعتراض، وتنحصر نظرتهم للرجل عند هذا الحد فقط.
والأكثر غرابة من ذلك أن بدأ ترامب لهؤلاء الذين ينظرون إليه تلك النظرة القاصرة والمحدودة كذلك، وكأنه خارق للعادة ومُغاير لما هو مألوف ومعهود من أمريكا وديمقراطيتها الزائفة التي وصلت اليوم لأسوأ المراحل في تاريخها الأسود لأكثر من سبب يطول شرحه، ويخال لهم أن ترامب جاء بما لم يستطع أن يأتي به من سبقوه في الوصول إلى البيت الأبيض والتربع على كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .
وفي الحقيقة أن ما بناه أصحاب هذا الإعتقاد عن ترامب يُجافي أهم مضامين الحقيقة التي تُؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ترامب لا يعدو عن كونه رجل المرحلة العُتل الصفيق بالنسبة لأمريكا ولما تحتاجه هذه الدولة الشريرة المارقة التي أشغلت العالم، وقد جاء ترامب هذا ليؤدي دوره ومهمته المحددة والمطلوبة منه ثم يمضي لحال سبيله.
فضلاً عن أن حقيقة ظاهرة ترامب التي حجبت عن الكثيرين هي ذاتها من تشير صراحةً إلى أن ترامب هذا ينتمي لعالم البزنس والمال ويمثل طبقة الإقتصاد الرأسمالي الإستغلالي الجشع وخصوصياته البرجوازية والإحتكارية بكل مساوئه.
ووفقًا لنفس الحقيقة التي تستعصي على الحجب والتغييب، فإن ترامب كظاهرة أمريكية ميكيافيلية مرحلية لا يمكن في الواقع اعتباره استثناء ومن أكثر الرؤساء الأمريكيين صرامة وقدرة على اتخاذ القرار وبأنه يمتلك كل الصلاحيات التي تخوله وتعطيه حق التصرف ليفعل ما يريد، وتصور أنه يتصرف من تلقاء نفسه بحسب رؤية البعض الضيقة واعتقادهم الخاطئ بشأن الظاهرة الترامبية هذه.
والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الذي تم انتخابه عن الحزب الجمهوري وينتمي إلى طبقة رجال المال والأعمال، هو رجل أمريكا الذي يمثلها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، وما يصدر عنه يعبر عنها في كل الأحوال، والأهم من ذلك أنه يُؤدي مهمة وظيفية محددة ومرحلية طُلبت منه أو كُلف به، وما كان له أن يتصرف من رأسه كما يتصور البعض.
وقد أستهل ترامب فترة رئاسته الثانية بسلسلة من التصريحات الصاخبة واصدار القرارات المُثيرة للجدل التي لاقت استهجانًا وانتقادات دولية واسعة، ومنها اعلانه اعتزام ضم الولايات المتحدة، كندا وجزيرة غيرلاند وخليج بنما وأجزاء من المكسيك إليها، ورفع الرسوم الجمركية على عدد من الدول، والتهديد بإستخدام القوة في بعض القضايا والأماكن في العالم، والدعوة إلى تهجير سكان غزة وتأجيرها للولايات المتحدة وتهديد سكانها بالجحيم إن رفضوا التهجير القسري .
ولم يكتف ترامب بذلك بل وجه الدعوة مُطالبًا دول عربية واسلامية بدفع مليارات الدولارات لأمريكا نظير حماية وخلافه.
حيث طالب السعودية التي وصفها في فترة رئاسته السابقة بـ”البقرة الحلوب” بدفع خمسة ترليون دولار مقابل حماية وعقود سلاح قال أنها سددت ترليون منها قبل زيارته المرتقبة لها قريبا، وطالب دولة الكويت بالتنازل لبلاده عن نصف ايرادات نفطها لمدة 50 عاماً كنفقات خسرتها أمريكا حسب زعمه في تسعينيات القرن الماضي عند تحرير الكويت من القوات العراقية، وردت عليه الكويت بسداد إلتزامتها المالية تلك في حينه.
كما طالب البحرين خلال لقاء جمعه بولي عهدها قبل أيام بدفع الأموال لأمريكا وقال إن امتلاك دولة كالبحرين مبلغ 750 مليار دولار كثيرُ عليها وعليها دفع نصف هذا المبلغ لواشنطن نظير حماية، وطالب مصر بدفع نصف إيرادات قناة السويس للولايات المتحدة، وهذه المطالب من قبل رئيس الولايات المتحدة لدول معينة اعتبره عدد من المحللين والمراقبين بأنها نوع من الإبتزاز الرخيص والإستغلال الفج الذي تلجأ إليه واشنطن عادة وكانت تطلب تلك المطالب في السابق سراً واليوم اعلنتها وطالبت بها جهاراً بلا تحرج ولا خجل .
وما كان ترامب الذي لا يمكن مقارنته بأطنابه من رؤساء وزعماء العالم الثالث الذين يختزلون دولهم وحكوماتهم وقوانينها في شخصياتهم، كون أمريكا دولة مؤسسات وترامب مجرد موظف له صلاحيات محددة لا يتجاوزها، فيما الأمر يختلف بالنسبة لزعماء وحكام العالم الثالث الذين يمسكون بأيديهم مقاليد الأمور ويعتبرون كل شيء في بلدانهم ومصدر كل شيء وفوق كل القوانين.
وترامب الذي يثير اليوم الجدل والإهتمام وتسلط عليه الأضواء، نظراً لتصريحاته الغريبة ومواقفه الأكثر عجبا وإثارة للجدل في قضايا عدة على مستوى العالم، يمثل ظاهرة خاصة بالولايات المتحدة ويعبر عنها، وبإختصار شديد يمكن القول اجمالاً : إن ترامب بصفاقته وجرأته وحدة وقاحته وصراحته هو الرجل الذي اسقط القناع عن وجه أمريكا القبيح وكشف بما يصدر عنه حقيقتها وهذا هو التعليل الأنسب والأصدق للظاهرة الترامبية وما يترتب عليها من آثار وتداعيات.