جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@22:14:42 GMT

"إيه.. يا غزة"

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

'إيه.. يا غزة'

 

د. خالد بن حمد الغيلاني

khalid.algailni@gmail.com

@khaledalgailani

 

لا يمكن لكائن من كان العبث مع النَّاس من خلال مقدساتها، ورموزها الدينية، هذه خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها، ذلك أن مجرد الاقتراب لعب بالنار لا تحمد عواقبه، ولا يمكن توقع آثاره الناتجة عن ردود فعل الآخرين الذين تحاول فقط مجرد المحاولة أو التفكير للإساءة لمقدساتهم الدينية، ومعتقداتهم الفكرية، وتصرفاتهم الأيديولوجية.

لذلك ومنذ قديم الزمان، أي محاولة من البعض لمثل هذا تفتح الباب على مصراعيه أمام حروب ومواجهات لا تبقي ولاتذر، وفي التاريخ عبر كثيرة، وحوادث تنبئ عن نفسها، وتخاطب كل ذي عقل وبصيرة.

المسجد الأقصى مقدس عند المسلمين، وشاءت إرادة الله عزَّ وجلَّ أن يكون قبلة أولى للمسلمين، وثالث الحرمين التي تشد إليها الرحال، وتطوى لها الفيافي والقفار.

فيه صلى الحبيب المصطفى إمامًا بالأنبياء والمرسلين، ومنه انطلق في رحلة المعراج ليصل إلى مقام عظيم، لم يبلغه أحد قبله، ولن يبلغه أحد بعده، فأعظم به من سمو ورفعة، وأكرم بها من منزلة ومكانة، وأشرِف به من مكان طاهر عظيم مُقدس مبارك.

بعودة بسيطة واسترجاع سريع للذاكرة، ودعوة للتاريخ، ندرك، ويدرك كل ذي لب وبصيرة مكانة الأقصى وأكنافه في فلسطين السليبة الحبيبة، وكيف يقيّض الله تعالى له في كل مرة الصفوة الصادقة المخلصة من عباده لتحريره، وإعادته لأهله، وتطهير ترابه، من كل ذي دنس ورجس، كم من رجال صدقوا فأفوا بالوعد، كم من سيوف تكسرت، ورماح ارتوت، وسهام انطلقت، دفاعًا عن ثراه، وصونًا لحرمته، وإعلاء لشأنه، فما أن تضع أيادي الاستعلاء والعشوائية، والبغض والمكر يدها عليه، حتى تنبري لها هامات الرجال، وينحدرون من كل سهل وقعر، وجبل ووعر، قلوب مؤمنة، وأرواح راغبة، وعزائم لا يفل قدرتها الحديد، ولا يؤثر في إقدامها إقبال كل صنديد.

وهكذا هو الحال دوماً وأبدًا يتقدم حينا، ويتأخر حينا، لكنه لا محالة يأتي ولو بعد حين.

منذ سنين وبوعد ممن لا يملك لمن لا يستحق بإقامة وطن لليهود، والأقصى وكل فلسطين في معاناة من عبث وعشوائية وظلم وتجبر وطغيان وتعدٍ سافر صارخ على كل الحرمات، وتجاوز لكل الحدود، وعبثية مقيتة، وعنجهية لا رادع لها، في ظل سكوت وصمت لا مبرر له سوى ازدواجية المعايير، وتجاوز التشريعات والقوانين الدولية، وترك لأبسط الأخلاق والسلوكيات، وهو ليس بمستغرب من قوم اعتادوا هذا الأمر منذ أزل وأمد بعيد فبعدا لهم أينما حلُّوا.

بعد أكثر من 75 عامًا من الاحتلال الجائر لفلسطين، والتعدي السافر على كل المُقدسات والحرمات والأراضي والأفراد، ومع أكثر من 16 عامًا من حصار خانق لغزة الأبيّة الحبيبة، حصار تجاوز كل حد، وانحدر إلى كل اعتداء على أبسط الحقوق التي دعت إليها الأديان والأعراف والأخلاق، ونصت عليها القوانين الدولية.

اليوم وبعد أكثر من شهر تقف غزة صامدة ببسالة رجالها، وعزم أهلها، وشموخ نسائها، وعنفوان شبابها، وزهو بناتها، وإباء أطفالها، تقف غزة مدافعة عن الدين والعرض، والنفس والكرامة، والأرض والتاريخ، والحضارة والمجد، ضد قوم ليس لهم مما ذكر شيء فلا دين، ولا حضارة، ولا كرامة، ولا أرض، ولا تاريخ، ولا مجد.

تقف غزة من خلال مقاومة كل حركات المقاومة بها، تقف ومعها كل صاحب خلق ودين ومبدأ وعقيدة، تقف مدافعة عن ثرى الأقصى الطاهر، وعن مجد أمة ضيّع الكثير من بنيها إرثها وحاضرها.

تقف غزة وحيدة في ظل تواطؤ عالمي، وصمت إسلامي، وهوان عربي، تقف والآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والعزّل يقتلون كل يوم بآلة الحرب والدمار والخراب الإسرائيلية، التي ما انفك مجرمو الحرب فيها يعثيون فسادا وإفسادا.

تقف غزة مع كتائب الجهاد المشروع والدفاع اللازم، والبذل بالأرواح والمهج، في عالم مزدوج المعايير، ينظر لنا كأمة إسلامية وعربية نظرة لا تليق ولا تتفق ولا تتناسب مع أعدادنا المليارية؛ فأي هوان وأي نظرة وأي سلوك.

غزة الأبية أظهرت اليوم المعادن الحقيقية للرجال، وأبانت غثها من سمينها، وحرها من مسلوبها، وعزيزها من ذليلها، من يتحلى بأخلاق الفرسان، ومن يتخلى عن النجدة والحمية والمروءة.

اليوم لا مجال للوقوف في صف المحايدين؛ فإما فسطاط العز والبذل والدفاع، وإما فسطاط الخنوع والهوان.

إن الدفاع عن غزة والأقصى والقدس وفلسطين واجب عقدي أخلاقي، عربي إسلامي، لا عذر فيه لمتقاعس أو مُتخاذل، ولا مجال لفكرة شجب أو تنديد أو استنكار أو دعوة لسلام في وقت الحرب والتجاوز لكل الأخلاق والقيم. ولنصرة إخواننا هناك وجوه عديدة كثيرة أولها النفس مع القدرة، والبذل بالمال والدعم، والكلمة، والتوعية، وعبر الإعلام الحر، ومن خلال مواقع التواصل، والمقاطعة لكل داعم للاحتلال مناصر له. والدعاء الصادق سلاح المؤمن، وسيف قاطع في رقاب المحتل الغاصب الباغي.

وصدق الله تعالى في قوله: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (آل عمران: 139- 140).

وقوله جل وعلا: "وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" (النساء: 104)

وكل الشكر والثناء، والفخر والاعتزاز، لموقف بلادنا العزيزة الشامخة العربية الحُرة، بلد النصرة والكرامة، عُمان موئل أقحاح العرب، وموطن الرجال الأشاوس، أهل النجدة والغوث منذ أيام العرب الأولى يشهد لهم "يوم سلّوت"، ونجدة البصرة، ونجدة سقطرى، وطرد البرتغاليين، والقضاء على القراصنة، فشكرا وثناء عظيمين لمولانا السلطان المعظم، وحكومته، وسماحة شيخنا العلامة مفتي بلادنا العالم الذي لا يخشى في الله لومة لائم، ولكل علمائنا، وكتّابنا، وشبابنا، ونسائنا، وطلاب مدارسنا، وجامعاتنا، وكل حر غيور من بني وطني، ومن كل بلاد عربية إسلامية، ومن كل العالم.

ولنعلم أن التاريخ لا يغفل عن شيء، والأيام دول، وكل يملأ صفحته بما شاء، ويعد جوابًا لسؤال يوم الموقف العظيم، ماذا قدمتم لعباد الله تعالى في غزة؟ وكيف نصرتم المظلوم على الظالم؟ فأعدوا أجوبتكم.

اللهم هذا بعض الواجب فتقبل يالله.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعاء الصباح اليوم الجمعة 25 أبريل 2025.. «فرصة للتقرب إلى الله»

دعاء الصباح.. يُعد دعاء الصباح في يوم الجمعة من العبادات المستحبة التي تقوي الصلة بالله وتمنح المسلم راحة وسكينة مع بداية هذا اليوم المبارك. ففي يوم الجمعة، الذي يعتبر من أفضل أيام الأسبوع في الإسلام، تحظى الأدعية بفضل عظيم.

ومن خلال هذا التقرير، تستعرض «الأسبوع» أفضل أدعية الصباح ليوم الجمعة، فضل هذا اليوم وكيفية استغلاله في العبادة والدعاء.

فضل يوم الجمعة في الإسلام

يوم الجمعة هو خير الأيام كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «خيرُ يومٍ طلعتْ عليه الشمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ الساعةُ إلا في يومِ الجمعةِ».(رواه مسلم).

هذا اليوم له فضل عظيم، حيث يُستجاب الدعاء فيه خاصة في ساعة الإجابة التي لا تُرد، والتي غالبًا تكون في آخر ساعة من يوم الجمعة بعد صلاة العصر.

دعاء الصباح أهمية دعاء الصباح يوم الجمعة

ويعتبر دعاء الصباح في يوم الجمعة فرصة للمؤمن لفتح أبواب الطمأنينة والتوفيق مع بداية اليوم، ويبعث في نفسه راحة ورضا. تلاوة الأدعية في هذا الوقت تعبير عن التوكل على الله وذكره، مما يضفي بركة وحفظًا طوال اليوم.

أفضل أدعية الصباح ليوم الجمعة 25 أبريل 2025

1- دعاء الاستفتاح والرضا: اللهم إني أسألك خير هذا اليوم، فتحه ونصره ونوره وبركته، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده.

2- دعاء الاستغفار والرحمة: اللهم اجعل هذا الصباح صباح خيرٍ ومغفرة، وافتح لنا أبواب رحمتك، واغفر لنا ذنوبنا، ويسر أمورنا في الدنيا والآخرة.

3- الصلاة على النبي: اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك.

الإكثار من الصلاة على النبي في يوم الجمعة من أعظم القربات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه». (رواه أبو داود).

نصائح لاستقبال يوم الجمعة بالدعاء والعبادة

- قراءة سورة الكهف لما لها من فضل عظيم.

- الإكثار من الصلاة على النبي طوال اليوم.

- الدعاء في ساعة الإجابة، خصوصًا قبل غروب الشمس.

- الاستغفار والتوبة بنية صادقة.

دعاء الصباح دعاء لبدء اليوم الجمعة

اللهم إني أسألك خير هذا اليوم، فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده.

دعاء قضاء الحوائج

اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان عسيرًا فيسره، وإن كان قليلًا فكثره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.

دعاء التوكل

اللهم بك أستعين، وعليك أتوكل، ولك الحمد، لا حول ولا قوة إلا بك، توكلت عليك يا أرحم الراحمين، فاكفني ما أهمني وارضني بما قسمته لي.

دعاء تفريج الهم والكرب

اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل مهموم، وشفاءً لكل مريض، ورحمةً لكل ميت، واستجابة لكل دعاء، إنك على كل شيء قدير.

اقرأ أيضاًدعاء مستحب في شهر شوال | ردده الآن

دعاء خطيب مسجد المشير لمصر وقادتها وشعبها وأهل فلسطين

مقالات مشابهة

  • هاني تمام: الإسراف في العبادة يمكن أن يتحول إلى معصية
  • حسام موافي: هذه النصيحة أغلى ما يمكن أن أقدمه لمريض الضغط
  • هل يمكن فصل الهوية المهنية عن الشخصية؟ دراسة توضح
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 27 أبريل 2027
  • ثورة الزمن الكمومي.. هل يمكن للمستقبل أن يغيِّر الحاضر؟
  • هل يمكن أن يسبب الزبادي قليل الدسم السرطان؟.. تحذير مهم
  • هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟
  • منظمات دولية تحذر: أمراض يمكن الوقاية منها تهدد الملايين
  • أذكار الصباح اليوم الجمعة 25 أبريل 2025
  • دعاء الصباح اليوم الجمعة 25 أبريل 2025.. «فرصة للتقرب إلى الله»