بعد مرور شهر على انطلاق الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية، بات كل من الغرب والشرق على بيّنة من أن الهجوم لا يسير وفقًا للخطة المرسومة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "غازيتا" الروسية.

وتحدث الضابط السابق بقوات الدفاع الجوي الروسية ميخائيل خودارينوك في التقرير عن نتائج شهر من الهجوم المضاد الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية، مقدمًا توقّعاته حول ما ستبدو عليه العملية الهجومية التالية للجيش الأوكراني.

وبحسب خودارينوك، تعني حماية المواطنين في وقت الحرب عدم تعريضهم لمخاطر غير مبررة أثناء سير المعارك والعمليات، مبرزا أن مجتمع الخبراء الأوكرانيين يروّج لفكرة مفادها أن القوات المسلحة الأوكرانية تجري حاليًا عمليات "تشكيل" و"اختبار" وتدمر ببطء قوات الخصم وعتاده، مما يضمن القضاء على دفاعاته إما في نقطة مهمة واحدة، أو بعدة مناطق في وقت واحد.


استنزاف

ورجح خودارينوك احتمال نجاح مخطط أوكرانيا في حال محاربتها دولة تمتلك صناعة دفاعية محدودة القدرات وذات كثافة سكانية صغيرة، غير أن خوض صراع مسلح ضد دولة تتمتع بقدرات تعبئة تفوق القدرات الأوكرانية بأضعاف، وتمتلك صناعة دفاعية قويّة من العوامل التي تقلق أوكرانيا ولا تهدئ من روعها.

وقال إن الهجوم المضاد يؤدي يوما بعد يوم إلى استنفاد الموارد الأوكرانية، وتزايد الخسائر في صفوف الجنود والمعدات، واستنفاد الذخيرة النادرة التي بحوزة القوات المسلحة الأوكرانية.

وأشار الكاتب إلى ضرورة الاتعاظ من التجربة المريرة لرئيس هيئة الأركان العامة الألمانية إريش فون فالكنهاين في عملية فردان لعام 1916 والتعمق في دراستها قبل الاندفاع إلى منافسة مماثلة مع دولة تتفوق عسكريا واقتصاديا على القدرات الأوكرانية.


نجاحات تكتيكية.. لكن

وتجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية حققت نجاحات تكتيكية معينة واستعادت عددا من المستوطنات وتقدمت في بعض الاتجاهات، لكنها لا ترتقي إلى مستوى النتائج المرتقبة للعملية التي يمكن تقديمها بشكل مفيد في قمة الناتو المقبلة.

ويرى الكاتب أن الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية كان محكوما عليه بالفشل بسبب غياب التفوّق الجوي والناري الشامل، والافتقار إلى الاحتياطات ذات المستوى الإستراتيجي، متهما أطرافا أجنبية بدفع القيادة العسكرية والسياسية لأوكرانيا إلى الإقدام على هذه الخطوة.

وتوقّع الكاتب انتهاء العملية الهجومية للقوات المسلحة الأوكرانية، التي انطلقت في الرابع من يونيو/حزيران، بالهزيمة.

ورغم التفاؤل الذي تبديه سلطات كييف، فإنه لدى غالبية الخبراء الغربيين انطباع بأنه لا نصر متوقعا من القوات المسلحة الأوكرانية في هذه المرحلة من الكفاح المسلح، مستبعدين حدوث نقطة تحول في سير الأعمال العدائية قبل قمة الناتو المقرر عقدها هذا الشهر.


شروط النجاح

في المقابل، يستدعي نجاح العملية الهجومية الثانية للقوات المسلحة الأوكرانية امتلاك عدد كبير من المقاتلات متعددة الوظائف، وزيادة إمدادات المدفعية ذاتية الدفع والدبابات والمروحيات الهجومية ونقل العتاد.

بعبارة أخرى، يتطلب اختراق دفاع عدو مثل الجيش الروسي امتلاك قوات صاروخية ومدفعية مختلفة وقوات مدرعة فضلا عن سلاح المهندسين. وعليه، بات واضحا أن موعد انتهاء "الهجوم المضاد" الأول الفاشل وشيك، في حين أن الموعد الثاني غير قريب.

لكن التقرير أكد أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات نهائية بشأن نتائج الأعمال العدائية في هذه المرحلة، لا سيما في ظل تطور الوضع وعدم دخول القوات الرئيسية للجيش الأوكراني المعركة بعد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الهجوم المضاد

إقرأ أيضاً:

البرهان: القوات المسلحة السودانية اقتربت من النصر الكامل

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان أن قواته "اقتربت من النصر الكامل" لا سيما في ولايتي الجزيرة والخرطوم.

جاء ذلك، خلال جولة قام بها البرهان في عدد من المناطق التي استردها الجيش من "قوات الدعم السريع".

وتعهد البرهان قائلا  "سنقاتل هؤلاء الناس إلى أن نطردهم من كل البلاد" في إشارة إلى "الدعم السريع.

وفي وقت سابق ، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 38 آخرين جراء قصف نفذته قوات الدعم السريع على أحد المستشفيات في العاصمة الخرطوم.

يأتي هذا الهجوم وسط استمرار المواجهات العنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي دخلت شهرها العاشر، متسببة في كارثة إنسانية غير مسبوقة.  

بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة السودانية، تعرض أحد المستشفيات الكبرى في الخرطوم لقصف مباشر أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، بينهم مرضى وطواقم طبية. ولم يتم الكشف بعد عن اسم المستشفى المستهدف، لكن تقارير محلية تشير إلى أنه كان لا يزال يقدم خدمات طبية محدودة رغم القتال الدائر في العاصمة.  


كارثة إنسانية متفاقمة 

الهجوم على المنشآت الصحية في السودان ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن تعرضت العديد من المستشفيات للقصف أو الإغلاق القسري بسبب الاشتباكات.

وتؤكد منظمات حقوقية وإنسانية أن استهداف المستشفيات والبنية التحتية الطبية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويزيد من تفاقم الأوضاع الصحية المتدهورة في البلاد.  

 
أثار الهجوم ردود فعل غاضبة على المستويين المحلي والدولي. فقد نددت نقابة الأطباء السودانية بالاعتداء على المنشآت الطبية، معتبرة أنه جريمة حرب تستوجب محاسبة المسؤولين عنها.

كما طالبت المنظمات الإنسانية الدولية بوقف استهداف المرافق الصحية وضمان وصول المساعدات الطبية إلى المدنيين المتضررين.  

الوضع الميداني المتدهور
 منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، تشهد الخرطوم ومدن سودانية أخرى صراعًا دمويًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف، إضافة إلى نزوح الملايين داخل وخارج البلاد.

ومع غياب أي حل سياسي في الأفق، تتواصل معاناة المدنيين وسط تصاعد الانتهاكات والهجمات العشوائية.  

ومع استمرار القتال، يحذر الخبراء من أن السودان يسير نحو كارثة إنسانية أكبر، حيث تنهار الخدمات الأساسية، بما فيها النظام الصحي. في ظل هذا الواقع، تتزايد المطالبات للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العنف وحماية المدنيين.
 

مقالات مشابهة

  • أ ف ب: أوكرانيا مستعدة لفتح ممر إنساني في منطقة كورسك الروسية
  • وزير الجيوش الفرنسي يعلن تسليم أولى طائرات "ميراج 2000" إلى أوكرانيا
  • هجوم على أكاديمية الحرس الوطني الأوكراني يسفر عن مقتل ضباط
  • أوكرانيا: روسيا فقدت 845310 جنديا منذ 24 فبراير 2022
  • جابر يزور القيادة العامة ويشيد بثبات القوات المسلحة
  • رجال المال والاعمال بدنقلا يجددون دعمهم للقوات المسلحة
  • البرهان: القوات المسلحة السودانية اقتربت من النصر الكامل
  • خسرتها موسكو بعد بداية الغزو..5 قلتى بعد هجوم روسي على إيزيوم الأوكرانية
  • مقتل أوكراني وإصابة 2 آخرين في هجمات روسية على دونيتسك
  • السفارة الروسية تصدر إنذارا للبريطانيين من الانضمام للقوات المسلحة الأوكرانية