جريدة الوطن:
2025-03-07@03:20:45 GMT

نبض المجتمع: الكل يسافر!

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

نبض المجتمع: الكل يسافر!

لكُلِّ مجال من مجالات الحياة جوانب مختلفة ومتداخلة، نتيجة التطوُّرات والتغيُّرات المتلاحقة والمرتبطة بمجالات أخرى تؤثِّر وتتأثر به، وهذه ظاهرة صحيَّة بامتياز، فلا يُمكِن أن تتقدمَ الحياة إلَّا بوجود تطوُّر، والتطوُّر في الأساس نتيجة لتلك المتغيِّرات الَّتي أشَرنا لها، فالحياة ديناميكيَّة متغيِّرة لا تعرف للثبات سبيلًا.


فقَدْ أثَّرت الثَّورة الصناعيَّة الرابعة ـ كما أشَرنا في مقالات سابقة ـ على مجال السَّفر لغرض السِّياحة بصورة لَمْ تؤثرها الثَّورات الصناعيَّة الماضية؛ نتيجة قدرتها على تبسيط إجراءاته وتسهيله للجميع. وإذا كان مَنْ يمارس السَّفر لغرض السِّياحة قديمًا هُمْ فئة معيَّنة ومُحدَّدة، فئة النَّاس الميسورة مادِّيًّا والمهتمَّة بجانب الاكتشاف والمغامرة والعِلم والمعرفة، فإنَّ ما أتاحته ثورة البرمجيَّات ساعد الجميع على أن يسافرَ، ولكن بطريقته ووفق إمكاناته، فحتَّى أولئك الَّذين لا يملكون المال الكافي أُتيح لَهُمْ أيضًا ممارسة السَّفر. لقَدْ ظهرت نتيجة لكُلِّ تلك التغيُّرات أنماط متعدِّدة من السَّفر، من أبرزها ما يُسمَّى بالسَّفر الاقتصادي، الَّذي يستفيد من مختلف البرامج المتاحة لتوفير النفقات المادِّيَّة، عن طريق حجز تذاكر رخيصة مثلًا باستخدام برامج خاصَّة وحجز فنادق ووسائل النقل وغيرها، وإيجاد بدائل متعدِّدة تسهِّل من مُهمَّة السَّائح الَّذي يعتمد على هذا النَّمط وبتكاليف قليلة جدًّا، فلَمْ تَعُدِ الحاجةُ الآن إلى الذَّهاب إلى الوجهة السِّياحيَّة بِدُونِ معرفة جميع تفاصيلها من سكَنٍ ونقْلٍ وأكلٍ ومواقع سياحيَّة وإلى آخره من المعلومات المُهمَّة، وبالتَّالي تيسَّرت جميع الجوانب وأصبح لدى السَّائح إلمام متكامل بجميع متطلبات رحلته قَبل الذَّهاب، وأصبحت لدَيْه جميع البدائل وما عَلَيْه إلَّا أن يختارَ ما يناسب إمكاناته ووضعه المادِّيَّ، من هنا نشأ ما يُسمَّى بالسَّفر الاقتصادي، وهو بالمناسبة أسلوب مَرِن، يستخدمه كُلُّ مسافر وفق احتياجاته ومتطلباته. فهنالك مَنْ يوفِّر في أحد جوانب السَّفر وليس في كُلِّ الجوانب، وهنالك مَنْ يسعى للتوفير في جميع جوانب الرحلة بدءًا من التذاكر وانتهاءً بمشتريات الرحلة، وهناك مَنْ يركِّز على جانب واحد أو اثنين فتراه ينفق على مختلف المجالات، ولكن يوفِّر في وسائل النقل فيستقلُّ الوسائل المتاحة والرخيصة فقط في تلك الوجهة إيمانًا مِنْه بأنَّها لا تُشكِّل عبئًا على مسار رحلته. وبموازاة هذا التوجُّه فيما يُسمَّى السَّفر الاقتصادي ظهرت شركات طيران اقتصاديَّة تقدِّم تذاكر رخيصة للسَّفر بأسعار تنافسيَّة، كُلُّها تركِّز في النِّهاية على نشْرِ هذه الثقافة من السَّفر، كما تقدِّم مختلف البرامج ذات العلاقة بالسَّفر عروضها على مجالات النقل والأطعمة والمواقع السِّياحيَّة دعمًا لهذا التوجُّه.
ولَمْ يتوقف مجال السَّفر وتطبيقاته الإلكترونيَّة عِند هذا النَّوع، بل تعدَّاه لأنواع أخرى لأولئك الَّذين لا يمتلكون المال أصلًا، فظهرت برامج تدعم هذا التوجُّه. فعلى سبيل المثال، هنالك برامج خاصَّة بالسَّكن، يقدّم فيها أحد الأشخاص في أيِّ مدينة بأنَّه غير محتاج لسرير في بيته ويعرضه مع غرفة أو صالة مجانًا لِمَنْ يوَدُّ المبيت فيه، وما على السَّائح إلَّا الدخول للبرنامج والبحث عن هذه النَّوعيَّة من الخدمات الخاصَّة بالسَّكن في المدينة الذَّاهب إليها وحجز هذا السَّكن مجانًا، والبرنامج آمن ويشترط وجود بيانات مقدِّم الخدمة الأساسيَّة كجانب أمني مُهمٍّ، وإلى جانب توفير السَّكن بهذه الطريقة، فإنَّ ما يتعلق بالنقل له برامجه الخاصَّة أيضًا والَّتي تدعم هذا التوجُّه، لدرجة أنَّ ممارسي هذا النَّوع يقفون بالسَّاعات على الشوارع في انتظار سيارة تقلُّهم إلى وجهتهم، والشرط الأساسي هنا أن يكُونَ المشوار مجانًا.
قَدْ يُعلِّق البعض بأنَّ هذا الأسلوب لا يتوافق مع طبيعة السَّفر من أجْل السِّياحة الَّذي يجِبُ أن يكُونَ الشخص يبحث فيه عن الراحة والمتعة؟ والجواب هنا بأنَّ الراحة والمتعة هما نسبيَّان وليس مُطْلقَيْنِ، وكُلٌّ يراهما من منظوره الخاصِّ.
نخلص في النِّهاية إلى نتيجة أساسيَّة بأنَّ السَّفر من أجْل السِّياحة لَمْ يَعُدْ حكرًا على فئة معيَّنة، بل ظهرت أنماط مختلفة تراعي مختلف الجوانب المادِّيَّة لدى جميع المهتمِّين بهذا المجال، وأتاحت تطبيقات الثَّورة الصناعيَّة الرابعة الفرصة، ووحَّدت الجهود والأفكار لتقديم خدمات لمختلف فئات السَّفر، وأضحت البدائل متاحةً وميسَّرة.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

إعلان نتيجة مسابقة الطالب المثالي والطالبة المثالية بجامعة الأقصر

أعلنت الدكتورة صابرين جابر عبد الجليل، رئيس جامعة الأقصر، الفائزين بالمركز الاول والثاني والثالث على مستوى الجامعة بمسابقة الطالب والطالبة المثاليين للعام ٢٠٢٦/٢٠٢٥، التى نظمتها إدارة النشاط الاجتماعى برعاية الشباب المركزية.

واسفرت النتائج عن فوز، الطالب محمد أحمد عبد السلام، كلية الطب البشرى بالمركز الأول، وفوز الطالبة سما مصطفى محمد الصغير كلية السياحة والفنادق على المركز الأول، وفوز الطالب محمد بدوى سليم كلية الحاسبات والمعلومات على المركز الثاني وحصلت الطالبة تسنيم على محمود كلية الألسن على المركز الثاني، وفوز الطالب يوسف وهبى كلية السياحة على المركز الثالث، وفوز الطالبة سلوان مصطفى زين العابدين كلية الفنون الجميلة على المركز الثالث.

وأشارت الدكتورة صابرين عبد الجليل، إلى حرص جامعة الأقصر على تنظيم مسابقة الطالب المثالي بشكل دوري، لتكريم الطلاب المتفوقين بكافة المجالات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، فضلًا عن دعم مناخ جامعي يجمع بين تميز الطلاب أكاديميًا، وتنمية الجوانب القيادية لديهم.

ضمت لجنه التحكيم المسابقة الدكتور محمود النوبى احمد، عميد كلية الألسن،

و الدكتور أبو النجا الحجاجي، نقيب أطباء محافظة الأقصر، والدكتور حسن رفعت، مستشار رئيس الجامعة للتعاون الدولى.

وضمت لجنه الإشراف وتنظيم المسابقة الدكتور وائل الصغير، مدير عام إدارة رعاية الشباب، و ذكاء محمد صبرى، مدير إدارة النشاط الاجتماعى، و مروه على ابر إبراهيم رعاية الشباب المركزية.

مقالات مشابهة

  • بالأسماء| جامعة الأقصر تعلن نتيجة مسابقة الطلاب المثاليين.. صور
  • رابط الاستعلام عن نتيجة شقق الإسكان الاجتماعي 2025 وخطوات تقديم التظلم
  • الخارجية الأمريكية: جميع الإعفاءات الاقتصادية لإيران قيد المراجعة
  • إعلان نتيجة مسابقة الطالب المثالي والطالبة المثالية بجامعة الأقصر
  • الدعيع: نتيجة الهلال وباختاكور أسعدتني!
  • نتيجة مباراة سيراميكا كليوباترا وبيراميدز فى الدوري
  • ريال مدريد وأتلتيكو.. «نتيجة ليست حاسمة»!
  • التعادل 1-1 يحسم نتيجة الشوط الأول من قمة ريال مدريد وأتلتيكو
  • استشهاد فلسطيني داخل سجون العدو نتيجة التعذيب الشديد
  • من هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية نتيجة طقطقة الرقبة؟