جريدة الوطن:
2024-07-03@20:57:53 GMT

نبض المجتمع: الكل يسافر!

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

نبض المجتمع: الكل يسافر!

لكُلِّ مجال من مجالات الحياة جوانب مختلفة ومتداخلة، نتيجة التطوُّرات والتغيُّرات المتلاحقة والمرتبطة بمجالات أخرى تؤثِّر وتتأثر به، وهذه ظاهرة صحيَّة بامتياز، فلا يُمكِن أن تتقدمَ الحياة إلَّا بوجود تطوُّر، والتطوُّر في الأساس نتيجة لتلك المتغيِّرات الَّتي أشَرنا لها، فالحياة ديناميكيَّة متغيِّرة لا تعرف للثبات سبيلًا.


فقَدْ أثَّرت الثَّورة الصناعيَّة الرابعة ـ كما أشَرنا في مقالات سابقة ـ على مجال السَّفر لغرض السِّياحة بصورة لَمْ تؤثرها الثَّورات الصناعيَّة الماضية؛ نتيجة قدرتها على تبسيط إجراءاته وتسهيله للجميع. وإذا كان مَنْ يمارس السَّفر لغرض السِّياحة قديمًا هُمْ فئة معيَّنة ومُحدَّدة، فئة النَّاس الميسورة مادِّيًّا والمهتمَّة بجانب الاكتشاف والمغامرة والعِلم والمعرفة، فإنَّ ما أتاحته ثورة البرمجيَّات ساعد الجميع على أن يسافرَ، ولكن بطريقته ووفق إمكاناته، فحتَّى أولئك الَّذين لا يملكون المال الكافي أُتيح لَهُمْ أيضًا ممارسة السَّفر. لقَدْ ظهرت نتيجة لكُلِّ تلك التغيُّرات أنماط متعدِّدة من السَّفر، من أبرزها ما يُسمَّى بالسَّفر الاقتصادي، الَّذي يستفيد من مختلف البرامج المتاحة لتوفير النفقات المادِّيَّة، عن طريق حجز تذاكر رخيصة مثلًا باستخدام برامج خاصَّة وحجز فنادق ووسائل النقل وغيرها، وإيجاد بدائل متعدِّدة تسهِّل من مُهمَّة السَّائح الَّذي يعتمد على هذا النَّمط وبتكاليف قليلة جدًّا، فلَمْ تَعُدِ الحاجةُ الآن إلى الذَّهاب إلى الوجهة السِّياحيَّة بِدُونِ معرفة جميع تفاصيلها من سكَنٍ ونقْلٍ وأكلٍ ومواقع سياحيَّة وإلى آخره من المعلومات المُهمَّة، وبالتَّالي تيسَّرت جميع الجوانب وأصبح لدى السَّائح إلمام متكامل بجميع متطلبات رحلته قَبل الذَّهاب، وأصبحت لدَيْه جميع البدائل وما عَلَيْه إلَّا أن يختارَ ما يناسب إمكاناته ووضعه المادِّيَّ، من هنا نشأ ما يُسمَّى بالسَّفر الاقتصادي، وهو بالمناسبة أسلوب مَرِن، يستخدمه كُلُّ مسافر وفق احتياجاته ومتطلباته. فهنالك مَنْ يوفِّر في أحد جوانب السَّفر وليس في كُلِّ الجوانب، وهنالك مَنْ يسعى للتوفير في جميع جوانب الرحلة بدءًا من التذاكر وانتهاءً بمشتريات الرحلة، وهناك مَنْ يركِّز على جانب واحد أو اثنين فتراه ينفق على مختلف المجالات، ولكن يوفِّر في وسائل النقل فيستقلُّ الوسائل المتاحة والرخيصة فقط في تلك الوجهة إيمانًا مِنْه بأنَّها لا تُشكِّل عبئًا على مسار رحلته. وبموازاة هذا التوجُّه فيما يُسمَّى السَّفر الاقتصادي ظهرت شركات طيران اقتصاديَّة تقدِّم تذاكر رخيصة للسَّفر بأسعار تنافسيَّة، كُلُّها تركِّز في النِّهاية على نشْرِ هذه الثقافة من السَّفر، كما تقدِّم مختلف البرامج ذات العلاقة بالسَّفر عروضها على مجالات النقل والأطعمة والمواقع السِّياحيَّة دعمًا لهذا التوجُّه.
ولَمْ يتوقف مجال السَّفر وتطبيقاته الإلكترونيَّة عِند هذا النَّوع، بل تعدَّاه لأنواع أخرى لأولئك الَّذين لا يمتلكون المال أصلًا، فظهرت برامج تدعم هذا التوجُّه. فعلى سبيل المثال، هنالك برامج خاصَّة بالسَّكن، يقدّم فيها أحد الأشخاص في أيِّ مدينة بأنَّه غير محتاج لسرير في بيته ويعرضه مع غرفة أو صالة مجانًا لِمَنْ يوَدُّ المبيت فيه، وما على السَّائح إلَّا الدخول للبرنامج والبحث عن هذه النَّوعيَّة من الخدمات الخاصَّة بالسَّكن في المدينة الذَّاهب إليها وحجز هذا السَّكن مجانًا، والبرنامج آمن ويشترط وجود بيانات مقدِّم الخدمة الأساسيَّة كجانب أمني مُهمٍّ، وإلى جانب توفير السَّكن بهذه الطريقة، فإنَّ ما يتعلق بالنقل له برامجه الخاصَّة أيضًا والَّتي تدعم هذا التوجُّه، لدرجة أنَّ ممارسي هذا النَّوع يقفون بالسَّاعات على الشوارع في انتظار سيارة تقلُّهم إلى وجهتهم، والشرط الأساسي هنا أن يكُونَ المشوار مجانًا.
قَدْ يُعلِّق البعض بأنَّ هذا الأسلوب لا يتوافق مع طبيعة السَّفر من أجْل السِّياحة الَّذي يجِبُ أن يكُونَ الشخص يبحث فيه عن الراحة والمتعة؟ والجواب هنا بأنَّ الراحة والمتعة هما نسبيَّان وليس مُطْلقَيْنِ، وكُلٌّ يراهما من منظوره الخاصِّ.
نخلص في النِّهاية إلى نتيجة أساسيَّة بأنَّ السَّفر من أجْل السِّياحة لَمْ يَعُدْ حكرًا على فئة معيَّنة، بل ظهرت أنماط مختلفة تراعي مختلف الجوانب المادِّيَّة لدى جميع المهتمِّين بهذا المجال، وأتاحت تطبيقات الثَّورة الصناعيَّة الرابعة الفرصة، ووحَّدت الجهود والأفكار لتقديم خدمات لمختلف فئات السَّفر، وأضحت البدائل متاحةً وميسَّرة.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ميون ترحب بانطلاق جولة مفاوضات يمنية بشأن الأسرى والمختطفين في مسقط

شمسان بوست / متابعات:

رحبت منظمة ميون لحقوق الإنسان باستئناف جماعة الحوثي المفاوضات مع الحكومة اليمنية بشأن الأسرى والمختطفين الجارية حالياً في سلطنة عمان برعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وجددت المنظمة في بيان صادر اليوم الاثنين إدانة حملة الاختطافات التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق موظفي المنظمات الدولية والمحلية خلال شهر يونيو المنصرم، وتلفيق التهم للموظفين في البعثات الدبلوماسية المعتقلين منذ سنوات، مؤكدة ضرورة أن يشملهم أي اتفاق جزئي لتبادل الأسرى أو صفقة شاملة لإطلاق سراح على مبدأ الكل مقابل الكل.

وشددت على ضرورة استحضار الجميع أثناء جلسات التفاوض معاناة آلاف العائلات التي تنتظر بألم وشوق لم شملها مع ذويها القابعين خلف القضبان، والعمل بنوايا صادقة لاتشوبها حسابات سياسية، لإنجاح صفقة شاملة تضمن إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمخفيين قسريا على خلفية الصراع الدائر منذ 2014م، وفي مقدمتهم السياسي محمد قحطان.

وأشار البيان إلى أن الأسرى والمختطفين لا يزالون يتعرضون للانتهاكات بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والاحتجاز في معزل عن العالم الخارجي والحرمان من التواصل مع ذويهم والأثر النفسي البالغ عليهم وعلى عائلاتهم المحرومة من التواصل معهم، مؤكدة أن استمرار هذه الممارسات يُشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويُعرّض مرتكبيها للمساءلة القانونية.

وطالبت منظمة ميون المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية حقوق الإنسان في اليمن، وتقديم مساهمات حاسمة في جولة المفاوضات القائمة لإنجازها على النحو المرجو وأن يعمل المجتمع الدولي بلا هوادة على فرض عقوبات أممية ضد الاطراف المعرقلة والمعطلة.

نص بيان منظمة ميون:

ميون ترحب بانطلاق جولة مفاوضات بشأن الأسرى والمختطفين وتدعو الى انجاز اتفاق على قاعدة الكل مقابل الكل
ترحب منظمة ميون لحقوق الإنسان باستئناف المفاوضات بشأن الأسرى والمختطفين الجارية حالياً في سلطنة عمان برعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتجدد المنظمة في الوقت نفسه إدانة حملة الاختطافات التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق موظفي المنظمات الدولية والمحلية خلال شهر يونيو المنصرم، وتلفيق التهم للموظفين في البعثات الدبلوماسية المعتقلين منذ سنوات، وتدعو إلى سرعة الافراج عنهم، وضرورة أن يشملهم أي اتفاق جزئي لتبادل الأسرى أو صفقة شاملة لإطلاق سراح على مبدأ الكل مقابل الكل.

إنه لمن المهم أن يستحضر الجميع أثناء جلسات التفاوض معاناة آلاف العائلات التي تنتظر بألم وشوق لم شملها مع ذويها القابعين خلف القضبان، والعمل بنوايا صادقة لاتشوبها حسابات سياسية، لإنجاح صفقة شاملة تضمن إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمخفيين قسريا على خلفية الصراع الدائر منذ 2014م،

وفي مقدمتهم السياسي محمد قحطان المخفي قسرا منذ ابريل 2015. وتؤكد ميون ان ما يتعرض له قحطان انتهاك ممنهج، حيث يتم التعامل معه كورقة للابتزاز السياسي من قبل جماعة الحوثي التي استثنته من كل الاتفاقيات السابقة وما تزال حتى اللحظة ترفض الكشف عن مصير وما اذا كان على قيد الحياة، غير مكترثه بالمعاناه الانسانية لاسرته.

إن الأسرى والمختطفين لا يزالون يتعرضون للانتهاكات بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والاحتجاز في معزل عن العالم الخارجي والحرمان من التواصل مع ذويهم والأثر النفسي البالغ عليهم وعلى عائلاتهم.

ان استمرار هذه الممارسات يُشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويُعرّض مرتكبيها للمساءلة القانونية، ونحن هنا نذكر أطراف الصراع في اليمن أنها ملزمة بقانون حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها التي تحظر الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، وتضمن حقوق المحتجزين، وأن حق الأسرى والمعتقلين والمختطفين في الحياة والحرية والكرامة هو حق غير قابل للتنازل، ولا يجوز المساس به تحت أي ذريعة كانت، او ربطه بأي ملفات أخرى.

ونطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية حقوق الإنسان في اليمن، وتقديم مساهمات حاسمة في جولة المفاوضات القائمة لإنجازها على النحو المرجو وأن يعمل المجتمع الدولي بلا هوادة على فرض عقوبات أممية ضد الاطراف المعرقلة والمعطلة.
صادر عن منظمة ميون لحقوق الانسان
١ يوليو 2024

مقالات مشابهة

  • 50 أسيراً حوثياً مقابل قحطان.. تقدم جديد في رابع أيام مشاورات مسقط
  • مبادرة «كتف في كتف».. قطار التحالف الوطني الخيري يجوب مصر لدعم 25 مليون مواطن
  • ظاهرة غريبة على مجتمعنا
  • لليوم الثالث.. مباحثات مسقط مستمرة دون أي نتائج معلنة
  • رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول جميع المحافظات
  • ميون ترحب بانطلاق جولة مفاوضات يمنية بشأن الأسرى والمختطفين في مسقط
  • مؤشرات بنجاح كبير لمفاوضات مسقط
  • مبرووووك.. رابط الاستعلام عن نتيجة الثالث متوسط 2024
  • المملكة تطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • صلوات للسلام ضد الحرب.. والراعي: في الحرب الكلّ خاسرون وضعفاء.