قليلون هم الذين يدافعون عن داعش.. فقد كانت جماعة قاسية استعبدت الأقليات واغتصبت النساء وعذّبت الأطفال والرجال، وألقت بأشخاص من المباني الشاهقة، وأعدمت شباباً بسبب مخالفات بسيطة كالتدخين أو مشاهدة مباريات كرة القدم.

خرج داعش وحماس من رحم جماعة الإخوان المسلمين الأكثر وتطرفاً

ومع ذلك، لم تكن المعركة ضد داعش سهلة.

. ففي عام 2014 استولت الجماعة على الموصل التي تُضاهي مساحتها مساحة مدينة سان دييغو، واتخذت من الرقة عاصمة لها، وهي مدينة بحجم مدينة ميامي.

وفي هذا الإطار، قال مايكل روبين، محرر مساهم في موقع 19FortyFive، إنه زار كلتا المدينتين وقد خَلَتا من آفة داعش لأكثر من عامين، وكانتا لا تزالان في خراب إلى حدٍ كبير.. فعلى طول الطريق المؤدي إلى الرقة، تتناثر هياكل لما كانت مبانٍ سكنية في السابق، وبعد كل بضع بنايات، تتناثر أكوام من المركبات الصدئة المُكدسة على ارتفاع يصل إلى نحو 12 مركبة. 

The Hypocrisy of America and the UN on Criticism of Israel’s Urban Warfare - 19FortyFive ⁦@AEIfdp⁩ #Israel #Gaza #Hamas https://t.co/ZYctu4jRsI

— Michael Rubin (@mrubin1971) November 9, 2023

لم يدكُّ داعش الرقة، وإنما دكّها القصف الأمريكي.. فقد قاتل الأكراد السوريون إلى جانب القوات الأمريكية، وانتقلوا من بناية إلى أخرى لتخليص المدينة من التنظيم الإرهابي.

وبسبب التضحيات التي أقدموا عليها، بدأت الحياة تعود مجدداً إلى الرقة.. ولعب فريق كرة قدم من الشباب في الملعب الذي استخدمته داعش قبل عامين فقط سجناً ومركزاً للتعذيب، وفتحت بعض المتاجر في السوق أبوابها لبيع الفلافل والفاكهة وفساتين الزفاف والألعاب واللوازم المدرسية.

وكانت الموصل في حالة يُرثى لها أيضاً.. ومجدداً لم يكن داعش هو الذي دمر المدينة، وإنما دمرها القتال في المناطق الحضرية الذي كان ضرورياً لتحريرها.. ودمر القصف الجوي والمدفعي والقتال من بناية إلى بناية أكثر من 130 ألف منزل، كان داعش لا يعرف الرحمة.. وتجلت على بيوت كثيرة دلائل تفجير الانتحاريين أنفسهم. 

DISINFORMATION ALERT: Footage of anti ISIS operations in Raqqa is being recycled in anti Israel propaganda pic.twitter.com/9BYd6ER6hu

— Samuel Ramani (@SamRamani2) November 11, 2023

وفي ذروة معركتي الرقة والموصل، عانى المدنيون المحاصرون في كلتا المدينتين الأمرّين.. وكان هناك نقص شديد في الطعام والماء والدواء.. وانقطعت الكهرباء لعدة أيام.. ولم يطالب السكان ولا المجتمع الدولي الأكراد السوريين أو الجيش العراقي أو شركاءهم الأمريكيين بوقف إطلاق النار للسماح للمنظمات الدولية بإنشاء ممرات إنسانية.

كان السماح لتركيا بشحن إمدادات الطوارئ سيترتب عليه مساعدة داعش على حساب المدنيين الذين أرهبهم.. وكان وقف إطلاق النار سيسمح لداعش بإعادة الاصطفاف واعتقال أسرى لاستخدامهم دروعاً بشرية.. عانى السكان، لكنهم أدركوا أن هناك حلاً وسطاً يتمثل في الكفاح لأجل القضاء على الجماعة الإرهابية، فأسوأ خيار عند مواجهة خلية نحل أن يضربها المرء بعصا ويقف مؤقتاً ليسمح للدبابير بالفرار.

داعش وحماس..أهداف مختلفة

وأضاق روبن، وهو باحث بارز في معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة، في مقاله بموقع "1945": "يسوقنا هذا المشهد إلى غزة.. لا فارق كبيراً بين الفكر الديني الذي يعتنقه داعش وذاك الذي تعتنقه حماس.. فرفض داعش للحدود الوطنية، وربط حماس نفسها في خطابها بحركةٍ وطنية فلسطينية قد يشير إلى أهداف مختلفة نوعاً ما، ولكن ليس إلى فكر ديني مختلف.. فقد خرجت الجماعتان من رحم جماعة الإخوان المسلمين الأكثر  تطرفاً، وفي حين أن داعش خصّ الشيعة والأيزيديين، وانتقدت حماس اليهود كل يوم، كان السنّة الواقعون تحت سيطرة الجماعتين هم الذين عانوا أكثر من غيرهم".

وتابع الكاتب: عندما يدعو الساسة الأمريكيون الذين يصفون أنفسهم بنشطاء حقوق الإنسان أو السلام، أو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى وقف لإطلاق النار، فيتعين عليهم أن يشرحوا ما إذا كانوا سيتقدمون بالمطالب عينها التي يُطالب بها الساعون إلى تحرير العراق وسوريا من رعب داعش.

وتساءل الباحث: هل سيُعرّض مسؤولو العمليات الخارجية التابعون لوزارة الخارجية الأمريكية، الجنود الأمريكيين للخطر بمكالماتهم وتسريباتهم التي يطالبون فيها بوقف إطلاق النار؟ أما غوتيريش فقد أمسى أميناً عاماً في خضم معركة الموصل وقبل اندلاع معركة الرقة الأخيرة. فهل يمكن أن يفسر لماذا يطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار، في حين أنه لم يتقدم بطلب مثيل من أولئك الذين يشنون حملة أكثر تدميراً على مدن أكبر من غزة؟

إن الحرب جحيم مستعر، حسب وصف الكاتب، والقتال داخل المدن حتى أسوأ بكثير.. وعلى الرغم من ذلك فإن التناقض بين التعاطف الدولي مع الجهود المبذولة لهزيمة تنظيم داعش، والتردد في السماح لإسرائيل باتخاذ الإجراءات عينها، يُظهر قدراً مذهلاً من النفاق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

«نتنياهو» يبلغ الرئيس الأمريكي بموافقته على إرسال وفد للتفاوض بشأن المحتجزين

سرايا - قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، إن بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال اتصال هاتفي، إن إسرائيل قررت إرسال وفد للتفاوض بشأن المحتجزين مع حركة «حماس»، وذلك وفقا لما نقلته «القاهرة الإخبارية».

وأضاف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن «نتنياهو» أكد لبايدن مُجددًا أن إسرائيل لن تُنهي الحرب إلا بعد «تحقيق جميع أهدافها»، على الرغم من مطالب حماس بوقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، والضمانات الأمريكية المكتوبة بأن إسرائيل ستلتزم بأي اتفاق محتمل، وفقًا لما ذكرته «رويترز».

في وقت سابق، قالت حركة حماس إن أي اتفاق يتعين أن ينهي الحرب ويؤدي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل إلا بهدن في القتال لحين القضاء على حماس.

وتتضمن خطة وقف إطلاق النار المقترحة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، نهاية مايو، إطلاق سراح تدريجي للمحتجزين الإسرائيليين في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية على مرحلتين.

وتقترح أيضًا إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، مع إعادة إعمار غزة وإعادة رفات المحتجزين المتوفين في مرحلة ثالثة.


مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: أوامر الإخلاء الإسرائيلية في غزة تفاقم الوضع الإنساني الكارثي
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تصف التصريحات الإسرائيلية بشأن استئناف المفاوضات بـ«الانفراجة»
  • بايدن يرحب بقرار نتنياهو السماح للمفاوضين بالتواصل مع وسطاء مصر وقطر وأمريكا لوقف إطلاق النار
  • جحيم طائرات الحزب.. تقرير يشكف ما أحدثته في إسرائيل
  • «نتنياهو» يبلغ الرئيس الأمريكي بموافقته على إرسال وفد للتفاوض بشأن المحتجزين
  • الحكومة الإسرائيلية تجتمع اليوم للرد على حماس
  • الإعلام العبري يكشف حقيقة الخلافات الإسرائيلية حول صفقة مع غزة
  • الأمم المتحدة: 274 من العاملين في المجال الإنساني قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة
  • فيديو.. غارة إسرائيلية تقتل قائد وحدة في حزب الله وتصيب ابنه
  • إسرائيل تستهدف بنى تحتية ومبنى عسكريا لحزب الله