أكدت مصادر من المعارضة السورية لـ"عربي21" دقة الأنباء المتعلقة باعتزام الجيش التركي إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في مناطق سيطرة الجيش الوطني المدعوم من تركيا بريف محافظة الرقة، أو ما يعرف بمنطقة العمليات العسكرية "نبع السلام".

وكان "المرصد السوري" لحقوق الإنسان قد كشف عن قيام الجيش التركي بإنشاء قاعدة عسكرية في ريف عين عيسى، معتبراً أن الهدف منها هو تعزيز تواجد الجيش في تلك المنطقة.



وسيطر الجيش الوطني المدعوم من تركيا على مناطق من ريفي الرقة والحسكة، في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بعد معارك خاضها ضد وحدات حماية الشعب التابعة لـ"العمال" الكردستاني، في عملية أطلق عليها اسم "نبع السلام".

تركيا تتحسب لتغيّر التموضع العسكري الإيراني
أما المسؤول السياسي في مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثالث التابع لـ"الجيش الوطني" هشام سكيف، فيقول إن "القاعدة تأتي في إطار تعامل تركيا مع التغير في التموضع العسكري الإيراني في سوريا عموماً".

ويشير في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "الهجمات الجوية التي يشنها الجيش التركي على النقاط التابعة لحزب "العمال" الكردستاني الذي يهيمن على قرار قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكياً، في المنطقة".

وبحسب سكيف فإن الحملة الجوية التركية تحقق النتائج الجيدة في الميدان، معتبراً أن "القاعدة الجديدة تخدم زيادة التحشيد التركي في سوريا، وخاصة أن تركيا تتوعد بشن عملية عسكرية جديدة في سوريا".

‌ويعتقد النائب السابق لقائد الجيش السوري الحر، مالك الكردي، أن إنشاء القاعدة التركية لتغطية الفرجة الواسعة بين مناطق "نبع السلام" ومناطق "قسد"، ويقول لـ"عربي21": "أعتقد أنها تأتي ضمن اتفاقيات سوتشي لتحقيق مراقبة أدق للاختراقات على الحدود بين الجانبين، كما أنها تأتي لتأمين هذه المنطقة من عمليات التسلل الحاصلة لعناصر من التنظيمات الكردية المعادية لتركيا".

ويتوقع الكردي أن تعمد تركيا إلى إنشاء قواعد جديدة لتغطية هذه المنطقة، ويقول: "هذه القواعد تشكل بمجملها قاعدة انطلاق وإمداد القوات التركية في حال اتخذت القرار لتوسيع مناطق نبع السلام باتجاه الجنوب وصولاً إلى الرقة لطرد قسد من المنطقة، وهو احتمال قائم على تغير الظروف ومواقف التحالف بالمنطقة".

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، إن المنطقة التي تعتزم تركيا تشييد قاعدة عسكرية هي منطقة متعددة السيطرة، فهي تسجل تواجداً لقوات المعارضة والجيش التركي شمال طريق "m4"، وفي جنوبه تتواجد "قسد" وقوات تابعة للنظام وروسيا وإيران، علاوة على وجود قواعد "التحالف الدولي" بالقرب أيضاً.

الرد على اعتداءات "قسد"
وأضاف لـ"عربي21" أن الجبهات بين المعارضة و"قسد" تشهد عمليات تسلل ومناوشات، وبالتالي فإن القاعدة التركية تساعد في منع عمليات التسلل والتهريب، وتخدم الرد المباشر على اعتداءات "قسد".

وفي السياق ذاته، يقول أوغلو إن "القاعدة الجديدة قد تشكل عاملاً مساعداً للتحرك من قبل الجيش التركي في حال حدوث تغييرات على خارطة السيطرة، أو في حال قيام أحد الأطراف الدولية بالتحرك عسكرياً".

عين عيسى وأهميتها
ويشير الكاتب والمحلل السياسي، باسل المعراوي، إلى أهمية مدينة عين عيسى في الحسابات التركية كونها تعتبر عاصمة ما يسمى بـ"الادارة الذاتية" التي شكلتها "قسد"، ولأنها تقع على الطريق الدولي "m4" الذي يربط المنطقة الشرقية والشمالية والساحلية.


ويوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "تركيا تسعى للتحكم بالطريق"، مبيناً أن "السيطرة على عين عيسى تعزل مناطق مهمة من سيطرة "قسد" عن تواصلها الجغرافي مع شرق الفرات حيث تسقط عملياً مناطق هامة من ريف حلب الشرقي كمنطقة منبج وعين العرب والشيوخ وصرين".

ويقول المعرواي إن "ما يساعد تركيا على ذلك عدم الالتزام من روسيا وأمريكيا بالتعهد بإبعاد "قسد" عن المنطقة والشريط الحدودي التركي".

وبذلك يرى الكاتب أن "بناء هذه القاعدة العسكرية الجديدة سيجعل فرص طرد "قسد" من المنطقة أسهل، خاصة مع تراجع الاهتمام الروسي في سوريا، وتحسن العلاقات بين تركيا وأمريكا"، مؤكداً أن "أنقرة تسعى لضمان عدم معارضة أمريكا وروسيا لأي عملية تهدف للسيطرة على عين عيسى ومنبج وعين العرب".

وأسس الجيش التركي في الشمال السوري منذ شنّه أول عملية عسكرية (درع الفرات) في الداخل السوري عام 2016، 12 قاعدة عسكرية و113 موقعاً، لتكون تركيا في المرتبة الثانية بعد إيران لجهة عدد المواقع العسكرية الأجنبية في سوريا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية تركيا القاعدة التركية الشمال السوري تركيا حقوق الإنسان الشمال السوري قاعدة تركية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الترکی قاعدة عسکریة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

رسمياً..فرنسا تردّ أول قاعدة عسكرية إلى تشاد

أعيدت قاعدة فايا العسكرية الفرنسية في تشاد اليوم الخميس إلى الجيش التشادي، بعد أقلّ من شهر على الإعلان المفاجئ عن فسخ الاتفاقات العسكرية بين باريس ونجامينا، حسبما أعلنت هيئة الأركان التشادية في بيان.

وغادر جنود فرنسيون لا يعرف عددهم بالضبط فايا برّاً إلى نجامينا التي تقع على مسافة أقلّ بقليل من 780 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي، وفق ما أكده مصدر محلي في فايا.
وقالت هيئة أركان الجيوش الفرنسية، إن "إعادة (القاعدة) تأتي وفقاً للجدول الزمني المحدّد مع الشريك التشادي وتتبّع مجريات الخطّة". 

ومن المرتقب أن تنقل المركبات العسكرية التي كانت متمركزة في القواعد الفرنسية في فايا لارجو وأبيشيه ونجامينا "إلى فرنسا عبر مرفأ دوالا" في الكاميرون "مع مهلة مرتقبة بحلول يناير (تشرين الثاني)"، على أن "تستغرق الرحلة البحرية حوالى ثلاثة أسابيع"، وفق ما قال مسؤول في الجيش الفرنسي في منشور صادر عن وزارة الجيوش التشادية. 

تشاد تلغي اتفاقيات التعاون الدفاعي مع فرنسا - موقع 24أعلن وزير الخارجية التشادي عبدالرحمن كلام الله، أمس الخميس، أن بلاده ألغت اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا، بُعيد ساعات قليلة على زيارة نظيره الفرنسي جان-نويل بارو لنجامينا.

وكانت وحدة أولى من 120 جندياً فرنسياً قد غادرت نجامينا باتّجاه فرنسا الأسبوع الماضي، بعد 10 أيام من مغادرة طائرات مقاتلة فرنسية الأراضي التشادية.
وكانت فرنسا تنشر حوالى ألف جندي في تشاد في ثلاث قواعد عسكرية في سياق خطّة كان من المفترض أن تفضي إلى تخفيض عدد الجنود الفرنسيين إثر إعادة هيكلة الانتشار الفرنسي العسكري في السنغال وساحل العاج وتشاد. 

وبقيت طائرات قتالية فرنسية متمركزة في تشاد تقريباً بلا انقطاع منذ استقلال البلد في العام 1960 بهدف تدريب العسكريين التشاديين وتوفير دعم جوّي سمح في أكثر من مرة بالتصدي لتقدّم المتمرّدين الطامعين في الاستيلاء على السلطة.
وتشكل تشاد، وهي بلد صحراوي كان محوراً أساسياً للانتشار الفرنسي في إفريقيا، آخر نقطة تمركز في منطقة الساحل لباريس التي فوجئت في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) بقرار السلطات التشادية فسخ اتفاقات الأمن والدفاع المبرمة بين الدولتين.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تنسحب من أول قاعدة عسكرية في تشاد
  • رؤية تركية لمستقبل الحكم السوري: دمشق لن تعيش سيناريو بغداد
  • رسمياً..فرنسا تردّ أول قاعدة عسكرية إلى تشاد
  • في ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة" بنقابة الصحفيين.. الفقي: مصر عصية على السقوط.. خيرت: سوريا ستظل "قلب العروبة النابض".. ربيع: الجيش السوري لم يتلق راتبه منذ 6 أشهر.. الزناتي: العرب دائمًا على صفيح ساخن
  • تركيا تؤكد سيطرة الجيش الوطني السوري على منبج وسد تشرين
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • موسكو: السودان لم يرفض إقامة قاعدة روسية في البحر الأحمر
  • تصاعد عمليات التوغل الإسرائيلية في سوريا.. نقاط عسكرية وسواتر ترابية حول سد المنطرة
  • تركيا تُزوّد سوريا بالكهرباء.. تصريح عاجل لوزير الطاقة التركي
  • هام جدا.. وزير الداخلية التركي يعلن تعليمات جديدة للسوريين في تركيا