بوابة الفجر:
2024-09-29@07:14:15 GMT

"في رحاب الإلهام".. تأملات في سورة القمر

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

"في رحاب الإلهام".. تأملات في سورة القمر.. تعد سورة القمر إحدى سور القرآن الكريم، وتحمل الرقم 54، وتتكون السورة من 55 آية وتمتاز بأسلوبها البلاغي والإيقاعي، ويتم التناول فيها لقصص الأنبياء والعبر التي يمكن استخلاصها منها، وتحمل رسائل دينية وأخلاقية، ويُعتبر فهم محتوى السورة وتدبر معانيها جزءًا من التفكر في آيات الله.

مواضيع سورة القمر

سورة القمر تتناول مواضيع متنوعة من القصص القرآنية والعبر الدينية، ومن بين المواضيع المهمة فيها:-

"تحليل سورة الروم".. قصة الانتصارات والتحولات "فضل سورة الأعراف في الإسلام".. رحلة تأمل في قصصها "سورة طه وتحديات الحياة".. كيف تقدم سورة طه إرشادات للتغلب على الصعاب

1- توحيد الله: تسليط الضوء على وحدانية الله وعظمته.

2- قصص الأنبياء: تحتوي على قصص عدة أنبياء مثل نوح ولوط وإبراهيم، مع التركيز على الرسالة الإلهية والتحذير من الكفر.

3- العبر الدينية: تقديم دروس وعبر من قصص الأمم السابقة ومصائرها، مشيرة إلى أهمية استفادة المؤمنين من هذه العبر.

4- يوم القيامة: التنبيه على يوم الحساب والمحاسبة، وتحذير من العذاب ووصف أحوال الناس في ذلك اليوم.

5- الدعوة إلى الإيمان: دعوة مستمرة للناس للإيمان بالله واتباع الرسل.

فضل سورة القمر

سورة القمر، مثل غيرها من سور القرآن الكريم، تحمل فضلًا كبيرًا في النصوص الإسلامية، وإليكم بعض الفضائل المتعلقة بها، تشمل:-

"في رحاب الإلهام".. تأملات في سورة القمر

1- التأمل في قصص الأنبياء: تقدم سورة القمر قصصًا عن الأنبياء، مما يتيح للقارئ فرصة التأمل في حياة الرسل وكيفية تعاملهم مع تحدياتهم.

2- التركيز على التوحيد: تعزز السورة فهم التوحيد وأهمية الإيمان بالله ووحدانيته.

3- العبرة من الأمم السابقة: تتيح السورة استخلاص العبر من قصص الأمم السابقة ومصائرها، مما يعزز الحكمة والوعظ.

4- التنبيه على اليوم الآخر: تذكير الناس بيوم القيامة وأهمية الاستعداد له.

5- الدعوة إلى الخير والإصلاح: تحث السورة على اتباع الخير والإصلاح والابتعاد عن الشر.

فضل سورة القمر يأتي أيضًا من قيمة محتواها وتأثيرها في توجيه النفوس نحو الطريق الصحيح وتعزيز القيم الإيمانية والأخلاقية.

الحكمة من سورة القمر

الحكمة من وجود سورة القمر في القرآن الكريم تتمثل في عدة جوانب:-

"في رحاب الإلهام".. تأملات في سورة القمر

1- توجيه الرسالة الإلهية: كل سورة في القرآن تحمل رسالة خاصة بها، وسورة القمر تعنى بتوجيه الناس للتفكر والتأمل في قصص الأنبياء والعبر الدينية.

2- تعزيز التوحيد: يتكرر في السورة التأكيد على وحدانية الله وأهمية الإيمان به، مما يسهم في تعزيز التوحيد في نفوس المؤمنين.

3- التنبيه على العبر الدينية: من خلال سرد قصص الأمم السابقة ومصائرها، تقدم السورة عبرًا دينية ودروسًا تستفيد منها الأمة.

4- تحذير من العذاب والدعوة إلى الإصلاح: يتكرر في السورة تحذير من العذاب ودعوة إلى الإصلاح واتباع الطريق الصحيح.

5- توجيه الناس إلى الرشد: السورة تهدف إلى توجيه الناس نحو الرشد والخير، وتحثهم على اتباع الطاعة وترك المعصية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قصص الأنبیاء

إقرأ أيضاً:

عالمٌ فى رحاب الإبداع

كان لى خالٌ فى قريتنا، شيخ وقور جاوز السبعين من عمره، وبلغت به التجارب مبلغها الذى تصفو معه التجربة، فتجود بالحكمة الخالصة، والكلمة الصادقة، والرأى السديد. 

تبدو على مُحيّاه أمارات الذكاء والحضور؛ كنت كثيراً ما استعذب الجلوس معه دوماً ولا أمل من حديثه الشيق، وكانت جلسته فيوضات من فقه وعلم وأدب وذوق وترقية وحياة، هو الشيخ مهدى على عبدالرحيم، طيّب الله ثراه، كان يدَرِّس لنا ونحن تلاميذ فى المرحلة الإعدادية اللغة العربية والتربية الدينية، ويراقب تطورنا فيما بعدها حتى تخرّجنا فى كلياتنا ثم التحقنا بالدراسات العليا، ولمّا كبرنا فرح بنا فرحاً شديداً حينما علم بحصولنا على الدكتوراه، لأنه كان مُحبّاً للعلم، فخوراً به، وبمن ينتسب إليه، لا يعرف فى الحياة أسمى منه قيمة، ولا أنفع فى الدارين منه وسيلة ولا غايّة.

كان من طلاب المعرفة الإلهيّة حقيقةً، لا يلتفت إلى دنيا، ولا تستهويه مفاتنها، ولا يجرى وراء منفعة شخصية، كان الحق على لسانه أبلجَ ناصعاً لا يخشى فيه لومة لائم، ولربما تسببّت جراءته فى الحق فى استعداء بعضهم ممّن كانوا يكرهون طلاقة الحق ويعشقون صولة الباطل. 

تعلمت منه سر الحَوْقلة، فقد كان يكثر من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وكان يرى فيها سرَّاً عجيباً، ويحثنا على المداومة عليها، ويحدثنا شغوفاً عن عجائب الدوام عليها، رحمه الله رحمة واسعة. 

وذات يوم فى إحدى جلساته الصافية تطرق الحديث معه إلى العلم والعلماء، وإلى الرّدة عنه والفتور منه، وإلى التفوق فيه ثم النكوص عن هذا التفوق؛ وحدّثنا عن الأدب والأدباء وإبداع المبدعين، فإذا به يجود من وحى خبرته بألطف ما سمعت وخبرت، وبأثمن ما قرأت وعرفت من نفائس الوعى والمعرفة وتذوق الحقائق على النموذج الذى لا كلفة فيه ولا فى التعبير عنها حين يُراد من الكلفة الزخرفة والتنميق أو يُراد من التعبير عنها غير ما هو مكنون فى النفس ومبثوث فى طويا الضمير.

قال الشيخ المُحنك البصير، والذى هو فى سن الكهولة: هكذا يا ولدى علمتنى الحياة: أن العلم مركوزٌ فى نقاء الطبائع الإنسانية ارتكاز النار فى الهشيم؛ ما إنْ تتوهج شعلة النار فى عود واحد من أعواد كومة متراكمة من هشيم حتى تتقد وتشتعل ثم تلتهب وحافزها ما وراءها كامنٌ فيها يدفعها إلى مزيد من التلهب والاشتعال. 

وكذلك العلوم والآداب والمعارف والفنون مركوزة فى طبع الطابع المطبوع على البحث والنظر أو على السليقة العلميّة أو الأدبية متى وجد الباعث على إخراجها من باطن إلى ظاهر، ومن داخل إلى خارج، ومن مستور خفى إلى مجلو واضح لا ظلمة فيه ولا كثافة.

إذا نحن وجدنا الباعث على إخراج «الجوانيّ» الكامن فى أعماق الذات حين تعى جُوَّانيها، صار ما بالداخل قوة حرية بالاهتمام والاكتراث أكثر ممّا نأخذه من ظواهر الأمور وسفاسفها. 

يكمن الباعث ممّا لاشك فيه فى ذلك الفتيل الأول لإشعال هذه القوة الباطنة المستترة، وهى قوة «الاستعداد». 

والاستعداد جذوة روحيّة عميقة ما تلبث أن تهيج فى جوف صاحبها حتى تأخذه من فوره إلى البحث والتفتيش أخذاً يُفْرقه عن غيره من بنى جلدته. 

قوة الاستعداد هى قطعا من قوة الوجود الروحي، تلك القوة الفطرية فى بنى الإنسان يتفاوت الباذلون المجتهدون فيها كتفاوت الأنصبة فى موازين الحياة بين الربح والخسران؛ وتنقسم بينهم - وما هى بالقسمة الضيزى - حسب الجهد المتوافر لخدمة الاستعداد الباعث للعلو والارتقاء. 

واحدٌ منهم يعليها ويرفعها ويجند نفسه لخدمتها، والآخر يهبط بها إلى الدرجة التى تتلاشى معها، فيسقط دونها، فلا ارتفاع إلى حيث ترتفع فى موازينه وتقديراته غيرها، ولا رقى لها ولا تجنيد لخدمتها حيث لم تعد هى مصدر اهتمامه ولا مبعث أفكاره وسلوكياته ولا حركة نشاطه. 

واحدٌ راح يراها أقوى من كل قوة سواها، وواحد لا يعبأ بها ولا ينظر إنْ نظر إلى شيء من دلالتها لا لشيء إلا لأنها لا تدرك بالنظر ولا تنال بمدارك المحسوس، على الرغم من أنها توجد للجميع: الغافل منهم والنبيه، واليقظ فيهم لمقوماتها والسَّهيان، الطامع فى أن ينال منها حظاً رفيع المستوى والقنوع. 

تلك إذن ليست بالقسمة الضيزى، ولا هى بالجائرة على حقوق العباد والمخاليق.

الكلُّ - يا ولدى - مُدْرِكٌ منها على حسب استعداده، وفورتها فيه من فورة استعداده، فإذا انقسم الناس فيها إلى رجل يرفعها ورجل يخفضها، فالاستعداد فى طليعة هذا الانقسام الذى يغلب عليه الإيمان على الجحود والنكران: الإيمان بها كقوة ناهضة للفرد إذا هو فهم هذه القوة، وعمل بما يجعله أهلاً لتلقى مواردها وعطاياها. 

ثم إذا هو عرف أن هذه القوة من فيض الروح ومن وازع الضمير يتحرك ما إنْ تحركت ويرتفع متى ارتفعت فيه قواه الصالحة للبقاء وللعلو وللمطالب الإنسانية السامية على وجه العموم.

وعجباً كل العجب لهذا الشيخ المُحنك الخبير!

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: التصعيد المفاجئ بين إسرائيل وحزب الله يثير مخاوف من تفاقم الأزمة في لبنان
  • إشراقة الإيمان: قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة
  • هل ينتهي وقت قراءة سورة الكهف بانقضاء صلاة الجمعة؟
  • نور الهداية: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
  • سورة الكهف: النور والسكينة في يوم الجمعة
  • محمد بن راشد: نحن بشر.. يحركنا الإلهام والطموح أكثر من أي شيء آخر
  • أمور عظيمة تجعلك تلتزم بقراءة سورة الكهف مكتوبة كل يوم جمعة
  • عالمٌ فى رحاب الإبداع
  • عيد ميلادي الثالث والأربعون: تأملات قبل يوم خاص
  • تأملات قرآنية