ألمانيا.. مخاوف الشتاء البارد لم تعد موجودة رغم التهديد الروسي
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
ألمانيا.. مخاوف الشتاء البارد لم تعد موجودة رغم التهديد الروسي
في السنة الأولى من غزوها لأوكرانيا ، حاولت روسيا استغلال المخاوف من ندرة الطاقة في أوروبا خلال أشهر الشتاء الباردة، لمزيد من الحرب الإعلامية، حتى أن الروس نشروا مقطع فيديو لتعزيز هذه المخاوف، وهو مقطع يزعم أن الألمان سيتجمدون من البرد في حال عدم وصول إمدادات من شركة غازبروم الروسية.
أوقفت شركة غازبروم المملوكة للدولة جميع شحنات الغاز إلى ألمانيا في أواخر أغسطس/آب 2022. ولكن حالياً ووفق دراسة حديثة طلبتها الجمعية الألمانية لصناعات الطاقة والمياه (BDEW)، فحوالي 14 في المئة فقط من سكان ألمانيا من يعتقدون أن الشتاء المقبل قد يشهد مشاكل في شحنات الغاز.
في الجانب الآخر، يعتقد 64 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع أنهم سيقضون فصل الشتاء القادم دون أي مشاكل كبيرة، حتى لو بقي وضع العرض غير كافٍ تماماً للطلب. بينما يعتقد 18 بالمئة أن الوضع مريح للغاية وهم مقتنعون بأن ألمانيا ستجتاز فصل الشتاء دون أي مشاكل على الإطلاق.
وأفادت الجمعية الألمانية أن هذه الأرقام تبين أن "أربعة من كل خمسة مشاركين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن ألمانيا في غاية الاستعداد لفصل الشتاء المقبل".
عوامل أدت إلى الارتياح
وتقول كيرستين أندريا، المديرة التنفيذية للجمعية: "بفضل التعاون الجيد بين صناعة الطاقة والسياسيين بشأن مسألة أمن الإمدادات على مدار الفترة السابقة، يمكننا الآن أن نكون متفائلين نسبياً بشأن وضع إمدادات الغاز هذا الشتاء".
من جانبه، يقول كلاوس مولر، رئيس الوكالة الاتحادية للشبكات (BNetzA)، وهي الهيئة المنظمة في ألمانيا للكهرباء والغاز والاتصالات، إن البلد في وضع أفضل بكثير مع دخول هذا الشتاء مقارنة مع الشتاء السابق. وتحدث عن أن منشآت تخزين الغاز الألمانية امتلأت بحلول هذا الشهر، وأن واردات الغاز مستقرة.
سيناريوهات قاتمة مستبعدة
وتستند توقعات مولر الوردية إلى ستة سيناريوهات جديدة تخصّ إمدادات الغاز في ألمانيا خلال الأشهر المقبلة. قدمت الوكالة هذه النماذج في أوائل هذا الشهر، وبين السيناريوهات الستة، هناك ثلاث سيناريوهات تقلق أو تدق ناقوس الخطر.
الأول هو انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، كما حدث خلال شتاء عام 2012، ما سيدعو سكان ألمانيا إلى التفكير في ترشيد استهلاك الطاقة.
وقد يتمثل السيناريو الثاني في قيام روسيا بقطع إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا بشكل كامل في وقت لاحق من هذا الشهر، ما قد يجبر ألمانيا، التي تمتلك حالياً أكبر قدرات تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي، على زيادة صادراتها من الغاز إلى النمسا ودول جنوب شرق أوروبا.
مختارات ألمانيا- حملة تفتيش مرتبطة بتفجير خط أنابيب غاز "نورد ستريم" ما هي خطط ألمانيا للتدفئة باستخدام الطاقة النظيفة بدل الغاز؟وافقت الحكومة الألمانية على مشروع قانون من شأنه أن يفرض الانتقال إلى استخدام الطاقة المتجددة في التدفئة. لكن لماذا أثار التشريع الذعر بين مالكي المنازل والعقارات؟
معضلة ألمانيا بين "مطرقة" القيم الغربية و"سندان" الغاز القطريحاجة برلين للغاز القطري واضحة، كما كشفت ذلك الصفقة الأخيرة بين البلدين. وضع يرسم ما يشبه المأزق للدور الطلائعي الذي تلعبه ألمانيا، في سياق حملة "حب واحد" القائمة على نشر قيم التعدد على هامش مونديال كرة القدم 2022 في قطر.
توقعات بعودة ارتفاع أسعار الطاقة في ألمانيا بحلول نهاية العاممن المتوقع أن تعاود أسعار الغاز والكهرباء في ألمانيا الارتفاع مع انتهاء البرنامج الحكومي بحلول نهاية العام الحالي. جاء ذلك وفقا لحسابات بوابة "فريفوكس" لمقارنة الأسعار والتي اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية.
ألمانيا تعلن عن امتلاء خزانات الغاز.. وافتتاح أول منصة للغاز المسالأكدت ألمانيا أن منشآت تخزين الغاز لديها أصبحت ممتلئة تماما، فيما أعلنت عن افتتاح أول منصة لاستقبال حاويات الغاز المسال. يأتي ذلك في إطار جهود تأمين مصادر بديلة للغاز الروسي، الذي بدأت صادراته أيضا تتهاوى.
السيناريو الثالث حسب الوكالة، هو إذا كانت ألمانيا غير قادرة على استيراد ما يكفي من الغاز الطبيعي المسال عبر محطات في بلجيكا وهولندا، إذا ما انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير في هاذين البلدين ما سيدفع الاستهلاك المحلي إلى الارتفاع.
عموماً إذا انخفض مخزون الغاز في ألمانيا هذا الشتاء، فذلك لن يقع في كل الأحوال قبل شهر فبراير/شباط. ولكن هذا السيناريو رهين بتحقق عدة أمور في آن واحد.
أولاً، يجب أن يكون الشتاء القادم بارداً بشكل كبير. ثانياً، أن تستهلك المنازل والصناعات الغاز بشكل مرتفع لمدة مطولة. ثالثاً، أن توقف روسيا إمدادات الغاز عبر أوكرانيا في نوفمبر/تشرين الثاني. رابعاً، أن تضطر ألمانيا إلى تصدير كميات كبيرة من الغاز المخزن لديها إلى دول جنوب أوروبا. وخامساً، أن تنخفض واردات الغاز من محطات الغاز البلجيكية والهولندية بشكل كبير.
ترشيد الاستخدام مهم
بطبيعة الحال، لا يمكن استبعاد أيّ شيء. لكن الخبراء يؤكدون أنه من غير المرجح أن تحدث كل هذه التوقعات في آن واحد.
ومع ذلك، يوضي مولر بأن يظل سكان ألمانيا مقتصدين في استخدام الطاقة. وقال: "لا ينبغي لأحد أن يشعر بالبرد الشديد، لكننا نطلب من الناس مواصلة التفكير بعناية حول كيفية تقليل استهلاكهم".
وتابع أن استخدام كميات أقل من الغاز سيجعل الأسر توفر بعض المال. وتؤكد بيانات كلام مولر، إذ وفرت الأسر الألمانية متوسطة الدخل حوالي 440 يورو باستخدام كميات أقل من الغاز طوال 12 شهرا، منذ الشتاء الماضي.
أندريه غوركوف/ ع.ا
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الغاز الطبيعي الغاز ألمانيا الغاز الغاز الروسي إلى ألمانيا روسيا ألمانيا الغاز الطبيعي الغاز ألمانيا الغاز الغاز الروسي إلى ألمانيا روسيا ألمانيا إمدادات الغاز فی ألمانیا بشکل کبیر من الغاز
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يبحث عن بدائل للغاز الروسي قبل نهاية العام
روسيا – أظهر تحليل أجرته وكالة “نوفوستي” الروسية لبيانات المكتب الإحصائي Eurostat أن الاتحاد الأوروبي يحاول إيجاد موردين جدد للغاز تحسبا لمنع أوكرانيا ترانزيت الغاز الروسي إلى أوروبا.
ووفقا لبيانات Eurostat فقد استورد الاتحاد الأوروبي خلال شهر أكتوبر الماضي الوقود من المكسيك للمرة الأولى، واستأنف شراء الغاز من مصر وإندونيسيا.
وأشارت وكالة “نوفوستي” استنادا إلى تحليلاتها للبيانات السابقة إلى أن الموردين الجدد لا يستطيعون تعويض الغاز الروسي من حيث الكم والجودة.
وأوضحت الوكالة أن الاتفاق الحالي حول نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا ينتهي بحلول العام 2025، أي أواخر الشهر الجاري، وقد صرحت السلطات الأوكرانية مرارا بأنها لا تخطط لتمديده تفاق التوريد.
وأضافت الوكالة أن التصريحات الأوكرانية المتواصلة بهذا الصدد دفعت لاتحاد الأوروبي للبحث عن مصادر بديلة للغاز، ففي شهر أكتوبر الماضي استورد الاتحاد للمرة الأولى الغاز الطبيعي المسال من المكسيك بقيمة تقارب 35 مليون يورو، كما تم استئناف الشراء من مصر بعد انقطاع دام عدة أشهر بقيمة 32 مليون يورو، ومن إندونيسيا بقيمة 3 ملايين يورو.
وفي شهر سبتمبر الماضي استأنف الاتحاد الأوروبي استيراد الغاز الطبيعي المسال من أنغولا بقيمة تقدر بـ 119 مليون يورو على مدار شهرين، ومن جهة أخرى، ظهرت الكونغو خلال العام الجاري من بين الموردين الجدد للغاز للاتحاد الأوروبي بقيمة مشتريات تقدر بقيمة 109 مليون يورو.
ومع ذلك، إذا توقفت أوكرانيا عن عبور الغاز، فلن تكون هذه المصادر كافية لتعويض الكميات المفقودة من الغاز الروسي.
وفقًا لحسابات الوكالة استنادا إلى بيانات شركة التحليل Bruegel سيخسر الاتحاد الأوروبي حوالي 5% من إجمالي وارداته من الغاز، بينما توفر البلدان المذكورة سابقا حوالي 0.5% فقط من إجمالي الغاز الذي تم شراؤه من الخارج.
المصدر:نوفوستي