من الصعب الهرب من حرب إلى أخرى... لاجئون أوكرانيون في إسرائيل يعودون إلى بلادهم
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
فرّت تيتيانا كوشيفا من منزلها في مدينة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا بعد بدء الغزو الروسي لبلادها في 24 فبراير/شباط 2022، ولجأت إلى مدينة عسقلان الإسرائيلية الساحلية قرب غزة.
عمل زوجها في الماضي بإسرائيل ما دفعها للاعتقاد بأن الفرار إليها مع أطفالهما الثلاثة سيضمن لهم حياة آمنة بعيدا عن الهجمات.
على غرار آلاف اللاجئين الأوكرانيين الآخرين، اضطُرت كوشيفا للهرب من الحرب مجددا. وقالت المرأة البالغة 39 عاما: "إذا قُتلت فعلى الأقل سأكون في وطني الأم".
وإثر الهجوم الروسي على بلادها، قضت كوشيفا عشرة أيام مختبئة داخل قبو في خاركيف التي كادت تسقط. وبعد خمسة شهور على الغزو، فرّت العائلة إلى إسرائيل حيث بدأوا حياة جديدة في عسقلان الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات عن غزة.
وعندما شنّت حماس هجومها المباغت شعرت بأن عليها المغادرة. وقالت: "بدأت يداي ترتجفان وعاد إليّ الشعور ذاته الذي انتابني عندما بدأ كل شيء في بلدنا". وعادت كوشيفا لقضاء لياليها في الملجأ، لتستذكر دوي صفارات الإنذار والانفجارات مرة أخرى. وعندها، قررت بأن عليها الهرب. وقالت: "عندما تصاعد الوضع.. بدأت أشعر بالهلع"، مضيفة: "شعرت بالخوف. أدركت بأن عليّ العودة".
أُجليت العائلة إلى وسط إسرائيل حيث بقيت بضعة أيام قبل العودة إلى خاركيف.
وما زالت الحرب جزء من الحياة اليومية في خاركيف إذ رغم بسط أوكرانيا سيطرتها الكاملة عليها، إلا أن المدينة تتعرّض لهجمات روسية متكررة. وباتت صفارات الإنذار جزء من الحياة اليومية.
لكن كوشيفا تشعر بالارتياح لعودتها. وقالت: "عندما أمشي هنا، إنها بلدي الأم وعلمي. لا أعرف كيف أُعبّر عن الأمر لكنني أشعر بالسعادة".
وقالت كييف إن حوالي 4000 أوكراني غادروا إسرائيل منذ هجوم حماس.
"كانت ابنتي خائفة.. فهمت بأنه لا يمكنني البقاء"وفي العاصمة كييف، عادت آنا لياشكو وابنتها ديانا البالغة ثماني سنوات من إسرائيل التي هربتا إليها في مارس/آذار العام الماضي بعد أسابيع على بدء الغزو الروسي.
وتقول الأم البالغة 28 عاما إنهما كانتا تعيشان قرب مناطق في كييف سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الهجوم من دون "كهرباء، مياه أو اتصالات". وأضافت: "كانت ابنتي خائفة كثيرا وقررت المغادرة".
وقررت الانتقال مع ابنتها إلى إسرائيل حيث لديها أقارب. لكن عندما وقع هجوم حماس الشهر الماضي، عادت بها الذاكرة إلى يوم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت لياشكو: "كانت أولى المشاعر التي انتابتني هي ذاتها التي شعرت بها في 24 فبراير/شباط (2022) في أوكرانيا". وأضافت: "اتصل بي أحدهم صباحا وقال +آنا، بدأت الحرب+. كان ذات الشعور تماما الذي انتابني في أوكرانيا".
وأشارت إلى أن الخوف بدا جليا في عيني ابنتها و"فهمت بأنه لا يمكنني البقاء". غادرت لياشكو مع ابنتها من تل أبيب بعد أسبوع بمساعدة السفارة الأوكرانية. وتؤكد اليوم بأنها تشعر وابنتها بالسعادة للعودة وبلم شملها وابنتها مع باقي أفراد العائلة.
"كييف أهدأ من إسرائيل"ومن مكتبها على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو في كييف، تؤكد أوسكانا سوكولوفسكا بدورها بأنها اعتقدت أن إسرائيل ستكون "البلد الأكثر أمانا في العالم" عندما فرّت إليها هربا من الغزو الروسي.
وعلى غرار العديد من النساء اللواتي كنّ بصحبة أطفالهن، غادرت المحامية البالغة 39 عاما أوكرانيا مع أطفالها الثلاثة عندما بدأت الحرب العام الماضي. وقالت: "لم يكن من حقي تعريض حياتهم للخطر".
وبما أنها تتحدّث العبرية، اختارت إسرائيل وأقامت مع أطفالها في ريشون لتسيون قرب تل أبيب. لكنها قضت على غرار الأخريات يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول في ملجأ برفقة أطفالها.
وقالت سوكولوفسكا: "بدأ قصف هائل"، وبالتالي قررت سريعا مغادرة إسرائيل. وأفادت لوكالة الأنباء الفرنسية: "من الصعب الهرب من حرب إلى أخرى".
لكنها أكدت بأنها تشعر بالسعادة للعودة. وقالت: "الوضع في كييف حاليا أهدأ من إسرائيل"، بعد عامين تقريبا على الغزو الروسي، مضيفة "هذا السبب الوحيد الذي دفعني للعودة".
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج أوكرانيا لاجئون روسيا الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الغزو الروسی
إقرأ أيضاً:
الحاج حسن للذين يتحدثون عن السيادة: ألا تعتبرون أن إسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابًا لبنانيين؟
اعتبر النائب حسين الحاج حسن، اليوم السبت، أن "شهادة القادة خسارة كبيرة، ولكنها لا توقف مسيرة الأمة والشعب والمقاومة، بل على العكس يجب أن يحفزنا كل ما قدمنا من تضحيات على الثبات. إن عزيمتنا ستتفوق على حزننا، حجم الخسارة كبير، ولكن حجم عزيمتنا أيضا كبيرة، سنكمل الطريق ولن نتوقف".جاء ذلك خلال حفل تأبيني أقامته عائلة عواضة، بدعوة من رئيس جمعية "تجار الوسط التجاري" في بعلبك، تكريما لأميني "حزب الله" السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك.
وقال: "نحن تعرضنا لحرب كانت تريد أن تستأصل وجودنا واستطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى أن نصمد وننتصر، بسبب البنية التنظيمية القوية والتحالف العميق مع حركة أمل، وبسبب احتضان البيئة، وبسبب الأخوة الشهداء الذين استمروا في القتال حتى اللحظات الأخيرة، لم يستطع العدو أن يسحق المقاومة وحزب الله، على رغم الفارق التسليحي الكبير والعددي والتكنولوجي والاستخباراتي، فشل العدو في تحقيق هدفه، وها هو بكل مسؤوليه وإعلامه بعد التشييع يلتفت إلى هذه الحقيقة الموجعة له".
وتابع: "البيئة أصبحت هي المقاومة والمقاومة أصبحت هي البيئة، لا فرق بين البيئة والمقاومة، البعض يريدون لهذه البيئة أن تبتعد عن المقاومة ويريدون ابتعاد حزب الله وحركة أمل عن بعضهما، ويريدون التشكيك بكل ما قمنا به، نقول لهؤلاء أن التحالف بين الثنائي الوطني راسخ ودائم، وان البيئة التي تحتضننا ونحتضنها قوية وراسخة".
وأردف: "في 27 تشرين الثاني الماضي أعلنت آلية تنفيذية للقرار 1701، وقاد المفاوضات عن الدولة اللبنانية الرئيس نبيه بري، وأقرت الحكومة في اجتماعها قبولها هذا الاتفاق، ومددت الإدارة الأميركية الى 18 شباط، ومنذ ذلك الوقت العدو يخرق يوميا هذا الاتفاق، يسقط شهداء وجرحى، ويتم تدمير وتجريف البيوت والبساتين، ويقول وزير خارجية العدو أن الأميركيين أعطوا إسرائيل ضوءا أخضر غير محدد. نحن نعتبر أن الدوله اللبنانية بمسؤوليها كافة ومؤسساتها معنية بالدفاع عن السيادة الوطنية اللبنانية، وعليها أن تقوم بأقصى ما تستطيع لفرض الإنسحاب على العدو الاسرائيلي. فماذا أنتم فاعلون أيها المسؤولون اللبنانيون بهذا الصدد؟ وما هو الرد على وزير خارجية العدو وعلى أميركا؟ كما نتوجه للذين كانوا يتحدثون ليل نهار عن السيادة ويخوضون حملة على إيران بادعاءات واهية وغير حقيقية، ألا تعتبرون بأن اسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابا لبنانيين وتدمر البيوت؟ الا يستحق منكم ذلك موقفا أو اجتماعا أو تمديدا أو بيانا؟ كل ما نشهده الصمت المطبق على وقائع ميدانية قائمة أمامكم وأمام العالم أجمع تجاه التدخلات الأميركية في لبنان. أنتم حلفاء وأصدقاء لأميركا، وظفوا هذه الصداقات لحماية سيادة لبنان".
ورأى أن"من مهام الحكومة تحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية المحتلة، وإعادة الإعمار وهذا الملف لا يتحمل مماطلة في الوقت ولا إطالة في المدة، ولا أي ربط بالإصلاحات، يجب إعادة الإعمار دون أي شرط سياسي أو سيادي يمس بالسيادة اللبنانية، الشرط الوحيد هو الشفافية في الإنفاق والسرعة دون تسرّع وأن تصل الأموال إلى مستحقيها".