كشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية عن تفاصيل ما يجري من مباحثات في الغرف المغلقة حول صفقة تبادل أسرى، بين حركة المقاومة الإسلامية حماس، وبين إسرائيل، حيث رصدت في تقرير لها نشرته في الساعات الماضية، الجولات المكوكية من المباحثات، سواء في الدوحة العاصمة القطرية، أو ما يتم داخل الأراضي المصرية، بمشاركة عدة أطراف دولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها مصر وقطر ومشاركة قيادات من حماس مع ممثلي جهاز الموساد الإسرائيلي.

 

وحسب الصحيفة الأمريكية، أصبح المسؤولون الإسرائيليون متفائلين بحذر بإمكانية التوصل إلى صفقة رهائن مع حماس، ولكن من المرجح أن يكون أي اتفاق مؤقتاً ومحدوداً، حيث من المرجح أن تشمل الصفقة بضع عشرات فقط من الأطفال والمسنين الإسرائيليين الأسرى، من بينهم بعض مزدوجي الجنسية، بما في ذلك أمريكيون، وفقا لمسؤولين إسرائيليين، تم منحهما عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة موضوع الرهائن الحساس.

 

شرط حماس بهدنة لمدة أسبوع لإتمام الصفقة 

واعترف المسؤولان الإسرائيليان، أن إضفاء الطابع الرسمي على الهدنة الإنسانية المزعومة في شمال غزة ساعد في تقدم المحادثات عبر القطريين والمصريين، ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع على وقف القصف الإنساني يوميا لمدة أربع ساعات في غزة بعد ما يقرب من أسبوعين من الضغط من إدارة بايدن، ولكن المسؤولين حذرا من أنه لا تزال هناك العديد من القضايا العالقة التي يمكن أن تعرقل الاتفاق بسهولة، بما في ذلك حجب مسلحي حماس قائمة كاملة بالرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

ويبدو أن حماس ترفض ما حدث من هدنة مزعومة، وهو ما جعلها تبحث عن هدنة حقيقية من أجل وقف الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، لذلك وضعت حماس شروطا بهذا الصدد، فوفقا للصحيفة الأمريكية، قال المسؤولون الإسرائيليون إن القيادة العسكرية لحماس تطالب أيضًا بوقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية أطول لمدة تصل إلى أسبوع، وذلك من أجل إتمام أي صفقة خاصة بالأسرى.

 

تفاصيل تحت السطح 

ويعتقد ديفيد ميدان، ضابط المخابرات السابق في الموساد، الذي عمل لفترة منسقا لبنيامين نتنياهو في قضايا الرهائن، أن "شيئا ما يتحرك تحت السطح" فيما يتعلق بالرهائن، وقال ميدان في مقابلة حصرية مع صحيفة بوليتيكو إن الوقفات الإنسانية التي وافق عليها نتنياهو “قد تؤدي إلى بعض الخطوات الإيجابية”، فقبل أكثر من عقد من الزمان، تفاوض الميدان على صفقة لتأمين إطلاق سراح جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الشاب الذي أسرته حماس في عام 2006، مقابل 1027 سجيناً فلسطينياً، وقد استشار ميدان، الذي كان يقدم المشورة لعائلات الرهائن الإسرائيليين، دبلوماسيون أميركيون ومبعوث نتنياهو المعين حديثاً للرهائن غال هيرش.

 

ونصح ميدان هيرش والأميركيين بعدم إضاعة الوقت في التوفيق بين قنوات الاتصال المختلفة، وبأن يركزوا جهودهم على تحديد الوسطاء القادرين على الوصول إلى صناع القرار الرئيسيين، أي قادة حماس العسكريين في غزة، وقال إنه أخبرهم أن “القادة السياسيين خارج غزة في قطر ليسوا على صلة بالموضوع، وأوضح ميدان أن بإمكانهم أن يخدموا فقط كوسيط لإيصال الرسائل إلى قادة حماس العسكريين.

لا صفقة بدون موافقة السنوار والضيف ومروان عيسى 

"عندما توليت قيادة المفاوضات قبل 12 عاماً، لم أفهم في البداية بالضبط من هم اللاعبون الأساسيون" .. وقال ميدان: "أخيراً، فهمت أن الشخص الرئيسي في ذلك الوقت كان أحمد الجعبري"، وكان الجعبري في عام 2006 قائداً للجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، وقد قُتل لاحقًا في عام 2012 في غارة جوية إسرائيلية مستهدفة، والآن يقول ميدان إن يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة وأحد مؤسسي الجناح العسكري للمنظمة، هو اللاعب الرئيسي - إلى جانب محمد ضيف، الذي خطط لهجوم طوفان الأقصى الذي وقع في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، ومروان عيسى، الذي خطط لهجوم 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل. وهو نائب رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، وقال: «هؤلاء الثلاثة هم أصحاب القرار».

ويقول ميدان: "الأميركيون متورطون بعمق، ولدي انطباع بأن هناك مستوى عال جدا من المشاركة على الجانب الأمريكي، وهو يأتي مباشرة من القمة، ولكن الدور الأميركي لا يمكن إلا أن يكون محدودا، فواشنطن ليست في وضع أفضل للقيام بدور المفاوض"، وتابع: "ما يمكنها فعله هو الضغط على المصريين والقطريين وغرس الشعور بالإلحاح".

 

جولات رئيس الموساد 

في الأسبوع الماضي، زار رئيس الموساد ديفيد بارنيا ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز قطر لمناقشة سبل إطلاق سراح الرهائن في غزة مع رئيس الوزراء القطري، وفقا لتقارير وسائل الإعلام، وقال ميدان إن المفاوضات هذه المرة ستكون أصعب مما واجهه قبل عشرة أعوام، أولاً، كان يقايض بجندي واحد فقط، وليس بحوالي 240 أسيراً، معظمهم من المدنيين؛ ولم يكن يتفاوض على خلفية حرب شاملة.

 

ورغم من أنه لم يتمكن من الجلوس مقابل الجعبري بسبب القوانين الإسرائيلية، إلا أنه وزعيم حماس كانا في غرف متجاورة في القاهرة خلال المراحل النهائية حيث كان المصريون ينقلون الرسائل ذهابًا وإيابًا أثناء المساومة، وعرف ميدان أن الصفقة قريبة عندما بدأ الجعبري في قبول أنه سيكون من المستحيل على إسرائيل إطلاق سراح بعض الفلسطينيين الذين تريد حماس إطلاق سراحهم. وقال: "كان ذلك عندما علمت أنه أصبح عملياً

دور مصر فعال

وحسب الصحيفة الأمريكية، فقد كان للجنرالات المصريين دور حاسم في إتمام صفقة شاليط، بحسب ميدان. ويعتقد أنهم سيكونون أساسيين مرة أخرى - بما في ذلك الجنرال الذي قاد الفريق المصري في عام 2006، وقال ميدان: "الأمر الآن أكثر تعقيدا، فلا يوجد أحد في الغرف المجاورة، وهو ما يجعل الامر شاقا واستهلاكا للوقت، فما لدينا الآن هو أن الإسرائيليين والأمريكيين يتحدثون مع القطريين، الذين يقومون بعد ذلك بتمرير رسائل إلى قادة حماس السياسيين في الدوحة، الذين يتواصلون بعد ذلك مع غزة. وهناك مصريون يتحدثون مع قادة حماس في غزة.

وكشف المسئول الإسرائيلي السابق، أن الإسرائيليين هم من يصوغون المقترحات والأميركيون يعدلونها، والقطريون والمصريون يقدمون اقتراحات، وأضاف أن النسخة النهائية ترسل إلى غزة عبر قادة حماس في الدوحة، ولدى حماس طرق مختلفة للتواصل بين القادة السياسيين والعسكريين، بما في ذلك استخدام الهواتف المحمولة، والتي يمكن مراقبتها بسهولة.

ويقول ميدان: "تستغرق كل جولة من المفاوضات يومين إلى ثلاثة أيام، مما يؤدي إلى إبطاء العملية وإطالة أمد المساومة. وأضاف: "يستغرق الأمر الكثير من الوقت، ولكن للأسف، الوقت هو جوهر الأمر"، وكان ميدان يريد من إسرائيل أن تعطي الأولوية لمفاوضات الرهائن في وقت أقرب بكثير - وقبل أن تبدأ إسرائيل في ضرب غزة وشن عمليات برية عسكرية. 

نتنياهو مسئول عن تأخر المفاوضات 

وأضاف: "الآن نحن في وضع مختلف، ولو هناك شخصا يتحمل مسئولية تأخر المفاوضات فهو نتنياهو، وهو يلام على تباطؤه، فقد استمعت بعناية لتصريحات قادة حماس، وكان لدي انطباع بأنهم فوجئوا بالغضب الدولي بعد هجوم 7 أكتوبر، وكانوا يحاولون القول بأن أسوأ ما حدث لم ينفذه مقاتلوهم، وعن تفاصيل الصفقة الحالية، يقول الميدان إن أفضل طريقة لهندسة اتفاق الآن هي استخدام فترات التوقف لأسباب إنسانية لدفع خط إنساني تجاه حماس والقول إن عليها أن ترد بالمثل من خلال تحرير الأطفال الأسرى والمسنين والعجزة. وأضاف: "لكن الأمر صعب للغاية".

وأضاف أن عائلات الرهائن أصبحت أكثر صبراً ويأساً، فمعظمهم يحجمون عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ويتركون للحكومة تحديد أفضل السبل لاستعادة أقاربهم، ويرى معظمهم أن نتنياهو يجب أن يطلق سراح جميع الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية والذين تريد حماس إطلاق سراحهم، ولكن هذا يمكن أن يتغير قريبا، وقال ميدان: "إنهم يمرون بتقلبات عاطفية ويمكنهم قول أشياء مختلفة من يوم لآخر - عليك أن تتذكر أن هناك العديد من الأقارب المعنيين وأنهم لا يتفقون جميعًا، ولكن مع مرور كل يوم، يقول لي المزيد إنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الرهائن”.

وإذا بدأت عائلات الرهائن كمجموعة في الدعوة إلى وقف إطلاق النار، فإن ذلك قد يغير السياسة الإسرائيلية الداخلية بشكل كبير، مما يقدم لنتنياهو لحظة سياسية محتملة متفجرة، كما يقول السياسيون المعارضون، وتهدف الحرب إلى تدمير قدرات حماس العسكرية، وتشويه سمعة المنظمة لمنع أي تكرار لما حدث في 7 أكتوبر، وهي تحظى بدعم شعبي هائل، ولكن إذا واجهت إسرائيل خيارًا صارخًا للاختيار بين الرهائن والحملة العسكرية، فسوف يعطي الإسرائيليون الأولوية للحصول على الرهائن، وإطلاق سراح الأسرى، كما يقول بعض السياسيين المعارضين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دور مصر رئيس الموساد السنوار شرط حماس هدنة صحيفة بوليتيكو الأمريكية إطلاق النار إطلاق سراح بما فی ذلک قادة حماس حماس فی فی عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

الرشق يعقب على أنباء إبعاد قيادات حماس عن غزة

قال القيادي في حركة حماس عزت الرشق ، اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024 ، إن إبعاد الحركة أو قادتها من قطاع غزة "وهم إسرائيلي" لن يتحقق.

جاء ذلك تعقيبا على تقارير بشأن إمكانية مغادرة قادة حماس غزة ضمن صفقة وقف لإطلاق النار في القطاع وتبادل الأسرى مع إسرائيل.

وقال الرشق عبر حسابه على منصة تلغرام: "لا أعلق عادة على الشائعات السخيفة التي تنشرها بعض وسائل الإعلام".

وأضاف: "حماس موجودة في فلسطين، تقاتل العدو الذي يحتل فلسطين".

وشدد على أن "إبعاد حماس أو قادتها من غزة هو حلم ووهم إسرائيلي لن يتحقق"، مشيرا إلى أن "المنطق يقتضي أن يرحل المحتل ويبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون".

وفي وقت سابق الخميس، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر وصفته بالمطلع دون تحديد هويته، قوله: "هناك أفكار جديدة متداولة لوقف إطلاق النار، تقضي بخروج قادة حركة حماس وجميع مقاتليها بشكل آمن من غزة إلى السودان".

وأضاف المصدر أن "إحدى الأفكار تقترح انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، مقابل خروج حماس عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان حيث ستحصل على مكاسب مالية وسياسية".

وأشار إلى أن "هذا المقترح لاقى استحسانا لدى الأطراف المعنية بوقف الحرب، التي تقترب من نهاية عامها الأول، في مساع لإنجاز صفقة التبادل بين الطرفين"، مبيناً أن "إسرائيل وافقت على المقترح وتم نقله إلى الحركة على يد وسيط خليجي بدعم دولة عربية (لم يحددهما)".

وبحسب المصدر، فإن "الجيش السوداني وافق على استضافة جميع قادة حماس ومقاتليها على أراضيه".

وحتى الساعة 13:50 (ت.غ) لم تعقب إسرائيل أو السودان أو الوسطاء بين حماس وإسرائيل، الولايات المتحدة وقطر ومصر، على ما أوردته الصحيفة الكويتية.

وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير في قطاع غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية عشوائية.

وبوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة، أجرت إسرائيل وحماس على مدى شهور مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • “لا أعرف هل نستحق الصدارة أم لا؟”.. كونتي يتحلى بالحذر بعد ثلاثية كومو
  • الإعلام العبري يفجر مفاجأة: (إسرائيل) تسعى لإبرام صفقة مع حزب الله ووقف القتال - تفاصيل
  • إعلام عبري يفجر مفاجأة عن سعي إسرائيل لترتيب صفقة مع حزب الله ووقف القتال خلال 2 ـ 3 أسابيع
  • مصادر: إسرائيل تعتزم الرد مع تجنب "تبادل الضربات" مع إيران
  • الرشق يعقب على أنباء إبعاد قيادات حماس عن غزة
  • المذابح الإسرائيلية تتواصل في غزة وسط توقف مفاوضات التهدئة
  • قيادي في حماس: إبعاد الحركة عن غزة وهم لن يتحقق
  • وزير خارجية لبنان يكشف موافقة نصر الله على وقف إطلاق النار قبل اغتياله (شاهد)
  • "الزعيم لم يعد يثق بأحد".. تفاصيل جديدة تكشف أسرار اغتيال حسن نصر الله
  • أسفر عن 7 قتلى.. «حماس» تتبنى حادث إطلاق النار على تل أبيب