دراسة تبشر بمزارع للطاقة الشمسية في الفضاء.. بمشاركة جزائرية
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
أعلن باحثون في مشروع الطاقة الشمسية الفضائية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في يونيو/حزيران الماضي، عن نجاح أول عملية نقل لاسلكية للطاقة الشمسية عبر الفضاء، وذلك باستخدام مصفوفة ميكرويف تعمل على انتقال وتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية.
ويعتبر هذا الإنتاج خطوة متقدمة نحو إنتاج الطاقة الشمسية مباشرة من الفضاء أو ما أصبح يعرف بالطاقة الشمسية الفضائية، وهو ما يتطلب تطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية وتقنيات نشر الألواح الشمسية في الفضاء.
وفي هذا الاتجاه توصلت دراسة قام بها فريق علمي من جامعتي سري وسوانزي، إلى إمكانية إنتاج ألواح شمسية خفيفة الوزن ومنخفضة التكلفة يمكنها العمل من الفضاء، مما يساهم في إنشاء مزارع شمسية فضائية عملاقة توفر إمدادات غير محدودة من الطاقة النظيفة، إذ إن مزارع الطاقة الشمسية هي عبارة عن منشآت كبيرة تستخدم ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء من أشعة الشمس.
أقمار اصطناعية بألواح شمسيةرغم النمو المتسارع لأنواع الطاقة الشمسية في الأرض، فإن ثمة تحديات ومشكلات فنية تتطلب التغلب عليها، ومن أبرزها مشكلة كفاءة الطاقة وتقطعها، والذي يعني أن تجميع الطاقة لا يمكن أن يكون إلا عندما يتوفر ضوء الشمس الكافي بالإضافة إلى أن الألواح الشمسية تشغل مساحة كبيرة على الأرض.
ولمواجهة مشاكل تكنولوجيا الطاقة الشمسية، اتجهت مجهودات العلماء للبحث عن طرق وأساليب لاستغلال الطاقة الشمسية الفضائية مباشرة، وتعتمد هذه التقنية على استخدام أقمار صناعية مجهزة بألواح شمسية لامتصاص الطاقة الشمسية في الفضاء، وبعد ذلك تحويل الطاقة المجتمعة إلى طاقة ميكروويف قابلة للنقل، ثم إرسالها إلى محطة استقبال على الأرض، مما يمكّن من تحويل الطاقة المستقبلة إلى تيار كهربائي يمكن استخدامه في شبكة الطاقة المحلية.
قمر اصطناعي (شترستوك)وبحسب البيان الصحفي الصادر من جامعة سري يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فإن الدراسة هي الأولى من نوعها في انشاء مزارع للطاقة الشمسية في الفضاء، وذلك بعد أن قام الفريق العلمي بتتبع قمر صناعي على مدار 6 سنوات، ولاحظت كيفية توليد الألواح للطاقة وتغلبها على الإشعاع الشمسي على مدى 30 ألف مدار، وهو المدار الجغرافي الذي يظل فيه القمر الصناعي ثابتا فوق موقع محدد على سطح الأرض.
ووفقا لبيان جامعة سري، يمكن أن تمهد نتائج هذه الدراسة الطريق أمام مزارع الطاقة الشمسية القابلة للتطبيق تجاريا في الفضاء.
ويقول العلماء إن مهمة القمر الصناعي كانت مصممة لأن تستمر لمدة عام واحد فقط، لكنها استمرت في العمل بعد ستة أعوام، فيما تظهر البيانات التفصيلية أن الألواح قاومت الإشعاع وأن هيكلها الرقيق لم يتدهور في الظروف الحرارية والفراغية القاسية للفضاء.
ومن ناحية أخرى قال بيان جامعة سري: القمر الصناعي الذي تم تتبعه في الدراسة تم تصميمه من قبل مركز سري للفضاء بالتعاون مع فريق من المهندسين المتدربين من وكالة الفضاء الجزائرية، وهو يحتوي على خلايا مصنوعة من طبقة رقيقة من تلوريد الكادميوم تعمل كمادة شبه موصلة وُضعت على زجاج رقيق للغاية.
محطات طاقة شمسية فضائيةيقول البروفيسور كريج أندروود الأستاذ الفخري لهندسة المركبات الفضائية في مركز أبحاث الفضاء بجامعة سري: "يمكن أن تؤدي تكنولوجيا الخلايا الشمسية ذات الكتلة المنخفضة للغاية إلى إنشاء محطات طاقة شمسية كبيرة ومنخفضة التكلفة منتشرة في الفضاء، مما يعيد الطاقة النظيفة إلى الأرض. والآن لدينا أول دليل على أن التكنولوجيا تعمل بشكل موثوق في المدار".
أطباق تستقبل أو ترسل موجات من وإلى الفضاء (شترستوك)وخلص الدكتور دان لامب من جامعة سوانسي إلى أن "اختبار الطيران الناجح لهذه الحمولة الجديدة من الخلايا الشمسية ذات الأغشية الرقيقة عزز فرص التمويل لمواصلة تطوير هذه التكنولوجيا، كما تعتبر المصفوفات الشمسية ذات المساحة الكبيرة المخصصة للتطبيقات الفضائية سوقا سريعة التوسع.
ومن ناحية أخرى قال البيان الصادر من جامعة سري: على الرغم من أن إنتاج طاقة الخلايا أصبح أقل كفاءة بمرور الوقت، فإن الباحثين يعتقدون أن النتائج التي توصلوا إليها تثبت أن أقمار الطاقة الشمسية تعمل ويمكن أن تكون قابلة للتطبيق تجاريا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشمسیة فی الفضاء الطاقة الشمسیة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
«طاقة أبوظبي»: الابتكار ركيزة لتحقيق النمو المستدام
أكد الدكتور عبدالله حميد الجروان، رئيس دائرة الطاقة بأبوظبي، أن «شهر الإمارات للابتكار» يمثل مبادرة وطنية رائدة، تهدف إلى تعزيز وغرس ثقافة الابتكار في مجتمع الإمارات، مع إتاحة الفرصة للجهات المشاركة والعقول المبدعة لتقديم أحدث الابتكارات والمبادرات التي تسهم في صناعة المستقبل.
وأوضح بمناسبة انطلاق فعاليات شهر الإمارات للابتكار، أن هذه المبادرة تسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتميز والابتكار، وقال إن القيادة الرشيدة، حريصة على تعزيز الابتكار ركيزة أساسية، لتحقيق النمو المستدام في القطاعات الحيوية، بما في ذلك قطاع الطاقة، كما تعمل على إعداد جيل من المبدعين وتحفيزهم لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وتسريع التحول في قطاع الطاقة، وتعزيز تنافسية الدولة في المجالات المختلفة.
وأشار الجروان إلى أن الدائرة تسهم بشكل كبير في دعم أجندة الاستدامة العالمية، بتعزيز التنوع الاقتصادي في قطاع الطاقة، والابتكار في تقنيات الطاقة النظيفة، والاستثمار في البنية التحتية للطاقة المستدامة.
وأكد أن الابتكار أصبح ضرورة أساسية لمواجهة التحديات الراهنة وتحويلها إلى فرص مستقبلية، وضمان استدامة القطاع بالإمارة، مشيرا إلى أن تبني حلول ذكية وتقنيات مبتكرة صديقة للبيئة، يسهم في تحقيق اقتصاد منخفض الكربون، مشددا على أن الدائرة ستواصل العمل على تحقيق أهداف الاستدامة وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، ودعم نمو الابتكار لتحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول عام 2050. (وام)