"وول ستريت جورنال": تزايد ثقة المسؤولين الأمريكيين في دقة التقارير الفلسطينية بشأن عدد قتلى غزة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم /الأحد/: "إن إجمالي عدد الضحايا الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، آثار تعاطفا شعبيا مع الفلسطينيين، وأثار انتقادات لهذه الحرب التي تدعي إسرائيل أنها ضرورية للقضاء على حماس وحماية البلاد من المزيد من الهجمات المسلحة".. مشيرة في هذا الصدد إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش التي انتقد فيها الحرب الإسرائيلية ووصفها بأنها "مفرطة".
ونقلت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الاليكتروني - عن مسؤولين أمريكيين قولهم: "إن الاعتماد على البيانات الفلسطينية بات يشكل تحولا جزئيا من جانب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي وصفت في وقت سابق من الحرب الأرقام الواردة من غزة بأنها غير جديرة بالثقة".
وأشارت إلى أن بايدن شكك في دقة بيانات حماس بشأن ضحايا الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المستشفى الأهلى المعمداني وخلفت 500 قتيل بقوله: "ليس لدي أي اعتقاد بأن الفلسطينيين يقولون الحقيقة بشأن عدد القتلى"، فيما أدلت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بشهادتها في الكابيتول هيل الأربعاء الماضي بقولها: إن إجمالي عدد القتلى في غزة ربما يكون أعلى، نعتقد أنها مرتفعة للغاية، ومن الممكن أن تكون أعلى مما تم الاستشهاد به".
ورفض مكتب مدير المخابرات الأمريكية والبيت الأبيض التعليق على هذا الأمر إلا أنهما قالا: "إن الآلاف قتلوا في غزة لكنهما لم يتمكنا من تحديد عددهم في حين قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها "غير قادرة على تقديم تأكيد مستقل للرقم".
وقالت الصحيفة الأمريكية: "إن حصيلة القتلى في غزة تجلت بشكل بارز في المناقشات العالمية حول الرد الإسرائيلي على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي حيث قالت السلطات الصحية في غزة أمس الأول الجمعة إن أكثر من 11 ألف شخص قتلوا خلال الحرب معظمهم من النساء والأطفال، وهذه الأرقام لا تفرق بين المسلحين والمدنيين".
وأوضحت الصحيفة أنه ردا على شكوك إدارة بايدن حيال إجمالي عدد الضحايا، نشرت وزارة الصحة في غزة في أكتوبر أسماء 6747 شخصا قالت إنهم قتلوا في الحرب إلى جانب أرقام بطاقات هويتهم ومعلومات أخرى. ولم يشكك مسؤولو إدارة بايدن في أرقام الوزارة منذ نشر القائمة.
وقال المسؤولون الأمريكيون: إن الولايات المتحدة جمعت بعض المعلومات الاستخبارية حول تأثير القصف الإسرائيلي على غزة بما في ذلك الصور من مبنى إلى مبنى غير أنها لم تتمكن من جمع بيانات مستقلة كافية لتأكيد الرقم الفلسطيني أو التوصل إلى استنتاجها الخاص بشأن إجمالي عدد الضحايا.
واختتمت "وول ستريت جورنال" مقالها بالقول: "إنه في ظل الصراعات التي نشبت منذ عام 2008، لم تنحرف الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة في غزة بشكل كبير عن إحصائيات إسرائيل الخاصة بالوفيات الفلسطينية في غزة بعد الحرب، على الرغم من اختلاف الجانبين حول عدد القتلى من المدنيين وليس المقاتلين".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة الفلسطينيين إسرائيل حماس إجمالی عدد فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
أفاد تقرير أمريكي بأن الوقت حان للتوقف عن التلاعب بالحوثيين بشأن تهديدات الجماعة وهجماتها على سفن الشحن في البحر الحمر.
وقالت مجلة " commentary" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن إيقاف هجمات الحوثيين، في البحر الأحمر يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي.
في غضون ذلك، يؤكد التقرير أنه ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
وقال "أعلن الحوثيون عزمهم على استئناف هجماتهم على السفن التجارية المارة عبر ممرات الملاحة في البحر الأحمر والسويس. وتدّعي الطغمة العسكرية اليمنية المدعومة من إيران أمرين: الأول أنها ستهاجم السفن الإسرائيلية فقط، والثاني أنها تفعل ذلك تضامنًا مع حماس في غزة".
وأضاف "كلاهما كذب. ففي الواقع، ستكون كل سفينة عُرضة للهجوم، والحوثيون يختبرون نموذجًا من قرصنة القرن الحادي والعشرين، والذي إن نجح، فسيستمر، ومن المرجح أن يقتدي به آخرون، مما سيُلقي بالاقتصاد العالمي (والأمن العالمي) في حالة من الاضطراب لم يكن مستعدًا لها".
واستطرد "يمكن، بل يجب، إيقاف الحوثيين، لكن ذلك يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي. في غضون ذلك، ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".
بمعنى آخر، حان الوقت للتوقف عن التلاعب بالحوثيين. وفق التقرير.
وقال "لنبدأ بالكذبة الأولى: أن السفن الإسرائيلية فقط هي المعرضة للخطر. مثال واحد فقط من بين أمثلة عديدة، نقلاً عن نعوم ريدان وفرزين نديمي: "عندما تعرضت ناقلة النفط/الكيماويات "أردمور إنكونتر" (رقم المنظمة البحرية الدولية 9654579) التي ترفع علم جزر مارشال للهجوم في ديسمبر 2023، كانت مملوكة لشركة "أردمور شيبينغ" الأيرلندية، ولم تكن لها أي صلات واضحة بإسرائيل. بعد أسبوعين، كشف تقرير صادر عن شركة "تريد ويندز" عن قضية خطأ في تحديد الهوية - يبدو أن الهجوم كان مدفوعًا باعتقاد أن قطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر يمتلك حصة في الشركة، لكن أسهم عوفر بيعت قبل أشهر من الهجوم".
وأشار إلى أن روسيا والصين هما المستفيدان الرئيسيان من هجمات الحوثيين، مع أن أحداً لا ينعم بالأمان حقاً.
وبشأن الكذبة الثانية: وهي أن هذه مجرد "مقاومة" إضافية في غزة، وبالتالي لا تشكل تهديداً أوسع. لفهم المدى الكامل لهذه الكذبة، يجدر بنا مراجعة الضرر الواسع النطاق الذي ألحقه إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر، والفوائد التي عادت على الحوثيين أنفسهم، وما يُخبرنا به كلاهما عن الاستخدامات المستقبلية لهذه الأساليب.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/كانون الأول: "يبدو الأمر كما لو أن صناعة الشحن قد عادت إلى أيام ما قبل افتتاح قناة السويس عام 1869". وقد أعادت شركات الشحن توجيه أساطيلها بشكل جماعي حول رأس الرجاء الصالح، مما أضاف 3500 ميل بحري و10 أيام إلى معظم الرحلات. قبل أن يبدأ الحوثيون هجماتهم، كانت قناة السويس تُعالج 10٪ من التجارة العالمية.
في يناير/كانون الثاني، قدّرت مجلة الإيكونوميست أن "شحنات البضائع عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 70% من حيث الحجم"، وأن التكاليف المتزايدة لشركات الشحن - والتي ترفع تكلفة البضائع المنقولة على المستهلكين - تبلغ حوالي 175 مليار دولار سنويًا.
ولفت التقرير إلى أن هناك، طريقة أخرى للالتفاف على هذا التهديد: رشوة الحوثيين. لدى الجماعة نظام دفع مُعدّ ليعمل تقريبًا مثل نظام E-ZPass، ولكن لقرصنة قناة السويس.
وأكد أن هذه المدفوعات غير قانونية بالطبع، لذا لا تستطيع الشركات الغربية دفعها؛ وسيكون من السهل رصد أولئك الذين بدأوا فجأة بالمرور عبر ممرات الشحن سالمين. تُدرّ أموال الحماية على الحوثيين ما يصل إلى ملياري دولار سنويًا. كما أن الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي يستخدمونها لتنفيذ هذا المخطط تنخفض أسعارها عامًا بعد عام.
"بعبارة أخرى، هذه خطة عمل. ربما يستطيع الحوثيون البقاء على قيد الحياة بمفردهم، حتى لو اختفت الرعاية الإيرانية. كما أشارت مجلة الإيكونوميست، "بممارستهم الضغط على مالكي السفن، يكسبون مئات الملايين من الدولارات سنويًا - بل مليارات الدولارات - بينما يفرضون على العالم تكاليف بمئات المليارات. وبدلًا من الصمت عند توقف إطلاق النار في غزة، قد يكون الحوثيون يُبشرون بعالم فوضوي بلا قواعد أو شرطي". وفق التقرير.
وخلصت مجلة " commentary" إلى أن إدارة ترامب تواجه الآن نفس الخيار الذي أربك جو بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين للاقتصاد العالمي. مؤكدة أن المخاطر أكبر مما يدركه الكثيرون، نظرًا للآثار المترتبة على إنشاء نموذج قرصنة حديث وفعال قد يُحتذى به للجماعات الإرهابية الأخرى. في الواقع، المخاطر كبيرة بما يكفي لدرجة أن وضع حد للحوثيين هو الخيار البديهي.