تجعل رواد الفضاء أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية.. رحلات الفضاء الطويلة تضعف جهاز المناعة
تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT
شهدت رحلات الفضاء اهتماما كبيرا مؤخرا، وأرسلت بعض الدول العربية روادا للفضاء، إلا أن الدراسات العلمية الخاصة بتأثير الجاذبية على رواد فضاء ما زالت تكشف الجديد يوما بعد يوم.
فقد كشفت دراسة حديثة منشورة يوم 22 يونيو/حزيران الماضي في دورية "فرونتيرز إيميونولوجي" (Frontiers in Immunology)، عن أن رحلات الفضاء يمكن أن تؤدي إلى تغيير في التعبير الجيني، مما يضعف جهاز المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية.
وتتزايد الأدلة على أن رواد الفضاء أكثر عرضة للإصابة بالعدوى أثناء وجودهم في الفضاء. فعلى سبيل المثال، يعاني رواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) من طفح جلدي، كما أنهم يتخلصون من المزيد من جزيئات الفيروسات الحية؛ مثل فيروس "إبشتاين بار" (Epstein-Barr)، وفيروس الحصبة الألمانية. ويشير هذا الأمر إلى أن نظام المناعة لدينا قد يضعف بسبب السفر إلى الفضاء، لكن ما الذي يمكن أن يسبب مثل هذا الضعف المناعي؟
للإجابة عن هذه التساؤلات، درس الباحثون التعبير الجيني في خلايا الدم البيضاء في مجموعة من 14 رائد فضاء، هم ثلاث نساء و11 رجلا، أقاموا على متن محطة الفضاء الدولية لمدة تتراوح بين 4.5 أشهر و6.5 أشهر بين عامي 2015 و2019.
وسُحبت عينات الدم من كل رائد فضاء في 10 نقاط زمنية: مرة واحدة قبل الرحلة، وأربع مرات أثناء الرحلة، وخمس مرات بعد العودة إلى الأرض.
تم العثور على مجموعتين: الأولى من 247 جينا والثانية من 29 جينا في الكريات البيض، وقد غيرت تعبيرها بالترادف على طول الجدول الزمني المدروس. وتم تخفيض تعبير الجينات في المجموعة الأولى عند الوصول إلى الفضاء والعودة مرة أخرى إلى الأرض، بينما اتبعت الجينات في المجموعة الثانية النمط المعاكس. وتشير هذه النتائج إلى أن هذه التغييرات في التعبير الجيني تسبب انخفاضا سريعا في قوة جهاز المناعة.
وفي بيان صحفي، قالت الدكتورة أوديت لينوفيل الأستاذة المساعدة في علم الأحياء بجامعة أوتاوا "نظهر هنا أن التعبير عن العديد من الجينات المرتبطة بوظائف المناعة يتناقص بسرعة عندما يصل رواد الفضاء إلى الفضاء، بينما يحدث العكس عندما يعودون إلى الأرض بعد ستة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية".
وقال الدكتور جاي تروديل طبيب إعادة التأهيل في مستشفى أوتاوا، الأستاذ في قسم الطب الخلوي والجزيئي في جامعة أوتاوا، "تزيد المناعة الضعيفة من خطر الإصابة بالأمراض المعدية، مما يحد من قدرة رواد الفضاء على أداء مهامهم الصعبة في الفضاء".
هناك جانب إيجابي لهذه المشكلة، فقد أظهرت البيانات أن معظم الجينات في أي من المجموعتين قد عادت إلى مستوى التعبير الأصلي قبل الصعود للفضاء في غضون عام واحد من بعد العودة للأرض.
وتشير النتائج إلى أن رواد الفضاء العائدين معرضون لخطر الإصابة بالعدوى لمدة شهر على الأقل بعد هبوطهم. وفي المقابل، لا يعرف الباحثون حتى الآن كم من الوقت تستغرق عودة المقاومة المناعية الكاملة إلى قوتها، ومن المحتمل أن يعتمد طول هذه المدة على العمر والجنس والاختلافات الجينية والتعرض لمسببات الأمراض.
وافترض الباحثون أن التغيير في التعبير الجيني للكريات البيض تحت الجاذبية الصغرى ناتج عن "تحول السوائل"، حيث يتم إعادة توزيع بلازما الدم من الجزء السفلي إلى الجزء العلوي من الجسم، بما في ذلك الجهاز اللمفاوي. ومن المعروف أن تحول السوائل مصحوب بتكيفات فسيولوجية واسعة النطاق، بما في ذلك على ما يبدو تغير التعبير الجيني.
الوقاية من نقص المناعة في الفضاءقالت لينوفيل إن "السؤال التالي هو كيفية تطبيق النتائج التي توصلنا إليها لتصميم الإجراءات المضادة التي ستمنع كبت المناعة أثناء التواجد في الفضاء، وعلى وجه الخصوص أثناء الرحلات الطويلة الأمد".
وتؤكد نتائج الدراسة على ضرورة الاهتمام بصحة رواد الفضاء أثناء رحلاتهم الطويلة وبعد عودتهم إلى الأرض، لضمان قدرتهم على القيام بمهامهم على أكمل وجه. ولهذا يجب وضع إجراءات وقائية أثناء الرحلات الطويلة في الفضاء، عبر رصد أي خلل مناعي مبكر مثل الالتهابات غير السريرية والتدخل بإجراءات مناسبة قبل تفاقم الأعراض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى الأرض
إقرأ أيضاً:
صلاة تجعل الملائكة تسأل عنك في رمضان.. يغفلها الكثيرون
قيام الليل كنز عظيم ومعجزة حقيقية لمن يداوم عليها، ولا شكّ أنّها من أعظمِ الطّاعات عند الله - سبحانه وتعالى-، وهي كنزٌ عظيمٌ لمن أدركها؛ فتتحصَّلُ فيها الطُّمأنينة والرِّضا، ويحصل العبد من صلاة قيام الليل على الأجر الوفير والخير الكثير حيث تشهدها الملائكة وتكتبها السَّفرة الكِرام البررة، فلْيحرص كل مؤمن على هذه العبادة الجميلة، كلٌّ حسب طاقته.
قيام الليلبنسبة 90 % هو أهم أدوات السعي لأي شيء أنت تريده، فكرة الخلوة بالليل بنفسك والناس نائمة من حولك وأنت قائم تصلي وتدعي وتبكي كفيلة إنها تصلح أي أمر دمر عندك (نفسياً ومعنوياً ومادياً)، قال أحد السلف: (أتعجبّ ممّن له عند الله حاجة كيف ينام وقت السحر)، يكفيك ربع ساعة أو ثلث ساعة فقط من الليل تركع لله فيهم، فسهام الليل لا تُخطئ الهدف أبداً حتى وإن لم تصبه إصابة كاملة.
أعظم ما قيل في قيام الليل
- ألا يَكفيك أَن اللَّٰه إصطفاك من بين أَهل بيتك و بلدتك لِتُناجيه و يُطلِق لسانك بالدُعاء لِيَستجيب لَك
- أما يَكفيك أنه حِين تَغيب ليلة عن قِيام الليل فَتنظُر الملائكة علىٰ بيتك فتَراهُ مُظلم و قد اعتادت أن تَراهُ مُنيراً كل يوم
- فَتسأل عليك ما أصَابَك فَتَخَلفتَ الليلة عن قيام الليل
- فإن كُنت مريضاً دَعوا لَكَ بالشِفاء و إنْ كُنت مَهمومَاً حَزيناً دَعت لَك بأن يُفرَّج هَمك
- أما يَكفيك أنهُ ستكون لَكَ صُحبةٌ فـِ السماء فإن غِبت عنهم سَألوا الله عليك.. فلا تنس قيام الليل .
وقد علم العارفون أنَّ قيامَ الليل مدرسةُ المخلصين، ومضمارُ السابقين، وأنّ الله تعالى إنما يوزّع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويحرم منها الغافلون والنَّيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة، ولا نوَّر الله قلبًا بحكمة، إلاّ بحظ من قيام الليل.
والسرُّ في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله تعالى خيرًا مما فقد، وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا، ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره."
ولا ريب أنَّ الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه، وفضلاته، ما هو من أنفع شيء له، سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن، والروح، والقلب".
ولهذا لا تجد أصح أجسادًا من قوَّام الليل، ولا أسعد نفوسًا، ولا أنور وجوهًا، ولا أعظم بركة في أقوالهم، وأعمالهم، وأعمارهم، وآثارهم على الناس، وقوَّام الليل أخلص الناس في أعمالهم لله تعالى، وأبعدهم عن الرياء، والتسميع، والعجب، وهم أشدّ الناس ورعًا، وأعظمهم حفظًا لألسنتهم، وأكثرهم رعاية لحقوق الله تعالى، والعباد، وأحرصهم على العمل الصالح.
ولا بد من تذكرة أخيرة، وهي أنه "صلى الله عليه وسلم" لم يترك هذه السُّنَّة قطُّ في حياته، لا في مرض، ولا في كسل، ولا في غيره، وهي سُنَّة قيام الليل، حيث روى أبوداود - وقال الألباني - صحيح: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ: قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: "لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا".
وكان ينصح أصحابه بالحفاظ عليه، وعدم التذبذب في أدائه، حيث روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرِو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِيّ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ».
وتتحقَّق هذه السُّنَّة بصلاة ركعتين أو أربع، أو أكثر، في أي وقت من بعد صلاة العشاء، وإلى قبل صلاة الفجر، وقد أراد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لجميع المسلمين أن يؤدوا هذه السُّنَّة، فجعل الأمر سهلًا على الجميع، فلم يشترط طول القيام، إنما نصح أن نصلي قدر الاستطاع، حيث روى أبو داود - وقال الألباني - صحيح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ».