الطريقة التي تتواصلين بها مع طفلك لا تعلمه التواصل مع الآخرين فحسب، بل تساهم في تشكيل تطوره العاطفي وكيفية تأسيس علاقاته مع الآخرين في حياته.

وتعد كل أنواع التفاعل مع طفلك شكلا من أشكال التواصل، ولا يتعلق الأمر فقط بالكلمات التي تقولينها، فنبرة صوتك ونظرة عينيك وعناقك وقبلاتك له كل ذلك يعد بمثابة رسائل توصلينها إلى طفلك.

هناك عبارات يجب عليك حذفها من مفرداتك وعدم قولها لأطفالك، واستعرضت الكاتبة سوزانا جودوي في تقرير نشرته مجلة "مادريس أوي" (Madres Hoy) الإسبانية بعض هذه العبارات، ومن أهمها:

ينصح خبراء التربية بتجنب مقارنة طفلك بالآخرين من أجل إقناعه بفعل شيء ما (بيكسلز) 1- "لقد قلت لك"

هذا آخر شيء يريد أي شخص سماعه عندما يحدث خطأ ما، فربما كنت محقا في تحذير ابنك، لكن تقبّله بدلا من صده، وذلك سيجعله يشعر بمزيد من الانفتاح للتحدث إليك في المستقبل، وبدلا من استخدام تلك العبارة التي تعبر عن الفشل المطلق يمكنك الاستعاضة عن ذلك بقول شيء مثل "أنا آسف لحدوث هذا لكنك ستتعلم منه".

وأشارت الكاتبة إلى أن هذه العبارة سمعها معظمنا في وقت ما، وأولئك الذين ليس لديهم أشقاء كان عليهم سماع المقارنة مع أبناء عمومتهم أو أصدقائهم، وهو شيء يجعل المستمع حزينا بالتأكيد.

لقد قيل دائما إن المقارنات بغيضة، حيث يمكن أن تولد بسببها خصومات، فضلا عن تقليل احترام الذات، لذلك حاول ألا تقارن طفلك بالآخرين من أجل إقناعه بفعل شيء ما.

2- "سأعاقبك"

هذه إحدى العبارات التي يمكننا قولها عندما تفشل الطرق الأخرى في مواجهة السلوك السيئ، لكنها تخرج من أفواهنا عندما نكون بالفعل متعبين أو غاضبين.

وتولّد هذه العبارة مزيدا من الخوف لدى الأطفال، وتجعلهم يفعلون ما نريد في النهاية، ومن المؤكد أن هذا ليس ما تريده لحياتك العائلية.

ومن ناحية أخرى، فإننا إذا قلنا ذلك ولم نقم به فإن الأطفال يعتقدون أنه لا توجد عواقب حقيقية، لذا حاول أن تضع حلولا أكثر واقعية من خلال التعليم بالقدوة.

3- "لا داعي للبكاء"

إذا كان الأطفال يشعرون برغبة في البكاء فإننا لا نملك الحق في كبح مشاعرهم، هناك أطفال عاطفيون أكثر من غيرهم بلا شك، لذلك يجب أن نعطيهم الفرصة ليعبروا عن أنفسهم، وأن نمنحهم الطمأنينة عندما يحتاجون إلينا ونخبرهم أننا سندعمهم، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي نضمن بها ألا يخفوا مشاعرهم لأنهم سيشعرون بالأمان.

التواصل من خلال لغة الجسد بنظرة عينيك وعناقك وقبلاتك له يعد بمثابة رسائل توصلها إلى طفلك (غيتي) 9 نصائح لتحسين مهارات التواصل مع طفلك

ولأن التواصل مع طفلك من خلال نظرة عينيك وعناقك وقبلاتك يعد بمثابة رسائل حقيقية نقدم في ما يلي 9 نصائح لتطبيق مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي بحسب تقرير نشرته "اليونيسيف" على موقعها الرسمي:

1- الاصغاء باهتمام:

يساعد الأطفال على الشعور بأنهم مسموعون ويمنحهم شعورا بالأهمية، فاستخدام الإيماءات مثل ابتسامات التشجيع وهز الرأس بالتأييد يظهرك منخرطا في ما يقوله طفلك ومهتما به حق الاهتمام، كما أن النزول إلى نفس مستوى عين طفلك أثناء حديثه معك يعينه على الشعور بالأمان والارتباط بك.

2- الإنصات الانعكاسي:

طريقة رائعة لتظهر لأطفالك أنك تهتم وتواكب ما يقولونه وكأنك مرآة لما يتحدثون به، كرر ما يقولونه لك باستخدام صيغ مختلفة، على سبيل المثال إذا قال طفلك "أنا لم أعد ألعب مع زيد" يمكنك الرد بـ"أنت لا تلعب مع صديقك؟"، يترك هذا الأسلوب مجالا للطفل للتعبير عن عواطفه بحرية، وقد تتفاجأ بحجم ما يود قوله.

3- التحدث بوضوح:

تحدث بكلمات واضحة ومفهومة لطفلك تناسب عمره، وكن واضحا ومحددا ولا تستخدم كلمات مهينة، التحدث بلغة لطيفة يساعد في تقديم مثال إيجابي لأطفالك، وتذكّر أن المحادثة يجب أن تجعل طفلك يشعر بالاحترام والحب.

4- تجنب الرشوة

قد يبدو تقديم المكافآت مثل الحلوى للسلوكيات الأساسية قادرا على منحك سيطرة قصيرة الأجل على طفلك، لكنه لا يسمح لك بتطوير حدود واضحة معه، ويمكن أن يؤدي إلى عدم الثقة بينك وبينه.

حاولي أن تكون توقعاتك حيال أفعال طفلك واضحة وواقعية، وأن تثني على السلوك الجيد عندما ترينه، وتأديبه بهدوء عند الحاجة لحثه على سلوك أفضل.

الإصغاء باهتمام يساعد الأطفال على الشعور بأنهم مسموعون ويمنحهم شعورا بالاهتمام (غيتي) 5- التعبير عن المشاعر

لمساعدة طفلك على تطوير ذكائه العاطفي فإن من المهم بالنسبة له أن يتعلم كيفية التعبير عن مشاعره، عندما يعبر طفلك عن مشاعره مشافهة استمعي إلى ما يقوله وتعاطفي معه دون أن تحكمي عليه.

انظري إلى الحياة من منظوره، فإذا كان طفلك الصغير يعبر عن مشاعره بطريقة غير لفظية كأن ينتابه الغضب أو أن يضحك مستمتعا بالقيام بشيء يحبه فساعديه على التعبير عما يشعر به من خلال تعليمه الكلمات التي تصف السعادة والحزن والراحة والأذى والخوف والجوع والفخر والنعاس والغضب والعجز والانزعاج والارتباك والبهجة.

6- استخدام عبارات "الملاحظة"

عندما تثني على طفلك لأفعال محددة قام بها فذلك يساعده على الشعور بالرضا عن نفسه ويتيح له معرفة السلوكيات التي تحبينها، فبدلا من قول "أحسنت" حاولي أن تكوني أكثر تحديدا مع استخدام عبارة "لاحظت"، فمثلا قولي "لاحظت أنك تعيد جميع ألعابك مكانها بعد انتهاء وقت اللعب، أحسنت".

7- قضاء وقت ممتع معا

ما إن يبدأ أطفالك بالنمو حتى تصبح الأبوة والأمومة مهمة أكثر مشقة، ولهذا فإن قضاء الوقت مع الأطفال والاستمتاع بحديث لطيف معهم يعدان طريقة رائعة لتعزيز العلاقة معهم، ابحث عن وسائل تتواصل بها مع طفلك من خلال مدح شيء يهتم به، والانتباه إلى اهتماماته والمزاح معه، تذكّرا، اضحكا مع طفلكما ولكن لا تضحكا عليه أبدا.

8- التركيز على السلوك

إذا كنت مستاءة من طفلك بشأن أمر ما فاحرصي على أن انتقاداتك وتعليقاتك موجهة إلى سلوكه وليس إلى شخصه، على سبيل المثال بدلا من "لا أحب أن تكون فوضويا" جربي "لا يعجبني تركك ملابسك ملقاة في كل مكان".

9- القدوة الحسنة

على الوالدين أن يكونا مثالا حسنا لأطفالهما، فهما يمثلان مدخل الأطفال إلى العالم، فما يراه طفلك لا يقل أهمية عما تقوله له.

لا تقطعي وعدا لطفلك إلا وأنت واثقة من قدرتك على الوفاء به، فذلك يساعد على بناء الثقة والحفاظ عليها.

تذكّري أن الإرشاد بلطف وحب هو دائما الطريقة التي يجب اتباعها لتوطيد علاقتك بطفلك والتواصل معه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

مركز “كنف” يستقبل وفد بلدية الشارقة لتعزيز التعاون في حماية الأطفال

 

استقبل مركز “كنف”، المتخصص في دعم وحماية الأطفال ضحايا الإساءة، مؤخراً وفداً من بلدية الشارقة برئاسة سعادة عبيد سعيد الطنيجي، مدير عام بلدية الشارقة. وكان في استقبال الوفد كل من هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل ورئيس اللجنة العليا لمركز “كنف”، وأمينة الرفاعي، مدير المركز، وعدد من المسؤولين ومديري أقسام المركز.
وشهدت الزيارة جولة ميدانية في المركز، حيث اطلع الوفد على أبرز الخدمات والبرامج التي يقدمها المركز لحماية الأطفال من كافة أشكال الإساءة. كما تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون المستقبلي بين بلدية الشارقة ومركز “كنف” لضمان تقديم خدمات رعاية وحماية شاملة للأطفال.
وضم الوفد عدداً من كبار المسؤولين في بلدية الشارقة، منهم المهندس خليفة بن هده السويدي مدير الخدمات الفنية، وعاطف الزرعوني مدير الخدمات المساندة، وعادل عمر مدير الصحة العامة والمختبرات المركزية، وخالد فلاح السويدي مدير خدمة المتعاملين، وطارق آل صالح مدير معهد الشارقة للسياقة.

آفاق جديدة للتعاون بين بلدية الشارقة و”كنف”
وتعد زيارة وفد بلدية الشارقة إلى مركز “كنف” خطوة مهمة في تعزيز التعاون المستمر بين المركز والمؤسسات الحكومية المختلفة في إمارة الشارقة. وتعكس هذه الزيارة التزام بلدية الشارقة بتقديم الدعم الكامل لمبادرات حماية الطفولة وضمان توفير بيئة آمنة وصحية للأطفال في الإمارة. ومن خلال هذه الزيارة، يؤكد الجانبان أهمية الشراكة بين مختلف القطاعات الحكومية لتحقيق أهداف حماية الطفل بشكل فعّال ومستدام.

نموذج رائد لحماية الأطفال
ويعد “كنف” أول مركز من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة، ويهدف إلى توفير بيئة آمنة للأطفال الذين تعرضوا للإساءة الجسدية أو الجنسية. ويعمل المركز تحت إشراف إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ويوفر خدمات متكاملة تشمل الدعم القانوني، النفسي، الاجتماعي والطبي، في مكان واحد يتيح التنسيق الفعال بين جميع الجهات المختصة، ويراعي خصوصية الطفل في مثل هذه القضايا. ومن أبرز أهداف المركز توفير بيئة شاملة لحماية الطفل ورعايته دون تحميله وأسرته أعباء إضافية، ويعمل “كنف” على بناء شراكات استراتيجية مع الجهات الحكومية والخاصة لتوحيد الجهود في تقديم الرعاية المثلى للأطفال المتضررين.
ويحمل المركز رسائل استراتيجية تتمثل في تعزيز الوقاية أولاً من خلال توفير بيئة آمنة ومستدامة تضمن حماية الأطفال من كافة أشكال الإساءة والتعامل معها بطريقة متكاملة وشاملة. كما يسعى “كنف” إلى تعزيز التعاون المجتمعي بين جميع المؤسسات والجهات المجتمعية لضمان حماية الأطفال وتوفير الدعم اللازم لهم في جميع مراحل حياتهم. ويعتمد المركز على نظام متكامل وسريع للاستجابة لأي حالات إساءة، بالتعاون مع الشركاء المعنيين، بهدف تقديم الرعاية الفورية واللازمة للطفل.


مقالات مشابهة

  • «كنف» يستقبل وفد بلدية الشارقة لتعزيز التعاون في حماية الأطفال
  • دراسة تنفي معتقد شائع.. هذه الأطعمة قد تصيب طفلك بالسكر
  • "الجارديان": قيود على حسابات المراهقين على "إنستجرام" لتعزيز إشراف الآباء
  • مركز “كنف” يستقبل وفد بلدية الشارقة لتعزيز التعاون في حماية الأطفال
  • سنة أولى أمومة.. 5 أخطاء احذري الوقوع فيها أثناء التعامل مع طفلك
  • دليل ذكي للأمهات.. كيف تحمي صحة طفلك من تقلبات الجو مع دخول المدارس؟
  • إزاي تحمي طفلك من هوس التصوير؟.. يمكن أن يصاب بأمراض نفسية
  • «كوني أنتِ».. عرض مسرحي يعزّز التفكير الإيجابي للصغار
  • قبل بدء الدراسة.. كيف تساعدين طفلك على تكوين صداقات مفيدة؟
  • إزاي تحمي طفلك من الاحتيال الإلكتروني؟.. احذر سرقة فلوسك