طوفان الضفة.. هل تتحول إلى جبهة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
يتصاعد العنف الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة مع تصاعد حدة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة والتسخين على الحدود الشمالية لـ"إسرائيل" مع حزب الله والفصائل الفلسطينية.
ومع تعاظم جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وحملات الاعتقال والاقتحامات الممنهجة واستهداف المدنيين التي تثير مخاوف من إشعال فتيل التوتر، فإن الضفة الغربية المضطربة مؤهلة لتصبح "جبهة ثالثة" في حرب أوسع نطاقا على جيش الاحتلال الإسرائيلي، مع تواصل عمليات التوغل البري في قطاع غزة.
وتسببت الغارات الإسرائيلية والاشتباكات بين الجنود والمستوطنين الإسرائيليين من جهة، وبين الفلسطينيين من جهة أخرى، في سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين بالضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الجاري، واعتقلت إسرائيل المئات وتواصل تنفيذ مداهمات واعتقالات على مدن وبلدات الضفة الغربية.
اعتقالات بالجملة واشتباكات متقطعة
تقول مصادر محلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم صباح اليوم مدن طولكرم والخليل وطوباس، وبلدات حجة وبرقة والتياسير والسموع ودورا القرع وبلعين.
وأشارت المصادر إلى أن مواجهات واشتباكات مسلحة وقعت بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في مدينة طوباس أسفرت عن إصابة مواطنين اثنين بالرصاص الحي نقلا للعلاج في المستشفى. واعتقلت قوات الاحتلال مواطنا قبل انسحابها من طوباس.
أما في مدينة الخليل جنوب الضفة، فاعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي المحرر حازم الفاخوري، زوج الأسيرة الكاتبة لمى خاطر، عقب اقتحام منزله في الخليل وتكسير محتوياته، ونفذ الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات كبيرة في بلدتي نعلين غربي رام الله، وحلحول قرب الخليل.
وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر المنصرم، إلى "2425"، في الضفة الغربية وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.
ومع عمليات الدهم والتفتيش الأخيرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، فإنه يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 186، إضافة إلى نحو 2500 إصابة بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
بوادر لاشتعال فتيل المواجهات
ومع الضغوطات المستمرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تبدأ ردود الفعل الفلسطينية، إذ أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم عن ايقاع جنود للاحتلال الإسرائيلي في كمين محكم قرب بلدة بلعا شرقي طول كرم بالضفة الغربية.
ونشرت "القسام" مشاهد لعملية نفذها مقاتلو "القسام" على مفترق بيت ليد، تمكن خلالها المقاومون من إيقاع جنود الاحتلال في كمين عبوات ناسفة قرب بلدة بلعا شرقي طولكرم.
وأوضحت الكتائب، أن "عملية مفرق بيت ليد أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين كما أن جيش الاحتلال حاول إخفاء القتلى من عناصره، بحسب بيان "القسام".
كتائب القسام بالضفة الغربية تنشر مشاهد لعملية مفرق بيت ليد، ولوقوع جنود الاحتلال في كمين عبوات ناسفة قرب بلدة بلعا شرق طولكرم. pic.twitter.com/41MGzC2Qvt — ابو عبيدة (@eii2uc) November 11, 2023
وشهدت مناطق عدة في الضفة الغربية يوم أمس اشتباكات وإطلاق نار كثيف بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة سيلة الظهر جنوبي جنين، بعد مداهمة جيش الاحتلال عددا من المنازل بهدف اعتقال من تصفهم بالمطلوبين لديها، كما أنه وقع اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بعد اقتحامها منازل ومحال تجارية في قلقيلية.
تغطية صحفية: استهداف قوات الاحتلال في قلقيلية بالعبوات محلية الصنع "كواع". pic.twitter.com/Qs0kU9kmix — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 11, 2023
جبهات ثلاث وحرب مفتوحة
ومنذ بدء عدوانه البري على قطاع غزة أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه في حالة "تأهب قصوى" ويستعد لإحباط هجمات من بينها هجمات قد ينفذها مقاتلو "حماس" في الضفة الغربية.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، لوكالة "رويترز"، إن "حماس" تحاول "إقحام إسرائيل في حرب على جبهتين أو ثلاث جبهات" بما في ذلك الحدود اللبنانية والضفة الغربية ووصف مستوى التهديد بأنه "مرتفع".
في غضون ذلك، أظهرت هتافات نادرة جرى ترديدها خلال احتجاجات خرجت لدعم كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" هذا الأسبوع في رام الله، شهية متزايدة للمقاومة المسلحة، فيما بدا البعض الآخر أقل استعداداً للقتال، بحسب "رويترز".
خليط معقد واتفاقيات مع الاحتلال
وبينما تسيطر حركة "حماس" بإحكام على قطاع غزة المحاصر، فإن الضفة الغربية "خليط معقد" من المدن الواقعة على سفوح التلال، والمستوطنات الإسرائيلية، ونقاط التفتيش العسكرية التي تقطع أواصر المجتمعات الفلسطينية.
واحتلت إسرائيل المنطقة عام 1967، وقسمتها إلى مناطق واسعة تسيطر عليها، وأخرى صغيرة يكون للفلسطينيين فيها السيطرة الكاملة، ومناطق يتقاسم فيها فلسطينيون وقوات إسرائيلية المهام المدنية والأمنية.
وبين مقر السلطة في رام الله، والمناطق المهمشة الفقيرة، تتباين وجهات النظر بشأن "جدوى المقاومة".
فالشباب اليائسون في مخيمات اللجوء، "أكثر استعداداً للقتال من أولئك الذين يعيشون في رام الله، حيث رجال الأعمال وكبار المسؤولين الفلسطينيين الذين لديهم ما يخسرونه في حال اندلاع دوامة من العنف"، وفق "رويترز".
ومن الأسباب الرئيسية الأخرى التي تحد من العنف، الاتفاقيات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (87 عاماً).
استراتيجية الذئاب المنفردة تحيف الاحتلال
من جانبه، اعتبر ليور أكرمان المسؤول السابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت"، أن المخاوف من اضطرابات واسعة في الضفة الغربية قائمة من قبل حرب غزة.
وأضاف أن "حماس" تحاول منذ سنوات "بذل كل ما في وسعها لتحفيز المقاتلين في الضفة الغربية"، على حد وصفه.
ومع ذلك، أقر أكرمان بأنه تم تشديد الإجراءات الأمنية منذ بدء القصف على غزة، وقال إن حملة الاعتقالات الأخيرة ربما لم تكن لتحدث في ظل الظروف العادية.
ويقول محللون، إن أحد مباعث قلق إسرائيل في الضفة الغربية هو الهجمات التي تنفذها "ذئاب منفردة" من الفلسطينيين، الذين لديهم ولاءات متباينة للقوى الداخلية، لكن يجمع بينهم الازدراء العام للاحتلال الإسرائيلي.
وتعرف عمليات الذئاب المنفرة بتنفيذ هجمات فردية لا تخضع لأي تخطيط أو تنسيق مسبق ومهو ما يربك أجهزة الاستخبارات والأمن ولاي مكن لأي جهاز أمني أن يواجه هذه العمليات مهما بلغت قوته الاستخباراتية بحسب الخبراء والمحليين.
وأظهرت مسوح جرت في الآونة الأخيرة، وجود دعم شعبي هائل بين الفلسطينيين للفصائل، بما في ذلك المجموعات المحلية التي تضم عناصر من فصائل هي تقليدياً لا صلة لها ببعضها البعض.
وحتى قبل الأزمة الحالية في غزة، تشهد الضفة الغربية منذ فترة تصاعداً في أعمال العنف. وكثفت إسرائيل مداهماتها العسكرية كما نفذ فلسطينيون هجمات تستهدف إسرائيليين. ووفقاً لسجلات الأمم المتحدة، فإن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية العام وحتى السابع من أكتوبر تجاوز 220،
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الضفة الغربية جيش الاحتلال الإسرائيلي حركة حماس نابلس الضفة الغربية الفصائل الفلسطينية العدوان على غزة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی فی الضفة الغربیة الإسرائیلی فی قوات الاحتلال رام الله قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة الغربية
جنين- على بعد 5 أمتار فقط من نافذة حجرته، دفنت عائلة الشهيد الطفل محمد حمارشة جثمانه اليوم الاثنين، في مقبرة بلدة يعبد جنوب مدينة جنين، وأمام القبر وقف ربيع حمارشة يدعو لولده، ويقول إن الزمن بين مغادرة محمد المنزل وبين صوت إطلاق النار لم يتجاوز 5 دقائق، وإن المسافة بين منزله وموقع استشهاده لا تتجاوز 100 متر.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد قتلت الطفل حمارشة البالغ من العمر 13 عاما أمام منزله خلال اقتحامها بلدة يعبد ليلة أمس الأحد، حيث أطلقت النار عليه من مسافة قريبة وبطريقة متعمدة، ثم أطلقت النار أيضا على الشاب أحمد زيد (20 عاما) حين حاول الاقتراب من حمارشة لسحبه وإسعافه، فاستشهد هو أيضا.
ويصف جيران حمارشة ما حدث بأنه "إعدام بدم بارد" لطفل لا يمكن أن يشكل أي خطر لمجموعة من الجنود المدججين بالسلاح، الذين كانوا أصلا داخل جيب عسكري مصفح.
"تركوه ينزف"يقول أحد السكان الملاصقين لمنزل حمارشة، "كنت في الحي حين اقتحمت قوات الاحتلال البلدة، فجأة سمعنا صوت إطلاق النار بشكل كثيف وقريب، ثم سمعنا صوت صراخ، حاولنا تفقد ما يجري، شاهدنا الجيب العسكري بالقرب من الشهيد الطفل حمارشة، وإطلاق النار لم يتوقف، حاول الشاب أحمد مساعدته لكنهم بدؤوا برشه بالرصاص فسقط فوق حمارشة، لذا لم نستطع الاقتراب أكثر، خوفا من استهدافنا نحن أيضا".
ويؤكد الجار في شهادته على ما حدث أن جيش الاحتلال واصل إطلاق النار على جثمان الشهيدين، ومن ثم منع سيارات الإسعاف من الوصول إليهما حتى تأكد من استشهادهما.
ويصف والد محمد ما حدث للجزيرة نت قائلا: "تفاجأ محمد بوجود جيش الاحتلال في حينا، لأن عادة الجنود حين اقتحام البلدة أن يدخلوا من مدخلها الرئيسي، بينما نحن نسكن في شمالها"، ويضيف: "قتلوه على الفور، لم يسألوه ماذا تفعل؟ ولم يسمحوا له أن يقول لهم إنه خرج من المنزل للتو، وسوف يعود على الفور".
ويقول حمارشة "سمعت صوت الرصاص، وحين خرجت، كان الجيب العسكري فوق رأس ابني، والإسعاف في الخلف، ولم يتحرك الجيب العسكري حتى تأكدوا من أن محمد قد سلم روحه، لقد تركوه ينزف لأكثر من ربع ساعة".
أحمد زيد استشهد في أثناء محاولته إسعاف الطفل محمد حمارشة (مواقع التواصل) عنف مستمريقول رئيس بلدية يعبد أمجد عطاطرة، للجزيرة نت، إن ما حدث جريمة إعدام بحق طفل "من المفترض أن كل المواثيق الدولية والعالمية تضمن له الحق بالعيش بحرية وبأمان في بلده"، مذكرا أنه قبل أيام كانت مناسبة اليوم العالمي للأطفال، "بينما أطفالنا يقتلون، ويعذبون، ويحرمون من التعليم والأمان والكرامة وأن يعيشوا طفولتهم بشكل طبيعي كبقية أطفال العالم".
ويؤكد عطاطرة أن حادثة إعدام الطفل حمارشة يمكن أن تتكرر مرات ومرات، "لأن العالم كله يصمت أمام كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم، في كل فلسطين".
ويضيف رئيس البلدية أن يعبد محاصرة من جهاتها الثلاث بالمستوطنات الإسرائيلية، وتعاني بشكل شبه يومي من اقتحام قوات الاحتلال، ومداهمة منازل المواطنين وتخريب ممتلكاتهم، كما يهاجم المستوطنون الأهالي والمزارعين في ظل توسع السعي لمصادرة الأراضي والاستيلاء عليها، مما يعني إمكانية تكرار تعرض أهالي البلدة للإصابات والقتل.
وذكرت منظمة "يونيسيف" في تقرير، نشر أواخر يوليو/تموز الماضي، أن الخسائر في أرواح الأطفال تصاعدت في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة بوتيرة كبيرة، موضحة أنه منذ ذلك الحين "تقتل إسرائيل طفلا فلسطينيا واحدا كل يومين في الضفة الغربية والقدس"، وهو ما يمثل 3 أضعاف ونصف ما تم تسجيله قبل الحرب على غزة.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسيف كاثرين راسل في التقرير إن "الأطفال الذين يعيشون في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بقوا معرضين منذ سنوات لعنف فظيع، وقد تدهور الوضع بشكل شديد تزامنا مع تصاعد الأعمال العدائية داخل غزة".
وأضافت راسل أن المنظمة تحصل على أخبار بشكل متواتر "بشأن أطفال فلسطينيين يُحتجزون في طريق عودتهم من مدارسهم إلى منازلهم، أو يتعرضون لإطلاق الرصاص بينما يسيرون في الشوارع"، وتقول "يجب أن يتوقف هذا العنف الآن".
جانب من تشييع جنازة الطفل الشهيد محمد حمارشة (الجزيرة) غياب المساءلةخلال الأشهر الماضية، سجلت حالات إعدام لأطفال في عدة مدن فلسطينية، كان من آخرها مشهد استشهاد الطفل عبد الله هواش (11 عاما) الشهر الماضي، الذي أطلق عليه قناص إسرائيلي رصاصة نحو الصدر في أثناء انسحاب قوات الاحتلال من البلدة القديمة في نابلس، مما أدى لاستشهاده على الفور.
ورغم أن عملية جنود الاحتلال كانت في البلدة القديمة لاعتقال أحد المقاومين، فإن القناص الإسرائيلي تعمد إصابة هواش، في شارع فطاير، البعيد نسبيا عن البلدة القديمة وسط المدينة، وذلك في أثناء انسحاب الجيش.
وفي بلدة كفر دان غرب جنين، أعدم الاحتلال الطفلة جنى عابد داخل غرفتها بعد أن أطلق قناص إسرائيلي رصاصة على رأسها، في أثناء حصاره منزلا في البلدة.
ومنذ تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، قتلت إسرائيل قرابة 167 طفلا في الضفة الغربية، حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.
وعلى مدى السنوات الماضية، سجلت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عددا كبيرا من جرائم الإعدام بحق أطفال في مدن الضفة الغربية، وعلى الرغم من توثيقها وتقديم عدة أدلة بحق جنود الاحتلال من قبل الحركة، فإنه لم يتم النظر بشكل جدي لهذه القضايا في المحاكم الإسرائيلية، ولم يعاقب أي جندي إسرائيلي بتهمة قتل طفل فلسطيني، حسب مدير برنامج المساءلة في الحركة عايد قطيش.
ويؤكد قطيش للجزيرة نت أن غياب المساءلة القانونية لإسرائيل وحكومتها هو السبب في استمرارها باستهداف الأطفال، ويقول إن "كل حوادث إطلاق النار على الأطفال الفلسطينيين تكون بالضرورة لقتلهم بشكل مباشر، وفي كلها لم يكن الطفل يشكل خطرا على جنود الاحتلال، لكن عملية استسهال القتل وعدم المساءلة هي ما تعطي المبرر بشكل دائم للجنود لتكرار هذه العمليات".
ويضيف "خلال السنوات العشر الأخيرة لم تتم مسائلة أي جندي قام بإطلاق النار وقتل طفلا في الضفة وغزة، وعلى العكس لم تقم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ولا المحاكم بأي تحقيق حقيقي ومهني لهؤلاء الجنود، والتحقيقات التي تمت كانت فقط لذر الرماد في العيون".
ويذكر قطيش أنه خلال سنوات عمله في المؤسسة، تم فقط فتح تحقيق واحد عام 2014 بحق جندي أطلق النار على طفلين بالقرب من سجن عوفر في ذكرى النكبة من ذلك العام، "وعلى الرغم من محاولة إسرائيل التنصل من الجريمة حينها واتهام شرطي فلسطيني بالأمر، فإننا قدمنا تسجيلات تثبت قيام جندي إسرائيلي بقتل الطفلين".
ويؤكد مدير برنامج المساءلة أنه بعد تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن ثلث الحالات التي تم فيها إطلاق النار على الأطفال بشكل خاص والمواطنين بشكل عام في الضفة مُنعت سيارات الإسعاف من نقل المصابين وتركوا للنزف فترات طويلة بهدف قتلهم.
ووفق الحركة، فإن كل التقارير الدولية التي صدرت عن لجان التحقيق أدانت إسرائيل لاستهدافها المباشر للأطفال، "لكن المجتمع الدولي لم يقم بأي تصرف لمحاسبة إسرائيل ومحاكمتها على هذه الجرائم ضد الأطفال، رغم صدور أحكام في المحاكم الدولية باعتبارها جرائم" يقول قطيش.
ويضيف المتحدث ذاته أنه رغم مرور ذكرى اليوم العالمي للأطفال في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن جرائم الاحتلال من قصف مراكز الإيواء وتجويع الأطفال وحرقهم، وإطلاق النار من المسيرات عليهم في غزة، وإعدام الأطفال في الضفة وترويعهم وحرمانهم من مدارسهم في القرى النائية، كلها لم تلق أي تحرك من قبل الدول الموقعة على قانون حماية الطفولة.