بعد 19 عاما على رحيله.. ماذا حدث في جسد ياسر عرفات قبل وفاته؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تحل اليوم الذكرى التاسعة عشر لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والذي مازالت صورته حاضرة لا تغيب، هو يحمل غصن الزيتون ممثلاً السلام في يد، بندقيته في اليد الأخرى رمزًا للكفاح والمقاومة، بينما كان يُخير قادة العالم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلاً:
«جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون في يدي، وبندقية الثائر في الأخرى، فلا تسقط الغصن الأخضر من يدي».
بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أكد الخبراء السويسريون على أنه تعرض للتسمم بالبولونيوم، وذلك عند تحليل رفاته، في حين لم يتبين بعد إن كان هو السبب الرئيسي في موته أم لا.. فكيف تسمم عرفات به؟..
للبيع بـ 10 آلاف جنيه فقط.. سر شقة بالزمالك لا يرغب أحد في شرائها قتلتها إسرائيل| من هي حفيدة رئيس حماس استهدفها الاحتلال بالطائرات .. صور حياة ياسر عرفات تختلف عن حياة أقرانهوُلد أبو عمار في 4 أغطس عام 1929م، بمدينة القدس، وعاش طفولته بها بين أشقائه الـ 6 وأفراد عائلة الحسيني التي ينتسب إليها، وظل يتابع الانتفاضات المتوالية في أعقاب الانتداب البريطاني، ولم تكن نشأته مماثله لباقي أقرانه في مثل العمر، فقد عاش حياة في أحداث بدايات القضية الفلسطينية، وشكل الجزء الأكبر من وعيه واهتماماته التي انصبت فيما بعد بالسياسة والشئون العسكرية، إلى أن آتى إلى مصر برفقة والده للعمل بتجارة الأغذية.
انضم ياسر عرفات إلى الحركة الوطنية الفلسطينية التابعة لاتحاد طلاب فلسطين عام 1944م، ومن ثم أصبح رئيسًا له في الفترة من 1953م، إلى 1968م، وكان يتقدم المظاهرات المناهضة للاستعمار الإنجليزي لمصر.
على الرغم من بُعد ياسر عرفات عن الأراضي المحتلة في ذلك الوقت، إلا أنه كان حاضرًا بدوره في تهريب الأسلحة والذخائر إلى الثوار الفلسطينيين، حتى جاءت مشاركته في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948م.
بعد النكبة عاد ياسر عرفات مع أسرته إلى قطاع غزة ومنها إلى القاهرة مرة أخرى، وانضم إلى مجموعات الفدائيين المصريين في عملياتهم ضد الإنجليز، إلى جانب دراسته للهندسة في جامعة الملك فؤاد الأول «جامعة القاهرة حاليًا».
التحق ياسر عرفات بالجيش المصري برتبة ضابط احتياط في سلاح المهندسين العسكريين لنزع الألغام بمدينة بورسعيد، خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، حتى تخرج من جامعته ووجه مكتسباته من العمل بمدينة المحلة الكبرى للإنفاق على المقاومة وهو ما كان بمثابة الخطوة الأولي في مشروع حركة فتح إلى أن اتجه إلى الكويت.
شكل عرفات الخلية الأولى لحركة فتح في الكويت، وتتابعت العمليات لفدائيي فتح، شن الاحتلال غارات مكثفة على تمركزاتها بطول نهر الأردن، ليقول عرفات “ نُطعم لحومنا لجنازير الدبابات ولا ننسحب”، ثم تم تعيين عرفات ناطقًا باسم الحركة في ابريل 1968م، للمشاركة في وضع أسس تكوين منظمة التحرير الفلسطينية، التي أصبح رئيسًا للجنتها التنفيذية.
كان عرفات قد وقع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين اتفاق إعلان المبادئ “ أوسلو” في البيت الأبيض عام 1993م، ثم اُنتخب رئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة.
زوجي مات مسمومًابعد فشل مفاوضات كامب ديفيد، حاصرت قوات الاحتلال مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لمدة عامين ومنعته من مغادرة منزله، وبعد ما اندلعت انتفاضة الأقصى بتهمة قيادتها، تعرض للاحتجاز خلالها عدة مرات، تدهورت على إثرها حالته الصحية ليتم نقله إلى أحد مستشفيات فرنسا، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في 11 نوفمبر عام 2004.
بعد وفاته خرجت زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بأن زوجها مات مسمومًا، وهو الأمر الذي أكده تقرير خبراء الطب الشرعي في سويسرا، لكن أخصائيين روس قالوا في 2013 أنه مات لأسباب طبيعية بعد فحص رفاته.
ما هو البولونيوم؟يعتبر البولونيوم عنصرا كيميائيا مشعا شديد الخطورة، ويتوفر بكمية قليلة في البيئة المحيطة بنا، وعمره النصفي قصير نسبيًا، ويمكنه الدخول إلى جسم الإنسان عن طريق الطعام، خاصة المأكولات البحرية.
يوجد البولونيوم بكميات صغيرة جدًا في البيئة، لذا لا يضر بالجسم، لكن في حال دخول كمية كبيرة منه في جسم الإنسان يُسبب التسمم الذي قد يُنهي حياة الشخص خلال عدة أيام أو أسابيع، فيدخل الجسم من خلال الاستنشاق أو ابتلاعه بكمية كبيرة أو من خلال الجروح.
أعراض التسمم بالبولونيوميمكن للمعامل الكشف عن الإصابة بتسمم البولونيوم من خلال إجراء تحاليل البول، وعادة ما تظهر بعض الأعراض على الشخص المُصاب به منها:
القيء والغثيانفقدان الشهيةتساقط الشعرانخفاض عدد خلايا الدم البيضاءإسهالتلف نخاع العظام كلما زادت الجرعةيستمر تلف النخاع العظمي ما يؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، وعادة ما يموت الشخص خلال بضعة أسابيع أو أشهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ياسر عرفات القدس الرئيس الفلسطيني الحركة الوطنية الفلسطينية قطاع غزة الرئیس الفلسطینی یاسر عرفات رئیس ا
إقرأ أيضاً:
أحمد ياسر يكتب: أزمة النازحين تزداد سوءً
هل يمكن أن نتخيل مرور عام في الوقت الحاضر حيث ينخفض عدد اللاجئين والنازحين داخليًا؟
للأسف، يصعب تخيل هذه الظروف….
وفقًا للأمم المتحدة، هناك أكثر من 120 مليون شخص في هذه الفئة، أي 1.5% من سكان العالم، وإذا شكلوا دولة، فإنها ستحتل المرتبة الثالثة عشرة من حيث عدد السكان في العالم.
وهذا ضعف الرقم قبل عقد من الزمان تقريبًا، في عام 2014، كان الرقم 60 مليونًا، وهو رقم مثير للقلق في حد ذاته، وإذا استمرت هذه الوتيرة، فسوف يصل إلى 240 مليونًا بحلول عام 2036.
ما هي دوافع هذا النزوح الهائل؟ في عام 2024، يبرز اثنان: السودان وغزة
لقد أدى القتال المروع في السودان، الذي بدأ في أبريل 2023، إلى 1.2 مليون لاجئ و6 ملايين نازح داخليًا، إن تشاد هي الدولة الوحيدة التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين، حوالي 700 ألف لاجئ. وهذا يكرر سمة أغلب الصراعات، حيث يبقى اللاجئون داخل نفس المنطقة، ومعظمهم في البلدان المجاورة ولا يصلون إلى دولة أكثر ثراءً.
والواقع أن الفقراء هم الذين ما زالوا يتحملون العبء، وقد يربك هذا نسبة ضخمة من أولئك الذين ينتمون إلى أقصى اليمين في أوروبا، والذين يعتقدون بطريقة أو بأخرى أن بلدانهم تعاني من أزمة لاجئين.
والصراع الآخر الذي يولد أعداداً متزايدة من اللاجئين هو الحرب في الشرق الأوسط، وخاصة في غزة ولبنان، فقد نزح نحو 90% من الفلسطينيين في غزة، وبعضهم نزح عشر مرات. ولابد وأن نذكر الساسة في أوروبا وحتى أولئك الذين يعملون في وسائل الإعلام بأن 70% من سكان القطاع كانوا لاجئين بالفعل قبل أكتوبر 2023. وهذا النزوح قسري!
وفي الضفة الغربية، يتم تهجير الفلسطينيين أيضًا، ومع الضم الإسرائيلي الرسمي المقرر في عام 2025، سيتم تطهير المزيد من الفلسطينيين عرقيًا أيضًا.
أما بالنسبة للبنان، فقد أدى القصف الإسرائيلي وغزو البلاد إلى النزوح الداخلي لنحو 900 ألف شخص قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الشهر الماضي، وعبر أكثر من 550 ألف شخص إلى سوريا ووصل آلاف آخرون إلى العراق. هذه دولة حيث كان ربع السكان لاجئين بالفعل قبل الحرب الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، استمرت حرب أوكرانيا الآن لأكثر من 1000 يوم.. وهذا أيضًا لا يزال يدفع النزوح.
إذا ظل المجتمع العالمي منقسمًا ومنغلقًا على نفسه، فأين يمكن العثور على العزم والصبر اللازمين للتعامل مع مثل هذه الحروب؟ وتبدو الأمم المتحدة عاجزة.
يؤدي تغير المناخ إلى تدفقات اللاجئين، وقد أظهرت الأبحاث التي نشرت في نوفمبر أن ثلاثة أرباع النازحين البالغ عددهم 120 مليون شخص ــ نحو 90 مليون شخص ــ يعيشون في بلدان معرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ.
على سبيل المثال، اضطرت بنغلاديش، وهي دولة معرضة للفيضانات، إلى استضافة لاجئين من ميانمار، وما يحدث بعد ذلك هو أن النازحين يشعرون بأنهم مجبرون على الانتقال مرة أخرى نتيجة للفيضانات أو الجفاف أو غيرها من القضايا المتعلقة بالمناخ، كما يجعل هذا من غير المرجح أن يتمكنوا من العودة إذا تأثرت مناطقهم الأصلية بشكل خطير.
ومن المؤكد أن هذا الاتجاه سوف يزداد سوءا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ضخمة.
وقد حسبت المنظمة الدولية للهجرة أنه منذ عام 2014، فُقِد أكثر من 70 ألف شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى مناطق أكثر أمانا، ويمثل البحر الأبيض المتوسط وحده أكثر من 30 ألف شخص من هؤلاء.
وإذا استمرت الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، فسوف يسعى المزيد من اللاجئين مرة أخرى إلى عبور بحر إيجه إلى اليونان. ومن الواضح أن المخاطر بعيدة كل البعد عن ردع هؤلاء المهاجرين، وهذا هو اليأس الذي يشعرون به.
المأساة هي أنه من خلال بذل المزيد من الجهود والاستثمار، يمكن للعالم الأكثر ثراء أن يساعد في كبح جماح محركات الهجرة من خلال سياسات فعالة تساعد البلدان المتضررة وتساعد في حل الحروب الطويلة الأمد، ولابد من إيلاء اهتمام أكبر للطرق الآمنة، حيث يمكن للهجرة أن تتم بعيداً عن العصابات الإجرامية وأن تتم إدارتها على نحو أكثر فعالية وأماناً.