المتوكل طه: يا حاديَ العِيسِ (إلى توفيق زيّاد، في ذكرى حضوره)
تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT
المتوكل طه *** يا حاديَ العِيسِ خَفِّفْ صَيحةَ الحادي وقُلْ لهُ قد مضى للنومِ عُوّادي اسرِعْ كما شئتَ ، هذي مَحضُ راحِلَةٍ فليسَ تبلغُ فرساناً بأجيادِ وَهَدِّئ السَّيرَ ، هذا الدربُ أنتَ له نجمٌ يقودُ إلى بَحرٍ وأَنْجادِ تعالَ واقضِ معي ليلاً يُسَّهِّدُني فلم يعُدْ قمري يحنو لإسْعادي وَجُدْ عليَّ لعلّ الرّكبَ يحملُني لأبلغَ الدارَ في أحضانِ أجدادي تلك التي نَهَبوها ذاتَ محرقةٍ وقطّعوا قلبَها في صدرِ أولادي *** يا الناصريُّ على الغيماتِ كنتَ لنا بُشرى النّوارسِ في أعراسِ ميلادِ وقلتَ: ما من كراماتٍ ستجمعُنا إنْ ظلَّ قاتِلُنا ، أو طالَ إبعادي علّمتنا كيف نبقى في مرابِعنا وَشْماً على الجذعِ أو نَصْلاً لِحَصّادِ هتفتَ في الشجرِ العالي فما برَحَت أغصانُهُ وتراً في شَهْقةِ الشادي وكنتَ مَن أشعلَ النجماتِ موقدةً لتحرقَ الليلَ في سجّانِ أجسادي بقيتَ في الصخرِ نبعاً فائضاً ويداً تهدِّمُ الحقدَ أوثاناً بأطوادِ وكلّما حزّت الأحزانُ أغنيةً من خافقيكَ تعالت شمسُ إنْشادي وفَجّرَ الكرزُ الدّامي مجامرَهُ وحَمْحَمَ السّرُّ في شريانِ آسادي وفَزّ من نهركَ الموّارِ أحصنةٌ أعرافُها صَهْدُ أصداءٍ لوقّادِ نداؤكَ الأرضُ، ما صَغَّرتَ قنطرةً تقولُ: ما ضلَّ مَن صَلّى بأورادي وشِعْرُكَ الماءُ يهمي فوق كَرْمِلِنا يرنِّقُ الزّهرَ رُمّاناً بأكبادي لسوفَ تبقى من الألحانِ أجمَلها ودربُكَ البرقُ أسيافاً لأغمادِ وخَطوكَ الرّعدُ غيّاثاً لمَن عطِشوا وحرْفُكَ الحُرُّ آفاقاً لآمادِ صهيلكَ الموجُ يسري نحو مَن خرجوا حتى يعود إلى السُّمّارِ أحفادي ونفتح الدّارَ شبّاكاً وأغنيةً إلى المشيمةِ في أرحامِ ولّادِ ويرقصُ البيدرُ البدريُّ ثانيةً وقد تغافلَ عن ذئبٍ وأحقادِ *** وإنْ تناسى طغاةُ العصرِ ما اقترفوا هتْكَاً بِبيتي وأشجاري وأعيادي فإنّه الطينُ يبقى فوقَ زلزَلةٍ والنارُ تَصْهدُ من بركانِ أصفادي *** يُصالِحون على الأشْهادِ قاتلَهم ويفرشون وثيرَ النفطِ للعادي ! والمستحيلُ ،إلى الأسوارِ، هَبّتُهم فلن تُحَرَّرَ أوطانٌ بأوغادِ تُرمى الطرائدُ بالأقواسِ إنْ طُلِبَت وليس بالنَّومِ يَحظى أيُّ صيّادِ فكلُّ فعلٍ له سيفٌ ليجرَحَهُ وكلُّ مَن قال قد أوفى بميعادِ يُطَبِّعون وهذا السيلُ يجرفُنا من الشآم إلى صنعا.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
إيهاب توفيق يتألق في حفل "كامل العدد" على مسرح البالون
أقام البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، حفل شهر نوفمبر على مسرح البالون، الحفل، الذي رفع لافتة"كامل العدد"، يأتي ضمن جهود وزارة الثقافة لتطوير قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، بالتعاون مع قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، تحت رعاية وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو.
شهد الحفل، إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، وكان النجم إيهاب توفيق هو نجم السهرة بأدائه المميز لأجمل أغانيه.
بدأت الفعالية بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، تلاه صعود الفنان تامر عبدالمنعم رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية إلى المسرح حيث رحب بالحضور وأعرب عن تقديره لدعم وزير الثقافة لهذه الفعالية التي تهدف إلى تقديم عروض فنية شهرية مميزة للجمهور.
وأشار عبدالمنعم في كلمته إلى أن الحفل شهد فقرات مميزة وعدد من المفاجآت أبرزها فقرة النجم إيهاب توفيق، والذي ينتظره الجميع.
تخلل الحفل عروض استعراضية قدمتها فرقتا "رضا للفنون الشعبية" و"الفرقة القومية"، تضمنت استعراضات تقدم للمرة الأولى مثل "خان الخليلي" للموسيقار الكبير الراحل علي إسماعيل، و"الزار" و"المولد" من ألحان وتوزيع الموسيقار محمد مصطفى رجب، تحت إشراف وإخراج الفنان تامر عبدالمنعم.
واختتم الحفل بصعود الفنان إيهاب توفيق، حيث افتتح فقرة الغناء بأغنيته الشهيرة "سحراني"، وأمتع الحضور بمجموعة من أجمل أغانيه مثل "تترجى فيا"، "ملهمش في الطيب"، و"مراسيل"، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي استمر في التصفيق والهتاف حتى ختام الحفل.