يقول الراحل البابا بنديكتوس السادس عشر في ذكري القديس لاون الكبير: 

نلتقي اليوم بتذكار البابا القديس لاون الكبير والذي أعلنه البابا بنديكتوس الرابع عشر في العام 1754 ملفاناً للكنيسة.
 لاون الكبير، وكما يوحي لقبه كان حقاً أحد أعظم الباباوات الذين خدموا الكرسي الروماني وقدموا مساهمة مهمة جداً في تعزيز سلطته وهيبته.

لقد كان أول أسقف لروما يُدعى ليو (الأسد) وهو الأسم الذي استخدمه فيما بعد 12 من الباباوات، وكان أيضاً أول بابا تصل إلينا وعظاته للشعب المتجمع حوله أثناء الاحتفالات.

وبفضل رسائله التي يبلغ عددها حوالي 150 رسالة، والتي تُظهر نصوصها عظمته كلاهوتي كرس نفسه لخدمة الحقيقة في المحبة من خلال الممارسة الدؤوبة للكلمة كراعي ومعلم

كان البابا لاون الكبير يفكر ويهتم بالمؤمنين من شعب روما، ولكن أيضاً بالشركة بين الكنائس المختلفة واحتياجاتهم، وكان نصيراً لا يكل ومدافعاً عن الأولوية الرومانية، مقدماً نفسه على أنه الوريث الحقيقي للرسول بطرس، والكثيرين من الأساقفة الذين اجتمعوا في مجمع خلقيدونية، والذين جاء غالبيتهم من المشرق كانوا يدركون ذلك جيداً.
كان هذا المجمع والذي انعقد عام 451 وشارك فيه 350 أسقفاً مهماً جداً ومثل الهدف الأكيد لكريستولوجيا المجامع المسكونية الثلاثة التي سبقته، وبحلول القرن السادس كانت هذه المجامع الأربعة تلخص إيمان الكنيسة الجامعة، وتم تشبيهها بالأناجيل الأربعة، وهذا ما يؤكده القديس غريغوريوس الكبير في رسالته الشهيرة إذ يقول: أعترف بأنني أقبل وأقدس كما أقبل وأقدس كتب الإنجيل الأربعة كذلك المجامع الأربعة.

 

أكد البابا لاون على الإيمان بيسوع المسيح،  والإنسان الحقيقي، في نص عقائدي مهم جداً موجه إلى أسقف القسطنطينية، يسمى "الكتاب إلى فلافيان"، والذي تمت قراءته في مجمع خلقيدونية، واستقبله الأساقفة الحاضرون بتهليل بليغ هاتفين:
هذا هو إيمان الآباء
هذا هو إيمان الرسل
هذا هو إيماننا أجمعين، هذا هو الإيمان القويم
لقد نطق القديس بطرس بفم البابا لاون

من الواضح أن البابا لاون شعر بإلحاح خاص بمسؤولياته كخليفة لبطرس وبدوره الفريد في الكنيسة، وقد استطاع كحبر أعظم أن يمارس هذه المسؤوليات، في الغرب كما في الشرق، متدخلاً في مختلف الظروف بحذر وحزم ووضوح من خلال كتاباته وممثليه. وبهذه الطريقة أظهر كيف أن ممارسة الأولوية الرومانية كانت ضرورية في ذلك الوقت كما هي اليوم لخدمة الشركة بشكل فعال، وهي سمة كنيسة المسيح الواحدة.

وبالسر المسيحاني الذي ساهم فيه القديس لاون الكبير، برسالته إلى مجمع خلقيدونية، ساهم مساهمة فعالة وجوهرية، مؤكداً إلى الأبد – من خلال هذا المجمع – ما قاله القديس بطرس في قيصرية فيليبس. لقد أعلن مع بطرس ومثل بطرس: "أنت هو المسيح ابن الله الحي". وبقوة هذا الإيمان الكريستولوجي كان رسولاً عظيماً للسلام والمحبة.

فلنتعلم إذن أيها الأحباء مع القديس لاون الكبير أن نؤمن بالمسيح، وأن نطبق هذا الإيمان كل يوم في العمل من أجل السلام ومحبة القريب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الأقصر هذا هو

إقرأ أيضاً:

الداخلية تحصي عدد قتلى داعش خلال الأشهر الأربعة الماضية

بغداد اليوم- بغداد

أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الأحد (17 تشرين الثاني 2024)، عدد قتلى عناصر داعش الارهابي خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وقال الناطق باسم الوزارة وخلية الاعلام الأمني العميد مقداد ميري في بيان تلقته "بغداد اليوم"، ان "عدد قتلى داعش الإرهابي خلال الأربعة أشهر الماضية بلغ (65) قتيلاً".

ولفت الى ان "هؤلاء قتلوا على يد القوات الأمنية".

مقالات مشابهة

  • من مأوى الإيمان إلى مضمار المجون: السعودية تحت المجهر
  • الصين تحذر أمريكا: هذه هي خطوطنا الحمراء الأربعة
  • في ذكرى رحيل فايق عزب.. تعرف على سبب وفاته وسر صداقته مع الشعراوي
  • شباب ورياضة الشرقية تُنظم ندوة للطلائع عن "الإيمان وضرورة العمل"
  • "الإيمان وضرورة العمل" ندوة لطلائع الشرقية
  • الداخلية تحصي عدد قتلى داعش خلال الأشهر الأربعة الماضية
  • "بذار الإيمان" في عظة الأحد على قناة ON للقس أنجيلوس فؤاد
  • في ذكرى وفاته.. تعرف على أبرز المحطات الفنية للفنان عبدالمنعم إبراهيم
  • حديث للاجيال الجديدة في ذكري مبادرة السلام السودانية ١٦ نوفمبر ١٩٨٨م.
  • حتى لا ننسى .. اليوم ذكري استشهاد العقيد محمد مبروك