في ذكري وفاته.. تعرف علي رثاء بنديكتوس للقديس لاون
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
يقول الراحل البابا بنديكتوس السادس عشر في ذكري القديس لاون الكبير:
نلتقي اليوم بتذكار البابا القديس لاون الكبير والذي أعلنه البابا بنديكتوس الرابع عشر في العام 1754 ملفاناً للكنيسة.
لاون الكبير، وكما يوحي لقبه كان حقاً أحد أعظم الباباوات الذين خدموا الكرسي الروماني وقدموا مساهمة مهمة جداً في تعزيز سلطته وهيبته.
وبفضل رسائله التي يبلغ عددها حوالي 150 رسالة، والتي تُظهر نصوصها عظمته كلاهوتي كرس نفسه لخدمة الحقيقة في المحبة من خلال الممارسة الدؤوبة للكلمة كراعي ومعلم
كان البابا لاون الكبير يفكر ويهتم بالمؤمنين من شعب روما، ولكن أيضاً بالشركة بين الكنائس المختلفة واحتياجاتهم، وكان نصيراً لا يكل ومدافعاً عن الأولوية الرومانية، مقدماً نفسه على أنه الوريث الحقيقي للرسول بطرس، والكثيرين من الأساقفة الذين اجتمعوا في مجمع خلقيدونية، والذين جاء غالبيتهم من المشرق كانوا يدركون ذلك جيداً.
كان هذا المجمع والذي انعقد عام 451 وشارك فيه 350 أسقفاً مهماً جداً ومثل الهدف الأكيد لكريستولوجيا المجامع المسكونية الثلاثة التي سبقته، وبحلول القرن السادس كانت هذه المجامع الأربعة تلخص إيمان الكنيسة الجامعة، وتم تشبيهها بالأناجيل الأربعة، وهذا ما يؤكده القديس غريغوريوس الكبير في رسالته الشهيرة إذ يقول: أعترف بأنني أقبل وأقدس كما أقبل وأقدس كتب الإنجيل الأربعة كذلك المجامع الأربعة.
أكد البابا لاون على الإيمان بيسوع المسيح، والإنسان الحقيقي، في نص عقائدي مهم جداً موجه إلى أسقف القسطنطينية، يسمى "الكتاب إلى فلافيان"، والذي تمت قراءته في مجمع خلقيدونية، واستقبله الأساقفة الحاضرون بتهليل بليغ هاتفين:
هذا هو إيمان الآباء
هذا هو إيمان الرسل
هذا هو إيماننا أجمعين، هذا هو الإيمان القويم
لقد نطق القديس بطرس بفم البابا لاون
من الواضح أن البابا لاون شعر بإلحاح خاص بمسؤولياته كخليفة لبطرس وبدوره الفريد في الكنيسة، وقد استطاع كحبر أعظم أن يمارس هذه المسؤوليات، في الغرب كما في الشرق، متدخلاً في مختلف الظروف بحذر وحزم ووضوح من خلال كتاباته وممثليه. وبهذه الطريقة أظهر كيف أن ممارسة الأولوية الرومانية كانت ضرورية في ذلك الوقت كما هي اليوم لخدمة الشركة بشكل فعال، وهي سمة كنيسة المسيح الواحدة.
وبالسر المسيحاني الذي ساهم فيه القديس لاون الكبير، برسالته إلى مجمع خلقيدونية، ساهم مساهمة فعالة وجوهرية، مؤكداً إلى الأبد – من خلال هذا المجمع – ما قاله القديس بطرس في قيصرية فيليبس. لقد أعلن مع بطرس ومثل بطرس: "أنت هو المسيح ابن الله الحي". وبقوة هذا الإيمان الكريستولوجي كان رسولاً عظيماً للسلام والمحبة.
فلنتعلم إذن أيها الأحباء مع القديس لاون الكبير أن نؤمن بالمسيح، وأن نطبق هذا الإيمان كل يوم في العمل من أجل السلام ومحبة القريب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الأقصر هذا هو
إقرأ أيضاً:
نقل جثمان البابا فرنسيس من كابلة بيت القديسة مارتا إلى بازيليك القديس بطرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في حدث مهيب ومؤثر، تم نقل جثمان البابا فرنسيس من مقر إقامته في كابلة بيت القديسة مارتا إلى بازيليك القديس بطرس، في خطوة تُعدّ جزءًا من التحضيرات الأخيرة لوداع رأس الكنيسة الكاثوليكية.
خلفية الحدث
البابا فرنسيس، الذي خدم كقائد روحي لأكثر من مليار كاثوليكي حول العالم، توفي بعد فترة من المعاناة مع المرض. وقد كانت كابلة بيت القديسة مارتا مقرًّا لإقامته منذ بداية حبريته، حيث اختار البقاء فيها تواضعًا وابتعادًا عن القصر الرسولي.
مراسم النقل
جرت مراسم النقل في جو من الخشوع والصلاة، بحضور عدد من الكرادلة والأساقفة وأعضاء السلك الدبلوماسي، إلى جانب جمهور غفير من المؤمنين الذين اصطفوا لتوديع البابا الراحل.
وقد تم نقل الجثمان على نعش خشبي بسيط وفقًا لوصيته، يتقدمه حرس الشرف الفاتيكاني.
القديس بطرس: المحطة الأخيرة
تم وضع جثمان البابا فرنسيس في بازيليك القديس بطرس، حيث سيتسنى للمؤمنين إلقاء النظرة الأخيرة عليه. وستُقام مراسم الجنازة الرسمية في الساحة الأمامية للبازيليك، وفقًا للتقاليد البابوية المتبعة.
ردود الفعل العالمية
قادة دينيون وزعماء دوليون أعربوا عن حزنهم العميق لوفاة البابا، مشيدين بإرثه الإنساني والديني، ومواقفه التي جسدت التسامح والحوار بين الأديان.
بوفاة البابا فرنسيس، تطوي الكنيسة الكاثوليكية صفحة مليئة بالتحديات والإنجازات، ويُفتح الباب أمام مجمع الكرادلة لاختيار خليفته في الأيام القادمة.