سودانايل:
2025-01-18@01:51:58 GMT

الخرطوم في عز نداها وردة يانعة طواها صيف

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

يا الخرطوم يا أحلى الأماكن
وعروس كل الأرياف و المدائن
والنيلين الحبايب حارساك تعاين
رغم الهدوء وخضر الجروف والجناين
أنا كنت خايف عليك من زمان
تشوفين الخراب وتعيشين الهوان
في عز خريفك و جمال ربيعك
ورقة نسيمك وانبساط نعيمك
فجأة يجيك الهلاك ويطويك صيف
لا زهور فيه تبتسم ولا نسيم لطيف
بالفعل في عز الصباح وعز نداك
جاكي طيف جحيم ظلمه باين
إحتل العمارات والعيادات والمساكن
أصحابا طردوا أو صاروا رهائن
لم يرحم صغيرا ولا شجرا يقيف
ولا حتى بيت صغير يغشاه ضيف
لا دكان يبيع ولا مخبز يقدم رغيف
خوفي عليك يا وطن من تقسيم يراهن
وذئاب حولك منتظرة الفرص تعاين
يا رب السودان يعود يتحول جنائن
و يا الخرطوم تعودي يا أحلى المدائن
عبدالمنعم

الشوق نعمة خصنا بها الله متمكنة فى عواطفنا دون الحيوانات الأخرى، وإن كان القليل منها قد يشتاق إلى رؤية أصحاب له.

لا أنسى كيف كانت أشواقنا عارمة للوطن ( المكان) وللأهل والصحاب ( الإنسان) عند أول تجربة بعدنا فيها عن الوطن طلاب علم. و شاء الله بعد عودة للوطن أن يكتب علينا مرة اخرى بعدا غير مشروط. وهكذا صارت أشواقنا للوطن تراكمية نتعذب من حمل ثقلها. رغم ذلك نحمد الله على العيش في سلام بلاد آمنة ولكن ما يقلقنا حال وطننا وحال أهله، أحبابنا. قسرا تركوا ديارهم الحبيبة وما تحتويه من مقتنيات جهاد العمر كله بل الموروث من الآباء والاجداد. ما بالهم والمعاناة لا حدود لها وعلى بركة الله تبعثرت كل اسرة من بعد تماسك في بلاد شتات أبدآ ما كانوا يوما يحلمون بأنها ستكون موطنا لهم.

قرات الكثير عن كيف كان شعور الذين غادروا الخرطوم نتيجة حرب لعينة جائرة مدمرة منتهكة للأعراف والأعراض وسماحة الخلق والسلوك الإنساني الراقي الذي يتمتع به شرفاء أهل السودان. أستحضر هنا من الذاكرة مقالاً مؤثرا للأستاذ " المعلم المخضرم" حمد النيل فضل المولى قرشي يصف على سودانايل كيف كان شعوره عندما كان ممسكا مفتاح باب منزله ليوصد الباب ربما إلى غير رجعة! رجعت اتصفحه مرة أخرى. ابتدأه الكاتب "اليوم الأحد الرابع عشر من مايو ٢٠٢٣ خرجنا من منزلنا بحي الملازمين , سحبت المفتاح من القفل ووضعته في جيبيي وكانت أول خطوة للجوء والتشرد ولا ندري متي يعود المفتاح الي قفله ام ان هذا المفتاح سيكون الشاهد الوحيد علي أنه كان لنا بيت ووطن اضعناه بأيدينا !!..انتابتني مشاعر شتي …. إلخ"

ومثل تلك المشاعر مؤكدا قد عاشها وعانا من عذابها آلاف من السودانيين المتأثرين بنفس سبب ذلك الحظ العسر. كغيره الذين سبقوه وسحبوا مفاتيح ابواب ديارهم ، وصل المعلم لاحقا بالركب ، وحط رحاله على أرض الكنانة. لكن برغمه لم يتخلى عن الانشغال بهموم وطنه واستمرت كتاباته اليومية فيها نقد مفيد " هو ديدن المعلم" وطرف تغذي النفوس وترفع من المعنويات.
فى مصر لابد لكل سوداني من ترتيب وضعه لأن مشوار هذه الحرب سيطول . للأسف، وما خرج به من مال سينفذ بعد أشهر. الأسبوع المنصرم أفادني الأستاذ فضل المولى قرشي حامدا شاكرا أن الله قد أكرمه بوظيفة في مجال تخصصه. والله سررت لأنني أقدر معاناة هؤلاء النازحين ، منهم المستطيع قلة. كتبت له مهنئاً "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز الاستاذ الاكرم حمد النيل
والله كم غمرني السرور بما فتحه الله عليكم حمدا لله وسرورا لا يوصف وأنا أعيش معاناتكم وكل ما تعرضتم له وغيركم كذلك من مالات هذه الحرب الشيطانية. أحببت أرد لك على التو مهنئا و حامدا شاكرا الله على نعمائه.الله أسأل أن يفرجها على البقية التي تقدر الواقع وتحترمه وتحترم وجه السودان الكان مشرقاً ليكون إشراقة مصر وأن يعوا معنى النزوح القسري أنه ليس بنزهة بل جهاد وعليهم البحث عن أنسب سبل العيش و ما يناسب إمكانيتهم ويحفظ سمعة الأحرار من بني السودان
نعم الوقوف والتبجيل للمعلم وأنت المعلم لك الوقوف، هنيئا وأنت وزملائك "السلم المأمون " الذي عليه تصعد الأجيال نحو العلا "فتصل" سالمة ومعافاة وأنا واحد منهم . الشكر لكل علمني والرحمة والمغفرة يا رب تعمهم جميعا

وفقك الله وحفظ لك عافيتك وعلمك وقلمك و تماسكك وصبرك على المعاناة ومزيدا لك من العلم والوقار والنماء بفضل الله"
عبدالمنعم

القصيدة استوحتها الضرورة المرة التي كلنا وشعوبنا المتضررة نعيشها

aa76@me.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الدعاء العنيف- جدلية الدين والسياسة بين التاريخ والحاضر السوداني

بالأمس، استمعت إلى الصحافي المصري إبراهيم عيسى، في برنامجه "مختلف عليه"، وهو يناقش مسألة الدعاء في الخطاب الإسلامي. أشار إلى أن تيمورلنك، الملقب بـ"الأعور"، كان أحد مؤسسي هذا الخطاب العنيف. أثار حديثه فضولي، فانطلقت أبحث في كتبي القديمة عن هذا الجانب التاريخي. وبعد جهد، بحمد الله، وجدت ما يشير إلى دور تيمورلنك في ترسيخ خطاب ديني يخلط بين الدعاء والدموية، وهو خطاب يمتد تأثيره إلى حاضرنا، في سياقات مختلفة، منها تجربة الإسلاميين في السودان وممارسات ميليشياتهم في الحرب الحالية.

الدعاء في الخطاب الإسلامي يعدّ من أبرز أدوات التعبير عن الارتباط بالله، لكنه في بعض الأحيان تحول إلى وسيلة تُستغل سياسيًا أو عسكريًا لتبرير العنف والدموية. من تيمورلنك في العصور الوسطى إلى الإسلاميين وميليشياتهم في السودان المعاصر، نرى كيف يمكن للدين أن يُستخدم كأداة لتبرير القتل والقمع. تيمورلنك، الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، استخدم الدين كغطاء لشرعنة جرائمه. كان يصف أعداءه بالكفر ويدعو الله أن يمكنه من تدميرهم. لا تتوقف قصصه عند حدود النصر العسكري فقط، بل تضمنت مجازر دموية مُنظمة. كان يرفع يديه بالدعاء في ساحة المعركة، يدعو بالنصر، ويأمر جنوده بذبح الأسرى والمدنيين، زاعمًا أن هذا "جزء من إرادة الله".

على سبيل المثال، في حملته على أصفهان عام 1387، دعا تيمورلنك بأن يعينه الله على "تطهير الأرض من العصاة"، وقُتل أكثر من 200 ألف شخص. الأمر نفسه تكرر في بغداد ودلهي، حيث تحولت الدعوات إلى رخصة دموية للإبادة. في السودان المعاصر، خصوصًا في فترة هيمنة الإسلاميين، نجد امتدادًا لهذا النهج. استخدمت الجماعات المسلحة الدعاء كوسيلة للتجييش والتبرير. خطب الجمعة والدعوات العلنية في المساجد كانت تزخر بصيغ عنيفة، تدعو لـ"سحق الأعداء" و"تطهير الأرض من الكفار"، متخذة من الدين وسيلة لإضفاء شرعية على حروب أهلية وصراعات دموية.

الميليشيات الإسلامية التي برزت في السودان مثل "الجنجويد" و"كتائب البراء"، كانت تعتمد خطابًا دينيًا صارمًا. دعاياتهم العسكرية كانت تبدأ بتلاوة أدعية العنف، مثل: "اللهم عليك بالظالمين والمفسدين"، وهو ما يُترجم عمليًا إلى إبادة جماعات بعينها، بناءً على خلفيات عرقية أو دينية. الجرائم الموثقة في التاريخ تُظهر أوجه التشابه بين ممارسات تيمورلنك والإسلاميين في السودان. في حملة أصفهان وحدها، ذُبح مئات الآلاف، وفي دارفور ومناطق أخرى بالسودان، ارتكبت الميليشيات جرائم مماثلة بحق المدنيين.

الدعاء العنيف في الخطاب الإسلامي ليس مجرد كلمات، بل هو أداة لتشكيل العقول وإعداد الجنود للحرب. يُظهر التاريخ أن القادة الدينيين والعسكريين استخدموا الدين لتبرير العنف، متجاهلين قيم الإسلام التي تدعو للرحمة وحفظ النفس. هذه الممارسات تشوه جوهر الدين. الدعاء هو وسيلة للتقرب إلى الله، وليس أداة لإبادة الآخرين. الاستخدام السياسي للدين في السودان أدى إلى انهيار الدولة وتفكك المجتمع، وهو ما ينذر بخطر أكبر إذا استمر هذا النهج.

من تيمورلنك إلى ميليشيات الإسلاميين في السودان، يمتد خيط طويل من استغلال الدعاء في الخطاب الإسلامي لتبرير العنف. هذا التشويه للدين يتطلب مواجهة فكرية جادة، تعيد الخطاب الإسلامي إلى مساره الحقيقي، الذي يدعو للسلام والرحمة والعدالة.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • الاعتداءات على إخواننا الجنوبيين
  • ود مدني ..عودة إلى حضن أهلها وصمود الأرض الطيبة!
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 12.000 كرتون من التمر في ولاية الخرطوم
  • القتل على الهوية..أيام كالحة في تاريخ السودان
  • اعجبني فيديو لجندي سوداني يرد على مقولة (من أنتم) فقال (..)
  • فاروق الشرنوبي يكشف عن سر نجاحه مع وردة وميادة الحناوي ولطيفة في "واحد من الناس"
  • وردة سعيد البحيري: فتاة البحر والجبل
  • الدعاء العنيف- جدلية الدين والسياسة بين التاريخ والحاضر السوداني
  • د. مزمل أبو القاسم يكتب: دموع في عيون وقحة!
  • عثمان جلال: مالك عقار هذه مساهمتنا في مشروع النهضة السودانية