سودانايل:
2024-06-27@10:57:41 GMT

الخرطوم في عز نداها وردة يانعة طواها صيف

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

يا الخرطوم يا أحلى الأماكن
وعروس كل الأرياف و المدائن
والنيلين الحبايب حارساك تعاين
رغم الهدوء وخضر الجروف والجناين
أنا كنت خايف عليك من زمان
تشوفين الخراب وتعيشين الهوان
في عز خريفك و جمال ربيعك
ورقة نسيمك وانبساط نعيمك
فجأة يجيك الهلاك ويطويك صيف
لا زهور فيه تبتسم ولا نسيم لطيف
بالفعل في عز الصباح وعز نداك
جاكي طيف جحيم ظلمه باين
إحتل العمارات والعيادات والمساكن
أصحابا طردوا أو صاروا رهائن
لم يرحم صغيرا ولا شجرا يقيف
ولا حتى بيت صغير يغشاه ضيف
لا دكان يبيع ولا مخبز يقدم رغيف
خوفي عليك يا وطن من تقسيم يراهن
وذئاب حولك منتظرة الفرص تعاين
يا رب السودان يعود يتحول جنائن
و يا الخرطوم تعودي يا أحلى المدائن
عبدالمنعم

الشوق نعمة خصنا بها الله متمكنة فى عواطفنا دون الحيوانات الأخرى، وإن كان القليل منها قد يشتاق إلى رؤية أصحاب له.

لا أنسى كيف كانت أشواقنا عارمة للوطن ( المكان) وللأهل والصحاب ( الإنسان) عند أول تجربة بعدنا فيها عن الوطن طلاب علم. و شاء الله بعد عودة للوطن أن يكتب علينا مرة اخرى بعدا غير مشروط. وهكذا صارت أشواقنا للوطن تراكمية نتعذب من حمل ثقلها. رغم ذلك نحمد الله على العيش في سلام بلاد آمنة ولكن ما يقلقنا حال وطننا وحال أهله، أحبابنا. قسرا تركوا ديارهم الحبيبة وما تحتويه من مقتنيات جهاد العمر كله بل الموروث من الآباء والاجداد. ما بالهم والمعاناة لا حدود لها وعلى بركة الله تبعثرت كل اسرة من بعد تماسك في بلاد شتات أبدآ ما كانوا يوما يحلمون بأنها ستكون موطنا لهم.

قرات الكثير عن كيف كان شعور الذين غادروا الخرطوم نتيجة حرب لعينة جائرة مدمرة منتهكة للأعراف والأعراض وسماحة الخلق والسلوك الإنساني الراقي الذي يتمتع به شرفاء أهل السودان. أستحضر هنا من الذاكرة مقالاً مؤثرا للأستاذ " المعلم المخضرم" حمد النيل فضل المولى قرشي يصف على سودانايل كيف كان شعوره عندما كان ممسكا مفتاح باب منزله ليوصد الباب ربما إلى غير رجعة! رجعت اتصفحه مرة أخرى. ابتدأه الكاتب "اليوم الأحد الرابع عشر من مايو ٢٠٢٣ خرجنا من منزلنا بحي الملازمين , سحبت المفتاح من القفل ووضعته في جيبيي وكانت أول خطوة للجوء والتشرد ولا ندري متي يعود المفتاح الي قفله ام ان هذا المفتاح سيكون الشاهد الوحيد علي أنه كان لنا بيت ووطن اضعناه بأيدينا !!..انتابتني مشاعر شتي …. إلخ"

ومثل تلك المشاعر مؤكدا قد عاشها وعانا من عذابها آلاف من السودانيين المتأثرين بنفس سبب ذلك الحظ العسر. كغيره الذين سبقوه وسحبوا مفاتيح ابواب ديارهم ، وصل المعلم لاحقا بالركب ، وحط رحاله على أرض الكنانة. لكن برغمه لم يتخلى عن الانشغال بهموم وطنه واستمرت كتاباته اليومية فيها نقد مفيد " هو ديدن المعلم" وطرف تغذي النفوس وترفع من المعنويات.
فى مصر لابد لكل سوداني من ترتيب وضعه لأن مشوار هذه الحرب سيطول . للأسف، وما خرج به من مال سينفذ بعد أشهر. الأسبوع المنصرم أفادني الأستاذ فضل المولى قرشي حامدا شاكرا أن الله قد أكرمه بوظيفة في مجال تخصصه. والله سررت لأنني أقدر معاناة هؤلاء النازحين ، منهم المستطيع قلة. كتبت له مهنئاً "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز الاستاذ الاكرم حمد النيل
والله كم غمرني السرور بما فتحه الله عليكم حمدا لله وسرورا لا يوصف وأنا أعيش معاناتكم وكل ما تعرضتم له وغيركم كذلك من مالات هذه الحرب الشيطانية. أحببت أرد لك على التو مهنئا و حامدا شاكرا الله على نعمائه.الله أسأل أن يفرجها على البقية التي تقدر الواقع وتحترمه وتحترم وجه السودان الكان مشرقاً ليكون إشراقة مصر وأن يعوا معنى النزوح القسري أنه ليس بنزهة بل جهاد وعليهم البحث عن أنسب سبل العيش و ما يناسب إمكانيتهم ويحفظ سمعة الأحرار من بني السودان
نعم الوقوف والتبجيل للمعلم وأنت المعلم لك الوقوف، هنيئا وأنت وزملائك "السلم المأمون " الذي عليه تصعد الأجيال نحو العلا "فتصل" سالمة ومعافاة وأنا واحد منهم . الشكر لكل علمني والرحمة والمغفرة يا رب تعمهم جميعا

وفقك الله وحفظ لك عافيتك وعلمك وقلمك و تماسكك وصبرك على المعاناة ومزيدا لك من العلم والوقار والنماء بفضل الله"
عبدالمنعم

القصيدة استوحتها الضرورة المرة التي كلنا وشعوبنا المتضررة نعيشها

aa76@me.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

والي الخرطوم :الفنان أبو عركي رمزللصمود وحب الوطن

إلتقى والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة بمكتبه اليوم بالفنان ابو العركي البخيت بحضور مدير عام وزارة الصحة دكتور محمود القائم ومدير هيئة أمن ولاية الخرطوم اللواء أمن الحسن علي محمد صالح ومدير أمن أمدرمان الكبرى اللواء أحمد الطيب أمبيقا . والي الخرطوم قال ان أبو عركي يمثل رمزا للصمود وحب الوطن والتمسك بالتواجد بمنزله لاكثر من عام حتى تمكنت القوات المسلحة من تطهير محيط سكنه وأضاف : سنظل نتضامن مع كل الذين كانوا تحت حصار المليشيا ونحن ينتظرنا عمل كبير في الفترة القادمة ونؤكد ما ظل يردده عركي نحن لازم نبني نعمل ةوالعمل فى حد ذاتو..للي بيشعر..مسؤولية (يبقى عندنا مسؤولية). وقطع الوالي باننا قادرون ان نعيد بلادنا الى أفضل مما نحن فيه. من جهته سرد عركي جانبا من معانآته وصبره وتماسكه في سبيل أن يبقى في داره ودعا السودانيين الى تجاوز الخلافات والتوحد خلف راية الوطن الكبير والخروج من دائرة عدم الاستقرار التي ظلت تلازم بلادنا طيلة عهودها السابقة.

سونا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • والي الخرطوم :الفنان أبو عركي رمزللصمود وحب الوطن
  • عبير نعمة في قائمة مطربات "ليلة وردة" بالسعودية
  • زيادة الإصابة بالعمى الليلي في الخرطوم
  • بـ"ليلة وردة" الاستثنائية.. 4 نجمات يلمعن في سماء جدة
  • بمشاركة أصالة ونانسي عجرم.. تركي آل الشيخ يعلن إقامة ليلة لعشاق وردة في جدة
  • ارتفاع شديد في الحرارة بداية من الأربعاء..الأرصاد الجوية تكشف السبب !
  • بنك السودان المركزي: تعرض 121 فرعا بالخرطوم للنهب الكامل
  • تعرض 121 فرعا من البنوك والصرافات بالخرطوم للنهب الكامل مصادر تكشف التفاصيل
  • الخرطوم..كمين محكم يسفر عن قتلى وسط الدعم السريع
  • عادل عسوم: رسالتان، إلى الشيوعيين واليسار