الخرطوم في عز نداها وردة يانعة طواها صيف
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
يا الخرطوم يا أحلى الأماكن
وعروس كل الأرياف و المدائن
والنيلين الحبايب حارساك تعاين
رغم الهدوء وخضر الجروف والجناين
أنا كنت خايف عليك من زمان
تشوفين الخراب وتعيشين الهوان
في عز خريفك و جمال ربيعك
ورقة نسيمك وانبساط نعيمك
فجأة يجيك الهلاك ويطويك صيف
لا زهور فيه تبتسم ولا نسيم لطيف
بالفعل في عز الصباح وعز نداك
جاكي طيف جحيم ظلمه باين
إحتل العمارات والعيادات والمساكن
أصحابا طردوا أو صاروا رهائن
لم يرحم صغيرا ولا شجرا يقيف
ولا حتى بيت صغير يغشاه ضيف
لا دكان يبيع ولا مخبز يقدم رغيف
خوفي عليك يا وطن من تقسيم يراهن
وذئاب حولك منتظرة الفرص تعاين
يا رب السودان يعود يتحول جنائن
و يا الخرطوم تعودي يا أحلى المدائن
عبدالمنعم
الشوق نعمة خصنا بها الله متمكنة فى عواطفنا دون الحيوانات الأخرى، وإن كان القليل منها قد يشتاق إلى رؤية أصحاب له.
قرات الكثير عن كيف كان شعور الذين غادروا الخرطوم نتيجة حرب لعينة جائرة مدمرة منتهكة للأعراف والأعراض وسماحة الخلق والسلوك الإنساني الراقي الذي يتمتع به شرفاء أهل السودان. أستحضر هنا من الذاكرة مقالاً مؤثرا للأستاذ " المعلم المخضرم" حمد النيل فضل المولى قرشي يصف على سودانايل كيف كان شعوره عندما كان ممسكا مفتاح باب منزله ليوصد الباب ربما إلى غير رجعة! رجعت اتصفحه مرة أخرى. ابتدأه الكاتب "اليوم الأحد الرابع عشر من مايو ٢٠٢٣ خرجنا من منزلنا بحي الملازمين , سحبت المفتاح من القفل ووضعته في جيبيي وكانت أول خطوة للجوء والتشرد ولا ندري متي يعود المفتاح الي قفله ام ان هذا المفتاح سيكون الشاهد الوحيد علي أنه كان لنا بيت ووطن اضعناه بأيدينا !!..انتابتني مشاعر شتي …. إلخ"
ومثل تلك المشاعر مؤكدا قد عاشها وعانا من عذابها آلاف من السودانيين المتأثرين بنفس سبب ذلك الحظ العسر. كغيره الذين سبقوه وسحبوا مفاتيح ابواب ديارهم ، وصل المعلم لاحقا بالركب ، وحط رحاله على أرض الكنانة. لكن برغمه لم يتخلى عن الانشغال بهموم وطنه واستمرت كتاباته اليومية فيها نقد مفيد " هو ديدن المعلم" وطرف تغذي النفوس وترفع من المعنويات.
فى مصر لابد لكل سوداني من ترتيب وضعه لأن مشوار هذه الحرب سيطول . للأسف، وما خرج به من مال سينفذ بعد أشهر. الأسبوع المنصرم أفادني الأستاذ فضل المولى قرشي حامدا شاكرا أن الله قد أكرمه بوظيفة في مجال تخصصه. والله سررت لأنني أقدر معاناة هؤلاء النازحين ، منهم المستطيع قلة. كتبت له مهنئاً "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز الاستاذ الاكرم حمد النيل
والله كم غمرني السرور بما فتحه الله عليكم حمدا لله وسرورا لا يوصف وأنا أعيش معاناتكم وكل ما تعرضتم له وغيركم كذلك من مالات هذه الحرب الشيطانية. أحببت أرد لك على التو مهنئا و حامدا شاكرا الله على نعمائه.الله أسأل أن يفرجها على البقية التي تقدر الواقع وتحترمه وتحترم وجه السودان الكان مشرقاً ليكون إشراقة مصر وأن يعوا معنى النزوح القسري أنه ليس بنزهة بل جهاد وعليهم البحث عن أنسب سبل العيش و ما يناسب إمكانيتهم ويحفظ سمعة الأحرار من بني السودان
نعم الوقوف والتبجيل للمعلم وأنت المعلم لك الوقوف، هنيئا وأنت وزملائك "السلم المأمون " الذي عليه تصعد الأجيال نحو العلا "فتصل" سالمة ومعافاة وأنا واحد منهم . الشكر لكل علمني والرحمة والمغفرة يا رب تعمهم جميعا
وفقك الله وحفظ لك عافيتك وعلمك وقلمك و تماسكك وصبرك على المعاناة ومزيدا لك من العلم والوقار والنماء بفضل الله"
عبدالمنعم
القصيدة استوحتها الضرورة المرة التي كلنا وشعوبنا المتضررة نعيشها
aa76@me.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
القاهرة الإخبارية: أزمات المياه والكهرباء تحاصر المدنيين في الخرطوم وأم درمان
وضع مأساوي وواقع مزري يعيشه المدنيون في السودان تحت وطأة الصراع المستمرة من أكثر من عام، إذ أن هناك أزمات إنسانية متلاحقة تفاقم معاناة السودانيين جراء انقطاع الخدامات وصعوبة وصول المساعدات إلى مناطق القتال بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» في تقرير لها.
واقع مأساوي يعيشه السودانيونوأضاف التقرير، أن تعطيل إمدادات المياه والطاقة والغاز إضافة إلى نقص الغذاء والدواء والوقود، صورة قاتمة تجسد المشهد الإنساني في السودان لا سيما بالخرطوم وأم درمان.
وأشار إلى أن المياه النظيفة بات الوصول إليها محدودًا للغاية بل من المستحيلات في بعض المناطق، فمنذ اندلاع الصراع، تعرضت الهياكل الأساسية كمحطات معالجة وإمداد المياه وخطوط الأنابيب إلى أضرار جسيمة، ما ترك مئات الآلاف من الأسر دون مياه لعدة أشهر.
وقال أحد السودانيين لقناة «القاهرة الإخبارية»: «نعاني بكثرة من نقص المياه، ونعيش في ظلام غير عادي لعدم وجود كهرباء».
وكشفت تقارير الأمم المتحدة، أن 15 ولاية من أصل 18 في السودان تضررت بفعل الصراع، بينما تواجه المناطق التي لم تتأثر مباشرة بالعنف نقصًا في المياه وأبسط الخدمات الأساسية.
الأمم المتحدة تعرب عن قلقهاوأعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد إزاء الوضع المتدهور في السودان، محذرة من أن استمرار النزاع يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق في ظل نقص المساعدات الضرورية لتلبية احتياجات السكان المحليين والنازحين.
وأشارت القاهرة الإخبارية إلى أن العام اقترب على الرحيل، وتبقى الأزمة السودانية مستمرة دون أفق واضح أو مؤشر حول متى ستفرج الأزمة؛ لتنتهي معاناة ملايين السودانيين سواء من بقوا في نقاط القتال الملتهبة أو من نزحوا لولايات مجاورة.