قالت الخارجية الفلسطينية، في بيان، الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو وائتلافه "يستغلون" الدعم الدولي الذي حصلوا عليه بـ"حجة الدفاع عن النفس" من أجل تمرير ما اعتبرتها "مخططات استراتيجية بعيدة المدى تحت غبار الحرب على قطاع غزة".

وأضافت الخارجية الفلسطينية في بيان، أن الحكومة الإسرائيلية تستغل هذه الحجة (الدفاع عن النفس) "فرصة لتنفيذ المخططات المعدة مسبقا، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، والإمعان في التنكر لوجود الشعب الفلسطيني ووحدته وحقوقه".

وجاء بيان الخارجية الفلسطينية في أعقاب تصريحات لنتانياهو، استبعد فيها أن تضطلع السلطة الفلسطينية الحالية بدور في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال نتانياهو ردا على سؤال عن إمكان تولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع بعد الحرب: "ينبغي أن يكون هناك شيء آخر".

وأضافت الخارجية أن "تدمير قطاع غزة وإبادة سكانه وفرض النزوح والتهجير على العدد الأكبر منهم بالقوة محاولة إسرائيلية لحسم وإضعاف العامل الديموغرافي الفلسطيني، لما يمثله من ثقل وجودي وسياسي وقانوني".

واعتبرت أن ما وصفتها ب"الانتهاكات الإسرائيلية وسلوك المستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وتصعيد العنف الإسرائيلي" تندرج في إطار "الاستغلال الإسرائيلي للدعم الدولي وتكثيف عوامل الطرد والتهجير للمواطنين الفلسطينيين من الضفة والقدس".

وأصر نتانياهو على أنه بعد الحرب، التي تدخل الآن أسبوعها السادس، سيتم نزع سلاح قطاع غزة وستحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية هناك.

وردا على سؤال عما يعنيه بالسيطرة الأمنية، قال نتانياهو إنه يجب أن يكون بوسع القوات الإسرائيلية دخول غزة عندما يكون ذلك ضروريا لملاحقة المسلحين، وفق ما نقلته "أسوشيتد برس".

وأشارت الخارجية إلى أن "نتانياهو وأتباعه من اليمين يتعاملون مع السلطة كعقبة في طريق تنفيذ تلك المخططات، وكمانع قوي للتوجه الإسرائيلي الرسمي للحفاظ على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لضرب وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة وطنه، وأية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض"، بحسب البيان.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد رجّح، الجمعة، أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تلعب دورا في إدارة قطاع غزة بشرط أن يكون هناك حل سياسي شامل يشمل أيضا الضفة الغربية.

ومع تواجد القوات الإسرائيلية في عمق غزة بعد نحو أسبوعين من بدء عملية برية هناك للقضاء على مسلحي حركة حماس، تتزايد التكهنات حول الشكل الذي قد يبدو عليه مستقبل القطاع بعد انتهاء القتال.

وتقول الولايات المتحدة إن الفلسطينيين يجب أن يتولوا إدارة شؤون غزة بعد الحرب، لكن سبل تطبيق ذلك بنجاح على أرض الواقع ما زال أمرا غير واضح.

وفي نهاية أكتوبر الماضي، اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن على السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أن تستعيد، عند انتهاء الحرب، السيطرة على قطاع غزة، وأن أطرافا دوليين آخرين يمكن أن يؤدوا أيضا دورا خلال فترة انتقالية.

وتتمتع السلطة الفلسطينية حاليا بسلطة محدودة في الضفة الغربية. وعام 2007، طردت حماس السلطة الفلسطينية من غزة بعد معارك بين الجانبين.

لكن عباس ربط خلال لقائه الأخير بلينكن في 5 نوفمبر، عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعملية سياسية شاملة.

وقال إن "قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملة في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة".

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون،  واختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 11078 قتيلا، بينهم 4506 طفلا و3027 سيدة، إضافة إلى 2700 مفقود، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الجمعة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الخارجیة الفلسطینیة السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة قطاع غزة غزة بعد

إقرأ أيضاً:

لماذا تكتفي السلطة بموقف المتفرج أمام محاولات الاحتلال لتقويضها؟

الضفة الغربية - صفا

طوال تسعة شهور من الحرب الإسرائيلية الدموية في قطاع غزة، كانت الحكومة الإسرائيلية تسعى وبقوة نحو تطبيق خطة ضم الضفة الغربية المحتلة وتقويض السلطة الفلسطينية، عبر إطلاق يد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش في محاصرة السلطة ماليا وتعزيز خطط الاستيطان.

وقبل أيام، كشف تسجيل صوتي حصلت عليه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن خطة سرية للوزير سموتريتش لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أي فرصة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية.

وخلال لقاء مع مجموعة من المستوطنين في 9 يونيو/حزيران الجاري، قال سموتريتش إن "حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة التي تحكم بها الضفة الغربية، لتعزيز سيطرة إسرائيل عليها بشكل لا رجعة فيه، بدون اتهامها بضمها رسميا".

وشدد سموتريتش على أن الهدف الرئيسي لهذه الخطة هو منع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من الدولة الفلسطينية.

ويظهر من التسجيل المسرب أن سموتريتش وضع خطة واضحة لانتزاع السيطرة على الضفة بالتدريج من أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي وتسليمها لموظفين مدنيين يعملون تحت إمرته، وتم بالفعل نقل بعض السلطات إلى المدنيين.

وقال "لقد أنشأنا نظاما مدنيا منفصلا، لكن الحكومة سمحت في الوقت نفسه لوزارة الدفاع بأن تظل منخرطة في العملية حتى يبدو للعالم أن الجيش لا يزال في قلب الحكم في الضفة الغربية، وبهذه الطريقة سيكون من السهل ابتلاع الضفة دون أن يتهمنا أحد بأننا نقوم بضمها".

وفي المقابل؛ لا زالت السلطة تحافظ على هدوئها وسباتها دون أي خطوات عملية على الأرض لمواجهة التحديات، وكأنها تُراقب نفسها وهي تندثر.

ويبين الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أن الحكومة الإسرائيلية وقبل السابع من أكتوبر، انتهجت سياسيات تهدف لتقويض السلطة الفلسطينية.

وأوضح أنه عندما أنشأ نتنياهو هذه الحكومة اليمنية المتطرفة ضم إليها بن غفير وسموتريتش وهما ليسوا سياسيين، وإنما من غلاة المستوطنين، ويؤمنون بأن التوجه الآن يجب أن يكون لضم الضفة بالكامل وإنهاء الوجود الفلسطيني بكل أشكاله، وإنهاء أي كيان سلطوي فلسطيني، والذهاب لضم 60% من مساحة الضفة ووضع الباقي في كانتونات، وفرض القانون الإسرائيلي، وتوسيع المستوطنات.

وأضاف أنه بعد 7 أكتوبر، كان هناك خطوات لتخفيض هذا التوجه بسبب أعباء الحرب على غزة، لكن لم ينس هؤلاء ذلك، وبقي الموضوع مستمرا طوال الحرب، وهما يبتزون نتنياهو ويأخذون مكاسب في الضفة على حساب مواقفهم تجاه الحرب.

وأشار إلى أن سموتريتش من خلال توليه وزارتي المالية والاستيطان، بات يتحكم في الأموال الفلسطينية، ويحجب الأموال عن السلطة، ويدعم تطور الاستيطان، أما بن غفير فمن خلال وزارة الأمن القومي اتخذ كل الإجراءات الأمنية ضد الشعب الفلسطيني؛ ابتداء من الحواجز وعددها 700 حاجز في الضفة وانتهاء بممارساته القمعية ضد الأسرى.

دون المستوى المطلوب

وأكد عنبتاوي أن الرد الرسمي الفلسطيني لم يكن بمستوى هذه الاحداث، رغم أن الصورة واضحة بأن هؤلاء لا يريدون أي سلطة فلسطينية مهما كان شكلها، لأنهم يؤمنون بأن أي سلطة يمكن أن تتحول إلى كيان فلسطيني مستقل ودولة، ولهذا فهم يحاربون ذلك بكل قوة ويضعفون السلطة من خلال حجب الأموال ومواصلة الاعتداءات.

وقال إن المطلوب من السلطة مغاير لما هي عليه، وذلك بالتوجه بشكل كبير لوحدة الشعب الفلسطيني لأن الشعب بكامله مستهدف، ومع أن وجود حرب دموية في غزة لكن هناك حرب غير معلنة في الضفة وأطماع المستوطنين تتركز بالأساس في الضفة.

والمطلوب من السلطة -حسب عنبتاوي- أن تأخذ دورها بإعادة بناء منظمة التحرير من جديد، وتطبيق الاتفاقات التي وقع عليها الأمناء العامون للفصائل، وتغيير مسار ووظائف السلطة بالكامل.

ويرى بأن السلطة تحاول فقط حماية نفسها عبر الإبقاء على موقعها، وتعتمد في ذلك على بعض الوعودات العربية والأمريكية، لكن الاحتلال لا يأبه بكل هؤلاء ولا بقانون دولي ولا بأي علاقات إقليمية أو دولية، وهو ماض في تقويض السلطة وأي إمكانية لقيام كيان فلسطيني مستقل.

وحول جدوى لجوء السلطة لحل نفسها، يقول عنبتاوي إن السلطة جاءت بموجب اتفاقات أوسلو بكل مساوئها، واستلمت القضايا الحياتية من تعليم وصحة وغيرها، وأرست نوعا من الحكم، وإن حل السلطة قد يؤدي إلى فلتان يخدم الاحتلال.

ولهذا، فإنه وقبل أن يُتخذ قرار بحل السلطة، يجب أن يكون هناك قرار إجماع وطني واتفاق على اليوم التالي، وعلى البديل للسلطة بإعادة بناء منظمة التحرير والقيادة الوطنية الموحدة للشعب الفلسطيني، ويجب التغيير في المسار السياسي من خلال الإجماع الوطني وليس بشكل منفرد كما كان سابقا.

ويتفق المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس مع ما ذهب إليه عنبتاوي، ويبين أن اليمين الإسرائيلي ينظر إلى الشعب الفلسطيني بأنه مجتمع من الهمج ويجب أن لا يكون منظما بأي طريقة، وأن لا يكون هناك أي كيان سياسي مهما كان يمثل الفلسطينيين بشكل مجتمع.

ويضيف أن اليمين الإسرائيلي يعتقد أن أكبر خطر استراتيجي على إسرائيل هو اتفاق أوسلو رغم أنه صمم من ألفه إلى يائه ليخدم مصالح إسرائيل ويحوّل أي كيان فلسطيني إلى كيان أمني ووظيفي.

ويشرح أبو العدس بأن اليمين يتخوف من أنه ربما في فترة معينة ستأتي جهات معادية لإسرائيل وتسيطر على السلطة، سواء بانتخابات أو في ظرف سياسي ما، ولهذا فهو يرى بأن وجود كيان فلسطيني جامع هو خطر استراتيجي على إسرائيل.

ويلفت إلى أن ما تقوم به إسرائيل في الساحات الفلسطينية الثلاث هو أن تكون البيئة الفلسطينية غير قابلة للحياة.

ويضيف أن الاحتلال ينتهج الهدم العمراني الكامل في غزة، وفي الداخل الفلسطيني يعمل لنشر الجريمة والإهمال الحكومي، وفي الضفة يعمل على تفكيك الكيان الذي يسيّر الحياة اليومية للفلسطينيين وتحويله إلى مجموعة من الكيانات الفاشلة المتنافسة.

ويبين أن ما يقلق إسرائيل هو الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ومن دول أوروبية وازنة، لأن الجهة الوحيدة التي تمثل الفلسطينية دوليا هي السلطة، وإذا فككت فهذا يعني أنه لا وجود لما يعترف به العالم.

ويشير أبو العدس إلى طرح خطير قدمه مردخاي كيدار من أجل إفشال المقاومة في الضفة بإغراق المجتمع الفلسطيني بالفوضى، وبقاء السلطة كهيئة ناظمة يعرقل ذلك، ولهذا يطرح تقسيم هذه السلطة بين عدد من الكيانات، في الخليل حكم العشائر، وفي رام الله والشمال يكون حكم رجال الأعمال والميليشيات المسلحة.

تكتيك ورهانات خاطئة

ويعزو أبو العدس موقف السلطة حيال هذه المخططات، إلى عاملين رئيسيين؛ أولهما طريقة تفكير حركة فتح ومنظمة التحرير، إذ لم يثبت تاريخيا أن كان عندها خطة استراتيجية بعيدة المدى، وإنما تكتيكات وخطط لمراحل محدودة.

أما العامل الثاني، فهو ارتباط السلطة العضوي والبنيوي بالاحتلال وبالإدارة الامريكية، ما يجعلها غير قادرة على الفعل، لأن أخذ أي خطوة على أرض الواقع تتطلب المواجهة مع الاحتلال، في حين أن عقيدة السلطة والفئات الحاكمة هي تجنب المواجهة مع الاحتلال مهما كان الثمن.

ويرى أن السلطة أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما البدء بإصلاحات داخلية والذهاب لانتخابات وتشكيل رؤية سياسية شاملة وبعيدة المدى في الصراع، أو أن تبقى تدور في نفس الدائرة الراهنة وهي دائرة انتظار المواقف الأمريكية والأوروبية حتى تشفع لها عند الاحتلال ومحاولة إثبات أنها تقوم بكل ما يجب عليها في التفاهمات الأمنية، لعلها بذلك تحتفظ بقيمتها الاستراتيجية لدى الاحتلال.

ويعتبر أن نتنياهو لن يستطيع كبح جماح اليمين، بالرغم من التقارير الأخيرة التي تحدثت عن تمسكه ببقاء السلطة، فاليمين مصمم على تنفيذ أهدافه، وحتى لو عارض نتنياهو مخططاتهم فيمكن أن ينفذوا ما يريدون، وأن يدفعوا بالضفة الغربية نحو حالة من الفوضى تجبر على إسرائيل على السيطرة على مقاليد الحكم، وبذلك يتحقق أهداف اليمين.

مقالات مشابهة

  • لماذا تكتفي السلطة بموقف المتفرج أمام محاولات الاحتلال لتقويضها؟
  • قوات الاحتلال الإسرائيلية تهدم 17 منزلا في الضفة الغربية
  • حسين الشيخ يبحث مع مسؤول أمريكي الحرب على غزة
  • هذه تفاصيل خطة نتنياهو لغزة بعد انتهاء الحرب؟ وهذا هو الخطر الأكبر؟
  • مسؤول سابق في الاستخبارات : نتانياهو يدمر إسرائيل
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: المواقف الدولية بشأن وقف الحرب لا تترجم لخطوات جدية
  • خطة سموتريتش للسيطرة على الضفة تضرب رواية الاحتلال على مدار 57 عاما
  • أبو مرزوق يلتقي نائب وزير الخارجية الروسي في موسكو
  • "فتح": إسرائيل تشن حرب وجود على السلطة الوطنية الفلسطينية
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية ينتقد تصريحات نتنياهو بشأن صفقة جزئية مع حماس حول الرهائن