حماس تستخدمه وإسرائيل تتوعد به.. ما هو المثلث الأحمر المقلوب؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فيديو على حسابه في منصة أكس، الأحد، يظهر ضرب قوات إسرائيلية لأهداف داخل قطاع غزة، وعلق عليه بالقول "المثلت الأحمر بانتظار كل دواعش حماس"، الأمر الذي طرح تساؤلات عن ماهيته ورمزيته، خاصة بعد استخدام حماس له أيضا.
ويظهر في الفيديو "مثلث أحمر مقلوب" كإشارة إلى الأهداف التي سيتم ضربها من قبل الجيش الإسرائيلي، وهو رمز لطالما استخدمته حماس في جميع فيديوهاتها التي ينتجها "الإعلام العسكري" التابع لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح المسلح لحماس.
المثلت الأحمر بانتظار كل #دواعش_حماس ان شاء الله pic.twitter.com/QShVhA6mCP
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 11, 2023وجاء في نهاية فيديو أدرعي "مثلثنا أقوى من مثلثك يا أبو عبيدة" في إشارة إلى الناطق العسكري باسم كتائب القسام.
وتوضح المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إيلا، في حديث لموقع "الحرة"، أن "الجيش الإسرائيلي يرد على إعلام حماس الذي يستخدم رمز المثلث المقلوب للدلالة على الأهداف التي يريد ضربها".
وأضافت المتحدثة الإسرائيلية: "نحن نستخدم المثلث في رد على حملاتهم الإعلامية وبأننا نستهدف أماكن تواجدهم".
ما هو المثلث الأحمر المقلوب؟ويستخدم المثلث الأحمر المقلوب كرمز للإشارة إلى الأهداف في الفيديوهات الدعائية لحماس، ويعتبر البعض أن العلامة الحمراء هي إشارة إلى العلم الفلسطيني، الذي يحتوي على مثلث أحمر، وفقا لموقع "knowyourmeme".
وأشار الموقع إلى أن "بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يستغلونه في منشوراتهم، وأصبح رمزا لمعاداة إسرائيل ودعم الفلسطنيين".
في المقابل، يرفض الخبير الأمني والاستراتيجي، خالد عكاشة، ربط المثلث الأحمر المقلوب بذلك الموجود على العلم الفلسطيني، مشددا على أنه "رمز يحمل دلالة عسكرية فقط".
وعلم فلسطين هو من ثلاثة خطوط أفقية متساوية (الأسود والأبيض والأخضر) مغطاة بمثلث أحمر ، وتم اعتماده لأول مرة في 28 مايو 1964 من قبل منظمة التحرير الفلسطينية.
ويوضح عكاشة، في حديث لموقع "الحرة"، أن "هذا المثلث هو من المؤشرات البصرية العادية التي تستخدم من أجل توضيح بعض المقاطع، ويمكن الاستعاضة به بأي رمز آخر مثل الدائرة التي استخدمت بالفعل ببعض فيديوهات حماس".
وأضاف: "المثلث هو طريقة لإيضاح وتوثيق استهداف مواقع معينة وأهداف محددة قد لا يعترف بها الطرف الآخر"، مشيرا إلى أن "حماس تتعمد استخدام الرمز لهدف توكيدي توثيقي، وكذلك يبدأ الجيش الإسرائيلي بفعل الأمر ذاته".
والمثلث الأحمر المقلوب يستخدم عادة كإشارة مرورية في العديد من الدول، وتعني أن الأولوية ليست للسائق ويجب عليه التوقف إذا كانت هناك مركبات أخرى تمر داخل التقاطع.
وفي المجال الصحي، يدل بحسب تصنيفات جهات الإغاثة، على خدمات تنظيم الأسرة والصحة ومنع الحمل.
ولدى سؤال المتحدثة الإسرائيلية عن وجود دلالة تاريخية لاستخدام المثلث الأحمر المقلوب، قالت: "لا نستبعد أن تستخدم حماس ذلك في محاولة لغسل الدماغ بأية طريقة كانت".
وبدأت حماس في استخدام هذا الرمز التعبيري بفيديوهات الإعلام العسكري بعد هجومها غير المسبوق على إسرائيل قبل أكثر من شهر، والذي من المفترض أن يظهر فوق الهدف قبل الهجوم مباشرة، بحسب تقرير لموقع "ميفزاك لايف" الإسرائيلي.
وفي 8 نوفمبر، أصدرت كتائب القسام منشورا "يظهر المثلث الأحمر في العلم الفلسطيني مع دبابة ميركافا تم تدميرها بقاذف صاروخي"، وفقا لموقع "knowyourmeme".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 11078 قتيلا، بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وإصابة 27490 شخصا بجروح، إضافة إلى 2700 مفقود تحت الأنقاض، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الجمعة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
ماذا تكشف استقالات قادة الجيش الإسرائيلي؟
في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أعلن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، استقالته والتي ستدخل حيز التنفيذ في 6 مارس/آذار المقبل، لتصبح الحدث الأبرز بعد أيام قليلة من وقف الحرب في غزة.
استقالة هاليفي ليست الوحيدة، بل تأتي ضمن سلسلة من الاستقالات المتتالية داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، إذ تبعتها بساعات قليلة استقالة قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، يارون فنكلمان، كما تم الإعلان بعدها عن توقع تقديم كل من قائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، وقائد سلاح البحرية الجنرال ديفيد ساعر استقالتيهما، وقبل ذلك كانت استقالة أمير برعام نائب رئيس هيئة الأركان.
وتأتي هذه الاستقالات في ظل تحديات كبرى تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، واللافت أن ما كان يعتبر في الماضي مسألة داخلية ضمن صراعات محدودة، أصبح اليوم يطرح بشكل واضح ومكشوف، هذا المشهد المتأزم يطرح تساؤلات حول قدرة جيش الاحتلال على استعادة توازنه بعد موجة إخفاقات عصفت به.
اعتراف بالفشلفي اعتراف صريح يعكس عمق التصدع داخل الجيش الإسرائيلي، أقرّ هاليفي وفنكلمان بفشل الجيش في التصدي لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلانهذا الاعتراف، أعاد تسليط الضوء على أكبر الإخفاقات الأمنية التي واجهتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث أكد هاليفي تحمّله المسؤولية الكاملة عن ما وصفها بـ"الانتكاسة"، مشيرًا إلى أن قراره بالاستقالة جاء بعد تقييم شامل للوقائع وتداعياتها.
وقبيل استقالة هاليفي، كانت رسالة الاستقالة التي بعث بها نائبه، أمير برعام، الأسبوع الماضي، قد أثارت موجة من التساؤلات داخل إسرائيل، وأشار خلالها إلى قضايا إستراتيجية وأمنية حساسة تتعلق بمستقبل الجيش.
شكّلت هذه الخطوة تمهيدًا واضحًا لتفاقم الأزمة، التي بلغت ذروتها مع استقالة قادة الجيش، وقد أشار برعام في رسالته إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في السياسات العسكرية من أجل مواكبة التحديات المستقبلية، وهو ما فسره البعض كتعبير عن عدم توافقه مع القيادة العسكرية المستقيلة.
ويُعتبر ما حدث من استقالات، بمنزلة إشارة قوية لما يجري داخل صفوف القيادة العليا للجيش الإسرائيلي، وفقًا لما أكده.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، أيمن البراسنة أن هذه الاستقالات نادرة الحدوث في الجيش الإسرائيلي، وهي تعكس حجم الفشل الذي تشهده المؤسسة العسكرية.
يقول البراسنة في حديثه لـ"الجزيرة نت" إن نهاية الحرب في غزة كان لها تأثير كبير على الأوضاع الداخلية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مضيفا أن هذه الاستقالات لم تكن مجرد تعبير عن اختلافات في وجهات النظر حول كيفية إدارة الحرب، بل كانت مؤشرا إلى انعدام الاستقرار الداخلي الذي عانت منه القيادة العسكرية على مدار 15 شهرا من الحرب، وهو ما كان يتم إخفاؤه سابقا.
ووفقا لمراقبين فإن الأزمة ليست جديدة، ومن المؤشرات الدالة عليها التوتر الواضح في العلاقة بين برعام وهاليفي بسبب خلافات حول مسار الحرب على غزة، والذي ظهر بوضوح في التسريبات الصحفية السابقة.
إعلانفقد أشار برعام في رسالة استقالته، إلى أن قدرته على تقديم المساعدة كقائد نائب قد أصبحت محدودة، مما دفعه إلى اتخاذ قراره في الوقت المناسب، حيث كانت شدة الحرب قد تراجعت ولم يكن هناك قتال نشط في لبنان أو سوريا.
ويصف الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الحكيم القرالة توالي الاستقالات السابقة، وما قد يليها في الأيام القادمة، بأنه تحول دراماتيكي وخطوة غير مسبوقة في التاريخ العسكري الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هجمات حماس مثلت حدثًا أمنيًا كبيرًا لا تزال إسرائيل تدفع ثمنه وتتخبط به حتى الآن.
أمير برعام (وسط) يعد من بين 4 مرشحين بارزين لتولي رئاسة الأركان في الجيش الإسرائيلي (الفرنسية) إعادة هيكلة محتملةيتفق الخبراء الذين قابلناهم على أن استقالة هاليفي ونائبه، وكل ما قد يليها من استقالات، تشير إلى بداية تغييرات جذرية في هيكلية الجيش الإسرائيلي وقيادته العليا. هذه التغييرات قد تشمل اختيار قيادة جديدة برؤية مغايرة، مما قد يؤدي إلى تعديل السياسات الأمنية والعسكرية.
وترى صحيفة معاريف في تقرير لها أن من أهم المكتسبات التي حققها وزير الدفاع يسرائيل كاتس من استقالة هاليفي، هو التمهيد لتجنيد المتشددين الحريديم في الجيش الإسرائيلي، إذ مثل هاليفي العقبة الأصعب أمام وزير الدفاع للقيام بهذه المهمة بعد يوآف غالانت، الذي سبق وقدم استقالته.
ومع ذلك، قد تكون هذه التغييرات مجرد محاولة لتحسين صورة الجيش الإسرائيلي داخليًا، دون معالجة جذرية للفشل العسكري والسياسي في مواجهة التحديات في غزة، مما يعكس فشلًا مستمرًا في إدارة الصراع بشكل فعال.
يقول ضيف الله الدبوبي، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن جيش الاحتلال يتبع تقليدًا يتمثل في تغيير رئيس هيئة الأركان كل 3 سنوات، وهي فترة كافية لتنفيذ إستراتيجيات وتحقيق أهداف عسكرية، مع إمكانية تمديد فترته لمدة عام بناءً على قرار من مجلس الحرب المصغر، إلا أن استقالة هرتسي هاليفي جاءت بعد فترة قصيرة من توليه المنصب مما يشير إلى وجود ضغوط كبيرة وصراعات داخلية جميعها بالضرورة متعلقة بالحرب الإٍسرائيلية.
إعلانوتدور التقديرات حول أن رئيس الأركان المقبل سيكون واحدا من 4 مرشحين، اثنان سبق وخدما في منصب نائب رئيس الأركان وهما الجنرالان إيال زامير وأمير برعام وقائدا الجبهة الشمالية أوري جوردين والجبهة الداخلية رافي ميلو.
ومع ذلك، تشير التحقيقات إلى إدانتهم جميعًا في الإخفاق في وقف هجمات حماس، باستثناء قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري جوردين. وبناءً على ذلك، يبقى اللواء جوردين المرشح الأقوى لاستلام المنصب، بحسب تقديرات الدبوبي.
من جانب آخر، يشير ضيف الله الدبوبي إلى أن استقالة برعام المبكرة وقبل صدور نتائج التحقيقات تعكس غضبه واستياءه من طريقة تعامل الإدارة السياسية مع الوضع العسكري، وهي بمثابة رسالة احتجاج قوية ضد إدارة الحرب والسياسات التي أسفرت عن فشل إستراتيجي في التعامل مع التهديدات الأمنية.
ومع ذلك، يقول الدبوبي إن الظروف الحالية، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واختلاف الآراء بشأنه تشير إلى أن عملية التعيينات في هيئة الأركان قد تتأجل، مما يعقد الأمور بشكل أكبر. إلا أن المؤكد هو أن هيئة الأركان تمر بمرحلة عصيبة وغير مسبوقة.
ويتوقع البراسنة، أن يتصاعد التوتر داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، وقد ينعكس ذلك على مستوى التنسيق بين الشاباك والجيش، ومع الضغوط المتزايدة لإصلاح الهيكلية الأمنية، يُتوقع أن يشهد الشاباك سلسلة من التغييرات في قيادته، هذه التوترات قد تؤثر على قدرته على مواجهة التهديدات المستقبلية بشكل فعال.
أوري جوردين المرشح الأقوى لتولي رئاسة الأركان بحسب تقديرات الدبوبي (الفرنسية) تنصل من المسؤوليةوعلى ضوء هذه التطورات، فإنه من المحتمل أن يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستفادة من الاستقالات داخل المؤسسة العسكرية عبر استخدامها كأداة لإلقاء اللوم على القيادة العسكرية، في محاولة للتهرب من الاتهامات بالتقصير التي تلاحقه منذ طوفان الأقصى.
إعلانوأشار الكاتب يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس إلى ذلك، حين قال إنه باستقالة هاليفي، فإن الحكومة لم تنجُ من الفشل فحسب، بل نجحت أيضا في تعزيز أهدافها، وعلى رأسها تطهير القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، وتعزيز الرواية التي بموجبها يتحمل الجيش وحده المسؤولية عن الإخفاقات.
وفي السياق، يرى القرالة أن الاستقالات قد تصب في مصلحة نتنياهو، والواضح من مسار التطورات أن هناك "انعدام للثقة" بين المستويين السياسي والعسكري وأن الانتقادات الموجهة لهاليفي تعكس بوادر "حرب جنرالات" داخل الجيش الإسرائيلي.
يتفق البراسنة مع ذلك، ويشير إلى أن نتنياهو قد يسعى إلى تعزيز مكانته من خلال دعم وزير الدفاع وتعيين رئيس أركان يتماشى مع رؤيته، مما يمنحه فرصة أكبر للسيطرة على القرارات العسكرية المستقبلية وخلق توافق سياسي وعسكري يخدم أجندته.
ويشير الخبيران إلى أن بنيامين نتنياهو لطالما سعى إلى إبعاد من يختلفون معه في الرأي والتوجهات بشأن إدارة الصراع في غزة ولبنان، وهو ما تجسد بالفعل في استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي.
ومع ذلك، تتجه آراء الخبراء إلى أن استقالة الجنرالات، بما في ذلك استقالة رئيس الأركان، تشير إلى أن الوضع في إسرائيل على موعد مع مزيد من الانقسامات، وقد نشاهد سيناريو متعلقا بحل الكنيست والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، مع احتمال عدم إعادة انتخاب نتنياهو، وصولًا إلى محاكمات متعددة قد تقوده إلى السجن، وربما تشمل أيضًا جنرالات عسكريين كبارا.
وفي هذا الصدد، يقول البراسنة إن النزاعات انعكست بشكل كبير على حالة الاستقرار الداخلي، وعمقت شعور الإسرائيليين بالقلق إزاء فعالية الحكومة في حماية أمنهم، بينما يرى آخرون أن الجيش فقد قدرته على توفير الحماية المطلوبة.
خبيران: نتنياهو (وسط) سعى إلى إبعاد من يختلفون معه في الرأي وهو ما تجسد في استقالة هاليفي (يمين) (الأناضول) صراعات مكشوفةكان من المعتاد أن تُدار مثل هذه الخلافات بعيدًا عن الأضواء، إلا أن الإعلام الإسرائيلي بدأ مؤخرًا في تسليط الضوء عليها وجعلها جزءًا من النقاش العام. هذا التحول يعكس تغيرًا في مواقف الرأي العام الإسرائيلي، وزيادة في الحساسية تجاه القضايا الداخلية التي كانت تُعتبر في السابق من المواضيع المحظورة والممنوعة من النقاش.
إعلانويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أيمن البراسنة إن العلنية في نشر الخلافات تعكس أيضًا تآكل "القداسة" العسكرية التي لطالما حافظت عليها إسرائيل في المجال العام، وهو أمر يضعف من هيبة المؤسسة العسكرية ويبعث برسالة ضعف إلى المجتمع الإسرائيلي أولًا ثم إلى خصومها.
وكانت صحيفة "معاريف" قد وصفت استقالة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي بأنها "زلزال"، وهو وصف يعكس حجم الصدمة التي أحدثتها في صفوف الجيش.
فهذه الاستقالات لم تكن مجرد انتقال لشخص من منصب إلى آخر، بل هي مؤشر على مشكلة داخلية دفعت الإعلام الإسرائيلي إلى تجاوز الصمت والتكتم.
يعزو البراسنة، السبب الرئيسي لهذا التحول، إلى الضغط الشعبي المتزايد، بالإضافة إلى ذلك، فإن تراشق الاتهامات بين القادة أثار اهتمام الإعلام، الذي وجد نفسه أمام فرصة لفتح ملف الشفافية والمساءلة. هذه الديناميكية الجديدة لا تعكس فقط تغيرًا في طريقة تناول الإعلام للقضايا العسكرية، بل أيضًا أزمة عميقة في الثقة بين القيادة والجمهور الإسرائيلي.
كما أن هذه التحولات تكشف ضعفا كبيرا في إدارة الصراع، إذ كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة صغر الإدارة الإسرائيلية وعجزها عن تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية، كما لعب الإعلام الإسرائيلي دورًا بارزًا في فضح هذه الإخفاقات، حيث لم يعد قادرًا على إخفاء التصدعات الداخلية والضغوط التي يتعرض لها الكيان على الصعيدين العسكري والسياسي.