تواصلت الأحد، عمليات القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي على طول الحدود.

ووفق وكالة الأنباء اللبنانية (رسمية)، فإن أطراف بلدتي شيحين وأم التوت في القطاع الغربي، تعرضتا لقصف مدفعي مصدره مواقع عسكرية إسرائيلية في بلدة الدودية.

كما أفادت بأن "الطيران الاستطلاعي المعادي (الإسرائيلي) يحلق منذ ساعات الفجر الأولى، وكانت المنطقة وحتى بعد منتصف الليل الفائت (ليلة السبت/الأحد)، عرضة لغارات من الطيران الحربي الإسرائيلي والطائرات المسيرة، والقصف المدفعي الذي استهدف أطراف البلدات الحدودية، من الناقورة وحتى محيط بلدة عيتا الشعب جنوب البلاد".

وأوضحت أن "السبت، كان الأعنف منذ اندلاع الحرب التي باتت غير خاضعة لأي قواعد، بعد استهداف العدو أهدافا مدنية بعيدة عن الحدود، لأكثر من 40 كيلو مترا ".

ووفقا للوكالة، فإن "العدو الإسرائيلي يستهدف الآليات والسيارات المتحركة على الطرق قبالة الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل)، على الحدود مع فلسطين المحتلة".

وأضافت: "ملأت القنابل المضيئة المعادية سماء القطاعين الغربي والأوسط طوال الليل، كما ألقيت القنابل الحارقة في الأحراج المتاخمة للخط الازرق".

اقرأ أيضاً

رفع الحصيلة إلى 71.. استشهاد أحد مقاتلي حزب الله على حدود لبنان الجنوبية

في المقابل، سقط صاروخ أُطلق من لبنان، في منطقة مفتوحة عند الحدود الإسرائيلية واللبنانية، دون معلومات عن خسائر بشرية ولا أضرار مادية.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن صفارات الإنذار دوت، في منطقة "الجليل الغربي" عند الحدود الإسرائيلية واللبنانية.

وأضافت أنه "تم رصد سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة"، دون أن تتحدث عن وجود خسائر بشرية ولا أضرار مادية.

وفي وقت سابق، أعلن "حزب الله" اللبناني، استشهاد أحد عناصره في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، ما رفع حصيلة شهدائه إلى 72، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جانبه، أدان البطريرك الماروني في لبنان بشارة بطرس الراعي، الأحد، حرب "الإبادة الإسرائيلية" في قطاع غزة، وأعلن تأييده لمطالب القمة العربية - الإسلامية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض السبت.

وفي عظة يوم الأحد، قال الراعي: "إننا نتبنى مضمون بيان القمة العربية - الإسلامية في الرياض".

اقرأ أيضاً

غارة إسرائيلية تصل مدى غير مسبوق بلبنان.. وصافرات الإنذار تدوي في مستوطنات الجليل

وطالب البيان الختامي للقمة بالتحقيق في استخدام إسرائيل أسلحة كيميائية في غزة.

كما طالب المحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق في جرائم الحرب المرتكبة من جانب إسرائيل، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت.

وأضاف الراعي: "ندين الحرب الإبادية الوحشية على غزة، وقد تجاوز عدد الضحايا 11 ألفا، نصفهم تقريبا من الأطفال".

وتابع: "كما نشجب وندين التدمير المبرمج للمنازل والمدارس والكنائس والمستشفيات والمساجد، بهدف طرد الفلسطينيين من أرضهم".

وأوضح الراعي أن "هذه الحرب الوحشية الخالية من أي روح إنسانية، والحصار الذي يمنع وصول الماء والدواء، يشكلان وصمة عار في جبين هذا الجيل وأمراء هذه الحرب"، وشدد على أن "الحل الوحيد هو قيام الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".

اقرأ أيضاً

إذاعة الجيش الإسرائيلي: إصابة جنديين بإطلاق نار على الحدود مع لبنان

والسبت، أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في خطاب متلفز، أن عمليات الحزب العسكرية ضد إسرائيل "مستمرة"، رغم كل الإجراءات الوقائية التي تتخذها تل أبيب.

وفي اليوم نفسه، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت سكان العاصمة اللبنانية بيروت بأنهم "سيلقون مصير أهل قطاع غزة"، في حال نشبت حرب مع "حزب الله"، بحسب هيئة البث الحكومية الإسرائيلية.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية بوتيرة يومية، قصفا متبادلا ومتقطعا بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى؛ ما خلّف قتلى وجرحى على طرفي الحدود.

ويأتي هذا القصف على وقع حرب مدمرة يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 37 يوما على قطاع غزة، ما خلّف أكثر من 11 ألفا و100 شهيد، بينهم ما يزيد عن 8 آلاف طفل وسيدة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.

بينما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.

كما أسرت نحو 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

اقرأ أيضاً

وزير دفاع إيطاليا: نصر الله أوهمنا ببقاء لبنان خارج دائرة الحرب

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان جنوب لبنان حزب الله إسرائيل حماس المقاومة قصف متبادل الجیش الإسرائیلی اقرأ أیضا حزب الله

إقرأ أيضاً:

التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

تستمر المخاطر التى تهدد الشرق الأوسط فى التزايد مع الضربات المستمرة على لبنان. فمنذ ما يقرب من عام، ألقى خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا بظلاله على حصيلة القتلى المتزايدة فى غزة. لقد حدث التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، الذى كان يُخشى منه منذ البداية، شهرًا بعد شهر. يقول الجيش الإسرائيلى إنه «لا يبحث عن حروب». ولكن مع مقتل أكثر من 550 شخصًا بالفعل فى الضربات الإسرائيلية على أهداف مزعومة لحزب الله فى لبنان - بما فى ذلك 50 طفلاً و94 امرأة، وفقًا للسلطات الصحية - فما هذا إن لم يكن حربًا؟

لقد حذر الأمين العام أنطونيو جوتيريش من أن العالم «لا يستطيع أن يتحمل تحول لبنان إلى غزة أخرى». وحتى لو كانت إسرائيل تنوى شن هجوم هذا الأسبوع كبديل لغزو برى وليس تمهيدا له، فإنها لا تستطيع التنبؤ بالعواقب.

لقد فر عشرات الآلاف من منازلهم فى الشمال الإسرائيلى، تماماً كما فر عشرات الآلاف من الناس من جنوب لبنان مع تكثيف الاشتباكات عبر الحدود. كما تزايدت الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية لدفع المسلحين إلى الشمال من نهر الليطانى فى لبنان، والسماح لمواطنيها بالعودة إلى ديارهم. ومن بين العوامل التى ساهمت فى ذلك وجود حكومة إسرائيل الأكثر يمينية فى تاريخها، ورئيس الوزراء الذى يعتمد على الصراع المستمر لإبقائه فى السلطة، وتفادى قضايا الفساد.

لم يغير جو بايدن، الرئيس الحالى الذى أصبح بلا منصب، رأى بنيامين نتنياهو. فقد جاءت الهجمات القاتلة على أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله بعد أيام من لقاء مسئولين أمريكيين مع نتنياهو لمحاولة ثنيه عن المزيد من التصعيد. 

لا يريد حزب الله ولا راعيته إيران حربًا شاملة مع إسرائيل؛ أولوية المجموعة هى البقاء. لكن الاعتقاد بأن إسرائيل يمكنها خفض التصعيد من خلال التصعيد يتجاهل حقيقة أن مثل هذه الهجمات لها زخمها الخاص. يبدو أن إسرائيل تستهدف مواقع تعتقد أنها مخازن أسلحة. فى مرحلة ما، قد يستنتج قادة حزب الله أنهم يخاطرون بفقدان أسلحتهم على أى حال إذا لم يستخدموها. قد يتم التغلب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية جزئيًا، وسيكون الغزو البرى للبنان أكثر خطورة بينما لا تزال القوات الإسرائيلية تقاتل فى غزة وتزيد من الغارات فى الضفة الغربية. لقد عايرت جميع الأطراف أفعالها - ومع ذلك، فإن الانزلاق نحو صراع أكبر، والذى قد يجر إيران والولايات المتحدة، قد اكتسب زخمًا.

إن إذلال حزب الله، والأضرار التى لحقت به نتيجة لتسلل أجهزته وقتل قادته، جعل من الصعب على الجماعة أن تتراجع دون تدمير مصداقيتها. لقد جعلت وقف إطلاق النار فى غزة شرطاً غير قابل للتفاوض لإنهاء الهجمات. ولكن بدلاً من خفض التصعيد هناك، يدرس نتنياهو خطة لإجبار مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين على الخروج من شمال غزة ومحاصرة مسلحى حماس لإجبارهم على إطلاق سراح الرهائن.

مقالات مشابهة

  • بطريرك الموارنة بلبنان يدعو لإنهاء الحرب ويعزي عائلة نصر الله
  • تحليل: استمرار الحرب في غزة ولبنان لن يفيد إسرائيل في مواجهة التحديات الرئيسية
  • لماذا لم تظهر وساطة عربية بين إسرائيل وحزب الله
  • "الكتاب العرب" يدين الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان واغتيال حسن نصر الله
  • مجلس الشورى يدين القصف الصهيوني على الضاحية الجنوبية في لبنان
  • «المحامين العرب» يدين استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان
  • خبير علاقات دولية: قضاء إسرائيل على منظومات صواريخ حزب الله غير ممكن(فيديو)
  • حرب إبادة جماعية ضد أمتنا وشعبنا.. "المجاهدين" تدين القصف الإسرائيلي على بيروت
  • التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
  • خبير علاقات دولية: الاحتلال الإسرائيلي يعيد خطة الحرب على غزة في لبنان