عودة: هل من ظرف أخطر مما نحن فيه كي يحزم المعنيون أمرهم وينتخبوا رئيساً للبلاد؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
وقال عودة في عظته: "في لبنان، مضت سنة على شغور موقع الرئاسة وغيرها من المواقع الأساسية، وكأن لا شيء غريب أو ناقص، وكأن الحياة أصبحت مقتصرة على اللهاث وراء الحد الأدنى من مقومات العيش.
وتابع: "أملنا أن ينظر الرب الإله بعين الرأفة على هذه المنطقة وعلى بلدنا، وينشر سلامه في العالم كله، وأن يتعقل المسؤولون عندنا ويضعوا مصلحة لبنان في الطليعة، ويجنبوه أية مصيبة قد تلحق به. ودعوتنا أن نقرأ الكتاب المقدس، ونحفظ وصايا الرب، وألا نكون حرفيين في حفظنا، بل أن تكون لنا أثمار محبة تليق بنا كأبناء حقيقيين لله الذي هو المحبة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جاء المسيح لراحة المتعبين.. ووهب لهم الراحة
يسرنى أيها الآباء والإخوة والأخوات والأبناء، أن أتقدم لكم بأخلص التهانى القلبية، بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
طالباً لكم من الله، فى هذا العيد، ولكنيستنا المقدسة، ولوطننا العزيز على قلوبنا مصر قيادةً وشعباً، ولمنطقة الشرق الأوسط، وللعالم أجمع، كل بركة وخير وسلام وأخاء، وتقدم فى كافة جوانب الحياة.
لكن أود أن أتحدث معكم فى هذا العيد، فى كلمة بعنوان: جاء المسيح لراحة المتعبين، ووهب لهم الراحة.
لذلك، نجده يوجه دعوته إلى الناس، وذلك لأجل راحتهم قائلاً لهم: (تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال، وأنا أريحكم) (مت 11: 28).
أولاً - وقد يسأل البعض من الناس ويقول: ما هى الأتعاب، التى يقصدها المسيح، ويريد أن يريحنا منها ؟!
الجواب– بلاشك، فى حياة الناس نوعان من التعب، فأولهما تعب مفيد وبَنَّاء، وثانيهما أيضاً تعب ضار وهَدَّام.
فالتعب المفيد البَنَّاء يحثنا المسيح بالاستمرارية فيه إلى النهاية وهو يساعدنا على ذلك ويكافئنا عنه.
ثانياً – ننتقل إلى جانب هام فى موضوعنا، وهو لماذا دخل التعب إلى البشرية؟
الجواب – دخل التعب إلى البشرية، بسبب أن أبوينا الأولين آدم وحواء، تعديا وكسرا وصية الله، التى تنهى عن الأكل, من شجرة معرفة الخير والشر، التى فى الجنة, بالرغم من أنه كان مسموحاً لهما بالأكل من جميع الأشجار التى فيها، وهذا يتضح لنا من وصية الرب لهما: (من جميع شجر الجنة، تأكلان أكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكلا منها، لأنكما يوم تأكلان منها، موتاً تموتان) (تك 2: 16، 17).
وبسبب غواية الشيطان لأمنا حواء، أكلت من تلك الشجرة، المنهى بعدم الأكل منها، وأعطت زوجها أبانا آدم، فأكل منها أيضاً، مع العلم أن جميع نسل آدم كان فى صلبه، أثناء الأكل من تلك الشجرة، لذلك سقط الجميع فى نفس الخطية , لأنهم كانوا فيه وقتذاك، فورثوا معهما الخطية الوراثية أو الجدية أو الأصلية، وفساد الطبيعة البشرية، والموت بكل أنواعه، وتصديقاً لكل هذا، قال الرسول بولس فى رسالته لأهل رومية: (بإنسانٍ واحدٍ، دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع) (رو 5: 12).
ويتضح لنا أن التعب دخل إلى البشرية، بسبب كسر الوصية الإلهية، والعقوبة التى صدرت بسبب ذلك وبناءً عليه قال الرب، فى إحدى عقوباته لأمنا حواء: (تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، وبالوجع تلدين أولاداً) (تك 3: 16).
وكذلك فى عقوبته لأبينا آدم، يتضح لنا بأن التعب الذى حدث له ولنسله، كان بسبب كسر الوصية الإلهية، وبناءً عليه قال له السيد الرب: (ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها، كل أيام حياتك. وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك، تأكل خبزاً، حتى تعود إلى الأرض التى أخِذتَ منها، لأنك تراب، وإلى التراب تعود) (تك 3: 17 – 19).
بالإضافة إلى كل ذلك، ترتب على كسر الوصية، طرد أبوينا آدم وحواء من جنة عدن، خارجها إلى الأرض، كما ذكر لنا الكتاب: (فأخرجهما الرب الإله، من جنة عدن، ليعملا الأرض، التى أُخِذا منها. فطرد الإنسان) (تك 3: 23، 24).
إذاً نفهم التعب الذى دخل إلى البشرية، هو سببه التعدى على وصية الله وكسرها، فهو تعب ناتج عن خطايا وآثام، موجهة لله وسلطانه ووصاياه وأحكامه الإلهية.
ومنذ ذلك التوقيت، وعد الرب بعلاج تلك المشكلة لآدم ولنسله، ولكن عن طريق تجسد السيد المسيح، من العذراء مريم، الذى هو من نسل المرأة، كما ذكر سفر التكوين (تك 3: 15).
ودُعِى المسيح بنسل المرأة، لأنه جاء من عذراء بدون أب جسدى وكان الهدف من مجيئه أو تجسده هو فداء آدم وكل نسله، كما قال الرسول: (ولما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه، مولوداً من امرأةٍ، مولوداً تحت الناموس. ليفتدى الذين تحت الناموس، لننال التبنى) (غل 4: 4، 5).
وكما كان الهدف من تجسد المسيح، هو فداء البشرية، هكذا له هدف آخر وهو خلاصها من خطاياها وآثامها، كما ذكر هو بنفسه قائلاً: (لأن ابن الإنسان قد جاء، لكى يخلص ما قد هلك) (مت 18: 11)، (لو 9: 56)، (لو 19: 10).
لذلك المسيح هو الوحيد القادر على فداء وخلاص الناس، من خطاياهم وآثامهم، ومن غيره لا يخلص الإنسان، بل يهلك هلاكاً أبدياً، وشهد لذلك الرسول بطرس، فى سفر الأعمال، قائلاً: (ليس بأحدٍ غيره الخلاص، لأنه ليس اسمٌ آخر، تحت السماء، قد أُعطِى بين الناس، به ينبغى أن نخلص) (أع 4: 12). وكل عام وأنتم بخير.