قال الدكتور توفيق حميد، باحث سياسي في شؤون الشرق الأوسط، إنّ الولايات المتحدة شهدت مظاهرات ضخمة بدرجة يصعب تصورها أمس تضامنا مع الفلسطينيين، موضحًا: «لاحظت أنّ بعض الناس والهيئات أكدوا أنّهم لن ينتخبوا ديمقراطيين أو جمهوريين بسبب الحرب، أي أنّ هناك بداية اتجاه لانتخاب مجموعة صغيرة تمثل 5% وهي ليست جمهورية أو ديمقراطية، ولكن الناس يرون أنّها الأكثر عدلا في تناول ما يحدث».

وأضاف حميد، في مداخلة عبر تطبيق سكايب على القناة الأولى والفضائية المصرية: «ما حدث أمس كان أكبر مظاهرة كجزء من تغيير في بوصلة بعض الأشياء في الصحافة الأمريكية».

وتابع الباحث السياسي: «لو كانت أعداد المتظاهرين والتظاهرات كبيرة ومتكررة وتتزايد، فإنّ هذا الأمر قد يؤثر في صناعة القرار من حيث درجة الدعم لإسرائيل ودرجة الضغط السياسي عليها لقبول بعض الحلول أو في مرحلة ما للإصرار على حل الدولتين وفرضه».

وأوضح: «بدأ التغيير في طريقة الكلام واستخدام الكلمات من جانب قادة الولايات المتحدة، وما يحدث أنّ صناع القرار مدعومون من جهات وأفراد لهم مصالح معينة ولا يمكنهم تغيير الكثير الآن، ومن ثم، فإنّ السياسي الأمريكي يجد أنّه لو اتجه إلى الرأي العام فقط قد يخسر الانتخابات المقبلة، ومن ثم، فإنّه يراهن على عدم تغيير أي شيء بخصوص الموقف من إسرائيل حتى يتم نسيان الأمر».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الولايات المتحدة الصحافة الأمريكية

إقرأ أيضاً:

الحكومة تتجاهل تعيين نائب محافظ بنك إسرائيل

للمرة الأولى في تاريخ بنك إسرائيل (البنك المركزي)، يواجه البنك وضعا غير مسبوق حيث ستنتهي ولاية نائب المحافظ أندرو أبير السبت القادم من دون أي قرار حكومي بشأن تمديدها أو تعيين بديل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة كالكاليست الإسرائيلية.

ووفقا للقانون الإسرائيلي، فإن الحكومة ملزمة بتعيين نائب لمحافظ البنك المركزي، لكن هذا القرار لم يُطرح حتى على جدول أعمال الحكومة، وهذا يثير تساؤلات حول تداعيات هذا الإهمال على الاقتصاد الإسرائيلي وإدارة السياسات النقدية.

تجاهل حكومي وتداعيات خطيرة

وبحسب كالكاليست فقد كان من المفترض أن يتم تمديد ولاية أبير خلال اجتماع الحكومة الأخير، لكن الاجتماع أُلغي تماما ولم يكن الموضوع مدرجا أصلا على جدول الأعمال.

وكشفت "كالكاليست" أن محافظ البنك أمير يارون أوصى قبل أسابيع بتجديد ولاية أبير، لكن تنفيذ القرار يتطلب موافقة الحكومة. وبحسب القانون، "يجب على الحكومة تعيين نائب المحافظ بناء على توصية المحافظ".

اللافت في الأمر -بحسب الصحيفة- أن هذه ليست مجرد مسألة إدارية بل انتهاك قانوني، حيث ينص القانون صراحة على ضرورة تعيين نائب لمحافظ البنك. عدم القيام بذلك يضع الحكومة في مخالفة قانونية صريحة، ما يثير انتقادات حادة بشأن الإدارة الاقتصادية للدولة.

إعلان

 

تأثير على السياسة النقدية

ويلعب نائب المحافظ دورا محوريا في صنع القرار الاقتصادي، حيث إنه عضو في اللجنة النقدية التي تحدد سعر الفائدة والسياسات النقدية الأساسية. ووفقا للقانون، يمكن للجنة الاستمرار في العمل بوجود 4 من أصل 6 أعضاء، لكن غياب نائب المحافظ يعكس حالة من عدم الاستقرار المؤسسي قد تؤدي إلى تآكل الثقة في قدرة البنك المركزي على اتخاذ قرارات حاسمة.

وإلى جانب ذلك، فإن نائب المحافظ عضو في المجلس الإداري للبنك، الذي يحدد ميزانيته وسياسات الرواتب وإدارة احتياطيات النقد الأجنبي، مما يجعل غيابه ثغرة خطيرة في الهيكل الإداري للبنك. والأكثر خطورة، أنه في حال تعذر على المحافظ أداء مهامه لأي سبب كان، لن يكون هناك نائب يتولى المسؤولية، ما قد يُدخل البنك في أزمة إدارية غير مسبوقة.

الحكومة تتجاهل القرار

ما يثير الدهشة بحسب كالكاليست هو أن تجديد تعيين أبير لا يتطلب أي إجراءات معقدة، إذ يكفي استفتاء حكومي سريع عبر الهاتف أو حتى عبر تطبيق واتساب، كما تم في قرارات حكومية سابقة. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه، مما يعكس ترددا واضحا من الحكومة في اتخاذ القرار، أو ربما تجاهلا متعمدا.

أما إذا كان هناك توجه لتعيين شخص جديد بدلا من أبير، فإن هذا القرار سيستغرق وقتا طويلا، لأن المنصب يتطلب موافقة لجنة غرنيس التي تُعنى بالموافقة على التعيينات العليا في الدولة، مثل محافظ البنك المركزي، رئيس الأركان، رئيس الشرطة، ورؤساء أجهزة الأمن، مما يبرز مدى أهمية هذا المنصب وتأثير غيابه على استقرار المؤسسات المالية.

ولجنة غرنيس هي لجنة استشارية إسرائيلية تُقيّم تعيين كبار المسؤولين في القطاع العام لضمان نزاهتهم وكفاءتهم، ومن ضمنهم محافظ البنك المركزي ونائبه.

محافظ البنك تحت الضغط

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تشهد الحكومة مماطلة في القرارات المتعلقة ببنك إسرائيل، فقد سبق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حاول استبدال محافظ البنك أمير يارون خلال العام الماضي. وكان المرشح الرئيسي آنذاك إفي بنامليخ، أستاذ الاقتصاد في جامعة نورث وسترن وخبير في التمويل، وشؤون الإفلاس، وأسواق الائتمان.

محافظ بنك إسرائيل أمير يارون خلال العام الماضي (رويترز)

لكن اندلاع الحرب بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول حال دون تنفيذ التغيير، إذ أدركت الحكومة أن استبدال المحافظ خلال الحرب قد يؤدي إلى زعزعة الأسواق الإسرائيلية وإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد.

إعلان

وفي نهاية المطاف، اضطر نتنياهو إلى تمديد ولاية يارون في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رغم أنه كان يسعى لاستبداله بسبب مواقفه النقدية تجاه السياسات الاقتصادية للحكومة. ووفقا للقانون، فإن محافظ البنك ملزم بتقديم المشورة الاقتصادية للحكومة، لكن هذا الدور الاستشاري قوبل برفض ضمني من نتنياهو، الذي لم يكن راضيا عن توصيات يارون بضرورة تقليص الإنفاق الحكومي وتشجيع سياسات النمو.

انتقادات

وأكد بنك إسرائيل في بيان رسمي أن القانون ينص صراحة على ضرورة تعيين نائب لمحافظ البنك، مشيرا إلى أن المحافظ يستطيع تعيين موظف مؤقت من داخل البنك ليحل محل نائب المحافظ لحين اتخاذ الحكومة قرارا رسميا.

أما مكتب رئيس الوزراء، فقد ردّ على الجدل المتزايد قائلا: "عند عودة رئيس الوزراء من الخارج، سيتم بحث الموضوع واتخاذ القرار المناسب". لكن هذا التبرير لم يهدئ المخاوف، إذ يرى الخبراء أن تأخير القرار يعكس عدم جدية الحكومة في احترام الاستقلال المالي للبنك المركزي.

مقالات مشابهة

  • خبير أمن معلومات يكشف كيف سيؤثر قرار جوجل على صناع المحتوى
  • نتنياهو يقترح على ترامب تغيير الأولويات.. الهدف إيران
  • الحكومة تتجاهل تعيين نائب محافظ بنك إسرائيل
  • بداية من أول مايو | جوجل: لا دفع بالدولار فى عمليات أرباح المحتوى في مصر
  • "أوبك بلس" تبقي على سياسة إنتاج النفط دون تغيير
  • ترامب يجدد تهديده باستعادة قناة بنما: أمريكا ستتحرك بقوة ..ما علاقة الصين ودورها؟
  • سياسة الهيمنة.. الجدل حول تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا
  • بعد زيارة وزير خارجية أمريكا.. بنما لن تجدد اتفاق الحزام والطريق مع الصين
  • باحث في الشؤون الإسرائيلية: الولايات المتحدة غطت العجز الاقتصادي لتل أبيب
  • الرئيس الجزائري يكشف شرط بلاده للتطبيع مع إسرائيل