الفئران مثل البشر.. تمتلك القدرة على التخيل
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
طالما اعتقدنا أنها سمة بشرية أصيلة، فنحن دائما قادرون على تخيل أشياء لم تحدث أبدا، قد تتخيل نفسك وأنت ناجح في الامتحان أو أنك تحصل على جائزة أفضل موظف أو قد تتخيل أنك سافرت إلى مدينة آسيوية تحبها.. الأمر مفتوح على مصراعيه.
لكن في دراسة جديدة نشرت في دورية "ساينس" بقيادة علماء من مؤسسة هوارد هيوز الطبية في الولايات المتحدة، تبين أن الفئران كذلك تمتلك نفس السمة، حيث يمكنها تخيل أماكن وأشياء ليست أمامها مباشرة.
وللتوصل لتلك النتائج قام الباحثون ببناء تجربة شاركت فيها عمليات الواقع الافتراضي وواجهة الدماغ والآلة، والأخيرة تتمثل في أقطاب كهربائية تزرع جراحيا في أدمغة الفئران لتحدد بالضبط أية مناطق الدماغ تم تنشيطها في سياق بعينه. وقد قام الباحثون بتجهيز الفيديو التالي للجزء الأول من التجربة:
الفئران التي تجريفي التجارب، وضعت الفئران على آلة مشي كروية، ثم أحيطت بشاشة الواقع الافتراضي بزاوية 360 درجة، ومن ثم تم تحديد هدف للفأر ليصل إليه، ومع تحرك الفأر يتغير الواقع الافتراضي بسرعة ليبين للفأر وكأن الهدف يقترب، فيظن أنه في بيئة حقيقية، ومع الوصول للهدف يحصل على مكافأة.
في تلك الأثناء، تلعب واجهة الدماغ والآلة دورا مهما، حيث تقوم بفحص أي المناطق في الدماغ ينشط أثناء تلك المهمة، وظهر أنها شبكات عصبية محددة في منطقة الحصين بدماغ الفأر. وقد وجد الباحثون أن مجموعة الخلايا العصبية التي تم تنشيطها في منطقة الحصين بدماغ الفأر كانت متعلقة بحركة الفأر في الفراغ.
وبعد ذلك، قام الباحثون بتكرار نفس التجربة، لكن شاشة الواقع الافتراضي ظلت ثابتة لم تتحرك لتبين للفأر أنه يتقدم ليصل إلى الهدف ويحصل على المكافأة، وهنا كانت المفاجأة بالنسبة للعلماء، حيث إأن المناطق نفسها التي يُعتقد أنها مسؤولة عن حركة الفأر في الفراغ قد تم تفعيلها كذلك، وهو ما يرجح بأن الفأر لم يكن قادرا على الوصول إلى الهدف، ولكنه تخيل سيناريو مستقبليا يصل إلى الهدف فيه. وقد قام الباحثون بتجهيز هذا الفيديو للجزء الثاني من التجربة:
الأجهزة التعويضيةوبحسب الدراسة، فإن الفئران أمكنها التحكم في نشاط الحصين الخاص بها في إطار زمني مشابه للإطار الزمني الذي يسترجع فيه البشر أحداث الماضي أو يتخيلون سيناريوهات جديدة.
وفي هذا السياق تمكن الباحثون في تجارب تالية من تدريب الفئران على الحركة داخل الواقع الافتراضي، ولكن فقط بأفكارهم وليس بالحركة الفعلية على آلة المشي، فكان على الفأر فقط أن يفكر في المضي يمينا أو يسارا حتى يتحرك الواقع الافتراضي وفقا لأفكاره.
وبحسب بيان صحفي رسمي من مؤسسة هوارد هيوز الطبية، فإن ذلك تحديدا قد يفيد مستقبلا في تطوير نطاق الأجهزة التعويضية، والتي يمكن للبشر التحكم بها بدرجة من الدقة الشديدة فقط عن طريق التفكير بأدمغتهم.
ويعد ذلك مجالا بحثيا نشطا حاليا، بل ومنذ عقد من الزمان تمكن العلماء بالفعل من تطوير أقدام صناعية يمكن للشخص الذي يستخدمها أن يحركها بناء على أفكاره فقط، إلا أن هذا النطاق مازال يتطور يوما بعد يوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الواقع الافتراضی
إقرأ أيضاً:
شاب صيني يكتشف إصابته بمرض نادر.. «فقد القدرة على الابتسام والكتابة»
معاناة كبيرة عاشها شاب صيني، لم يتخطى عمره الـ24 عاما، إذ أصيب بمرض نادر، ولكن اكتشافه كان في غاية الصعوبة، ليخرج ويروي الأعراض الغريبة التي تعرض لها، فما قصة هذا المرض؟
شاب صيني يكتشف إصابته بمرض نادرواجه تشي مينج هينج البالغ من العمر 24 عامًا تشخيصًا غير حياته بمرض مويامويا، وهو اضطراب نادر في المخ، بعد أن عانى من أعراض تشبه السكتة الدماغية في أول يوم عمل له.
تطلب المرض النادر، الذي يتسبب في انخفاض تدفق الدم إلى المخ، إجراء عملية جراحية لتجاوز الشريان التاجي، بعد الجراحة، شرع «تشي» في رحلة التعافي، وإعادة تعلم مهارات أساسية مثل القيادة والكتابة.
بالنسبة للشاب الصيني، كان 2024 بالنسبة له عام البقاء والتعافي، بعد تشخيص مرضه باضطراب دماغي مميت ونادر وغالبا يصاب به البالغين، وفقًا لـ«مايو كلينيك».
في أول يوم عمل له في 8 فبراير، أدرك الشاب أنه يكافح لكتابة اسمه على ورقة، حسبما قال الطالب في كلية لاسال للفنون، لصحيفة ستريتس تايمز.
بعد بضعة أيام، أدرك أنه غير قادر على حمل أدوات المائدة بشكل صحيح، وبعد يومين، بدأ وجهه يتدلى.
«أخبر الطبيب الشاب أنه كان لديه علامات سكتة دماغية، ضعف في الذراع وعدم القدرة على الابتسام بشكل صحيح، على الرغم من أن قدراته على المشي والتحدث كانت طبيعية، وأنه بحاجة إلى الذهاب للمستشفى على الفور»، بحسب التقرير.
وأضاف: «اشتبه طبيب الأعصاب في البداية في نوع من حالة الأوعية الدموية المناعية الذاتية، ولكن بعد الفحص والمزيد من الاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى، تم تشخيص تشي بمرض مويامويا»، كما ذكر التقرير.
وفقًا لمايو كلينيك، يُعتبر مرض مويامويا أكثر شيوعًا في اليابان وكوريا والصين ويرتبط بحالات معينة، مثل متلازمة داون وفقر الدم المنجلي والورم العصبي الليفي من النوع الأول وفرط نشاط الغدة الدرقية.
أعراض مرض مويامويا النادرتشمل العلامات الشائعة لمرض مويامويا ما يلي:
الصداع النوبات الضعف أو الخدر مشاكل الرؤية صعوبة الكلام الحركات اللاإراديةيمكن أن تؤدي الأنشطة مثل ممارسة الرياضة أو البكاء أو السعال أو الإجهاد أو الحمى إلى ظهور الأعراض، بحسب التقرير، كما أن تشخيص مرض مويامويا يكون صعبًا، وعادة ما يعاني هؤلاء المرضى من سكتات دماغية بسيطة.
ووفقاً للدكتور «تشين مين وي»، جراح الأعصاب الذي أجرى العملية لـ«تشي»، فإن تشخيص المرض صعب للغاية، وهناك حالات استغرق الأطباء فيها ما يصل إلى عام لتأكيد التشخيص لأن الاشتباه في الإصابة بالمرض لم يكن إلا بعد السكتة الدماغية الثالثة أو الرابعة.
خرج تشي من شقته بعد أسبوعين من إجراء الجراحة، بعد إنشاء وعاء دموي جديد لتسهيل تدفق الدم إلى الجانب الأيمن من المخ، وبعد الجراحة كان على تشي أن يتعلم القيادة من جديد وأن يتدرب على الكتابة.