أكد خبراء وحقوقيون أردنيون أن مضمون كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال مشاركتهما في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت، أمس السبت، بالرياض وضعتا العالم أمام مسئوليته السياسية والإنسانية بشأن ما يحدث في قطاع غزة، مؤكدين أن الرئيس السيسي والعاهل الأردني بعثا برسالة إلى أحرار العالم والمنظمات الدولية الإنسانية بضرورة وقف الحرب على غزة فورا.

وقال الخبراء الأردنيون، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، : "إن الرئيس السيسي والعاهل الأردني شددا خلال كلماتهما بالقمة على ضرورة أن ينظر العالم إلى ما يحدث في غزة بعين المسئولية والضمير العالمي"، مشيرين إلى أن رسالة مصر والأردن تدعو إلى نشر السلام ووقف نزيف الدم الذي يحدث حاليا في فلسطين سواء في غزة أو الضفة الغربية.

ومن جهته.. قال الدكتور قاسم العمرو أستاذ العلوم السياسة جامعة البترا الأردنية: إن مشاركة الرئيس السيسي والعاهل الأردني في القمة العربية الإسلامية المشتركة بشأن الوضع في غزة أكدت مدى حرصهما على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية بالنسبة للقاهرة وعمان.. مشيرا إلى أن القمة كانت ذات حضور كبير وتمثيل دولي عربي وأفريقي وإسلامي يؤشر إلى أهمية القضية الفلسطينية.

وأضاف قاسم العمرو: أن كلمات الزعماء العرب في مجملها كانت إيجابية ومحددة ولكن كلمتي الرئيس السيسي والعاهل الأردني كانتا واضحتين وتشيران إلى توضيح الأوضاع على أرض الواقع في قطاع غزة، مؤكدا أن مصر والأردن ومنذ اللحظة الأولى كانتا بالمرصاد للمخطط الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين لعدم تصفية القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الرئيس السيسي والعاهل الأردني أرسلا عدة رسائل للعالم مفادها أن السلام العادل والشامل ووقف القتال هو أساس استقرار المنطقة وأن القضية الفلسطينية ليست مستحيلة الحل وإنما الحل يتطلب إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعلى حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. مشددا على ضرورة أن يستمع العالم إلى صوت العقل الذي يخرج دائما من القاهرة وعمان بشأن القضية الفلسطينية بخاصة والقضايا العربية بشكل عام.

وبدوره.. قال الدكتور نواف الخوالدة المحاضر غير المتفرغ بالجامعة الأردنية والمحلل السياسي: إن القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية كانت واضحة في بيانها الختامي بضرورة الوقف الفوري للحرب على قطاع غزة وليس هدن إنسانية.. مؤكدا أن الرئيس السيسي والعاهل الأردني كانا واضحين في رسائلهما إلى العالم بأن ما يحدث في غزة أصبح غير محتمل وغير إنساني.

وأضاف الخوالدة: أن الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني وعلى هامش القمة وقبلها يتواصلان ويتشاوران من أجل التوصل إلى حلول للأزمة الطاحنة التي تمر بها المنطقة وهي حرب غزة.. مشيرا إلى أن مصر والأردن نبها العالم العربي بخطورة تهجير الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى للحرب ومن ثم جعل الموقف العربي موحد ضد هذه الفكرة الإسرائيلية الأمريكية الغربية.

وشدد على ضرورة أن يتبنى مجلس الأمن والأمم المتحدة قرارات القمة العربية الإسلامية المشتركة باعتبار ذلك هو صوت العقل وطوق نجاة لعدم تدهور المنطقة والعالم، مؤكدا أن الوضع في غزة كارثي وبات من الضروري العمل على إنهاء هذه الحرب الإجرامية.

وبدورها أوضحت رئيس الاتحاد النسائي الأردني العام لانا كريشان، أن انعقاد القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض كانت ضرورة لتوصيل رسالة للعالم الغربي وأمريكا بأن العالم العربي والإسلامي يدين هذه الحرب الإجرامية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان غزة المدنيين الأبرياء، مؤكدة أن البيان الختامي للقمة وضع العالم أمام مسئوليته السياسية والإنسانية بما تضمن من قرارات ودعوات ورسائل.

ولفتت كريشان إلى أنه بات على العالم العربي والإسلامي، وبهذا الموقف الموحد الدائن للجرائم الإسرائيلية أن يتحرك نحو المنظمات الدولية لوضع فضائح الاحتلال أمامها ومحاسبته على الجرائم الإنسانية، مؤكدة أن القادة العرب والإسلاميين اتفقوا على ضرورة محاسبة إسرائيل على تلك الجرائم وهذا حق من حقوق الإنسان التي يدعي العالم الغربي أنه يحترمها.

وقالت: "إن الرئيس السيسي والعاهل الأردني ومنذ اليوم الأول للحرب حذرا من خطورة انفجار الوضع وهذا ما نحن فيه حاليا".. مشيرة إلى أن العالم الغربي والأمريكي يغضون البصر عن جرائم الاحتلال وبالتالي أصبحت إسرائيل دولة فوق القانون والإنسانية وهذا أمر يرفضه العالم العربي قيادة وحكومة وشعبا.

وأعربت كريشان عن أملها في أن تكون قرارات القمة العربية الإسلامية المشتركة خطوة نحو تخفيف الضغط على الشعب الفلسطيني وتوصيل المساعدات بشكل فوري وبكميات كبيرة دون قيد أو شرط.. موضحة أن أهالي غزة يتعرضون لجريمة العصر وربما تكون جريمة الإنسانية كلها خلال هذه الحرب البشعة الإسرائيلية.

وأكد مشروع القرار الصادر عن القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية على دعم قادة الدول العربية والإسلامية لكل ما تتخذه مصر من خطوات، لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وإسناد جهود القاهرة لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف.

ويؤكد القادة رفضهم الكامل والمطلق والتصدي الجماعي لأية محاولات للنقل الجبري الفردي أو الجماعي أو التهجير القسري أو النفي أو الترحيل للشعب الفلسطيني، سواء داخل قطاع غزة أو الضفة الغربية بما في ذلك القدس، أو خارج أراضيه لأية وجهة أخرى أياً كانت، باعتبار ذلك خطاً أحمر وجريمة حرب.

اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يقصف 40 فلسطينيًا أثناء الخروج من مستشفى الشفاء بغزة

«يد بيد مع أهلنا في فلسطين».. شاحنات المتحدة تحمل 150 طن مساعدات لأهالي غزة

الهلال الأحمر الفلسطيني: لا يمكن نقل مصابين من مناطق تحاصرها دبابات إسرائيلية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل وفلسطين اخبار فلسطين اسرائيل فلسطين اهل فلسطين فلسطين فلسطين الأن فلسطين الان فلسطين اليوم فلسطين حرة فلسطين عربية فلسطين مباشر فلسطين وإسرائيل فلسطيني انا فلسطينية قضية فلسطين القمة العربیة الإسلامیة المشترکة الرئیس السیسی والعاهل الأردنی القضیة الفلسطینیة أن الرئیس السیسی العالم العربی على ضرورة قطاع غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبراء ومتخصصون يناقشون تحديات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انطلقت اليوم الأثنين، فعاليات  ورشة العمل العربية حول تعزيز الوعي بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في ظل التقدم في مجال التكنولوجيا العصبية"، والتي تنظمها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون والتنسيق مع الامانة العامة للجامعة العربية والمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) وذلك من خلال مكاتبها الاقليمية  فى المنطقة العربية ( المكتب الإقليمى لمصر والسودان ونقطة الاتصال مع جامعة الدول العربية – والمكتب الاقليمى لليونسكو لمنطقة الخليج العربى واليمن بالدوحة )  .

فى الجلسة الافتتاحية أكدت الدكتورة نوريا سانز - المدير الإقليمى  لليونسكو  بمصر والسودان ونقطة اتصال اليونسكو بجامعة الدول العربية أن ورشة العمل جاءت تنفيذاً للقرار الصادر عن الجلسة رقم (56) للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك والتي انعقدت برئاسة أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة الدول العربية التي أقيمت  في مقر جامعة الدول العربية التي نصت علي دعوة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون مع جامعة الدول العربية لعقد ورشة عمل عربية حول تعزيز الوعي بأخلاقيات إستخدام الذكاء الاصطناعي بين المطورين والمستخدمين والجمهور بشكل عام.

وأضافت "سانز"  أن ورشة العمل تهدف إلي تسليط الضوء على الأبعاد الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العصبية، وتوعية المشاركين بأهمية الإلتزام بالمعايير الأخلاقية في هذا المجال وتوفير منصة لتبادل الخبرات والأفكار بين المشاركين من مختلف الدول العربيةوالخبراء في هذا المجال.

أوضحت  أن اليونسكو بدأت في الفترة الاخيرة الاهتمام بالذكاء الاصطناعي نظراً لأهميته الكبيرة في حياتنا اليومية حيث يدخل في جميع مناحي حياتنا وهو ما يوجب علينا جميعا توظيف هذه التقنية واستخدامها بشكل  عادل وسليم  مشيرة إلي وجود  تتضافر للجهود بين اليونسكو و الأكاديمية و جامعة الدول العربية لتحقيق هذا كون  الذكاء الاصطناعي مثله  كأي تكنولوجيا من الممكن ان يكون أداة مدمرة  إذا لم يستخدم بشكل صحيح لذلك نحن  نستهدف من ورش العمل والمناقشات للوصول إلى أفضل استخدام لهذه التكنولوجيا.

في  مستهل كلمته رحب الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية بالحضور معرباً عن سعادته بتنظيم الأكاديمية لهذا الحدث الهام بالتعاون مع فريق اليونسكو الإقليمي ،  وكلية  الصيدلة التي تعد إحدى  ركائز مقر الأكاديمية الرئيسي بأبو قير بالإسكندرية.

وأضاف عبد الغفار، ان الورشة التي تعقد اليوم ذات أهمية قصوى حيث تجمع نخبة من الخبراء في  مختلف المجالات معرباً عن تطلعه إلي ان تعزز الورشة  حواراً قوياً حول الآثار الأخلاقية للتكنولوجيا العصبية وتطوير المبادئ التوجيهية والأطر التي ستوجه تطويرها وتطبيقها بطريقة تحافظ على كرامة الإنسان ورفاهية المجتمع مشيرآ إلى اننا  نقف أيضًا على شفا ثورة تكنولوجية يمكن أن تعيد تشكيل عالمنا بطرق لا يمكن تصورها.

واشار عبد الغفار، إلي ان التكنولوجيا العصبية، المجال المزدهر المكرس لفهم وتطويع الأعمال المعقدة للدماغ البشري، تحمل وعدًا كبيرًا للبشرية وذلك من خلال التطورات في واجهات الدماغ والحاسوب، والتصوير العصبي، والتعديل العصبي، ، وقال" نحن على أعتاب إطلاق إمكانات غير مسبوقة لعلاج الاضطرابات العصبية، وتعزيز القدرات المعرفية، وحتى توسيع حدود التجربة الإنسانية".

وأوضح رئيس الأكاديمية، إن ظهور الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، وهو قدرة الآلات على أداء أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها، يقترب بسرعة، حيث يتوقع بعض الخبراء وصوله في غضون السنوات الخمس المقبلة .

كما اكد عبد الغفار، ان الأكاديمية العربية أدركت منذ فترة طويلة الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي  ففي عام 2019، أنشأت أول كلية للذكاء الاصطناعي في المنطقة، وتقع في مدينة العلمين الجديدة النابضة بالحياة مشيرا الى ان هذه المؤسسة الرائدة مكرسة لرعاية الجيل القادم من خبراء وقادة الذكاء الاصطناعي، والمجهزين بالمعرفة والمهارات اللازمة للتنقل في تعقيدات هذا المجال سريع التطور.

واردف قائلاً ان كلية الذكاء الاصطناعي ب لدينا هي أكثر من مجرد مؤسسة أكاديمية  ، فهي مركز للابتكار والبحث والتعاون مؤكداً سعي الأكاديمية الدائم  لخلق بيئة يمكن للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلالها تجاوز حدود الذكاء الاصطناعي، واستكشاف إمكاناته لحل مشاكل العالم الحقيقي وتحسين حياة الناس في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

وفى ختام كلمته اعرب رئيس الأكاديمية عن تقديره  لليونسكو على شراكتهم القيمة في تنظيم هذه الورشة. ومقدما شكره لجميع المشاركين على استعدادهم للمشاركة في هذا الحوار الهام. داعيا الجميع ان يتنهزوا  هذه الفرصة لتشكيل مستقبل التكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي بطريقة تعود بالنفع على البشرية جمعاء، مع التمسك بأعلى المعايير الأخلاقية.

وبدوره  رحب الدكتور مصطفى رشيد  مقرر هذه الورشة مساعد رئيس رئيس الأكاديمية بالحضور ، مؤكدًا أن  ورشة العمل تأتي في  وقت تتزايد فيه التحديات والأهمية المحورية للتكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية.

وقال رشيد، “يشرفنا أن تكون ورشة عملنا قد عقدت بالتزامن مع المشاورة الإقليمية العربية حول توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات التكنولوجيا العصبية، مما يعزز أهمية هذا الحدث” .

وأضاف رشيد، ان "أهمية هذه الورشة تتجلي في الحاجة الملحة لوضع إطار أخلاقي واضح لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا العصبية حيث ان الذكاء الاصطناعي الآن يلعب دورًا محوريًا في تحسين حياتنا من خلال تطبيقات متعددة في مجالات الطب والتعليم والصناعة وغيرها حيث تأتي هذه التطبيقات أيضًا مصحوبة بتحديات أخلاقية وقانونية تتطلب دراسة متأنية ومسؤولية.

ولفت إلي الهدف من تلك المناقشات الوصول لرؤى مشتركة بشأن أفضل الممارسات واخيرًا الخروج بتوصيات عملية يمكن تطبيقها لتعزيز الإستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العصبية في مجتمعاتنا العربية.وفي النهاية  أحب أن أشكر جميع المشاركين،المنظمين والداعمين لهذا الحدث الهام ، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الورشة خطوة فعالة نحو تعزيز الوعي بأخلاقيات استخدام الاصطناعية.

من جانبها قالت الدكتورة أميرة سنبل ،  عميد كلية  الصيدلة بالمقر الرئيسي للأكاديمية: " "نرحب بالخبراء والأساتذة والوزراء وممثلي منظمات جامعة الدول العربية من أكثر من 12 دولة وجامعة ومؤسسة حكومية مهتمة بالحوسبة والطب النفسي والحوسبة والذكاء الاصطناعي والقانون وعلم النفس والصحة".

وأكدت " سنبل"  ان هناك مبادرات مهمة تأتي في إطار الدور المتميز والريادي الذي تقوم به الأكاديمية العربية على المستوى الإقليمي والدولي مشيرة إلي أن هذا يتضح فى أحدث تصنيفات الأكاديمية التي احتلت المرتبة الأولى في مصرفي جودة التعليم والمرتبة 84 على مستوى العالم وفقًا للتصنيف السنوي لمؤسسة التايمز للتعليم العالي للعام 2024، والذي يقيس تأثير نجاح الجامعات العالمية في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

واختتمت  الدكتورة أميرة سمبل كلمتها بالشكر للمكتب الإقليمي لليونسكو على ثقتهم فى الأكاديمية العربية

من جانبه توجه  مدير إدارة المنظمات والإتحادات العربية- قطاع الشؤون الإقتصادية- الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،  الدكتور رائد على صالح الجبوري بالشكر  الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، كما توجه بالشكر  للمشاركين والمتحدثين الذين أبدوا حرصهم على إثراء أعمال هذه الورشة بمداخلاتهم المختلفة.

كما نقل تحيات أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والسفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية، للمشاركين، وتمنياتهما لهذه الورشة بالنجاح في إعداد المخرجات المنتظرة التي تساهم في تعزيز العمل العربي المشترك بالمجالات ذات الصلة.
واكد، انه من المناسب التذكير هنا بأن هذه الورشة تُعقد في إطار تنفيذ قرار الدورة العادية الأخيرة السادسة والخمسين للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، والتي عقدت برئاسة الأمين العام للجامعة، خلال الفترة من 22-24 أبريل الماضي، حيث تضمّن هذا القرار دعوة الأكاديمية بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة إلى عقد ورشة عمل عربية حول تعزيز التوعية بأخلاقيات إستخدام الذكاء الاصطناعي بين المطورين والمستخدمين والجمهور بشكل عام، وبما يمكن أن يساهم في تشكيل ثقافة تقدير للمخاطر الأخلاقية والاجتماعية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما تضمن دعوة الأكاديمية بالتعاون مع مؤسسات العمل العربي المشترك المعنية إلى دعم الدراسات والبحوث في مجال الأخلاقيات الذكية لتطوير أدوات ومباديء توجه إستخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية وأخلاقية، ولا يخفى على حضراتكم أن هذا المضمون يتسق مع ما جاء في القرار رقم (29 /42c) الذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثانية والأربعين، بشأن وضع أول أداة معيارية عالمية تتعلق بأخلاقيات التكنولوجيا العصبية في شكل توصية، وما يستلزمه ذلك من إجراء مشاورات مكثفة بين أصحاب المصلحة المتعددين على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، لضمان أن يعكس مشروع التوصية مجموعة واسعة من وجهات النظر حول الحقائق العملية والأخلاقيات الخاصة بتطبيق التكنولوجيا العصبية.

وقال “لقد كان الذكاء الاصطناعي، بالأمس القريب، مجرد تصور يرسمه الخيال العلمي، ومجال تستلهم منه السينما بعض قصصها، وتجتهد قلة من المختبرات العلمية لتطويره، وها هو اليوم يصبح حقيقة وجزءاً من حياتنا اليومية، حيث دخلت استخدامات هذه التكنولوجيا التي تحاكي العقل البشري في قدراته، إلى جميع المجالات من الطب إلى التعليم والأمن وغيرها، ولقد شهد العقد الأخير تطوراً مذهلاً للبحوث العلمية المهتمة بالذكاء الاصطناعي، إذ يشير تقرير حديث أعدته جامعة ستانفورد الأمريكية بالتعاون مع وكالة ناسا وشركة مايكروسوفت أن عدد الدوريات والإصدارات العلمية المتخصصة في هذا الشأن زاد بأكثر من 6 أضعاف خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهو مستمر بالإرتفاع، خاصة في ظل توجه الدول والشركات والمؤسسات العسكرية لضخ إستثمارات ضخمة للإستفادة مما تتيحه هذه التكنولوجيا من قدرات استثنائية قد تتجاوز تلك التي يمتلكها العقل البشري، وتمثل حصة الدول العربية من هذه البحوث -للأسف- عدداً ضئيلاً، وتفرض عليها هذه التحديات العمل على توفير الظروف التي تساهم في تطوير قدراتها وفق استراتيجيات وطنية شاملة ومحكمة للحاق بركب هذه الثورة، وأود من هذا المنبر أن أُحيي الدول العربية التي أطلقت إستراتيجياتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وأتمنى أن تخطو بقية الدول خطىً مُماثلة”.

وتابع، “في ضوء ما تقدم، فإن موضوع الذكاء الاصطناعي، يُعد في مقدمة هذه الأولويات، كونه يشمل أبعاداً مختلفة، تكنولوجية وإقتصادية واجتماعيّة، بعد أن أصبحنا اليوم نعيش عصراً تشكِّل فيه البيانات مورداً رئيسياً من موارد النمو الاقتصادي، وأصبحت قدرات الدول وإمكاناتها تُقاس بمدى تحكمها في تكنولوجيا المعلومات والإستفادة من البيانات الضخمة”.

IMG-20240701-WA0126 IMG-20240701-WA0117 IMG-20240701-WA0115 IMG-20240701-WA0113 IMG-20240701-WA0112 IMG-20240701-WA0111 IMG-20240701-WA0110 IMG-20240701-WA0108

مقالات مشابهة

  • خبراء ومتخصصون يناقشون تحديات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية
  • تصريحات فُسّرت في غير سياقها.. زكي يوضح ما قصده بشأن حزب الله
  • خبراء إيرانيون يشخصون المشاكل مع العراق بشأن استيراد الغاز
  • منتخبنا للشباب لكرة القدم يواجه نظيره الأردني في نصف نهائي “الديار العربية”
  • سفير الصومال بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى ثورة 30 يونيو
  • برعاية الرئيس السيسي.. دار الإفتاء تستعدُّ لمؤتمرها العالمي التاسع
  • الرئيس السيسي: مصر صمدت بعزة أمام مساعي تهجير الفلسطينيين من أرضهم 
  • رضا عبد العال يوجه طلب غريب لرابطة الأندية بشأن مباراة القمة
  • «التخطيط»: الرئيس السيسي أطلق أكبر مشروع تنموي في العالم لخدمة 50% من المصريين
  • الرئيس السيسي: نواجه أزمات دولية وإقليمية متعاقبة تلقي بظلال شديدة السلبية على جميع دول العالم