نشاهد اليوم مايجري من تطورات مخيفة في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما تسببه من مضاعفات خطيرة علي الامن والاستقرار في اقليم الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومصر والسودان علي وجه التحديد وذلك بالتزامن مع مايجري اليوم علي الاصعدة القطرية داخل السودان من حرب الابادة الشاملة التي اشعلتها وادارت كل فصولها المتبقي من القيادة المركزية لما كانت تعرف بالحركة الاسلامية السودانية التي اصبحت جماعة غير شرعية منذ اليوم الاول لسقوط النظام الاخواني المباد في السودان في العام 2019 باعتبارها الجهة التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن التركة القانونية المثقلة علي مدي ثلاثة عقود من الانتهاكات والبشاعات والقتل الجماعي والفردي خارج القانون الي جانب التعذيب و الفساد ونهب موارد البلاد والاستبداد .


للاسف الشديد نصيبنا في السودان من التضامن والمواساة العربية الرسمية علي ما اصاب بلادنا من دمار لم يرتفع الي مستوي ماجري وانحصر الامر في تبني مبادرات لاتلامس الواقع ولاجذور ماجري في السودان من حرب غادرة وتركنا هكذا نسير وحدنا بغير هدي في الشتات السوداني الراهن الذي انضم الي الشتات القديم وحالات النزوح الغير مسبوقة التي شهدها السودان منذ اليوم الاول لعملية الاحتلال الاخواني للبلاد في الثلاثين من يونيو 1989 التي ظلت النخبة القانونية والسياسية الانتقالية السابقة تقوم بتعريفه قانونيا علي اساس انه انقلاب عسكري بل اصبح هذا التعريف عنوانا رئيسيا للاتهام في المحاكمة المهزلة واليتيمة التي انعقدت لمحاكمة الرئيس المعزول وبعض قيادات الاسلاميين اثناء الفترة الانتقالية السابقة .
اول الاثار السلبية للحرب الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية علي السودان هو تراجع الاهتمام العربي والعالمي بما يجري في السودان هذا اذا استثنينا الافادات المتقطعة من مؤسسات الامم المتحدة عن مايجري في السودان .
السؤال الذي يفرض نفسه ماهي احتمالات الموقف المتدهور اصلا في السودان اذا خرجت الاوضاع عن السيطرة في اقليم الشرق الاوسط في ظل احتمالات قوية باندلاع حروب شاملة بين العرب واسرائيل في الايام القادمة .
للاسف الشديد السودان بلد مكشوف الظهر علي صعيد المعارضة ولاتوجد مؤسسات ترتفع الي مستوي ماجري بالامس علي مدي ثلاثين عام ومايجري اليوم وماسيجري غدا .
وذلك بالنظر الي الاداء الغريب في التعامل مع العلاقات الخارجية اثناء الفترة الانتقالية السابقة والخضوع المذل للوصاية الامريكية والقبول بالادانة للدولة السودانية باثر رجعي في قضايا لها علاقة بالحرب المزعومة علي الارهاب ودفع بعض الاموال لجهات امريكية مشبوهة في قضايا ليست للدولة السودانية في مرحلة مابعد سقوط النظام السابق اي علاقة بها والخضوع التام لابتزاز الادارة الامريكية السابقة والرئيس ترامب لفرض علاقة اجبارية بين السودان واسرائيل بكل تفاصيلها السخيفة اثناء الفترة الانتقالية وتسابق بعض الجهات المدنية والعسكرية لاقامة علاقات غير قانونية مع دولة اسرائيل في غياب الدولة السودانية والشرعية الدستورية .
الي جانب الغاء قانون مقاطعة اسرائيل الصادر عن برلمان منتخب بدون وجه حق في مبادرات شخصية مخالفة لقوانين الدولة السودانية .
التطورات الداخلية في السودان وفي المنطقة العربية واقليم الشرق الاوسط تؤكد في كل يوم حوجة السودان الي عملية انقاذ حقيقي في مبادرة وطنية تكسر احتكار السلطة والقرار السوداني عبر مبادرة وطنية شاملة تتجاوز الطرق التقليدية المعتادة في الممارسة السياسية السودانية من اجل ايجاد حل للقضايا الداخلية للبلاد ووقف الحرب ومحاكمة الذين اشعلوا فتيلها واطلقوا الرصاصة الاولي فيها .
عودة الي الاصعدة الخارجية والقضايا التي تؤثر سلبا وايجابا علي الاوضاع الداخلية في السودان يبدو واضحا ان غرور القوة الاسرائيلية قد اصبح يهدد الامن والسلم الدوليين ويفتح الباب واسعا امام حروب انتحارية في اقليم الشرق الاوسط لن ينتصر فيها احد وستصل اثارها الي كل بلاد واقاليم العالم وشمال افريقيا وليبيا ومصر والسودان علي وجه التحديد .

تراكم الغضب من الطريقة التي تدار بها حرب الابادة الاسرائيلية في الشوارع العربية والاسلامية ووسط قطاعات واسعة من اتجاهات الراي العام العالمية تفتح الباب امام
سيناريوهات مخيفة اصبحت تلوح في الافق بكل وضوح بطريقة قد تدفع بعض الجهات لاستغلال هذا الواقع في انفجار شعبي في معظم البلاد العربية علي طريق ما كانت تعرف بثورات الربيع العربي مع اختلاف كبير في التفاصيل .
ستكون البداية بانهيار الامن الاقليمي في الشرق الوسط واندلاع حروب ومواجهات بين العرب واسرائيل ستجعل من حرب اكتوبر 1973 اخر حرب بين جيش نظامي واسرائيل .
لجوء اسرائيل الي استخدام اسلحة الدمار الشامل لفرض الامر الواقع في ساعة معينة سيخلف خسائر بشرية غير مسبوقة و دمار رهيب علي صعيد المرافق والبيئة و سيكون بمثابة حرب انتحارية لن ينتصر فيها احد وسيرتد علي اسرائيل نفسها ولن يسلم من اثارها سكان الدولة العبرية نسبة للوضع الجغرافي لدولة اسرائيل .
السودان ليس بعيد عن مرمي النيران والحروب والصراعات المحتملة ولكنه اليوم بلد بلاحكومة او دولة والاطراف المتقاتلة في الحرب الراهنة في السودان لاتملك الارادة او القدرة للتعاطي مع اي تطورات من هذا النوع خاصة في ظل وجود البرهان في القيادة الصورية للحكم انابة عن الاسلاميين وهو المعروف باغرب مبادرة في تاريخ الدولة السودانية وقيامه بلقاء الرئيس الراهن لدولة اسرائيل بدون تفويض علي اي مستوي ولكنه اليوم هو وكيل الاسلاميين في ادارة الحكم والدولة السودانية بصورة ارتجالية بدون تفويض قانوني او دستوري مما سيعقد موقف السودان وتعامله مع هذا الواقع الاقليمي المخيف هذا علي افتراض وجود اي مظهر للسلطة او الدولة في السودان في الايام القادمة .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدولة السودانیة الشرق الاوسط السودان من

إقرأ أيضاً:

الاستيطان الإسرائيلي يستهدف البدو الفلسطينيين في مزارع الرعي بالضفة

نشر موقع "زمان إسرائيل" العبري، مقالا، للمراسلة نوريت يوحنان، جاء فيه أنه: "ما زال الفلسطينيون بالضفة الغربية يواجهون الأمرّين من جرائم المستوطنين، وتستّر جيش الاحتلال عليهم، وآخرها تهجير أكثر من ألف من سكان المجتمعات خلال عام ونصف من الحرب على غزة، عبر حملات سرقة وعنف ينفذها المستوطنون، ويتجاهلها الجيش، أو يتعاون معها".

وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21" فإنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل "تمويل البؤر الاستيطانية التي تشكل مصدرا للعنف، وتُخطط لتخصيص المزيد من الأراضي في المنطقة للمستوطنين".

وأوضح: "يواجه الفلسطينيون مزيجًا من المضايقات المستمرة من قبل الجيش وعنف المستوطنين، والتهديدات اليومية، والأضرار الاقتصادية الجسيمة، ما أجبر مئات العائلات على مغادرة أراضيهم التي كانت موطنهم عقودا عديدة، وأدى لإخلائهم قسرًا".

وأضاف أنّ: "التجمعات البدوية الفلسطينية عاشت في هذه المناطق عقودا طويلة، بعد أن تم طردهم بالأساس من النقب خلال حرب النكبة 1948، واستقروا لاحقًا بالضفة الغربية، وبعضهم يسكنها حتى قبل هذا التاريخ، وينتشرون ضمن شبكات عائلية ممتدة من جبال الخليل في الجنوب، إلى طوباس في الشمال، وغور الأردن في الشرق، ويعيش البعض على أراضٍ فلسطينية خاصة مستأجرة، بينما يمتلك آخرون الأرض التي يعيشون عليها".

وأوضح: "أبرز المناطق المتضررة من عنف المستوطنين شريط مساحته مائة ألف دونم بين رام الله وأريحا، حتى عام 2022 عاشت هناك سبعة تجمعات بدوية، يبلغ عدد سكانها ألف نسمة، أما اليوم، فلم يتبق سوى تجمع واحد، المعراجات، مع أربعين عائلة فقط".

"بدت عشرات المنازل والخيام وحظائر الأغنام مهجورة بعد هجمات المستوطنين الكبيرة، وبعد أيام قليلة من هجوم حماس في السابع من أكتوبر واندلاع الحرب، دخل مستوطنون مسلحون تجمع وادي السك، وأمروا الفلسطينيين بالمغادرة، وأطلقوا النار في الهواء بوجود الجيش" وفقا للتقرير نفسه.


وأشار  إلى أنه: "خلال الحادثة، أقدم المستوطنون والجنود على ضرب ثلاثة فلسطينيين، وجرّدوهم من ملابسهم، وصوّروهم بملابسهم الداخلية، وبعد الحرب لم يعودوا يسمحون للبدو بالخروج مع قطعانهم للرعي، وبدأوا بفعل ما يحلو لهم، بات الوضع مرعبًا، الأطفال خائفون، وهي ذاتها الطريقة التي هُجّروا بها من النقب عام 1948، وحين عادوا بعد أيام لجمع ممتلكاتهم، فوجئوا بأن كل شيء اختفى، لم يجدوا شيئًا، كل شيء كان مُحطّمًا ومحترقًا".

وأبرز أنّ: "هؤلاء البدو انتقلوا للعيش في بلدة عرعرة على بُعد بضعة كيلومترات قرب قرية رامون، لكن الإدارة المدنية أخبرتهم بعدم السماح لهم بالبقاء هناك، والآن لا يعرفون أين يذهبون، يرون المكان الذي عاشوا فيه، لكنهم لا يستطيعون الوصول إليه، وإذا فعلوا، فسيموتون، بسبب المستوطنين".

وفي السياق ذاته، استشهدت المراسلة، بقصة الفلسطيني، محمد كعابنة، أحد سكان وادي السيق السابقين، بالقول: "يعيش حاليًا في خيمة قرب قرية طيبة بين أشجار الزيتون، يُربي قطيع أغنامه في حظائر بسبب قلة المراعي، ووضعه المالي صعب للغاية، بعد أن كان ينفق عشرة آلاف شيكل شهريًا على علف المواشي".

واسترسلت: "الآن ينفق ثلاثين وأربعين ألف شيكل، وبعد أن كان لديه مائة رأس من الأغنام، فقد تبقى لديه ثلاثون فقط، لأنه اضطر لبيع معظمها، ومات بعضها جوعًا، وبعد أن كان يكسب رزقه من رعي الأغنام والماعز وبيعها للحوم، فإنه اليوم غارق في الديون، ويكافح من أجل البقاء".

وأضافت بأن "العديد من البدو النازحين يؤكدون أنهم أُجبروا على التخلي تمامًا عن أسلوب حياتهم التقليدي المعتمد على تربية الحيوانات وبيعها للحوم، ولكن بسبب عدم القدرة على الوصول للمراعي، باع بعضهم قطعانهم، وانتقلوا إلى المطقة "أ"، ما أدى لتدمير عقود من حياة الرعي في المنطقة "ج"، وقد تؤدي قرارات جديدة للإدارة المدنية لمزيد من تآكل أراضي الرعي الخاصة بالبدو".

وكشفت أنّ: "مفوض الأملاك الحكومية المهجورة وافق على منح تصاريح رعي مؤقتة على أراضي الدولة لجهات خاصة لم تُحدد هويتها، وهي أول خطوة من نوعها في الضفة، مع أن جميع المناطق الست المخصصة تقع بجوار بؤر استيطانية، بما فيها رأس عين العوجا، حيث يعيش 1500 بدوي".

وأشار المقال: "وافق على هذه السياسة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بصفته الإضافية وزيرًا بوزارة الحرب، وأثارت هذه السياسة مخاوف البدو، الذين يخشون تخصيص الأرض للمستوطنين، وفقدان حق الوصول إليها".


وكان الباحث الحقوقي، جوناثان كنونيتش، قد  أصدر كتاب "مجتمعات مُهجّرة.. أناس منسيون"، وصف فيه "ظاهرة تهجير البدو بالتزامن مع زيادة حادة في النشاط الاستيطاني، لأنه بين 2019 و2024، أُنشئت 11 بؤرة استيطانية حول التجمعات البدوية، وتلقت تمويلًا من الدولة، أو جهات تدعمها، بما في ذلك المنظمة الصهيونية العالمية والوزارات الحكومية".

وكشفت منظمتا "السلام الآن" و"كيرم نافوت" المعنيتان بمراقبة الاستيطان، عن إنشاء سبعين مزرعة جديدة للبؤر الاستيطانية خلال العامين الماضيين، ليصل عددها الإجمالي في كل الضفة 140 مزرعة، مع تمويل حكومي قدره ثمانين مليون شيكل.

مقالات مشابهة

  • الغارديان: ستارمر يورط بريطانيا في حروب ترامب بالشرق الأوسط
  • الاستيطان الإسرائيلي يستهدف البدو الفلسطينيين في مزارع الرعي بالضفة
  • اعتراض صاروخ فوق اسرائيل اليوم وجيش الإحتلال يقول إن ''25 صاروخا أطلقت من اليمن منذ استئناف الحرب على غزة''
  • استراتيجية الحركة الإسلامية .. لتصفية الثورة وتفكيك الدولة تحت غطاء الحرب (2-3)
  • بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام ٢٠٢٣م
  • ثنائي الابادة
  • أبناء الجالية السودانية: الإمارات الداعم الأكبر لبلادنا.. وأمنها خط أحمر
  • كيف أدت الحرب إلى تغيرات تركيب الطبقة العاملة السودانية؟ (١/٢)
  • عندما تغفو العدالة.. الحرب المنسية على المدنيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • الجارديان: وعد ترامب بالسلام في اليمن لكنه جلب معه زيادة سريعة في عدد الضحايا المدنيين (ترجمة خاصة)