حروب الابادة الاسرائيلية- السودانية واثارها علي المدنيين وضحايا الحرب الفلسطينيين والسودانيين
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
نشاهد اليوم مايجري من تطورات مخيفة في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما تسببه من مضاعفات خطيرة علي الامن والاستقرار في اقليم الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومصر والسودان علي وجه التحديد وذلك بالتزامن مع مايجري اليوم علي الاصعدة القطرية داخل السودان من حرب الابادة الشاملة التي اشعلتها وادارت كل فصولها المتبقي من القيادة المركزية لما كانت تعرف بالحركة الاسلامية السودانية التي اصبحت جماعة غير شرعية منذ اليوم الاول لسقوط النظام الاخواني المباد في السودان في العام 2019 باعتبارها الجهة التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن التركة القانونية المثقلة علي مدي ثلاثة عقود من الانتهاكات والبشاعات والقتل الجماعي والفردي خارج القانون الي جانب التعذيب و الفساد ونهب موارد البلاد والاستبداد .
للاسف الشديد نصيبنا في السودان من التضامن والمواساة العربية الرسمية علي ما اصاب بلادنا من دمار لم يرتفع الي مستوي ماجري وانحصر الامر في تبني مبادرات لاتلامس الواقع ولاجذور ماجري في السودان من حرب غادرة وتركنا هكذا نسير وحدنا بغير هدي في الشتات السوداني الراهن الذي انضم الي الشتات القديم وحالات النزوح الغير مسبوقة التي شهدها السودان منذ اليوم الاول لعملية الاحتلال الاخواني للبلاد في الثلاثين من يونيو 1989 التي ظلت النخبة القانونية والسياسية الانتقالية السابقة تقوم بتعريفه قانونيا علي اساس انه انقلاب عسكري بل اصبح هذا التعريف عنوانا رئيسيا للاتهام في المحاكمة المهزلة واليتيمة التي انعقدت لمحاكمة الرئيس المعزول وبعض قيادات الاسلاميين اثناء الفترة الانتقالية السابقة .
اول الاثار السلبية للحرب الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية علي السودان هو تراجع الاهتمام العربي والعالمي بما يجري في السودان هذا اذا استثنينا الافادات المتقطعة من مؤسسات الامم المتحدة عن مايجري في السودان .
السؤال الذي يفرض نفسه ماهي احتمالات الموقف المتدهور اصلا في السودان اذا خرجت الاوضاع عن السيطرة في اقليم الشرق الاوسط في ظل احتمالات قوية باندلاع حروب شاملة بين العرب واسرائيل في الايام القادمة .
للاسف الشديد السودان بلد مكشوف الظهر علي صعيد المعارضة ولاتوجد مؤسسات ترتفع الي مستوي ماجري بالامس علي مدي ثلاثين عام ومايجري اليوم وماسيجري غدا .
وذلك بالنظر الي الاداء الغريب في التعامل مع العلاقات الخارجية اثناء الفترة الانتقالية السابقة والخضوع المذل للوصاية الامريكية والقبول بالادانة للدولة السودانية باثر رجعي في قضايا لها علاقة بالحرب المزعومة علي الارهاب ودفع بعض الاموال لجهات امريكية مشبوهة في قضايا ليست للدولة السودانية في مرحلة مابعد سقوط النظام السابق اي علاقة بها والخضوع التام لابتزاز الادارة الامريكية السابقة والرئيس ترامب لفرض علاقة اجبارية بين السودان واسرائيل بكل تفاصيلها السخيفة اثناء الفترة الانتقالية وتسابق بعض الجهات المدنية والعسكرية لاقامة علاقات غير قانونية مع دولة اسرائيل في غياب الدولة السودانية والشرعية الدستورية .
الي جانب الغاء قانون مقاطعة اسرائيل الصادر عن برلمان منتخب بدون وجه حق في مبادرات شخصية مخالفة لقوانين الدولة السودانية .
التطورات الداخلية في السودان وفي المنطقة العربية واقليم الشرق الاوسط تؤكد في كل يوم حوجة السودان الي عملية انقاذ حقيقي في مبادرة وطنية تكسر احتكار السلطة والقرار السوداني عبر مبادرة وطنية شاملة تتجاوز الطرق التقليدية المعتادة في الممارسة السياسية السودانية من اجل ايجاد حل للقضايا الداخلية للبلاد ووقف الحرب ومحاكمة الذين اشعلوا فتيلها واطلقوا الرصاصة الاولي فيها .
عودة الي الاصعدة الخارجية والقضايا التي تؤثر سلبا وايجابا علي الاوضاع الداخلية في السودان يبدو واضحا ان غرور القوة الاسرائيلية قد اصبح يهدد الامن والسلم الدوليين ويفتح الباب واسعا امام حروب انتحارية في اقليم الشرق الاوسط لن ينتصر فيها احد وستصل اثارها الي كل بلاد واقاليم العالم وشمال افريقيا وليبيا ومصر والسودان علي وجه التحديد .
تراكم الغضب من الطريقة التي تدار بها حرب الابادة الاسرائيلية في الشوارع العربية والاسلامية ووسط قطاعات واسعة من اتجاهات الراي العام العالمية تفتح الباب امام
سيناريوهات مخيفة اصبحت تلوح في الافق بكل وضوح بطريقة قد تدفع بعض الجهات لاستغلال هذا الواقع في انفجار شعبي في معظم البلاد العربية علي طريق ما كانت تعرف بثورات الربيع العربي مع اختلاف كبير في التفاصيل .
ستكون البداية بانهيار الامن الاقليمي في الشرق الوسط واندلاع حروب ومواجهات بين العرب واسرائيل ستجعل من حرب اكتوبر 1973 اخر حرب بين جيش نظامي واسرائيل .
لجوء اسرائيل الي استخدام اسلحة الدمار الشامل لفرض الامر الواقع في ساعة معينة سيخلف خسائر بشرية غير مسبوقة و دمار رهيب علي صعيد المرافق والبيئة و سيكون بمثابة حرب انتحارية لن ينتصر فيها احد وسيرتد علي اسرائيل نفسها ولن يسلم من اثارها سكان الدولة العبرية نسبة للوضع الجغرافي لدولة اسرائيل .
السودان ليس بعيد عن مرمي النيران والحروب والصراعات المحتملة ولكنه اليوم بلد بلاحكومة او دولة والاطراف المتقاتلة في الحرب الراهنة في السودان لاتملك الارادة او القدرة للتعاطي مع اي تطورات من هذا النوع خاصة في ظل وجود البرهان في القيادة الصورية للحكم انابة عن الاسلاميين وهو المعروف باغرب مبادرة في تاريخ الدولة السودانية وقيامه بلقاء الرئيس الراهن لدولة اسرائيل بدون تفويض علي اي مستوي ولكنه اليوم هو وكيل الاسلاميين في ادارة الحكم والدولة السودانية بصورة ارتجالية بدون تفويض قانوني او دستوري مما سيعقد موقف السودان وتعامله مع هذا الواقع الاقليمي المخيف هذا علي افتراض وجود اي مظهر للسلطة او الدولة في السودان في الايام القادمة .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدولة السودانیة الشرق الاوسط السودان من
إقرأ أيضاً:
الحرية المصري: كثرة الشائعات في 2024 يعكس حجم التحديات التي تواجهها مصر
قال الدكتور عيد عبد الهادي، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المركزية بحزب الحرية المصري، إن التقرير الصادر عن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بشأن حجم الشائعات خلال العام الماضي 2024، يمثل وثيقة مهمة تعكس حجم التحديات التي تواجهها الدولة المصرية في حربها ضد الشائعات، والتي باتت إحدى الأدوات الرئيسية التي تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية والقوى المعادية لمحاولة ضرب الاستقرار والتشكيك في مسيرة التنمية.
وأكد عبد الهادي في بيان له، أنه من خلال الأرقام الواردة في التقرير، يتضح أن عام 2024 شهد ارتفاعًا غير مسبوق في معدل انتشار الشائعات، حيث بلغت نسبتها 16.2%، وهو ما يعكس تصاعد الحملات الممنهجة التي تستهدف الدولة، مستغلة الأزمات العالمية والتحديات الداخلية لنشر معلومات مضللة تهدف إلى إثارة القلق والتأثير على معنويات المواطنين.
ولفت عبد الهادي، أن التقرير يشير إلى تضاعف نسبة الشائعات خلال السنوات الخمس الأخيرة مقارنة بالفترة السابقة، ما يدل على أن هذه الحرب الإعلامية مستمرة وتتطور وفقًا لظروف المرحلة، خاصة مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة رئيسية لبث الأكاذيب وتضخيمها.
وأوضح عبد الهادي، أن التقرير ارتكز على الشائعات التي تستهدف المشروعات التنموية، والتي بلغت نسبتها 32.5% من إجمالي الشائعات خلال عام 2024، ما يؤكد أن القوى المعادية تدرك تمامًا أن التنمية هي السلاح الأقوى الذي تستخدمه الدولة في مواجهة التحديات، وبالتالي فإن استهداف هذه المشروعات يأتي ضمن مخطط لتعطيل مسيرة البناء وإفقاد المواطنين الثقة في قدرة الدولة على تحقيق تطلعاتهم.
وتابع: أبرز هذه الشائعات تتعلق بمشروع تنمية مدينة رأس الحكمة، والحديث عن بيع المطارات المصرية، وانسحاب شركات عالمية مثل سيمنز من المشروعات الكبرى، وهي كلها محاولات للترويج لفكرة أن الدولة تتخلى عن مقدراتها الوطنية لصالح جهات أجنبية، رغم أن الواقع يثبت العكس تمامًا، حيث تمضي مصر بخطوات ثابتة في تنفيذ مشروعاتها الاستراتيجية بما يحقق التنمية المستدامة