علماء يعثرون “صخور بلاستيكية” في أكتشاف “مرعب”
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
نوفمبر 12, 2023آخر تحديث: نوفمبر 12, 2023
المستقلة/- في اكتشاف مروع، عثر الجيولوجيون على صخور مصنوعة من الحطام البلاستيكي في جزيرة ترينداد النائية في البرازيل. وتقع الجزيرة، التي تعتبر ملجأً هامًا للسلاحف الخضراء، على بعد أكثر من 700 ميل من اليابسة. تعد الصخور البلاستيكية دليلاً على كيفية تأثير التلوث البشري الآن على الدورات الجيولوجية للأرض.
و اكتشف فريق الجيولوجيا في مارس/آذار أن البلاستيك المنصهر أصبح متشابكا مع الصخور الموجودة على الجزيرة البركانية، مشكلا ما يسمونه “البلاستيجلوميرات”. بحكم التعريف، يتكون البلاستيجلوميرات من شظايا الصخور، و حبيبات الرمل، و الحطام، و غيرها من المواد العضوية الملحومة مع البلاستيك المنصهر مرة واحدة.
و قالت فرناندا أفيلار سانتوس، عالمة الجيولوجيا بجامعة بارانا الفيدرالية، لرويترز: “التلوث و القمامة في البحر و البلاستيك الذي يتم إلقاؤه بشكل غير صحيح في المحيطات أصبح مواد جيولوجية … محفوظة في السجلات الجيولوجية للأرض”.
و تم العثور على الصخور البلاستيكية في جزء من جزيرة ترينداد، و هو محفوظ بشكل دائم للسلاحف الخضراء لوضع بيضها. في الواقع، السكان الوحيدون في الجزيرة هم أفراد البحرية البرازيلية، الموجودون خصيصًا لحماية السلاحف التي تعشش.
و قال سانتوس لرويترز: “لقد حددنا أن (التلوث) يأتي بشكل أساسي من شباك الصيد، و هي حطام شائع جدًا على شواطئ جزيرة ترينداد”. “عندما ترتفع درجة الحرارة، يذوب هذا البلاستيك و يصبح مدمجًا مع المواد الطبيعية للشاطئ.”
تشكل شباك الصيد و غيرها من المعدات تهديدًا كبيرًا للحياة البرية البحرية و النظام البيئي للمحيطات. في الواقع، يدخل ما يقدر بنحو 100 مليون رطل من البلاستيك إلى المحيط كل عام نتيجة فقدان معدات الصيد.
قد يكون اكتشاف البلاستيجلوميرات علامة على أن الأرض تدخل عصرًا جيولوجيًا جديدًا، حيث يترك البشر تأثيرًا كبيرًا و طويل الأمد على كوكبنا. و يشار إلى هذه الحقبة، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، باسم عصر الأنثروبوسين.
و قال جان زالاسيفيتش، عالم الجيولوجيا في جامعة ليستر في إنجلترا، لصحيفة نيويورك تايمز: “من الممكن أن تبقى المواد البلاستيكية و البلاستيجلوميرات على قيد الحياة كحفريات مستقبلية”. “إذا كانت مدفونة داخل [طبقات الصخور في الأرض]، فلا أفهم سبب عدم قدرتها على البقاء بشكل ما لملايين السنين.
المصدر:https://www.yahoo.com/news/researchers-horrified-discovering-mysterious-plastic-101500468.html
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
تصاعد نسب التلوث.. رائحة الكبريت تُقلق البغداديين
بغداد– شهدت العاصمة العراقية بغداد في الآونة الأخيرة انتشارا ملحوظا لرائحة الكبريت القوية، وهذا أثار قلق المواطنين وتساؤلاتهم حول أسباب هذه الظاهرة وتأثيرها على صحتهم وبيئتهم.
وتسبب هذا التلوث في تدهور جودة الهواء وزيادة حدة المشاكل الصحية، خاصة لدى فئات المجتمع الضعيفة كالأطفال وكبار السن والمرضى.
وتحدّث مرصد العراق الأخضر المتخصص بشؤون البيئة، في تقرير له في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، عن عودة حالة الكبريت في أجواء العاصمة بغداد بسبب استمرار محطات الكهرباء والمعامل باستخدام الوقود الثقيل الذي أدى إلى تلوث كبير وخطير في الجو.
الداخلية العراقية تعلن إغلاق 69 مشروعا مخالفا للشروط البيئية (وكالات) نداء استغاثةيعاني حسين حميد كغيره من سكان الكرادة، وسط بغداد، من رائحة الكبريت القوية التي تخنقهم، مشيرا إلى أنه يتوجه يوميا إلى الصيدلية بحثا عن دواء يخفف من حدة هذه الرائحة التي أصبحت جزءا من حياتهم اليومية.
وقال حميد للجزيرة نت إن "تقديم الشكاوى لوزارة الصحة لم يجدِ نفعا"، مضيفا: "نعاني من أمراض تنفسية وحساسية، والروائح المتصاعدة تزيد من معاناتنا"، منبها إلى أن رائحة الكبريت التي كانت في البداية محصورة في منطقة النهروان، امتدت لتغطي معظم أحياء العاصمة، بما فيها الكرادة والدورة وسط وجنوب العاصمة.
أما عادل فاضل، أحد المتضررين، فيصف معاناته قائلا: "بعد الساعة الـ12 ظهرا، تزداد حدة الروائح بشكل كبير، وهذا يجبرنا على إغلاق النوافذ وارتداء الكمامات".
وقال فاضل للجزيرة نت، إن سكان بغداد يطالبون الجهات المعنية بالتحرك السريع للكشف عن مصدر هذه الروائح والعمل على إيجاد حل جذري لهذه الأزمة التي تهدد صحتهم وحياتهم اليومية.
مسؤولية مشتركةعضو لجنة الصحة والبيئة بالبرلمان العراقي، النائبة ثناء جاسب الزجراوي، أشارت إلى أن ظاهرة انتشار روائح الكبريت في سماء بغداد ليست جديدة، إلا أنها تفاقمت في الفترة الأخيرة بسبب عوامل عدة، من أبرزها استخدام الوقود الثقيل في محطات توليد الكهرباء، وخاصة في محطة الدورة.
وأوضحت الزجراوي، في حديث للجزيرة نت، أن ظروف الرطوبة الحالية تساهم في حبس هذه الغازات السامة بالقرب من سطح الأرض، وهذا يزيد من حدة المشكلة، مشيرا إلى أن لجنة الصحة بالبرلمان لها تحركات ولقاءات مستمرة مع الكوادر المختصة بوزارة البيئة ووزيرها نزار محمد آميدي لمناقشة هذه الظاهرة.
ودعت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حكومية عاجلة للحد من هذه الانبعاثات الضارة، بما في ذلك التحول إلى مصادر طاقة نظيفة وتحديث التقنيات المستخدمة في معامل الإسفلت، مشددة على أن حماية البيئة والصحة العامة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الحكومة والمواطنين على حد سواء.
وبينت وزارة البيئة على لسان وكيلها الفني جاسم الفلاحي، في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن عودة الروائح وارتفاع تركيز الملوثات في سماء بغداد سببها إصرار بعض الأنشطة الصناعية والبلدية المخالفة على مزاولة عملها في ساعات الليل، مبينا أن إدارتها العليا وفرقها الرقابية تعمل ميدانيا على مدار الساعة على متابعة مصادر تلوث الهواء في بغداد.
اختناق وسرطانويؤكد الخبير البيئي موفق صالح، في حديثه للجزيرة نت، أن الروائح الكبريتية المنتشرة في بغداد تشكل تهديدا حقيقيا لصحة المواطنين، حيث تؤثر على الجهاز التنفسي والقلب وتسبب تهيجا للجلد، مشيرا إلى أن وزارة الصحة سجلت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي نحو 200 حالة اختناق أو تهيج جلدي نتيجة هذه الروائح.
ولا يستبعد صالح احتمالية وجود جهات تقف وراء هذه المشكلة بشكل متعمد، مشيرا إلى وجود عدد كبير من معامل النفط غير المرخصة في محيط بغداد والتي وصل عددها إلى 200 معمل، بالإضافة إلى مولدات الطاقة الكهربائية الأهلية التي تجاوز عددها 25 ألفا وتعمل بالنفط الأسود، مشيرا إلى أن الحكومة المركزية لم تتخذ أي إجراء حاسم لمعالجة هذه الأزمة، وهذا يثير الشكوك حول وجود مصالح خاصة تستفيد من استمرار هذه الحالة.
وأعلنت وزارة الداخلية في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على لسان الناطق باسمها العميد مقداد ميري، إغلاق 69 مشروعا مخالفا، وإجراء كشف موقعي على 97 مشروعا، بالتعاون مع وزارة البيئة، بما في ذلك معامل الطابوق ومعامل صناعية متعددة النشاطات".
وأضاف الخبير البيئي موفق صالح أن احتراق النفط الأسود ينتج عنه غازات سامة مثل ثاني أكسيد الكربون وثالث أكسيد الكربون والكبريت وأكاسيد النيتروجين والكربونات العضوية والدخان الأسود، والتي تؤثر بشكل خطير على صحة المواطنين وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض الجلدية والسرطانية، خاصة لدى مرضى الجهاز التنفسي والقلب.
وحذر من مخاطر حرق المواد البلاستيكية في مكبات النفايات، حيث تنتج عنها مواد مسرطنة وغازات ضارة تساهم في تكوين الأمطار الحامضية التي تؤثر على النباتات والإنسان، وشدد على أن المشكلة تتطلب تدخلا عاجلا من الحكومة لوقف هذه الممارسات الضارة وحماية صحة المواطنين.