دخلت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس شهرها الثاني، وسط فشل دولي كبير في التواصل لوقف إطلاق النار داخل القطاع المحاصر كليا، والذي يتعرض سكانه لعملية إبادة كاملة تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ويدعمها الغرب، الذي يرفض أي قرارات أممية تطالب حتى بهدنة إنسانية لإدخال المساعدات الإغاثية.

صحيفة هآرتس العبرية قالت إن أيام الصراع داخل غزة امتدت لأكثر من عدد أيام حرب لبنان عام 2006، التي استمرت لـ34 يوماً، وقد تجاوز عدد الشهداء في صفوف الفلسطينيين أكثر من 11 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 30 ألف آخرين، فيما أبلغ عن ألفي مفقود على الأقل يعتقد أنهم تحت الأنقاض.

ويشار إلى أنه قد مر نحو أسبوعين على الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة، وما زالت إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار أو الاتفاق على هدنة إنسانية تسمح بدخول المساعدات، بعد أن فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على القطاع منع عنه الماء والغذاء والدواء.

سكان قطاع غزةمخطط التهجير لسيناء

وتسعى إسرائيل عبر مخطط يعملون عليه منذ سنوات لنقل سكان قطاع غزة إلى سيناء، وهو ما يقابل دوماً بالرفض من قبل مصر، وقد عاد الأمر إلى الواجهة بعد اندلاع الحرب بين حماس واسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، حيث تحدثت بعد المصادر العسكرية داخل تل أبيب عن إمكانية ذهاب أهالي غزة إلى سيناء هرباً من الحرب.

وكان قد قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية عن طريق تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مقترحا نقل الفلسطينيين إلى صحراء النقب بدلا من سيناء حتى لا تنجر مصر لصراع مع إسرائيل.

كما قال إنه إذا استدعى الأمر أن يطلب من المصريين الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة فسيخرجون، ومن هذا المنطلق كانت قد انطلقت تظاهرات شعبية في جميع محافظات مصر تعلن تأييدها للسيسي في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع مخطط إسرائيل لتوطين الفلسطينيين في سيناء بعد تهجيرهم من أراضيهم قسريا، وتأييداً منهم للرئيس السيسي وتفويضه لحماية الحدود الشرقية للبلاد.

وقد حذر الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، من مخطط إسرائيلي يستعد لقصف جنوب القطاع، للضغط عليهم والنزوح للهجرة إلى مصر. قائلاً: “من أهم قرارات القمة رفض التهجير القسري والموقف الصلب الذي ابدته مصر، وأكدته قرارات القمة تجاه هذه المسألة عطل وعرقل المخطط الذي كان يعتمد على تكثيف القصف ودفع سكان القطاع للنزوح إلى مصر ”.

وأردف البرغوثى خلال مداخله هاتفية لبرنامج كلمة أخيرة المذاع على قناة أون،أمس السبت، أن "إسرائيل تمارس تطهير عرقي وقصف مكثف في شمال القطاع ومدينة غزة ومن ثم تكثيف القصف جنوبا و49% من شهداء القطاع نتاج عمليات قصف في الجنوب ،مبينا أن يجرى الأن التخطيط لتكسيف القصف جنوباً للضغط على مصر لقبول النازحين".

وأكد البرغوث أن القرارات جيدة لكن هناك قرارات قد تكون حاسمة بشكل أكبر في إيقاف تطبيع الدول، منوها أن يكون مرهوناً بإنهاء الاحتلال ولكن هناك بعض الدول لازالت مستمرة في التطبيع ولم توقفه.

قافلة المتحدة للخدمات الإعلامية تتجه لمعبر رفح تمهيدا لإرسالها لقطاع غزة الوضع كارثي.. تجدد القصف العنيف على مستشفى الشفاء في غزة

وكان قد قال وزير الخارجية  سامح شكري رداً على وثيقة اسرائيلية : " إن وثيقة وزارة الاستخبارات الإسرائيلية المسربة التي تقترح نقل ملايين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء في مصر هي اقتراح مثير للسخرية"، موضحًا أنه "لم يتحدث إلى إسرائيل حول الخطة".

وتابع وزير الخارجية المصري، خلال تصريحات صحفية له، أن "مسألة النزوح في حد ذاتها هي مسألة تتعارض مع القانون الإنساني الدولي، لذا أعتقد أن لا أحد سيقوم بنشاط غير قانوني"، مؤكدًا أن الدول ذات سيادة وهي محددة بشكل جيد من خلال حدودها، ومن خلال سكانها.

فكان هناك وثيقة صدرت من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية في 13 من أكتوبر الماضي، أوصت بالنقل القسري لسكان قطاع غزة إلى سيناء بشكل دائم، ومحاولة تسخير المجتمع الدولي لهذه الخطوة، فضلًا عن اقتراحها الترويج لحملة مخصصة لسكان غزة من شأنها تحفيزهم على الموافقة على الخطة، وتوصي الوثيقة، إسرائيل بالتحرك لإجلاء سكان قطاع غزة إلى سيناء خلال الحرب، من خلال إنشاء "مدن خيام، ومدن جديدة" في شمال سيناء، لتستوعب العدد الكبير للسكان المرحلين، ثم إنشاء منطقة لعدة كيلومترات داخل مصر وعدم السماح للسكان بالعودة أو الإقامة بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

وسُربت الوثيقة إلى موقع "نيو لوكال" الإخباري الإسرائيلي، كما أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صحتها، لكنه قال إنها مجرد "ورقة مبدئية"

ووفق مسؤول في وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، فإن الوثيقة مكونة من 10 صفحات تحتوي على شعار وزارة الاستخبارات برئاسة الوزيرة جيلا غامليل، من حزب الليكود بقيادة نتنياهو.

وخطة النقل وفق الوثيقة، تنقسم إلى مراحل عدة، أولها "يجب "إجلاء سكان غزة إلى الجنوب"، في حين ستركز ضربات سلاح الجو الإسرائيلي على الجزء الشمالي من القطاع، وفي المرحلة الثانية، سيبدأ الدخول البري إلى غزة، ما سيؤدي إلى احتلال القطاع بأكمله، من الشمال إلى الجنوب، و"تطهير المخابئ تحت الأرض من مقاتلي حماس".

وفي الوقت ذاته، بعدما يُحتل قطاع غزة، يتم نقل مواطني غزة إلى مصر، ويغادرون القطاع، دون السماح بالعودة مجددًا بشكل دائم، "من المهم ترك الممرات باتجاه الجنوب صالحة للاستخدام، للسماح بإجلاء السكان المدنيين باتجاه رفح"، وفقًا للوثيقة الصادرة من الاستخبارات الإسرائيلية.

كما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن نتنياهو، حاول الضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لقبول الفلسطينيين من قطاع غزة، إذ أجرى رئيس وزراء الاحتلال محادثات مع زعماء العالم، وطلب منهم محاولة إقناعه، بقبول اللاجئين في سيناء المصرية، لكن هذا المقترح قوبل بالرفض بشكل قاطع ونهائي تحديدا من قبل مصر.

سكان قطاع غزةسيناريو نقل 2 مليون

في هذا الصدد قال المحلل السياسي الفلسطيني، زيد الأيوبي، إن الاحتلال الاسرائيلي قام خلال الفترة السابقة بقصف مناطق في الجنوب علما بانه أعلن بأن الجنوب آمن وطلب من سكان شمال غزة بالتوجه للجنوب، وعلى الرغم من ذلك قام بقصف أهداف في هذه المناطق، كما تم قصف قوافل للنازحين  وهذا مثبت وموثق و الجميع شاهدوا ذلك على وسائل الإعلام ، مشيراً إلى أنه هناك حوال 2 مليون حوالي اثنين مليون نازح موجودين في منطقة الجنوب، من اجل اجبارهم على الرحيل والخروج خارج قطاع غزة باتجاه رفح المصرية والتوجه إلى  سيناء، ومن الممكن ايضا أن يكون هناك سيناريو متوقع حتى يجبر الدولة المصرية الرافضة للتهجير القسري وهو أن تقوم إسرائيل بقصف الحدود بين غزة ومصر من إجبار سكان غزة على الانتقال إلى سيناء من أجل تطبيق  مخطط التهجير القسري والسيطرة على جغرافيا قطاع غزة وتكون خالية من من السكان. 

وأضاف زيد الايوبي خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن المجتمع الدولي بأكمله يطلب تجنيب المدنيين الأطفال والنساء لويلات القصف، وفي ذات الوقت إسرائيل لا زالت تتعنت و تشعر وكأنها أكبر من القانون الدولي واكبر من النظام الدولي، خاصة وأنها متسلحة بضوء امريكي بريطاني فرنسي ايطالي الماني،  ومعظم الدول اعلنوا ان إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها، و فيما يتعلق بالحفاظ على القيم الإنسانية والحفاظ على حقوق الإنسان فيجب على هذا المجتمع الدولي أن يتخلى عن مربع ازدواجية المعايير والتمييز بين ارواح الشعوب، ضارباً مثال بالشعب الاوكراني الذي يدافع عنه  المجتمع الدولي في المقابل لا أحد يكترث كثيراً لأرواح الشعب الفلسطيني، و لا احد يتحرك إلا بعض الخطابات والبيانات والاستنكارات عبر وسائل الاعلام التي لا تحقق أي شيء. 

واستكمل الايوبي : فيما يخص قرارات القمة العربية المشتركة فمن المهم القول أنه كان هناك اكثر من 57 دولة عربية واسلامية، وهذا يعد ثقلا كبيرا كما أنه تم إصدار بيان مشترك وهام ، وأهم ما جاء في هذا البيان المشترك هو كسر الحصار عن قطاع غزة وايصال الامدادات الغذائية والطبية الى سكان قطاع غزة، وهو جاء في البند الثالث لبيان ، و يضاف لذلك التأكيد على أنه يجب محاسبة ومحاكمة إسرائيل وطلبوا من المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية إن يتحرك من اجل التحقيق في جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذه الدعوة هي بمثابة بلاغ له قيمة قانونية كبيرة.

خطة الرئيس السيسي للتحرك إزاء التصعيد الإسرائيلي في غزة.. ونشاطه المكثف بقمة الرياض على رأس اهتمامات الصحف الرئاسة: الموقف المصري السعودي متطابق تجاه أزمة قطاع غزة.. وكرم جبر: كل كنوز الدنيا لن تسمح بأخذ جزء من سيناء | أخبار التوك شو

وتابع: يضاف لذلك خارطة الطريق التي وضعها الرئيس القائد عبدالفتاح السيسي وهي كيفية الخروج من هذه الأزمة بوقف العدوان على قطاع غزة فورا والسماح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية والوقود ثم التوصل إلى مسار سياسي فلسطيني برعاية إقليمية ودولية من أجل الايصال إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، باعتبارها هي الحل السحري لإنهاء الصراعات في كل هذه المنطقة وإنهاء وضمان استدامة الأمن والاستقرار والازدهار في داخل الشرق الاوسط. 

أردف: الدول الــ57 التي اجتمعت بالامس في القمة العربية الاسلامية الرياض انبثقت عنها لجنة من اجل متابعة تطبيق هذه القرارات، ونحن لمسنا كفلسطينيين وجود جدية لدى هذه الدول على الأقل في المسار الإنساني وهو مسار المساعدات الإنسانية، وبالتالي  هذه الدول ستنسق مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية كيفية ادخال هذه المساعدات وكيفية اللجوء لمحكمة الجنايات الدولية وكيفية التوجه أيضا للمجتمع الدولي من اجل تفعيل المواقف  الجدية نحو انهاء العدوان على قطاع غزة.

ويشار إلى أنه كانت قد أمرت إسرائيل سكان شمال قطاع غزة بإخلائه في ظل الحرب بينها وبين حركة حماس، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس "رفضه الكامل" لتهجير السكان من غزة، محذراً من "نكبة ثانية".

وكان الجيش الإسرائيلي حث في وقت سابق "كافة سكان شمال غزة على إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً من أجل حمايتهم"، كما أوضح في بيان أن السكان لن يتمكنوا من العودة إلا عندما يتم إصدار إعلان آخر يسمح بذلك، وأكد أنه سينفذ عمليات بمدينة غزة في الأيام المقبلة، وأمر سكان غزة بعدم الاقتراب من منطقة السياج مع إسرائيل.

وقد رأى عدد من المراقبين أن هذا الإنذار قد يكون مؤشراً لتوغل بري وشيك شمال القطاع، لا سيما أن كافة المعطيات العسكرية والتعزيزات التي دفعت بها إسرائيل نحو حدود القطاع تشي بذلك.

فيما اعتبره البعض دعوة لتفريغ غزة من سكانها بغية الدفع بهم نحو الجنوب، ومن ثم "تهجيرهم" إلى مصر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة حماس إسرائيل القضية الفلسطينية سيناء تهجير الفلسطينيين الاستخبارات الإسرائیلیة وزارة الاستخبارات المجتمع الدولی سکان قطاع غزة غزة إلى سیناء سکان غزة إلى مصر من اجل

إقرأ أيضاً:

90 % من سكان غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل.. التفاصيل كاملة

ذكرت الأمم المتحدة، إن 9 من كل 10 أشخاص في غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل داخل القطاع الذي يشهد عدوانًا إسرائيليًا مدمرًا منذ نحو 9 أشهر.

جاء ذلك في تصريحات لمدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، في مؤتمر صحفي تحدث فيه إلى الصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من القدس المحتلة، وفق ما ذكره موقع أخبار الأمم المتحدة.

وقال "دي دومينيكو" إن المجتمع الإنساني يقدّر إجمالي عدد السكان في غزة في الوقت الراهن بنحو 2.1 مليون نسمة، مع الوضع في الاعتبار مقتل أكثر من 37 ألف شخص، ومغادرة 110 آلاف للقطاع منذ أكتوبر 2023.

 

وأشار إلى أنهم قدّروا أن ما بين 300 إلى 350 ألف شخص لا يزالون في شمال غزة، لا يستطيعون الانتقال إلى الجنوب.

وأضاف أنَّ 9 من كل 10 أشخاص في غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل، وفي بعض الحالات 10 مرات.

وأوضح المسؤول الأممي أن من نزحوا في اليومين الماضيين، عقب أوامر إخلاء إسرائيلية في خان يونس جنوبي القطاع، "لا يضافون بالضرورة إلى رقم النازحين لأن كثيرين منهم نازحون بالفعل".

 

وتابع: "في كل مرة ينزح فيها الناس، فإنهم يضطرون إلى إعادة ضبط حياتهم بالكامل مرارًا وتكرارًا".

والاثنين، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي "أوامر" إخلاء للفلسطينيين في مناطق شرق خان يونس، ما اضطرهم إلى النزوح باتجاه منطقة المواصي بمدينة رفح جنوبي القطاع.

توقعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اضطرار 250 ألف فلسطيني إلى النزوح مجددًا من خان يونس، مؤكدة أنه "لا مكان آمن في غزة".  

مقالات مشابهة

  • مقاومة واستبسال في رفح والشجاعية
  • غارات وقتال في غزة وتصعيد على الحدود مع لبنان
  • إسرائيل تواصل  حربها على غزة.. أونروا: الظروف المعيشية في القطاع باتت لا تطاق!
  • هآرتس تحذر من استيطان طويل في غزة.. حكومة نتنياهو تندفع نحو كارثة
  • وثيقة إسرائيلية مسربة تكشف مخطط لتهجير أهالي غزة إلى مصر
  • وثيقة مسربة تكشف مخطط إسرائيل لتهجير سكان غزة إلى مصر
  • ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة
  • الأورومتوسطي: المجاعة والتعطيش من أسلحة "إسرائيل" في جريمة الإبادة ضد غزة
  • 90 % من سكان غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل.. التفاصيل كاملة
  • من 10 صفحات.. وثيقة إسرائيلية مسربة تكشف مخطط تل أبيب لتهجير سكان غزة إلى مصر